الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ريبة. له من المؤلفات: حواشي على شرح الحصن، وإزالة الدلسة عن أحكام الجلسة، وجمع الأقوال في لبس السروال، قبضه الله عشية الأربعاء عاشر الأربعاء عاشر جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين ومائة وألف، ترجمه في "النشر""والروضة المقصودة".
عماله: منهم على بوشفرة الوديني، وأحمد الريفي، والمحجوب العلج.
وفاته: توفي مسلولا رحمه الله ليلة السبت الرابع من شعبان عام أربعين ومائة وألف طبق ما هو منقوش في رخامة ضريحه، ودفن خلف ظهر والده بقبة الضريح رحمه الله وبرد ثراه وغفر له آمين.
9 - أبو العباس أحمد بن محمد بن حماد بن محمد بن زغبوش المكناسي التاودي
(1).
حاله: كان فقيها حافظا لكتاب الله تعالى كثير التلاوة له متدينا ماهرا في معرفة الهيئة والتعديل، عمي آخر عمره فلما كان عند الموت قلا: فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد، فحدث حاضروه أن الله تعالى رد عليه بصره، قال حفيد أخيه أبو الخطاب: فلا أدري أنص لهم على ذلك أم استدلوا بالتلاوة. ووالده محمد بن حماد هو الذي كان امتحنه يدر بن ولجوط في سبعة من أقاربه بالتثقيف إلى أن أصبحوا مذبوحين، ولا غرابة في ذلك إذ الجاهلون لأهل العلم أعداء سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا.
10 - أحمد بن عبد القادر بن أحمد بن الولي الصالح المتبرك به عبد المغيث زغبوش القرشي المكناسي النشأَة والدار والإقبار
.
حاله: فقيه معظم، وجيه محترم، تقي زكي، بر طاهر مرضي، من بيت مجد وفضل وعلم وديانة، وعفاف ونباهة وصيانة، تقلَّد وظائف، إفراداً وجمعا،
(1) في المطبوع: "التاوري" بالراء.
وتقيد بمناصب هداية ونفعا، كم نشأ في هذا البيت الكبير من عدول، وكم تفرع من فطاحل عن تلك الأصول، وكم تفننوا في بلاغة النظم والنثر، حتى أصبح منهم روض العنم في نشر، تحمد عقباه يوم النشر، وتطيب الأكوان من ريا ذلك النشر، رمقتهم الجلالة الإسماعيلية بطرف القبول، وشملتهم عنايتها بإدراك السول وحملهم على كاهل المبرة والاحترام، وأفردهم من منشوراته بما يعد من المآثر الفخام، وناهيك بما يتلي عليك من ذلك بعد في مرسومه الأغر، فإنه شاهد صدق أغر.
11 -
أحمد بن عبد الملك بن محمد بن الحسين (1) بن عميرة المخزومي بلنسي شفوري الأصل يكنى أبا المطرف.
حاله: قال ابن عبد الملك: كان أول طلبه شديد العناية بشأن الرواية فأكثر (2) من سماع الحديث، وأخذ عن مشايخ أهله، وتفق في العلوم، ونظر في العقليات، وأصول الفقه، ومال إلى الأدب، فبرع به براعة عد بها من كبار مجيدي النظم.
وأما الكتابة فهو علمها المشهور. وواحدها الذي عجزت عن ثانيه الدهور، ولاسيما في مخاطبة الإخوان، هنالك استولي على أمد الإحسان، وله المطولات المنتخبة، والقصار المقتضبة، وكان يعلم كلامه نظما ونثرا بالإشارة إلى التاريخ، ويودعه إلمامات بالمسائل العلمية متنوعة المقصد (3).
11 - من مصادر ترجمته: الإحاطة 1/ 173، بغية الوعاة 1/ 303، جذوة الاقتباس 1/ 145، الديباج المذهب 1/ 179، الذيل والتكملة 1/ 1/ 150، شجرة النور الزكية 1/ 477، عنوان الدراية - ص 298، المقتضب من تحفة القادم - ص 197، نفح الطيب 1/ 305، الوافي بالوفيات 7/ 133.
(1)
تحرف في المطبوع إلى: "الحسن".
(2)
في المطبوع: "فاستكثر" والمثبت لدى ابن عبد الملك الذى ينقل عنه المصنف.
(3)
الذيل والتكملة - السفر الأول - القسم الأول - ص 152.
