الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد رمز لتاريخ وفاته الأديب الشهير أبو العباس أحمد بن المواز رئيس الاستئناف العالي أخيرا بقوله:
قضى ابن موسى وزير الملك أحمد من
…
تبقي مآثره في السن الزمن
وسط المحرم من عام يؤرخه
…
فالخير زف له من واهب المنن
متخلفه وما وقع فيه:
ولما لبي داعي مولاه أمر السلطان بحيازة جميع متخلفه عقارا وغيره لبيت مال المسلمين، وقفت على عدة ظهائر سلطانية أصدرت لأمناء الصائر بكل مدينة من مدن الإيالة ببيع أصوله، منها ظهيران لأمناء دار عديل بفاس دونك نص أولهما بعد الحمدلة والصلاة والطابع الشريف:
خدامنا الأرضين أمناء الصائر السعيد بدار عديل المعفيين والجدد والمكلفين معهم ببيع الأملاك المتخلفة عن كاتبنا الطالب أحمد بن موسى وفقكم الله، وسلام عليكم ورحمة الله، وبعد: فقد وصل كتابكم صحبة تقييد بيان أملاك المذكور التي بخارج المدينة وعلى من وقفت عليه بالسمسرة والثمن الذي وقفت به وصار بالبال، فنأمركم ببيع جميعها لمن وقفت عليه على الضابط في ذلك بعد حيازة جميع الثمن ممن نزلت عليه من غير تأخير شيء منه، ومن عجز عن أداء شيء منها حالا أمضوها لغيره الذي يعجل جميعه، وأشهدوا البيع للمشترين لها نيابة عن جنابنا العالي بالله والسلام، في 7 محرم الحرام فاتح عام 1320.
ونص الثاني بعد الحمدلة والصلاة والطابع:
نأمر خدامنا الأرضين أُمناء صائرنا السعيد بدار عديل أن يمضوا البيع في أملاك كاتبنا الطالب أحمد بن موسى لمن وقفت عليه في السمسرة بالثمن الذي بينتم، كما نأمركم أن تشهدوا البيع في كل منها لمشتريه على الوجه الشرعي بعد
حيازتكم ثمنه منه نيابة عن جانبنا العالي بالله والسلام في 16 صفر الخير عام 1320 هـ.
ومع الأسف فقد مدت في ذلك أيدي الخائنين، وتفرق شَذَرَ مَذَرَ، ولم يصل للمخزن من أمتعته المبيعة بأسواق المدن بعد سمسرتها إلا النزر اليسير، كما مدت أيدي النهب والاختلاس في أموال وأمتعة غيره ممن صدر الأمر بحيارة أموالهم لبيت المال كابن العلام قائد المشور السابق الذكر والفشار، ولم يقع الاقتصار على أخذ أموال من ذكر من المستخدمين وضمها لبيت المال، بل مدت اليد العادية في كل من له أدنى علقة واتصال بهما من الأقارب والأباعد، وكل من لباشا ذلك الوقت فيه شهوة وغرض بدعوى أن المذكورين أمنا عندهم من أموالهما وأمتعتهما فأخفوها، وبسبب ذلك توصل لغصب أموال كثير من الناس، ولم يقدر أحد من المنهوبين على النطق ببنت شفة فيما أصابه خوفا على نفسه من بطش ذلك الباشا المستبد المظلوم.
ولما تفاحش ذلك وبلغ للجلالة العزيزية أمر الأمين السيد الحاج محمَّد بن عبد السلام المقري الذي هو الصدر الأعظم الآن بالبحث عنه والإعلام بحقيقة الواقع فيه، فأجاب بعد البحث بأن جميع ما بلغ لشريف العلم صحيح، وأن دخوله على تلك الدور يكون أولًا من غير الأمناء المكلفين معه ليستبد بما شاء من مال ومتمول، ثم يدخل ثانيا مع الأمناء والعدول أو يوجه من ينوب عنه وأن ضرره قد عم أهل البلَد ولم يقدر أحد منهم على رفع الشكاية به للحضرة السلطانية، وأن الفشار له الاطلاع التام على ما كان بدار ابن العلام وبسؤاله يظهر ما استبد به ذلك المستبد لنفسه وخان فيه السلطان، ثم تبرع المسئول المذكور بطلب إراحة أهل البلد من جوره وتفاحش ضرره بعزله عنهم حسبما ذلك مبسوط في جوابه بخط يده وهو بتاريخ 12 ربيع الثاني عام 1319.