الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْبِلَاد والمستقل بأمورها وتسلمها إِلَى غَيْرك وَتبقى من جملَة الأتباع وَكرر عَلَيْهِ القَوْل فندم أَبُو عبد الله على مَا صنع وأضمر الْغدر فاستشعر مِنْهُمَا الْمهْدي فَدس إِلَيْهِمَا من قَتلهمَا فِي سَاعَة وَاحِدَة وَذَلِكَ فِي منتصف جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ بِمَدِينَة رقادة)
3 -
(ابْن الحائك)
الْحُسَيْن بن أَحْمد بن يَعْقُوب أَبُو مُحَمَّد الهمذاني الْمَعْرُوف بِابْن الحائك اللّغَوِيّ النَّحْوِيّ الأخباري الطَّبِيب صَاحب التصانيف
كَانَ نادرة زَمَانه وَوَاحِد أَوَانه وَكَانَ جده يعرف بِذِي الدمينة الحائك وَعند أهل الْيمن الشَّاعِر هُوَ الحائك لِأَنَّهُ يحوك الْكَلَام
وَله شعر مدائح فِي مُلُوك الْيمن وَله كتاب فِي عجائب الْيمن وَله كتاب جَزِيرَة الْعَرَب وَأَسْمَاء بلادها وأوديتها وَمن يسكنهَا وَله كتاب الإكليل فِي مفاخر قحطان وَذكر الْيمن وَله قصيدة سَمَّاهَا الدامغة فِي فضل قحطان أَولهَا من الوافر
(أَلا يَا دَار لَوْلَا تنطقينا
…
فَإنَّا سائلوك فخبرينا)
وَقيل إِن اسْمه الْحسن غير مصغر وَكتاب فِي الطِّبّ وَكتاب المسالك والممالك وشعره سَائِر
توفّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة
3 -
(أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ)
الْحُسَيْن بن أَحْمد بن بطوية أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء فمما أنشدت من شعره من الطَّوِيل
(وماذا عَلَيْهِم لَو أَقَامُوا فَسَلمُوا
…
وَقد علمُوا أَنِّي مشوقٌ متيم)
(سروا ونجوم اللَّيْل زهرٌ طوالعٌ
…
على أَنهم فِي اللَّيْل للنَّاس أنجم)
(وأخفوا على تِلْكَ المطايا مَسِيرهمْ
…
فنم عَلَيْهِم فِي الظلام التبسم)
3 -
(ابْن حجاج الشَّاعِر)
الْحُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن حجاج أَبُو عبد الله الْكَاتِب الشَّاعِر ذُو المجون والخلاعة والسخف فِي شعره
كَانَ فَرد زَمَانه فِي بَابه
وَإِمَام الشّعْر فِي أضرابه أول من فتح ذَلِك الْبَاب أَبُو نواس وَجَاء ابْن حجاج بعده بالطم والرم وَأكْثر فَأحْسن واستوعب الإجادة فأمعن
وَأَنا أرَاهُ مِمَّن يُطلق عَلَيْهِ اسْم شَاعِر لِأَنَّهُ أَجَاد فِي الْمَدْح والهجو والرثاء والغزل وَالْوَصْف وَالْأَدب وَسَائِر أَنْوَاع الشّعْر لكنه فِي المجون إمامٌ وكل من أَتَى بعده بِشَيْء من)
