الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شرح الكلمات:
ويقولون: أي المنافقون.
آمنا بالله وبالرسول: أي صدقنا بتوحيد الله وبنبوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
ثم يتول فريق منهم: أي يعرض.
إذا فريق منهم معرضون: أي عن المجيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
مذعنين: أي مسرعين منقادين مطيعين.
في قلوبهم مرض: أي كفر ونفاق وشرك.
أم ارتابوا: أي بل شكوا في نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم.
أن يحيف الله عليهم ورسوله: أي في الحكم فيظلموا فيه.
إنما كان قول المؤمنين: هو قولهم سمعنا وأطعنا أي سمعاً وطاعة.
المفلحون: أي الفائزون بالنجاة من النار ودخول الجنة.
معنى الآيات:
بعد عرض تلك المظاهر لقدرة الله وعلمه وحكمته والموجبة للإيمان بالله ورسوله، وما عند الله من نعيم مقيم، وما لديه من عذاب مهين فاهتدى عليها من شاء الله هدايته وأعرض عنها من كتب الله شقاوته من المنافقين الذين أخبر تعالى عنهم بقوله:{ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا} أي صدقنا بالله رباًّ وإلهاً وبمحمد نبياً ورسولاً، وأطعناهما1 {ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك} أي من بعد تصريحهم بالإيمان والطاعة يقولون معرضين بقلوبهم عن الإيمان بالله وآياته ورسوله، {وما أولئك بالمؤمنين} فأكذبهم الله في دعوة إيمانهم هذا ما دلت عليه الآية الأولى
(47)
وقوله تعالى: {وإذا دعوا إلى الله ورسوله2 ليحكم3 بينهم} أي في قضية من قضايا دنياهم، {إذا فريق منهم معرضون} أي فاجأك فريق منهم بالإعراض عن التحاكم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقوله:{وإن يكن لهم الحق} أي وإن يكن لهم في الخصومة التي بينهم وبين غيرهم {يأتوا إليه} أي إلى رسول الله {مذعنين} أي منقادين طائعين أي لعلمهم أن الرسول يقضي بينهم بالحق وسوف يأخذون حقهم وافياً وقوله تعالى: {أفي
1 قولهم ، هذا قول باطل إنهم ما آمنوا ولا أطاعوا وإنما هو قول المنافقين والله شهد إنهم لكاذبون.
2 قيل: إن هذه الآية نزلت في بشر المنافق وخصمه اليهودي كانت بينهما أرض فقال اليهودي: هيا نتحاكم إلى محمد صلى الله عليه وسلم وقال بشر المنافق لا إن محمداً يحيف علينا فلنحتكم إلى كعب بن الأشرف اليهودي فنزلت.
3 لم يقل ليحكما لأن الذي يحكم بينهما هو الرسول صلى الله عيه وسلم وإنما قدم اسم الله تعظيماً ولأن مادة الحكم من الله والرسول صلى الله عليه وسلم مبيّن ومنفّذ لا غير.
قلوبهم1 مرض} أي بل في قلوبهم مرض الكفر والنفاق. {أم ارتابوا} أي بل ارتابوا أي شكوا في نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم {أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله} لا، لا، {بل أولئك هم الظالمون} ، ولما كانوا ظالمين يخافون حكم الله ورسوله فيهم لأنه عادل فيأخذ منهم ما ليس لهم ويعطيه لمن هو لهم من خصومهم وقوله تعالى:{إنما كان قول المؤمنين} أي الصادقين في إيمانهم {إذا دعوا الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا} أي لم يكن للمؤمنين الصادقين من قول يقولونه إذا دعوا إلى كتاب الله ورسوله ليحكم بينهم إلا قولهم: سمعنا وأطعنا فيجيبون الدعوة ويسلمون بالحق قال تعالى في الثناء عليهم {وأولئك هم المفلحون} أي الناجحون في دنياهم وآخرتهم دون غيرهم من أهل النفاق. وقوله تعالى: في الآية الكريمة الأخيرة (52){ومن يطع الله ورسوله2} أي فيما يأمران به وينهيان عنه، {ويخش الله} أي يخافه في السر والعلن، {ويتقه} أي يتق مخالفته فلا يقصر في واجب ولا يغشى محرماً، {فأولئك هم الفائزون} فقصر الفوز عليهم أي هم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة المنعمون في جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. اللهم اجعلنا منهم واحشرنا في زمرتهم إنك ربنا وربهم.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:
1-
وجوب التحاكم إلى الكتاب والسنة.
2-
من دعي إلى الكتاب والسنة فأعرض فهو منافق معلوم النفاق.
3-
اتخاذ قوانين وضعية للتحاكم إليها دون كتاب الله وسنة رسوله آية الكفر والنفاق.
4-
فضل طاعة الله ورسوله وتقوى الله عز وجل وأن أهلها هم الفائزون بالنجاة من النار ودخول الجنان.
1 الاستفهام للتوبيخ والذم وهو أبلغ في التوبيخ وأشد في الذم من مجرّد الإخبار كما في المدح أيضاً أبلغ وأشد فيه، وشاهده قول جرير في المدح:
ألستم خير من ركب المطايا
وأندى العالمين بطون راح
2حكي أنّ رجلاً من دهاقين الروم أسلم فقيل له هل لإسلامك سبب؟ قال: نعم إني قد قرأت التوراة والزبور والإنجيل وكثيراً من كتب الأنبياء فسمعت أسيراً يقرأ آية من القرآن جمع فيها كل ما كتب في الكتب المتقدمة فعلمت أنه من عند الله فأسلمت. وقيل له ما هي؟ قال: قوله تعالى: {ومن يطع الله} في الفرائض {ورسوله} في السنن {ويخشى الله} فيما مضى من عمره {ويتقه} فيما بقي من عمره {فأولئك هم الفائزون} والفائز من نجا من النار وأدخل الجنة. فقال عمر قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أوتيت جوامع الكلم".