الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَبُو مُحَمَّد القناوي صوفي فَاضل عَالم فَقِيه مالكي الْمَذْهَب من أَرْبَاب الْأَحْوَال والكرامات غير مدعٍ عديم السُّؤَال مَعَ فاقة وضرورة وَكَانَ ذَا خلق حسن
قَرَأَ الشاطبية مرَّتَيْنِ على عبد الْغفار السبتي النَّحْوِيّ بقنا وَسمع من الْفَقِيه شِيث فِي سنة خمس وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَمن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عمر الْقُرْطُبِيّ وَمن الشَّيْخ عمر بن عَليّ بن أبي سعيد وَغَيرهم وخطه جيد وَكتب كثيرا من كتب الْأَدَب وَكتب الْإِحْيَاء
قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الإدفوي نقل عَنهُ كَلَام الشَّيْخ أبي الْحسن بن الصّباغ تلميذ وَالِده الشَّيْخ عبد الرَّحِيم مِمَّا تحصل بِهِ وحشةٌ فَكتب الْحسن إِلَى أبي الْحسن من الطَّوِيل
(طهرتم فطهرنا بفاضل طهركم
…
وطبتم فَمن أنفاس طيبكم طبنا)
(ورثنا من الْآبَاء حسن ولائكم
…
وَنحن إِذا متْنا نورثه الإبنا)
وَمن شعره من الطَّوِيل
(وَلما رَأَيْت الدَّهْر قطب وَجهه
…
وَقد كَانَ طلقاً قلت للنَّفس شمري)
(لعَلي أرى دَارا أقيم بربعها
…
على خفض عَيْش لَا أرى وَجه مُنكر)
(وَمَا الْقَصْد إِلَّا حفظ دينٍ وخاطرٍ
…
تكنفه التشويش من كل مجتري)
(فَإِن نلْت مَا أبغيه مِمَّا أرومه
…
بلغت وَإِلَّا قلت للهمة اعذري)
وَمِنْه من الوافر
(عرضنَا أنفساً عزت علينا
…
لديكم فَاسْتحقَّ بهَا الهوان)
(وَلَو أَنا منعناها لعزت
…
وَلَكِن كل معروضٍ يهان)
ولد بقنا سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي بهَا سنة خمس وَخمسين وسِتمِائَة)
3 -
(ابْن أبي الشخباء)
الْحسن بن عبد الصَّمد وَقيل الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الصَّمد الشَّيْخ الْمجِيد ابْن أبي الشخباء بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْخَاء الْمُعْجَمَة وَبعد الْبَاء الْمُوَحدَة ألفٌ ممدودة الْعَسْقَلَانِي صَاحب الْخطب الْمَشْهُورَة والرسائل المحبرة كَانَ من فرسَان النثر
قَالَ القَاضِي شمس الدّين بن خلكان رَحمَه الله تَعَالَى يُقَال إِن القَاضِي الْفَاضِل كَانَ جلّ اعْتِمَاده على حفظ كَلَامه وَإنَّهُ كَانَ يستحضر أَكْثَره
قلت لَو كَانَ الْأَمِير كَمَا ذكره لَكَانَ الْفَاضِل رَحمَه الله تَعَالَى ينْزع منزعه وَيكون على كَلَامه مسحة مِنْهُ وَلَيْسَ الْأَمر كَذَلِك
وَقَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة الْمجِيد مجيدٌ كنعته قادرٌ على ابتداع الْكَلَام ونحته
وَأورد لَهُ ابْن بسام فِي الذَّخِيرَة قَوْله من الْكَامِل
(مَا زَالَ يخْتَار الزَّمَان ملوكه
…
حَتَّى أصَاب الْمُصْطَفى المتخيرا)
(قل للألى ساسوا الورى وتقدموا
…
قدماً هلموا شاهدوا المتأخرا)
(تَجِدُوهُ أوسع فِي السياسة مِنْكُم
…
صَدرا وَأحمد فِي العواقب مصدرا)
(إِن كَانَ رأيٌ شاوروه أحنفاً
…
أَو كَانَ بأسٌ نازلوه عنترا)
(قد صَامَ والحسنات ملْء كِتَابه
…
وعَلى مِثَال صِيَامه قد أفطرا)
(وَلَقَد تخوفك الْعَدو بِجهْدِهِ
…
لَو كَانَ يقدر أَن يرد مُقَدرا)
(إِن أَنْت لم تبْعَث إِلَيْهِ ضمراً
…
جردا بعثت إِلَيْهِ كيداً مضمرا)
(يسري وَمَا حملت رجالٌ أبيضاً
…
فِيهِ وَلَا ادرعت كماةٌ أسمرا)
وَمن شعره من الْكَامِل
(يَا سيف نصري والمهند يَا نعٌ
…
وربيع أرضي والسحاب مصَاف)
(أخلاقك الغر السجايا مَا لَهَا
…
حملت قذى الواشين وَهِي سلاف)
وَمِنْه من الطَّوِيل
(حجابٌ وإعجابٌ وفرط تصلفٍ
…
وَمد يدٍ نَحْو الْعلَا بتكلف)
(وَلَو كَانَ هَذَا من وَرَاء كِفَايَة
…
عذرت وَلَكِن من وَرَاء تخلف)
وَتُوفِّي مقتولاً فِي خزانَة البنود سجن الْقَاهِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة)
قَالَ ياقوت وَأَظنهُ كتب فِي ديوَان الرسائل بِمصْر للمستنصر لِأَن فِي رسائله جواباتٍ للفساسيري إِلَّا أَن أَكثر رسائله إخوانياتٌ وَأورد لَهُ مِنْهَا جملَة فِي تَرْجَمته وَأورد لَهُ من الْكَامِل
(أخذت لحاظي من جنى خديك
…
أرش الَّذِي لاقيت من عَيْنَيْك)
(هَيْهَات إِنِّي قد وزنت بمهجتي
…
نَظَرِي إِلَيْك فقد ربحت عَلَيْك)
(غضي جفونك وانظري تَأْثِير مَا
…
صنعت لحاظك فِي بنان يَديك)
(هُوَ ويك نضح دمي وَعز عَليّ أَن
…
أَلْقَاك فِي عرض الْخطاب بويك)
(لَسَلَكْت فِي فيض الدُّمُوع مسالكاً
…
قصرت بهَا يَد عامرٍ وسليك)
(صانوك بالسمر اللدان وصنتهم
…
بنواظرٍ فحميتهم وحموك)
(لَو يشهرون سيوف لحظك فِي الورى
…
مَا استقرءوا فِيهَا قِنَا أَبَوَيْك)
قلت تحيل على إِثْبَات ويك فِي هَذِه القوافي وَاعْتذر لَهَا بِأَن خَاطب محبوبته وواجهها بِهَذِهِ اللَّفْظَة فَحسن موقعها وَجَاءَت غَايَة فِي الْحسن بليغة وَأما قافية حموك فَإِنَّهَا غَرِيبَة بَين هَذِه القوافي مَعَ جَوَاز ذَلِك