ذَلِك فَهُوَ لَهُ غُلَام وَلما أَتَى ابْن الهبارية الْمَذْكُور فِي المحمدين بعده وَأَرَادَ يسْلك طَريقَة قصر وَكَانَ الْأَلْيَق بِهِ الْإِمْسَاك عَن مجاراته لَو تبصر
وَكَانَ حسن الْهَيْئَة واللبس والسمت وَالْوَقار والسكينة مدح ابْن حجاج الْمُلُوك والأمراء والوزراء والرؤساء وديوانه كَبِير إِلَى الْغَايَة أَكثر مَا يُوجد فِي عشر مجلدات ورأيته كثيرا فِي مجلدين وَفِي مُجَلد وَاحِد
تولى حسة بَغْدَاد مَرَّات وَأقَام بهَا مُدَّة يُقَال إِنَّه عزل بِأبي سعيد الْإِصْطَخْرِي الْفَقِيه الشَّافِعِي
قلت وَهَذَا لَا يَسْتَقِيم فَإِن أَبَا سعيد توفّي سنة ثَمَان وَعشْرين وثلاثمائة وَابْن حجاج توفّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وثلاثمائة بالنيل وَحمل إِلَى بَغْدَاد وَدفن عِنْد مشْهد مُوسَى بن جَعْفَر رضي الله عنه وَأوصى أَن يدْفن عِنْد رجلَيْهِ وَيكْتب على قَبره وكلبهم باسطٌ ذِرَاعَيْهِ بالوصيد وَكَانَ من كبار الشِّيعَة
وَرَآهُ أَحْمد بن الخازن فِي الْمَنَام بعد مَوته فَسَأَلَهُ عَن حَاله فأنشده من مجزوء الرجز
(أفسد حسن مذهبي
…
فِي الشّعْر سوء مذهبي)
(وحملي الْجد على
…
ظهر حصان اللّعب)
(لم يرض مولَايَ على
…
سبي أَصْحَاب النَّبِي)
(وَقَالَ لي وَيلك يَا
…
أَحمَق لم لم تتب)
(من سبّ قومٍ من رجا
…
وَلَاء هم لم يخب)
(رمت الرِّضَا جهلا بِمَا
…
أصلاك ذَات اللهب)
قلت أشهد أَن هَذَا الشّعْر نَفسه كَأَنَّهُ قَالَه حَيا
وَلما مَاتَ رثاه الشريف الرضي بقصيدة من جُمْلَتهَا من المتقارب
(نعوه على حسن ظَنِّي بِهِ
…
فَللَّه مَاذَا نعى الناعيان)
(رَضِيع ولاءٍ لَهُ شُعْبَة
…
من الْقلب مثل رَضِيع اللبان)
(وَمَا كنت أَحسب أَن الزَّمَان
…
يفل مضَارب ذَاك اللِّسَان)
(بكيتك للشرد السائرات
…
تفتق ألفاظها بالمعاني)
(ليبك الزَّمَان طَويلا عَلَيْك
…
فقد كنت خفَّة روح الزَّمَان)
وَقد جمع أخباره أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبد الله بن حمدون فِي مجلدة ذكر فِي أَولهَا قَالَ حَدثنِي)
صديقٌ لي قَالَ رَأَيْت عِنْد بعض الوراقين جُزْءا من هَذَا الشّعْر فِيهِ خَمْسُونَ ورقة فَسَأَلته أَن يبعينه بِمَا شَاءَ فَامْتنعَ وَقَالَ لي هَذَا الْجُزْء فِي دكاني بِمَنْزِلَة جَارِيَة طيبَة الْغناء مليحة الْوَجْه فِي القيان يكتريه حرفاء لي مجانٌ طيابٌ إِذا اجْتَمعُوا للشُّرْب بِأُجْرَة قد اتفقنا عَلَيْهَا فأستثني عَلَيْهِم بعد الْأُجْرَة أَن يتنقصوا لي من مَأْكَلهمْ ومشروبهم وفاكهتهم بِمَا يحمل إِلَيّ مَعَ الْجُزْء إِذا ردُّوهُ
