الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 -
(ابْن العريف النَّحْوِيّ الْقُرْطُبِيّ)
الْحسن بن الْوَلِيد أَبُو الْقَاسِم الْمَعْرُوف بِابْن العريف النَّحْوِيّ المغربي صنع لوَلَدي الْمَنْصُور أبي عَامر مَسْأَلَة فِيهَا من الْعَرَبيَّة مِائَتَا ألف وجهٍ وَاثْنَانِ وَسَبْعُونَ ألف وجهٍ وثمانيةٌ وَسِتُّونَ وَجها وَهِي ضرب الضَّارِب الشاتم الْقَاتِل محبك وادك قاصدك معجباً خَالِدا وسرد ذَلِك وَعلله وبرهنه وَقد أثبتها فِي الْجُزْء الْحَادِي عشر من التَّذْكِرَة
وَخرج إِلَى مصر فِي أَوَاخِر عمره وَرَأس فِيهَا وَتُوفِّي سنة سبع وَسِتِّينَ وثلاثمائة
3 -
(أَبُو عَليّ الجويمي)
الْحسن بن وهب بن الْحسن أَبُو عَليّ الجويمي الْفَارِسِي قدم بَغْدَاد وَأقَام بهَا
سمع الحَدِيث من أبي الْقَاسِم عبد الْعَزِيز بن عَليّ الْأنمَاطِي ابْن بنت السكرِي
وَكَانَ أديباً شَاعِرًا مدح الْمُقْتَدِي بِاللَّه ووزيره أَبَا مَنْصُور بن جهير ونظام الْملك وروى عَنهُ أَبُو البركات بن الطوسي
وَمن شعره فِي نظام الْملك من الطَّوِيل
(وَقد جِئْت أستقيك من أَرض بابلٍ
…
وأشتام برق الْعَارِض المتألف)
(فَإِن سقت لي سقيا وَإِلَّا فَلم أكن
…
بِأول من شام البروق وَمَا سقِِي)
(إِذا كنت عوني عِنْد كل ملمة
…
فَقل لزماني مَا بدا لَك فأبرق)
(فَإِن ورائي من يفل شباته
…
وَيدْفَع عني والأسنة تلتقي)
قلت شعر متوسط
3 -
(الْكَاتِب الْمَشْهُور)
الْحسن بن وهب بن سعيد بن عَمْرو بن حُصَيْن بن قيس بن قنان بن مَتى الْحَارِثِيّ أَبُو عَليّ الْكَاتِب
كَانَ يذكر أَنه من ولد الْحَارِث بن كَعْب وَهُوَ معرق فِي الْكِتَابَة فآباؤه وأجداده كلهم كتبةٌ فِي الدولتين الأموية والعباسية)
وَكَانَ الْحسن يكْتب بَين يَدي مُحَمَّد بن عبد الْملك بن الزيات ثمَّ إِنَّه ولي ديوَان الرسائل وَولي بعض الْأَعْمَال بِدِمَشْق وَبهَا مَاتَ وَهُوَ يتَوَلَّى الْبَرِيد آخر أَيَّام المتَوَكل ومولده سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَمِائَة
قَالَ المرزباني بَنو وهب أصلهم نَصَارَى من حضر سَابُور تعلقوا بنسبٍ فِي الْيمن فِي بني الْحَارِث بن كَعْب وَكَانَ عبيد الله وَابْنه الْقَاسِم يدفعان ذَلِك وَكتب الْحسن إِلَى أَخِيه سُلَيْمَان وَقد نكبه الواثق من الْكَامِل
(اصبر أَبَا أَيُّوب صبرا يرتضى
…
فَإِذا جزعت من الخطوب فَمن لَهَا)
(الله يفرج بعد ضيقٍ كربها
…
ولعلها أَن تنجلي ولعلها)
وَكَانَ الْحسن جعل على نَفسه أَن لَا يَذُوق طيبا وَلَا يشرب شرابًا حَتَّى يتَخَلَّص أَخُوهُ سُلَيْمَان ووفى بذلك
وَقَالَ لَهُ سُلَيْمَان يَوْمًا أَرَاك الْيَوْم فَارغًا متخلياً قَالَ نعم وَلذَلِك لَا أعده من عمري ثمَّ قَالَ من الطَّوِيل
(إِذا كَانَ يومي يَوْم غير مدامةٍ
…
وَلَا يَوْم فتيانٍ فَمَا هُوَ من عمري)
(وَإِن كَانَ معموراً بعودٍ وقهوةٍ
…
فَذَلِك مسروقٌ من الدَّهْر)
وَكَانَ الْحسن أَشد النَّاس شغفاً بنبات جَارِيَة مُحَمَّد بن حَمَّاد كَاتب رَاشد لَا يعد من عمره يَوْمًا لَا يَرَاهَا فِيهِ فَكَانَ يَوْمًا عِنْدهَا وَهِي تغني بَين يَدَيْهِ وَبَين يَدَيْهِ كانونٌ فِيهِ نارٌ فتأذت بالنَّار فَأمرت أَن تنحى عَنْهَا فَقَالَ الْحسن من الْكَامِل
(بِأبي كرهت النَّار حَتَّى أبعدت
