الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الآخذون عنه: منهم العارف الكبير أبو عبد الله بن عباد شارح الحكم العطائية، وناهيك به وهو من أكابر أصحابه وخيارهم أقام معه سنين عديدة قال في رسائله:"كنت خرجت يوم مولده صلى الله عليه وسلم صائما إلى ساحل البحر فوجدت هنالك السيد الحاج ابن عاشر رحمه الله وجماعة من أصحابه معهم طعام يأكلون فأرادوا مني الأكل، فقلت: إني صائم، فنظر إلى السيد الحاج نظرة منكرة وقال لي هذا يوم فرح وسرور يستقبح في مثله الصوم كالعيد، فتأملت مقالته فوجدتها حقا وكأنه أيقظني من النوم".
وفاته: توفي سنة خمس وستين وسبعمائة وضريحه بسلا مزارة مشهورة يقصدها الزوار ويفد إليها ذوو العاهات فيكشف الله أوصابهم والأعمال بالنيات.
18 - أحمد بن يحيى بن أحمد بن يحيى بن أحمد بن عبد المنان أبو العباس الخزرجي
.
أجرى ذكره تلميذه العلامة ابن جابر الغساني في شرحه على التلمسانية في الفرائض.
حاله: وصفه تلميذه المذكور بالشيخ الفقيه العلم رافع راية الشعر والأدب في عصره القدوة الأحفل، المتفنن الأكمل، كاتب الخلافة العلية، المخصوص لديها بالمزايا السنية، وأنشده لبعض المشارقة:
مفتاح رزقك تقوي الله فاتقه
…
وليس مفتاحه حرصا ولا طلبا
والعلم أفضل ثوب أنت لابسه
…
فاجعل له علمين الدين والأدبا
وكان إنشاده إياه البيتين المذكورين برباط الفتح من مدينة سلا أوائل عام ثلاثة وثمانين وسبعمائة. اهـ.
18 - من مصادر ترجمته: درة الحجال 1/ 53.
وحكي أنه قدم مكناسة مع أبي العباس أحمد المريني بن أبي سالم ونزل في مرستان مكناسة لكونه كان خاليا فكتب له السلطان المذكور هذه الأبيات:
يا شاعرا قد خبرناه ففاض لنا
…
بالشعر والكُتْب من تلقاء نجران
نبئت أنك قد بدلت دارك في
…
مكناسة فشجا من (1) عندك ابنان
ما زال يتبعك الغاوون مذ زمن
…
حتى لقد همت في وادي المرستان (2)
وأجابه أبو العباس المذكور بقوله:
لما بدا لي في حمي مكناسة
…
مثوى الذين مضوا من الأتراب
أيقنت أني لست ذا عقل بها
…
أتبعت نفسي من هوي وتصابي
فتركت داري لم أعرج نحوها
…
ورأيت مارستانها أولي بي (3)
و [قد](4) تنسب له حكايته، وهي أنه كان ذات يوم في طريق مكناسة فبينما هو في أثنائها إذ سمع هاتفا ولم ير شخصه وهو يقول:
أسرتم (5) السابح في لجة
…
ولم تفلتوا ذوات الجناح
هذا وقد عرضتم للفنا
…
فكيف لو خلدتم يا وقاح (6)
فأجابه ابن عبد المنان بقوله:
(1) رواية المطبوع: "مكناسة فجشا من عنك انبان" والمثبت رواية المكناسي في درة الحجال.
(2)
درة الحجال 1/ 53.
(3)
درة الحجال 1/ 53.
(4)
من درة الحجال.
(5)
في المطبوع: "أكلتم" والمثبت رواية درة الحجال.
(6)
درة الحجال 1/ 54.
بالعقل قد فضلَنا ربُّنا
…
وسخر الفلك لنا والرياح
فالحوت والطير متاع لنا
…
وما علينا فيهما من جَنَاحْ
وإن غدونا عرضة للفنا
…
فنقلتنا إلى دار الفلاح
فإنه يُفْضي إلى دعوة
…
لدار خلد ليس عنها براح (1)
قال في "درة الحجال" وهذه الحكاية حدثني بها أبو راشد عن شيخه ابن إقمار (2) وعن شيخه ابن غازي وأوردها في فهرسته هكذا منسوبة (3) له.
وأوردها الصفدي ونسبها لغيره فانظره.
قال وذكري عن ولد الكاتب المذكور وهو يحيى بن أحمد أنه دخل على مخدومه أحمد المريني بمساء فقال له: مولانا نعم صباحك، فأنكر السلطان ذلك منه وتوهمه ثَمِلاً فتفطن الكاتب لما صدر منه فأنشأ يقول:
صبحته عند المساء فقال لي
…
ماذا الكلام وظن ذاك مزاحا
فأجبته إشراق وجهك غرني
…
حتى توهمت المساء صباحا (4)
وعطس السلطان المذكور يوما وكان ابن عبد المنان حاضرا فقال:
يرحمك الرحمن من عاطس
…
وليهنك الحمد على عطستك
ويغفر الله لنا كلنا
…
وليسبل الستر على حوبتك
الآخذون عنه: منهم أبو عبد الله محمَّد بن جابر الغساني حسبما ذكره عن نفسه في شرحه على المنظومة التلمسانية وجماعة.
(1) درة الحجال 1/ 54.
(2)
في المطبوع: "ابن أكار" والمثبت رواية درة الحجال.
(3)
درة الحجال 1/ 54.
(4)
درة الحجال 1/ 54.