وَقَالَ بَلغنِي عَمَّن يَقع إِلَيْهِ من طَبَقَات النَّاس فِي الْأَمْصَار والبلدان الْبَعِيدَة أَنهم يتهمون أَبَا عبد الله بسخفٍ فِي دينه ومروءته وَضعف عهدٍ فِي مودته وأمانته وتسلطه على الْأَعْرَاض برويته وبديهته فَإِذا أخْبرهُم من شَاهده عَمَّا فِيهِ من الْفضل وَالْحريَّة والديانة والمروءة والخفر وَالْحيَاء والتعلق بِالْخَيرِ والتبري من الشَّرّ وَالرُّجُوع فِي ذَلِك إِلَى أبوته الجليلة وقديمه الْمَشْهُور وبيته الْمَعْرُوف لم يصدقوه وَشَكوا فِي خَبره
وَقَالَ ابْن حجاج أعانني على مذهبي أَن أبي كَانَ أباع مستغلات لَهُ مُتَّصِلَة بدوره فابتاعها قومٌ نقضوها وبنوها خاناتٍ أسكنوها الشحاذين والغرباء السّفل وَذَوي العاهات المكديين وكل دلوك وقطعي من الْخلد والربيدية فَكنت أسمع فِي ليَالِي الصَّيف خَاصَّة مشاتمات رِجَالهمْ وَنِسَائِهِمْ فَوق السطوح وَمَعِي دواةٌ وبياضٌ أثبت مَا أسمعهُ فَإِذا مر بِي مَا لَا أفهمهُ أثْبته على لَفظه واستدعيت من غدٍ من قد سَمِعت مِنْهُ ذَلِك وَأَنا عَارِف بلغاتهم لأَنهم جيراني فأسأله عَن التَّفْسِير وأكتبه وَلم أزل أصمعي تِلْكَ الْبَادِيَة مُدَّة
وَقَالَ فِي سخف شعره من الوافر
(أيا مولَايَ هزلي تَحت جدي
…
وَتَحْت الْفضة انحرف اللحام)
(وشعري سخفه لَا بُد مِنْهُ
…
فقد طبنا وَزَالَ الاحتشام)
(وَهل دارٌ تكون بِلَا كنيفٍ
…
يكون لعاقلٍ فِيهَا مقَام)
وَلما دخل أَبُو الطّيب المتنبي بَغْدَاد وأشير عَلَيْهِ بمدح الْوَزير المهلبي قَالَ حَتَّى يسير إِلَيّ الْجَائِزَة قبل ذَلِك فَإِذا رَأَيْتهَا مدحته على قدرهَا فَبلغ ذَلِك الْوَزير المهلبي فَغَضب وَأمر شعراء بَغْدَاد بهجوه فكلهم قَالَ مَا لَا وَقع قَرِيبا من مرماه فَقَالَ ابْن حجاج من المجتث
(يَا دِيمَة الصفع صبي
…
على قفا المتنبي)
(وَأَنت يَا ريح بَطْني
…
على سباليه هبي)
)
القصيدة وَقَالَ غَيرهَا وَقد أَشرت إِلَى شَيْء من ذَلِك فِي تَرْجَمَة المتنبي فَلم يقر للمتنبي بِبَغْدَاد قرارٌ وَخرج مِنْهَا فَارًّا
وَمن مَعَاني ابْن حجاج الغريبة من الْبَسِيط
(تَقول لي وَهِي غَضبى من تدللها
…
وَقد دعتني إِلَى شيءٍ فَمَا كَانَا)
(إِن لم تنكني نيك الْمَرْء زَوجته
…
فَلَا تلمني إِذا أَصبَحت قرنانا)
(مَا بَال أيرك من شمعٍ رخاوته
…
فَكلما عركته راحتي لانا)
وَمِنْه وَقد صرف عَن الْحِسْبَة من المنسرح
(قَالَ غلامي ومقلتاه تكف
…
وجسمه ظَاهر السقام دنف)
حسبتنا هَذِه الَّتِي كثر الإرجاف فِي أمرهتا فَلَيْسَ يقف
(قد عزلونا عَنْهَا فَقلت نعم
…
وصاد فا عين وَاو نون ألف)