وقال المَقَّرِى في "نفح الطيب" لدي تعرضه له ما لفظه: قال فيه بعض علماء المغرب قدوة البلغاء، وعمدة العلماء، وصدر الجلَّة الفضلاء، ونكتة البلاغة (1)، التي قد أحررها وأودعها، وشمسها (2) التي أَخفت ثواقب كوكبها حين أبدعها، مبدع البدائع التي لم يحظ قبله بها إنسان، ولا ينطلق عن تلاوتها لسان، إذ كان ينطق عن قريحه صحيحة، ورويَّة بدرر العلم فصيحة، ذللت له صعب الكلام، وصدَّقت رؤياه حين وَضَعَ سيدُ المرسلين -وهو الذي أُوتي جوا مع الكلام- في يده الأقلام (3).
وقال ابن الأبار في تحفة القادم في حقه ما صورته: فائدة هذه المائة، والواحد يفي بالفئة، الذي اعترف باتحاده الجميع، واتصف بالإبداع فماذا يتصف به البديع، ومعاذ الله أن أُحابيه بالتقديم، لما له من حق التعليم، كيف وسَبْقه الأشهر، ونطقه الياقوت والجوهر، تحلت به الصحائف والمهارق، وما تخلت عنه المغارب والمشارق، فحسبي أن أجهد في أوصافه، ثم أشهد بعدم إنصافه، هذا على تناول العموم والخصوص لذكره، وتناوب المنثور والمنظوم على شكره (4).
وقال في الإحاطة: قلت: وعلى الجملة فذات أبي المطرف فيما ينزع إليه (5) ليست من ذوات الأمثال، فقد كان نسيج وحْدِه، إدراكاً وتفتناً، بصيرا بالعلوم مُحَدِّثًا مكثرًا راوية ثَبتًا، متبحرا (6) في التاريخ والأخبار، ريَّانا مضطلعا بالأصلين،
(1) في المطبوع: "البلغاء" والمثبت رواية المقري الذي ينقل عنه المصنف وهي المناصبة للمعنى.
(2)
في المطبوع: "وشمسه" والمثبت رواية المقري.
(3)
نفح الطيب 1/ 313.
(4)
نقله المقري في نفح الطيب 1/ 315.
(5)
في المطبوع: "وعليه" والمثبت لدى ابن الخطيب في الإحاطة الذي ينقل عنه المصنف.
(6)
في متن الإحاطة: "سَجِراً" وبالهامش: السجر: هو المليء".
قائما على العربية واللغة، كلامه كثير الحلاوة والطلاوة، جم العلوم (1)، غزير المعاني والمحاسن، شفاف اللفظ حر المعنى (2).
انتقل إلى العُدْوة (3)، واستكتبه الرشيد أبو محمد بن عبد الواحد بمراكش مدة يسيرة، ثم صرفه عن الكتابة وولاه قضاء مِلْيانة من نظر مراكش الشرقي، فتولاه قليلا ثم نقله إلى رباط الفتح، وتوفي الرشيد فأقرّه (4) على ذلك الوالي بعده أبو الحسن المعتضد أخوه، ثم نقله إلى قضاء مكناسة الزيتون، ثم لما قتل المعتضد انفصل عن مكناسة ولحق بَسبْتة، وجري عليه بطريقها ما يذكر في محنته، ثم ركب البحر منها متوجها إلى إفريقيَّة، فقدم بجاية على الأمير أبي زكريا، ثم توجه إلى تونس فنجحت بها وسائله، وولي قضاء مدينة الأريس، ثم انتقل إلى فاس وبها طالت مدة ولايته، فاستدعاه المنتصر بالله محمد بن أبي زكرياء، ولَطُف محله منه، حتى كان يحضر مجالس أُنسه (5).
مشيخته: روي عن أبي الخطاب بن واجب، وأبي الربيع بن سالم (6) وأبي عبد الله بن فرج، وأبي على الشلوبين، وأبي عمر بن عات، وأبي محمد بن حَوْط الله، لقيهم وقرأ عليهم وسمع منهم، وأَجاروا له، وأَجار له من أهل المشرق أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج وغيره (7).
(1) في الإحاطة: "جم العيون".
(2)
الإحاطة 1/ 174.
(3)
أي عدوة المغرب.
(4)
في المطبوع: "فأقامته" والمثبت من الإحاطة.
(5)
الإحاطة 1/ 17.
(6)
تحرف في المطبوع إلى: "سلام" وصوابه من الإحاطة والذيل والتكملة.
(7)
الإحاطة 1/ 174.
الآخذون عنه: أخذ عنه ابنه أبو القاسم، وأبو بكر بن خطاب، وأبو إسحاق البلقينى الحفيد، والحسن بن طاهر بن على الشقوري، وأبو عبد لله البري (1). وحدث عنه أبو جعفر بن الزبير، وابن شقيف (2)، وابن ربيع، وغيرهم ممن يطول ذكره.
