الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(وَمَا ملني الْإِنْسَان إِلَّا مللته
…
وَلَا فَاتَنِي شيءٌ فظلت لَهُ أبْكِي)
قلت شعر جيد وَهُوَ نفس من كَانَ لَهُ نفسٌ أبيةٌ ماجدة
3 -
(ابْن رَشِيق القيرواني الشَّاعِر)
الْحسن بن رَشِيق القيرواني أحد البلغاء الأفاضل الشُّعَرَاء
ولد بالمسيلة وتأدب بهَا قَلِيلا ثمَّ ارتحل إِلَى القيروان سنة ستٍ وَأَرْبَعمِائَة
كَذَا قَالَ ابْن بسام وَقَالَ غَيره ولد بالمهدية سنة تسعين وثلاثمائة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ)
وَأَرْبَعمِائَة
وَكَانَت صَنْعَة أَبِيه فِي بَلَده وَهِي المحمدية الصياغة فَعلمه أَبوهُ صَنعته وَقَرَأَ الْأَدَب بالمحمدية وَقَالَ الشّعْر وتاقت نَفسه إِلَى التزيد مِنْهُ وملاقاة أهل الْأَدَب فَرَحل إِلَى القيروان واشتهر بهَا ومدح صَاحبهَا وَلم يزل بهَا إِلَى أَن هجم الْعَرَب عَلَيْهَا وَقتلُوا أَهلهَا وخربوها فانتقل إِلَى صقلية وَأقَام بمازر إِلَى أَن مَاتَ
وَكَانَ أَبوهُ رومياً وَاخْتلف فِي تَارِيخ وَفَاته
وَكَانَ بَينه وَبَين ابْن شرف القيرواني مناقضات ومهاجاةٌ وصنف عدَّة رسائل فِي الرَّد عَلَيْهِ مِنْهَا رِسَالَة سَمَّاهَا ساجور الْكَلْب ورسالة نجح الْمطلب ورسالة قطع الأنفاس ورسالة نقض الرسَالَة الشعوذية وَالْقَصِيدَة الدعية والرسالة المنقوضة ورسالة رفع الْإِشْكَال وَدفع الْمحَال
وَله كتاب أنموذج الشُّعَرَاء شعراء القيروان ورسالة قراضة الذَّهَب والعمدة فِي معرفَة صناعَة الشّعْر ونقده وعيوبه وَهُوَ كتاب جيد وَغير ذَلِك
وَقد وقفت على هَذِه المصنفات والرسائل الْمَذْكُورَة جَمِيعهَا فَوَجَدتهَا تدل على تبحره فِي الْأَدَب واطلاعه على كَلَام النَّاس وَنَقله لواد هَذَا الْفَنّ وتبحره فِي النَّقْد وَله كتاب شذوذ اللُّغَة يذكر فِيهِ كل كلمة جَاءَت شَاذَّة فِي بَابهَا
وَمن شعره من الوافر
(أحب أخي وَإِن أَعرَضت عَنهُ
…
وَقل على مسامعه كَلَامي)
(ولي فِي وَجهه تقطيب راضٍ
…
كَمَا قطبت فِي وَجه المدام)
(وَرب تقطبٍ من غير بغضٍ
…
وبغضٍ كامنٍ تَحت ابتسام)
وَمِنْه من المتقارب
(إِذا مَا خففت معهد الصِّبَا
…
أَبَت ذَلِك الْخمس والأربعونا)
(وَمَا ثقلت كبرا وطأتي
…
وَلَكِن أجر ورائي السنينا)
وَمِنْه من الطَّوِيل
(وقائلةٍ مَاذَا الشحوب وَذَا الضنى
…
فَقلت لَهَا قَول المشوق المتيم)
(هَوَاك أَتَانِي وَهُوَ ضيفٌ أعزه
…
فأطعمته لحمي وأسقيته دمي)
)
وَمِنْه من الْكَامِل
(ذمت لعينك أعين الغزلان
…
قمرٌ أقرّ لحسنه القمران)
(ومشت فَلَا وَالله مَا حقف النقا
…
مِمَّا أرتك وَلَا قضيب البان)
(وثن الملاحة غير أَن ديانتي
…
تأبى عَليّ عبَادَة الْأَوْثَان)
مِنْهَا فِي المديح من الْكَامِل
(يَا ابْن الأعزة من أكَابِر حميرٍ
…
وسلالة الْأَمْلَاك من قحطان)
(من كل أَبْلَج آمرٍ بِلِسَانِهِ
…
يضع السيوف مَوَاضِع التيجان)
وَمِنْه من السَّرِيع
(فِي النَّاس من لَا يرتجى نَفعه
…
إِلَّا إِذا مس بأضرار)
(كالعود لَا يطْمع فِي طيبه
…
إِلَّا إِذا أحرق بالنَّار)
وَمِنْه من السَّرِيع
(أَقُول كالمأسور فِي لَيْلَة
…
أَلْقَت على الْآفَاق كلكالها)
(يَا لَيْلَة الهجر الَّتِي ليتها
…
قطع سيف الهجر أوصالها)
(مَا أَحْسَنت جملٌ وَلَا أجملت
…
هَذَا وَلَيْسَ الْحسن إِلَّا لَهَا)
وَمِنْه من الطَّوِيل
(وَمن حَسَنَات الدَّهْر عِنْدِي ليلةٌ
…
من الْعُمر لم نَتْرُك لأيامها ذَنبا)