الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول: تعريف النكاح
وتحته ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: تعريف النكاح لغةً
النكاح في اللغة: الضم، والجمع، والاختلاط.
قال في المصباح المنير:
(يقال مأخوذٌ من نكحه الدواء إذا خامره وغلبه، أو من تناكحت الأشجارُ إذا انضم بعضها إلى بعض، أو من نكح المطر الأرض إذا اختلط بثراها). (1) وسمي النكاح نكاحاً؛ لما فيه من ضم أحد الزوجين إلى الآخر شرعاً، إما وطئاً، أو عقداً، حتى صارا فيه كمصراعي باب. (2) وتستعمل العرب لفظ النكاح بمعنى الوطء والعقد جميعاً، على سبيل الاشتراك، ويعرف المراد منهما بقرينة تدل عليه.
قال في لسان العرب:
(نكح فلان امرأةً ينكحها إذا تزوجها، ونكح ينكح إذا باضعها أيضاً)(3) وقال في القاموس المحيط: (النكاح: الوطء، والعقد له. (4) وقال صاحب العين: نكح ينكح نكحاً، وهو البضع، ويجري أيضاً مجرى التزويج). (5)
(1) المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي، م 1 / ج 2 صـ 624، أحمد بن محمد بن علي المقري الفيومي، ط، المكتبة العلمية، بيروت لبنان.
(2)
أنيس الفقهاء في تعريفات الألفاظ المتداولة بين الفقهاء. 1/ 145 ، قاسم بن عبد الله بن أمير علي القونوي. ط، دار الوفاء - جدة، الطبعة الأولى، 1406 هـ، تحقيق: د. أحمد بن عبد الرزاق الكبيسي
(3)
لسان العرب 14/ 279، محمد بن مكرم بن منظور الإفريقي المصري، تـ 711 هـ، ط، دار إحياء التراث، بيروت لينان، الطبعة الثالثة، تأريخ الطبع 1413 هـ، 1993 م
(4)
القاموس المحيط 1/ 223، محمد بن يعقوب الفيروز أبادي، تـ 817 هـ، ط، دار الفكر، بيروت، لبنان،
…
تأريخ الطبع 1415 هـ، 1995 م.
(5)
كتاب العين 3/ 63، أبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي. المولود سنة 100 هـ المتوفى سنة 175 هـ ط، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت لبنان، الطبعة الأولى تأريخ الطبع 1408 هـ 1988 م.
وقال في المطلع على أبواب المقنع: قال الزجاج (1): النكاح في كلام العرب بمعنى العقد والوطء جميعاً، وموضوع (ن - ك - ح) في كلامهم للزوم الشيء راكباً عليه؛
…
قال ابن جني (2): سألت أبا علي الفارسي (3)
عن قوله نكحها قال: فرقت العرب فرقاً لطيفاً تَعِرف به موضع العقد من الوطء، فإذا قالوا نكح فلانة أو بنت فلان أرادوا تزوجها وعقد عليها، وإذا قالوا نكح امرأته وزوجته لم يريدوا إلا المجامعة؛ لأن بذكر امرأته وزوجته يُستغنى عن العقد. (4) وقد قيل إن النكاح حقيقة في الوطء، مجاز في العقد؛
…
قال في لسان العرب: قال الأزهري (5): أصل النكاح في كلام العرب الوطء، وقيل للتزويج نكاحاً لأنه سبب للوطء المباح. (6)
(1) هو أبو إسحاق الزجاج إبراهيم بن محمد بن السري بن سهل، النحوي، كان من أهل العلم بالأدب والدين المتين، وصنف كتابا في معاني القرآن، وله كتاب الأمالي، وكتاب ما فسر من جامع المنطق؛ وكتاب الاشتقاق وكتاب العروض، وأخذ الأدب عن المبرد وثعلب رحمهما الله تعالى، توفي يوم الجمعة تاسع عشر جمادى الآخرة سنة عشر وقيل سنة إحدى عشرة وقيل سنة ست عشرة وثلاثمائة ببغداد، وقد ناف على ثمانين سنة، أنظر وفيات الأعيان وأنباء الزمان 1/ 49: لأبي العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان، ت 681 هـ طبعة: دار الثقافة بيروت، تأريخ الطبع 1968 م، تحقيق: د إحسان عباس.
(2)
هو إمام العربية، أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي، صاحب التصانيف كان أبوه مملوكا روميا لسليمان بن فهد الموصلي وله ترجمة طويلة في " تاريخ الأدباء " لياقوت. لزم أبا علي الفارسي دهرا، وسافر معه حتى برع وصنف، وسكن بغداد، وتخرج به الكبار. وله " سر الصناعة " و " اللمع "، و " التصريف "، و " التلقين في النحو "، و " التعاقب "، و " الخصائص "، و " المقصور والممدود "، و " ما يذكر ويؤنث "، و " إعراب الحماسة "، و " المحتسب في الشواذ " توفي في صفر سنة اثنتين وتسعين وثلاث مئة. ولد قبل الثلاثين وثلاث مئة، وكان أعور. أنظر سير أعلام النبلاء 17/ 19، لشمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى 748 هـ، ط، مؤسسة الرسالة، بيروت لبنان، الطبعة الأولى، تأريخ الطبع 1409 هـ 1988 م.