شعره: من ذلك قوله موريا بالعلوم:
قد عكفنا على الكتابة حينا
…
ثم جاءت خطة القضاء تليها
مع كل لم يبق للجهد إلا
…
منزلا نائيا وعيشا كريها
نسبة بدلت ولم تتغير
…
مثل ما يزعم المهندس فيها (3)
وقوله:
يا غائبا سَلبَتني الأنس غيبتُه
…
فكيف صبري وقد كابدتُ بينهما
دَغوَاي أنك في قلبي فعارَضَها
…
شوقي إليك فكيف الجمعُ بينهما (4)
وقوله:
إن الكتاب أتي وساحةُ طِرْسِه
…
دوح توشح بالبديع مبرقع
وله حقوق ضاق وقت وجوبها
…
ومن الوجوب (5) ضيق وموسع (6)
(1) تحرف في المطبوع إلى "البزي" بالزاي. وصوابه من الإحاطة والذيل والتكملة.
(2)
في المطبوع: "وابن شنيف" والمثبت رواية الإحاطة.
(3)
الإحاطة 1/ 177.
(4)
الإحاطة 1/ 177.
(5)
في المطبوع: "العجائب" والمثبت رواية الإحاطة.
(6)
الإحاطة 1/ 177.
وقوله:
وأجات فكري في وشاحك فانثني
…
شوقا إليك يَجول في جَوَّال
أنصفت غُصْنَ البان إذ لم تدعه
…
لَتَأوُّدِ (1) مع عطفك الميال
ورحِمْت در العقد حين وضعته
…
متواريا عن ثغرك المتلالي
كيف اللقاء وفعل وعدك سينه
…
أبدا تخلصه للاستقبال
وكماة قومك نارهم ووقيدها
…
للطارقين أسِنّة وعوالي (2)
وقوله:
أري مَنْ جاء بالموسي مواسي
…
وراحة ذى القريض تعود صِفْرا
فهذا مخفقُ إن قص شِعْرًا
…
فهذا مخِفُقُ إن قصَّ شَعْرَا (3)
وقوله:
كبَّرت بالبشرى أتت وسماعها
…
عيدي الذي لشهوده تكبيري
وكذلك الأعياد سنة يومها
…
مختصة بزيادة التكبير (4)
وقوله
بايعونا مودة هي عندي
…
كالمصرات بيعها بالخداع
فسأقضي بردها ثم أقضي
…
بعدها من مدامعي ألف صاع (5)
(1) في المطبوع: "لتوادع" والمثبت رواية النفح.
(2)
نفح الطيب 1/ 315.
(3)
نفح الطيب 1/ 316.
(4)
الإحاطة 1/ 177.
(5)
الإحاطة 1/ 177.
وقوله:
شرطت عليهم عند تسليم مهجتي
…
وعند انعقاد البيع حتما يواصل
فلما أردت الأخذ بالشروط أعرضوا
…
وقالوا يصح البيع والشرط باطل (1)
نثره: من ذلك قوله من رسالة أجاب بها العباس بن أُمية وقد أعلمه باستيلاء الروم على بَلتسِية:
بالله أي نحو تنحو، أو مسطور تثبت أو تمحو، وقد حذف الأصل والزوائد، وذهبت الصلة والعوائد، وباب التعجب طال، وحال اليأس لا تخشي انتقال، وذهبت علامة الرفع، وفقدت نون الجمع، والمعتل أعدي الصحيح، والمثلث أودي الفصيح، وامتنعت المجموع من الصرف، وأمنت زوائدها من الحذف ومالت قواعد الملة، وصرنا جمع القلة، وظهرت علامة الخفض، وجاء بدل الكل من البعض (2).
مؤلفاته: له تأليف في كائنة مَيُرْقَة (3) وتغلب الروم عليها نحا فيه نحو العماد الأصبهاني في الفتح القدسي، وكتابه في تعقبه على فخر الدين ابن الخطيب الرازي في كتاب المعالم في أصول الفقه منه، وردُّه على كمال الدين أبي محمَّد عبد الكريم السِّماكي في كتابه المسمي بالتبيان في عدم البيان، واختصار نبيل من تاريخ ابن صاحب الصلاة وغير ذلك من التعاليق والمقالات (4).
(1) الإحاطة 1/ 178.
(2)
الإحاطة 1/ 176.
(3)
كذا في من الإحاطة 1/ 178 وهو الصواب، وبهامشها:"في بعض النسخ الخطية: المرية، وهو تحريف. وكائنة ميورقة يقصد بها هنا استيلاء النصارى على جزيرة ميورقة، كبرى جزائر البليار أو الجزائر الشرقية وذلك في سنة 627 هـ، على يد ملكهم خايمي ملك أرجون". وتحرف في المطبوع إلى: "المرية".
(4)
الإحاطة 1/ 178.