الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفاته: توفي بعد طلوع الفجر من يوم الثلاثاء تاسع عشر رمضان عام ستة وعشرين ومائتين وألف ورثاه ولده القاضي صالح بقصيدة مطولة لكنها دون الأولى، كما رثاه تلميذه ابن عمرو، ومطلع الأولى:
عز المصاب وسله وانهض إلى
…
ما أحتاج للتأنيس والإكرام
ومطلع الثانية لابن عمرو:
كفى الرزء خطبا أن يحل عرى الصبر
…
ويرخص من دمع الوري غالي التبر
57 - أبو العباس أحمد العمراني الفقيه الشريف
.
حاله: فقيه جليل وجيه تولى الخطابة بالمسجد الجامع الإدريسي بعد وفاة خطيبه سيدي الفاطمي بن عبد القادر، وتولى نيابة القضاء بالزاوية الإدريسية.
58 - أبو العباس أحمد المكناسي
.
الشيخ الصالح الشهير شيخ الغماري الذي أخذ عنه والد صاحب "أنس الفقير وعز الحقير" رواية نافع في القراءة وحدثه برجز ابن بري عن مؤلفه ووالد صاحب الأنس المذكور هو القاضي أبو العباس أحمد بن الخطيب القسمطيني.
59 - مولاي أحمد بن عبد المالك العلوي
.
قاضي الجماعة بالحضرتين فاس ومكناس.
حاله: له مشاركة في الفقه والتصريف واللغة والتاريخ والأدب والتوثيق والمعرفة الكاملة بصناعة الأحكام، حلاه ابن عبد السلام الناصري: بسيدنا الشريف الأجل، العلامة الأفضل، نور النبراس، سيدنا ومولانا أبي العباس، وقال في حقه تلميذه العلامة المثبت صاحب الإشراف على بعض من بفاس من مشاهير
59 - من مصادر ترجمته: إتحاف المطالع 7/ 2523 في موسوعة أعلام المغرب.
الأشراف، ما لفظه: قاضي الجماعة بالحضرتين الإدريسية والمولوية شيخنا أبو العباس مولانا أحمد بن عبد المالك، له مشاركة في الفقه والتصريف واللغة مع المعرفة التامة بصناعة القضاء والوثائق واستحضار نصوص المختصر وقضايا التاريخ والأدب. انتهى.
وكان متوليا خطبة العدالة بهذه الحضرة المكناسية، ثم ولاه السلطان أبو الربيع مولانا سليمان عام أربعة وثلاثين ومائتين وألف ورشحه لخطبة جامع قصبته المولوية أوائل محرم فاتح سبعة -بموحدة- وثلاثين ومائتين وألف، حسبما وقفت على تاريخ التوليتين بخط يده ومنه نقلت، وقد كان قبل ذلك من عدول مكناسة المبرزين، متصدرا للشهادة وقفت على عدة رسوم بخطه وشهادته وكثير من خطاباته والتسجيل عليه.
وكانت توليته لقضاء فاس البالي وتأخيره عن قضاء مكناس فاتح شعبان عام سبعة وثلاثين ومائتين وألف حسبما ذلك بظهير السلطان أبي الربيع مولانا سليمان الصادر لولده خليفته مولاي الحسن، ودونك لفظه بعد الحمدلة والصلاة.
"ولدنا مولاي الحسن السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فنأمرك أن توجه لحضرتنا العالية بالله قاضي مكناسة ولد عمنا مولاي أحمد بن عبد المالك بمجرد وصول كتابنا هذا إليك فورا فورا ليلاً أو نَهارا مع جروان أو مجاط، ومن أتى معه من البربر فقد سامحناه وأمناه وأهل مكناسة يجتمعون ويتفقون على رجل يرضونه لأنفسهم منهم أو من غيرهم، ويولونه عليهم، وأما مولاي أحمد فقد وليناه أمر القضاء بفاس البالي، وفي ثالث شعبان عام سبع وثلاثين ومائتين وألف".
ولم يزل على خطته بفاس إلى أن بويع المولى عبد الرحمن بن هشام ثم رجع لمكناس ناجي بنفسه من أذى غوغاء أهل فاس كذا في بعض التقاييد الموثوق بصحتها.
