الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
علائقه السياسة
لما لبي مولاي إسماعيل داعي مولاه، وانتقل لما قدمت يداه وجه ملك الإنجليزي القبطان "روسيل" سفيرًا للمترجم معزيا ومهينا وطالبا فداء الأسارى والدوام على حسن المعاملة مع التجار الذين بإيالته المغربية والأمنية على أنفسهم وأموالهم طبق ما كان الأمر جاريا عليه بينه وبين والده الفقيد.
ولما بلغ علم المترجم أن السفير حل بطنجة كتب له بما حاصله -حسبما جاء في صحيفة 27 من "تاريخ انقلابات دول المغرب بعد وفاة مولانا إسماعيل" الذي ألفه القبطان "ابريط ويت" الإنجليزي الذي ورد في رفقة السفير "روسيل" المذكور المترجم من الإنجليزية إلى الفرنسية- وبعد: نقد أَخبرنا الباشا احمد بن على بن عبد الله الريفي أنكم وصلتم إلى جبل طارق ومعكم صاحب القائد المذكور الذي كان في عاصمة مملكتكم، وأخبرنا بما تؤملون منا من تجديد العهود التي كانت بين والدنا رحمه الله وبين دولتكم، وعليه فقدم لدينا صحبة الباشا أحمد بن على وها مكاتب الإيصاء عليك بالطريق حتى تصل لدينا مصونا من كل مروع أنت ومن معك من الأصحاب اهـ. ملخصا.
والصاحب الذي أشار إليه في هذا المكتوب الذي سماه صاحب التاريخ المنقول منه ببوكلي كان وَجَّهَهُ الجدُّ المقدس مولانا إسماعيل سفيراً لملك إنكلترا وفي أُيوبته من سفارته اتصل به نعي مرسله أثناء الطريق.
وكان هذا السفير من جملة أعوان القائد أحمد الريفي المذكور وهو الذي كان أشار على السلطان المرحوم بتعيينه سفيرا.
ولما حدث ما حدث بين القائد أحمد وبين أهل تطوان مما تلي عليك وعلم بذلك السفير والحال أنه تطواني الأصل والاستيطان، كبر عليه ذلك ولم يدر إلى
أين تكون وجهته، فإن قصد الريفي لطنجة ربما لا يأمن على عائلته بتطوان من التضييق بهم وسلبهم أمتعتهم وما لهم نكاية له، وإن قصد أهله بتطوان لا يدري ماذا تلد له الليالي، وقد كان كل من الريفي وأهل تطوان لما علموا بقدومه وجه إليه يأمره بالنزول من البحر لديه فازدادت حيرته، حتى هم بالرجوع من حيث جاء إلى أن تطمئن البلاد وترجع المياه لمجاريها، وقد كان هذا السفير متأبطا لهدايا مهمة من ملك الإنجليز لمرسله.
ولما اتصل الخبر بصاحب الترجمة أوفد إليه الحاج عبد القادر لبريس لجبل طارق يأمره بالقدوم لحضرته بمكناس، وعند ذلك لم يجد بدا من التوجه للقائد أحمد الريفي بطنجة فتوجه لديه ثم ذهب للحضرة السلطانية.
وفي عشري قعدة الحرام عام تسعة وثلاثين ومائة وألف كتب المترجم لقنصل الإنجليز وتجار النصارى الذين بتطوان يعلمهم بانه ولي الباشا على بوشفرة مكان الباشا أحمد الريفي عاملا على إيالته سهلها ووعرها ماعدا طنجة والعرائش وأصيلا، فإنه أبقاها لنظر الريفي المذكور، وأنه أمر بوشفرة بسكنى تطوان وأَنهم لا يرون من المذكور إلا كمال المجاملة والصيانة التامة لأنفسهم وأموالهم حسبما بصحيفة 28 من تاريخ انقلابات دول المغرب المذكور.
بناءاته: منها القصبة التي أنشأها بتادلا حذو قصبة والده، واتخذ بها داره ومسجداً أكبر من مسجد والده، كما أن قصبته أكبر، وزيادته في قبة ضريح والده كما تقدمت الإشارة لذلك في البناءات المكناسية.
قضاته: منهم الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن التماق الأندلسي الغرناطي العلامة المشاور، ولي قضاء فاس بعد امتناع والخطابة بالقرويين منها سادس صفر سنة أربعين ومائة وألف، فعدل في الأحكام وتحري الإنصاف والورع ومشاورة العلماء وأُخر رابع شوال من السنة المذكورة عن غير