…
فَعلمت مَا معناك فِي إبعادها)
(هِيَ ضرةٌ لَك بالتماع ضيائها
…
وَبِحسن صورتهَا لَدَى إيقادها)
(وَأرى صنيعك فِي الْقُلُوب صنيعها
…
بأراكها وسيالها وعرادها)
(شركتك فِي كل الْجِهَات بحسنها
…
وضيائها وصلاحها وفسادها)
وَقَالَ من المنسرح
(جراك عفوي على الذُّنُوب فَمَا
…
تخَاف عِنْد الذُّنُوب إعراضي)
(أَشد يَوْمًا أكونه غَضبا
…
عَلَيْك فالقلب ضاحكٌ رَاض)
(أَنْت أميرٌ عَليّ مقتدرٌ
…
حكمك فِي قبض مهجتي مَاض)
)
(والخصم لَا يرتجى الْفَلاح لَهُ
…
يَوْمًا إِذا كَانَ خَصمه القَاضِي)
وَقَالَ فِي نَبَات وَقد أفسدها الْحسن بن مخلد من الْكَامِل
(إِن يمس بَيْتك يَا حَبِيبَة بذلةً
…
لبما يحجب مرّة ويصان)
(لما أَبَاحَ اللَّيْث غابة عرسه
…
طن البعوض وزمزم الذبان)
وَقَالَ من السَّرِيع
(ابك فَمن أيسر مَا فِي البكا
…
لِأَنَّهُ للوجد تسهيل)
(وَهُوَ إِذا أَنْت تأملته
…
حزنٌ على الْخَدين محلول)
وزارته يَوْمًا نَبَات جَارِيَة ابْن حَمَّاد وشرطت عَلَيْهِ أَن تَنْصَرِف وَقت الْعَتَمَة فَلَمَّا أقبل اللَّيْل كتب إِلَى مُؤذن على بَاب دَاره من الْخَفِيف
(قل لداعي الصَّلَاة أخر قَلِيلا
…
قد قضينا حق الصَّلَاة طَويلا)
لَيْسَ فِي سَاعَة تؤخرها إِثْم تجازى بِهِ وتحيي قَتِيلا
(وتراعي حق الْمَوَدَّة فِينَا
…
وتعافى من أَن تكون ثقيلا)
فَحلف الْمُؤَذّن أَن لَا يُؤذن عتمةً شهرا
حكى الصولي فِي أخباره قَالَ كَانَ أَبُو تَمام يعشق غُلَاما خزرياً لِلْحسنِ ابْن وهب وَكَانَ الْحسن يعشق غُلَاما رومياً لأبي تَمام فَرَآهُ يعبث بغلامه فَقَالَ وَالله لَئِن سرت إِلَى الرُّومِي لأسيرن إِلَى الخزري فَقَالَ الْحسن لَو شِئْت حكمتنا واحتكمت فَقَالَ لَهُ أَبُو تَمام أَنا أشبهك بِدَاوُد عليه السلام وأشبهني أَنا بخصمه فَقَالَ الْحسن لَو كَانَ هَذَا منظوماً فَقَالَ أَبُو تَمام من جملَة أَبْيَات من الْبَسِيط
(أذكرتني أَمر دَاوُد وَكنت فَتى
…
مصرف الْقلب فِي الْأَهْوَاء والفكر)
(أعندك الشَّمْس تزهي فِي مطالعها
…
وَأَنت مشتغل الأفكار بالقمر)
(إِن أَنْت لم تتْرك السّير الحثيث إِلَى
…
جآذر أعنقنا إِلَى الخزر)
(وَرب أمنع مِنْهُ جانباً وَحمى
…
أَمْسَى وتكته مني على خطر)
(جردت فِيهِ جيوش الْعَزْم فَانْكَشَفَتْ
…
عَنهُ غياهبها عَن سكةٍ هدر)
(أَنْت الْمُقِيم فَمَا تَغْدُو رواحله
…
وأيره أبدا مِنْهُ على سفر)
وَقيل لأبي تَمام غلامك أطوع لِلْحسنِ بن وهب من غُلَامه لَك قَالَ أجل لِأَن غلامي يجد)
عِنْده مَالا وَأَنا أعطي غُلَامه قيلاً وَقَالا
وَكَانَ ابْن الزيات وقف على مَا بَينهمَا فِي غلاميهما فاتفق أَن عزم يَوْمًا غُلَام أبي تَمام على الاحتجام فَكتب إِلَى الْحسن بن وهب يُعلمهُ بذلك ويستدعيه مطبوخاً فَوجه إِلَيْهِ بِمِائَة دنٍّ وَمِائَة دِينَار وَكتب إِلَيْهِ من الْخَفِيف
(لَيْت شعري يَا أَمْلَح النَّاس عِنْدِي
…
هَل تداويت بالحجامة بعدِي)
(دفع الله عَنْك لي كل سوءٍ
…
باكرٍ رائحٍ وَإِن خُنْت عهدي)
(قد كتمت الْهوى بأبلغ جهدي
…
فَبَدَا مِنْهُ غير مَا كنت أبدي)
وخلعت العذار إِذْ علم النَّاس بِأَنِّي إياك أصفي بودي فليقولوا بِمَا أَحبُّوا إِذا كنت وصُولا وَلم ترعني بصد وَاتفقَ أَن وضع الرقعة تَحت مصلاة وَبلغ مُحَمَّد بن الزيات خَبَرهَا فَوجه إِلَى الْحسن من