مشيخته: أخذ عن عمه المولى عبد القادر بن محمَّد بن عبد المالك "شارح الهمزية" و"العاصمية" وأجاز له ابن عبد السلام الناصري في الطريقة الناصرية في رابع رمضان عام تسعة ومائتين وألف، وأخذ عن سيدي أحمد بن عبد العزيز الهلالي، وعن غيرهم من شيوخ فاس.
الآخذون عنه: منهم المؤرخ النسابة القاضي أبو عبد الله محمد الطالب بن حمدون بن الحاج السلمي الفاسي صاحب "حواشي المرشد المعين" وغيرها من التآليف المتوفى بعد عصر يوم الجمعة سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف بفاس، وشيخ الجماعة بمكناس الحاج مبارك بن عبد الله الفيضي.
مؤلفاته: له "تأليف في تحريم السكر" ويقال: إنه كان لا يقبل شهادة من يشربه لأن ما جهل حكمه يجب التوقف عنه حتى يعلم حكم الله فيه وقد حكي الغزالي في "الإحياء" والشافعي في "رسالته" الإجماع على أن المكلف لا يجوز له أن يقدم على فعل حتى يعلم حكم الله تعالى فيه هذا ملحظ المترجم، وإن كان التعويل على خلافه، وله أيضًا "مجموعة خطب" و "تقييد على الخطبة" التي أملاها السلطان العادل مولانا سليمان لما كان بهذه الحضرة المكناسية عام خمسة وثلاثين ومائتين وألف لما طلب منه أولاد الشيخ الكامل محمَّد بن عيسى دفين خارج باب السيبة من مكناس إقامة الموسم على المألوف عندهم حسبما وقفت، على هذا التعليق مع مجموعة الخطب بخط يده في مبيضته وسنورد الإملاء المقيد عليه بحول الله في محله.
نثره: من ذلك قوله في بعض خطبه التي أنشأها "الحمد لله الجزيل الفضل، العظيم البذل، الحكم العدل، الذي لا يسأل عما يفعل، ومن سواه عن أفعاله يسأل، نحمده تعالى على ما أولانا من النعم، ونشكره جل وعز على ما زوى عنا من النقم، ونستعينه ونستغفره من جميع الذنوب، التي أورثتنا الأحزان والكروب،
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده بالهدي ودين الحق أرسله، صلى الله عليه وعلى جميع الصحابة والآل، ومن لهم بإحسان قال، صلاة تقينا جميع البلايا، وتكفر عنا جميع الخطايا، من يطع الله ورسوله فقد سعد وفاز، ومن يعص الله ورسوله فما له في عرسات القيامة من مفاز
…
إلخ".
ومن خطبة أخرى قال: "الحمد لله المجيب من دعاه، ومن توكل عليه كفاه، ومن احتمى به حماه، ومن التجأ إليه آواه، نحمده حمدا من غير عدو لا تناه، ونشكره على ما أنعم به وأولاه، ونستعينه ونستغفره من كل ما جنيناه، ونشهد أن لا إله إلا الله، ونشهد أن سيدنا محمدًا عبده ومصطفاه، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته ذوي الثناء والجاه، وعلى كل منيب أواه، صلاة تملأ أرجاء العرش وما حواه، وتحول بها بيننا وبين الشر ومن نواه، من يطع الله ورسوله فيا سعداه، ومن يعص الله ورسوله فيا ويلاه، نسأله تعلى أن يجعلنا ممن لطاعته اجتباه
…
إلخ ".
ومن صدر خطبة أخرى "الحمد لله الملك المعبود، المقر بوحدانيته أهل الإيمان والجحود، نحمده تعلى ونثني عليه بما أثنى عليه أحب خلقه إليه، اللهم لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ونشكره شُكرا نستوجب من فضله المزيد، ونستعينه ونستغفره من كل ذنب به الكاتب علينا شهيد، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الفعال لما يريد، ونشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله الحميد المجيد. صلى الله عليه وعلى من تبعه فيما أوحي إليه صلاة نستوجب بها من الله تعالى رضاه، ويلطف بنا بها فيما قدره وقضاه، من يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما، ومن يعص الله ورسوله فقد ساق إلى نفسه عذابا أليما"
…
إلخ.
وفاته: مات بمكناس لعشر ليال خلت من رجب سنة ألف ومائتين وإحدى وأربعين ودفن بروضة سيدي عبد الله القصري الولي الشهير.