(3)
هو الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي الأصل، أبو علي: أحد الأئمة في علم العربية .. ويقال له: الفسوي أيضا لأنه ولد بمدينة فسا (من أعمال فارس) سنة 288 هـ، ودخل بغداد سنة 307 هـ، وتجول في كثير من البلدان. وفدم حلب سنة 341 هـ، فأقام مدة عند سيف الدولة. وعاد إلى فارس، فصحب عضد الدولة ابن بويه، وتقدم عنده، فعلمه النحو، وصنف له كتاب الإيضاح، توفي سنة 377، انظر الأعلام للزر كلي 2/ 54 وأبجد العلوم
…
[جزء 3 - صفحة 45]
(4)
المطلع على أبواب المقنع 1 - 318، لمحمد بن أبي الفتح البعلي الحنبلي أبو عبد الله ط، المكتب الإسلامي - بيروت لبنان، تأريخ الطبع 1401 هـ - 1981 م، بتحقيق: محمد بشير الأدلبي
(5)
هو العلامة، أبو منصور، محمد بن أحمد بن الأزهر بن طلحة الأزهري الهروي اللغوي الشافعي، كان رأسا في اللغة والفقه، ثقة ثبتا ديناً، وله كتاب " تهذيب اللغة " المشهور، وكتاب " التفسير "، وكتاب " تفسير ألفاظ المزني "، و " علل القراءات "، وكتاب " الروح "، مات في ربيع الآخر سنة سبعين وثلاث مئة، عن ثمان وثمانين سنة. انظر سير أعلام
…
النبلاء - (ج 16 / ص 315) شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، المتوفى 748 هـ 1374 م، ط، مؤسسة الرسالة، بيروت لبنان، الأولى، بتأريخ 1409 هـ 1988 م.
(6)
لسان العرب، 3/ 279.
وللنكاح أسماءٌ كثيرة عند العرب: قال الثعلبي" (1) وابن القطان (2):
له ألف اسم، وقال علي ابن جعفر اللغوي (3): له ألف وأربعون اسماً، وكثرة الأسماء تدل على شرف المسمى (4).
(1) هو أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو إسحاق النيسابوري الثعلبي صاحب التفسير كان أوحد زمانه في علم القرآن، وله كتاب العرائس في قصص الأنبياء، قال السمعاني: يقال له الثعلبي والثعالبي، وهو لقب لا نسب، روى عن جماعة، وكان حافظاً عالماً، بارعاً في العربية، موثقاً، أخذ عنه أبو الحسن الو احدي، توفي سنة 427 هـ انظر الوافي بالوفيات 7/ 307 برقم 3299. لصلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي طـ، دار النشر، باكستان، الطبعة الثانية، تأريخ الطبع 1381 هـ 1962 م.
(2)
هو أحمد بن محمد بن أحمد المعروف بابن القطان البغدادي الفقيه الشافعي من كبار أئمة الأصحاب، أخذ الفقه عن ابن سريج ثم من بعده عن أبي إسحاق المروزي، ودرس ببغداد وأخذ عنه العلماء وله مصنفات كثيرة، كانت الرحلة إليه بالعراق مع أبي القاسم الداركي، استقل بالرئاسة، وذكره الشيخ أبو إسحاق في " الطبقات "، وله مصنفات في أصول الفقه وفروعه، وتوفي سنة تسع وخمسين وثلاث مائة. انظر الوافي بالوفيات، 7/ 321 ..
(3)
هو علي بن جعفر بن علي بن محمد بن عبد الله بن حسين بن أحمد الأعلني أبو القاسم بن القطاع السعدي الصقلي المكاتب اللغوي ولد بصقلية في سنة ثلاث وثلاثين وأربع مائة وأخذ بها عن أبي بكر محمد بن علي بن البراء اللغوي وغيره وبرع في النحو وصنف تصانيف وخرج عن صقلية حين أشرف الفرنج على تملكها فقدم مصر في حدود الخمس مائة فبالغوا في إكرامه وله كتاب أبنية الأسماء، جمع فيه فاستوعب، وله مصنف في العروض ومصنف في شعراء جزيرة صقلية أورد فيه لمائة وسبعين شاعرا وكان نقاد البصريين ينسبونه إلى التساهل في الرواية وذلك لأنه لما قدم سأله عن الصحاح للجوهري فذكر أنه لم يصل إلى صقلية ثم أنه لما رأى اشتغالهم به ركب له إسنادا وأخذه الناس عنه مقلدين له قال ياقوت الحموي وكان أبوه ذا طبقة عالية في اللغة والنحو وجده على شاعرا محسنا وكذا جد أبيه وجد جده الحسين بن أحمد وكان ذكيا شاعرا رواية للأدب مات سنة أربع عشرة وخمس مائة أنظر لسان الميزان 5/ 506، ابن حجر العسقلاني المولود 773 هـ والمتوفى سنة 852 هـ، ط، دار البشائر الإسلامية، بيروت لبنان، الأولى، تأريخ الطبع 1423 هـ 2002 م.
(4)
مغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج، 3/ 165، لشمس الدين محمد بن الخطيب الشربيني، ط، دار المعرفة، بيروت لبنان، الطبعة الأولى تأريخ الطبع 1418 هـ، 1997 م.