الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2-
إنذار الكافرين وتحذيرهم من مواصلة كفرهم وحربهم للإسلام فإن يوماً سيأتي يتمنون فيه أن لو كانوا مسلمين.
3-
تقرير عقيدة القضاء والقدر فما من شيء إلا وسبق به علم الله وكتبه عنده في كتاب المقادير الحياة كالموت، والربح كالخسارة، والسعادة كالشقاء، جميع ما كان وما هو كائنٌ وما سكون سبق به علم الله وكتب في اللوح المحفوظ.
وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ
(6)
لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7) مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلَاّ بِالحَقِّ وَمَا كَانُواْ إِذًا مُّنظَرِينَ (8) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ (10) وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَاّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ (11)
شرح الكلمات:
نزل عليه الذكر.: أي القرآن الكريم.
لو ما تأتينا بالملائكة: أي هلا تأتينا بالملائكة تشهد لك أنك نبي الله.
وما كانوا إذاً منظرين: أي ممهلين، بل يأخذهم العذاب فور نزول الملائكة.
إنا نحن نزلنا الذكر: أي القرآن.
في شيع الأولين: أي في فرق وطوائف الأولين.
معنى الآيات:
قوله تعالى {وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر} أي قال الكافرون المنكرون للوحي والنبوة {إنك لمجنون} أي غير عاقل وإلا لما ادعيت النبوة. وفي قولهم هذا استهزاء
ظاهر بالرسول صلى الله عليه وسلم وهو ثمرة ظلمة الكفر التي في قلوبهم وقوله: {لوما تأتينا1 بالملائكة} لو ما هنا بمعنى هلا التحضيضيه أي هلا تأتينا بالملائكة نراهم عياناً يشهدون لك بأنك رسول الله {إن كنت من الصادقين} في دعواك النبوة والرسالة فأت بالملائكة تشهد لك. قال تعالى {ما ننزل2 الملائكة إلا بالحق} أي نزولاً ملتبساً بالحق. أي لا تنزل الملائكة إلا لإحقاق الحق وإبطال الباطل لا لمجرد تشهي الناس ورغبتهم ولو نزلت الملائكة ولم يؤمنوا لنزل بهم العذاب فوراً {وما كانوا إذاً منظرين3} أي ممهلين بل يهلكون في الحال. وقوله تعالى في الآية (9){إنا نحن نزلنا الذكر} أي القرآن {وإنا له لحافظون} أي من الضياع ومن الزيادة والنقصان لأنه حجتنا على4 خلقنا إلى يوم القيامة. أنزلنا الذكر هدى ورحمه وشفاء ونوراً. هم يريدون العذاب والله يريد الرحمة. مع أن القرآن نزلت به الملائكة، والملائكة إن نزلت ستعود إلى السماء ولم يبق ما يدل على الرسالة إلا القرآن ولكن القوم لا يريدون أن يؤمنوا وليسوا في ذلك الكفر والعناد وحدهم بل سبقتهم طوائف وأمم أرسل فيهم فكذبوا وجاحدوا وهو قوله تعالى:{ولقد5 أرسلنا من قبلك في شيع6 الأولين} أي في فرقهم وأممهم {وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به7 يستهزئون} لأن علة المرض واحدة إذاً فلا تيأس يا رسول الله ولا تحزن بل اصبر وانتظر وعد الله لك بالنصر فإن وعده حق: {كتب ألله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز} .
1 {لوما} كلولا وهلاّ: حرف تحضيض على الفعل نحو: لو ما أكرمت عمراً ولولا أكرمت زيداً وهلا كذلك، وتأتي مع الخبر فلا يراد بها التحضيض نحو: لو ما خوف الله لقلت فيك كذا وكذا، قال الشاعر:
لو ما الحياء ولوما الدين عبتكما
ببعض ما فيكما إذ عبتما عَوَري
2 قرأ حفص: {ما ننزل الملائكة} وقرأ بعضهم {ما تنزّل} وقرأ ورش عن نافع {ما تُنَزَّل} بحذف إحدى التائين نخفيفاً، إذ الأصل: تتنزّل.
3 أصل: إذاً: إذ أن، ومعناها حينئذ أي: تنزّلت الملائكة بإهلاكهم لما كانوا حينئذ منظرين أي. ممهلين ساعة من الزمن.
4 قالت العلماء: لما وكل الله تعالى حفظ التوراة والإنجيل إلى أهل الكتاب في قوله {بما استحفظوا من كتاب الله} أضاعوه فزادوا فيه ونقصوا منه، ولمّا تولى الله تعالى حفظ القرآن، حفظه فلم يردْ فبه حرف ولم ينقص منه حرف.
5 {ولقد أرسلنا} الخ.. هذه الجملة إبطال لاستهزاء المشركين بالرسول صلى الله عليه وسلم على طريقة التمثيل بأشياعهم من الأمم السابقة.
6 الشِيعَ: جمع شيعة، وهي الفرقة المتآلفة المتفقة الكلمة، وفيه قوله تعالى {أو يلبسكم شيعا} أي: فرقاً كل فرقة تتألف مع أفرادها، وتحارب عن مبادئها وأفكارها وما هي عليه من دين وعادة.
7 تقديم الجار والمجرور (به) على فعل يستهزئون: لإفادة القصر للمبالغة أي: كأنهم لفساد قلوبهم لا شغل لهم إلا الاستهزاء برسول الله عز وجل.