وَمِنْه من الْخَفِيف ورقيعٍ أَرَادَ أَن يعرف النَّحْو بزِي الْعيار لَا المستفتي
(قَالَ لي لست تعرف النَّحْو مثلي
…
قلت سلني عَنهُ أجب فِي الْوَقْت)
قَالَ مَا الْمُبْتَدَأ وَمَا الْخَبَر الْمَجْرُور أخبر فَقلت ذقنك فِي استي وَمِنْه من المنسرح لَو كنت شاهين بنت جَارِيَة الْفضل وَكَانَ الْحَرِيم مَنْزِلك لَا بُد من عض عظم عصعص شبباك رواقات قنطرة حرك وَمِنْه من السَّرِيع
(رَأَيْتهَا وَهِي على سطها
…
قاعدةٌ فِي جَانب السَّطْح)
(بشعرةٍ كرقشها يمتلي
…
بصوفه دور بني الصلحي)
(فَقلت بالمزح وَفِي طبعها
…
فديتها صبرٌ على المزح)
(أشعرةٌ فِي السَّطْح أم هَذِه
…
لحية فِرْعَوْن على الصرح)
(أغرك يَا ابْنة الْعشْرين سنٌّ
…
ملكت بهَا الغضارة والنضاره)
(فَلَا يعظم عَلَيْك بَيَاض شعري
…
فَإِن سَواد شعرك فِي القصاره)
وَمِنْه من المجتث)
(الصَّوْم قد هد جسمي
…
وَزَاد فِيهِ اصفراري)
(وَقد بقيت خيالا
…
لَكِن بِغَيْر إِزَار)
وَمِنْه من مخلع الْبَسِيط
(من ولد التّرْك أعجميٌّ
…
شباك بَاب استه مخرم)
(فَكل يَك فِي الْكَوْن مِنْهُ
…
قِيمَته صَاد هزار دِرْهَم)
وَمِنْه من مجزوء الْكَامِل شعري الَّذِي أَصبَحت مِنْهُ فضيحةً بَين الملا
(لَا يستجيب لخاطري
…
إِلَّا إِذا دخل الخلا)
وَمِنْه من الْخَفِيف
(قيل إِن الْوَزير قد قَالَ شعرًا
…
يجمع الْجَهْل شَمله ويعمه)
(ثمَّ أخفاه فَهُوَ كالهر يخرا
…
فِي زَوَايَا الْبيُوت ثمَّ يطمه)
وَمِنْه من الهزج بقد مثل غُصْن البان أَمْسَى وَهُوَ رَيَّان وَعين مثل عين الظبي أضحى وَهُوَ عطشان
(غزالٌ ناعس الطّرف
…
وَلَا يُقَال نعسان)
وَمِنْه من الْبَسِيط
(سقاني الْخمر من فِيهِ وَمن يَده
…
لما انْتَبَهت قبيل الصُّبْح وانتبها)
(فَقلت يَا ملبسي ثوب الغرام بِهِ
…
بِأَيّ شيءٍ مزجت الْخمر قَالَ بهَا)
وَمِنْه من المنسرح
(وَكلما رمت أَن أقابله
…
على تماديه تيهاً فِي تعديه)
(جَاءَت على غَفلَة محاسنه
…
تلزمني الصفح عَن مساويه)
وَمِنْه من الْخَفِيف وكبار الْمُلُوك مَا فتشوا قطّ وَكَانُوا إِلَّا كبار الأيور نعمٌ خصهم بهَا الله ختى استكملوا الْفضل فِي جَمِيع الْأُمُور وَمِنْه من الْخَفِيف)
وَيحكم يَا شُيُوخ أَو يَا كهول الْفسق أَو يَا معشر الفتيان
(اشربوها حَمْرَاء مِمَّا اقتناها
…
آل دير العاقول للقربان)
بكؤوسٍ كَأَنَّهَا ورق النسرين فِيهَا شقائق النُّعْمَان
(اشربوها وكل إثمٍ عَلَيْكُم
…
إِن شربتم بالرطل فِي ميزَان)
(فِي ليالٍ لَو أَنَّهَا دفعتني
…
وسط ظَهْري وَقعت فِي رَمَضَان)