الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الآخذون عنه: منهم الشيخ الكامل أبو عبد الله محمَّد بن عيسى السفياني الأصل ثم المختاري شيخ الطائفة العيساوية، ومنهم السيد عمر بن مبارك الحصيني من قبيلة حصين -بالتصغير- دفين مكناسة الزيتون والسيد سعيد بن السايح المالكي من عرب بني مالك، وغيرهم.
وفاته: توفي في العشرة الأولى من القرن العاشر وقبره مشهور ببلدتنا المكناسية عليه مزارة جليلة خارج باب السيبة أحد أبواب المدينة.
28 - أحمد بن إبراهيم الأوسي الجنان أبو جعفر
.
من جملة شيوخ مكناسة الذين لقيهم ابن الخطيب عام إحدي وستين وسبعمائة حسبما ذكره في رحلته المسماة "بنفاضة الجراب".
حاله: كان فقيها عدلا إخباريا مشاركا من أهل الظرف والانطباع والفضيلة عاقدا ناظما ناثرا مشاركا في فنون من العلم.
مصنفاته: منها المنهل المورود في شرح المقصد المحمود، في ثلاثة أسفار شرح فيه وثائق ابن القاسم الجزيري فأربي على الإجادة، بيانا وإفادة، قال ابن الخطيب ناولني إياه وأذن في حمله عنه وأنشدني كثيرا من شعره.
شعره قال في صدر رسالة يهني بها ناقها من مرض (1):
البس الصحة بُردا قشيبا
…
وارشف النعمة ثغرا شنيبا
واقطف الآمال زهرا نضيرا
…
واعطف الإقبال غصنا وطيبا (2)
إن يكن ساءك وعكٌّ تُقضي
…
تجد الأجر عظيما رحيبا
فانتعش دهرك ذا في سرور
…
يصبح الحاصد منه كئيبا
28 - من مصادر ترجمته: نفاضة الجراب - ص 376.
(1)
نفاضة الجراب - ص 376.
(2)
في المطبوع: "رطيبا، بالراء، والمثبت من النفاضة.
ومنه أيضًا ما رقم في الدور الخشبي الذي بالدار التي كان نزل بها ابن الخطيب عند حلوله بالديار المكناسية وهو قوله (1):
انظر إلى منزل إذا نَظَرَت
…
عيناك يعجبك كل ما فيه
ينبيء عن رفعة لمالكه
…
وعن ذكاءَ الحجا لبانيه
يناسب الوشي في أسافله
…
ما برقم النقش في أعاليه
كأنه روضة مُدبَّجَة (2)
…
جاد لها وابل بما فيه
فأظهرت للعيون زخرفها
…
وأوقفتها على تحليه
فهو على بهجته تلوح به
…
ورونق للجمال يبديه
يشهد للساكنين أن لهم
…
من جنة الخلد ما يحاكيه
في أبيات أخر.
قال ابن الطيب: وفاتحته محركا قريحته ومستثيرا ما عنده بقولي:
إن كانت الآداب أضحت جنة
…
فلقد غدا جنانها الجنان (3)
أقلامه القضب اللدَان بدوحها
…
والزهر ما رقَمته منه بنان
قال فراجعني الجنان بما نصه:
يا خاطب الآداب مهلا فقد
…
ردك عن خطبتها ابن الخطيب (4)
هل غيره في الأرض كفؤ لها
…
وشرطها الكفاة قول مصيب
(1) نفاضة الجراب - ص 376.
(2)
في المطبوع: "مدلجة" والمثبت رواية النفاضة.
(3)
نفاضة الجراب - ص 377.
(4)
نفاضة الجراب - ص 377
أصبح للشرط بها معرسا
…
فاستفت في الفسخ فهل من مجيب؟
نثره: قال يخاطب ابن الخطيب: "أيها السيد الذي يتنافس في لقائه ويتغالي. ويصادم بولائه صرف الزمان ويتعالى (1)، وتستنتج نتائج الشرف بمقدمات عرفانه، وتقتنص شوارد العلوم برواية كلامه، فكيف بمداناة عيانه، جلوت على من بنات فكرك عقائل نواهد، وأقمت بها على معارفك الجمة دلائل وشواهد، واقتنصت بِشَرَك (2) بديهتك من المعاني (3) أوابد شوارد، وفَجَّرْتَ من بلاغتك وبراعتك حياضا عذبة الموارد، ثم كلفتني من إجراء ظالعي (4) في ميدان ضليعها، مقابلة الشمس النيرة بسراج عند طلوعها، فأخلدت إخلاء مهيض (5) الجناح، وفررت فرار الأعزل عن شاكي السلاح، وعلمت أنني إن أخذت نفسي بالمقابلة، وأدليت دلو قريحتى للمساجلة، كنت كمن كلف الأيام رجوع أمسها، أو طلب ممن علته السماء محاولة لمسها، وإن رضيت من القريحة بسجيتها (6) وأظهرت القَدْر الذي كنت امتحْتُ (7) من ركبتها. أصبحت مسخرة للراوين (8) والسامعين، ونبت عن أسمي دواوينهم كما تنبو عن الأشيب عيون العين ثم إن أمرك يا سيدي لا يَحُلُّ وثيق مبرمه، ولا يحل نسخ محكمه، فامتثلته (9) امتثال من لم يجد في
(1) في المطبوع: "ويعالى" والمثبت رواية نفاضة الجراب.
(2)
في المطبوع: "بشرارد" والمثبت رواية النفاضة.
(3)
في المطبوع: "المعالي" والمثبت رواية ابن الخطيب.
(4)
في المطبوع: "طالعنى" والمثبت رواية ابن الخطيب، وبهامشه:"الظالع الذي أصابه الظلع وهو شبه العرج".
(5)
في المطبوع: "قبيض" والمثبت رواية ابن الخطيب.
(6)
في المطبوع: "بسيمتها" والمثبت رواية ابن الخطيب.
(7)
في المطبوع: "استمحت" والمثبت رواية ابن الخطيب.
(8)
في المطبوع: "للراءين" والمثبت رواية ابن الخطيب.
(9)
في المطبوع: "فامتثلت" والمثبت رواية ابن الخطيب.