الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(يَا منجداً ناديته مستنجداً
…
فِي خلتي والمرء ينجد خله)
(سر حَامِلا سري فَأَنت بِحمْلِهِ
…
أهلٌ وخفف عَن فُؤَادِي ثقله)
(وَإِذا وصلت ففض عَن وَادي الغضا
…
طرف الْمُرِيب وَحي عني أَهله)
(أهد السَّلَام هديت للرشأ الَّذِي
…
أعطَاهُ قلبِي رشده فأضله)
ومولد علم الدّين سنة ثَلَاث عشرَة وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي رحمه الله فِي شعْبَان سنة تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة
وَكَانَ قد تأدب على ابْن الشجري وَابْن الجواليقي وَعقد لَهُ بِدِمَشْق مجْلِس وعظ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة)
وَقيل إِنَّه تغير آخر عمره وَكَانَ تفقه بِبَغْدَاد على مَذْهَب الشَّافِعِي وَسمع بهَا الحَدِيث
وَكَانَ ينبز بِالْعلمِ قاع وَكَانَ علم الدّين الشاتاني الْمَذْكُور يستشيط غيظاً من كلمة فِيهَا الفقاع فَعمل الْعِمَاد الْكَاتِب أبياتاً لَا يَخْلُو كل بَيت مِنْهَا من هَذِه اللَّفْظَة وَكَانَت تنشد قدامه وَهُوَ يغْضب وعتب على الْعِمَاد وتهاجرا مُدَّة ثمَّ استعطفه الْعِمَاد بقصيدةٍ فَأَجَابَهُ عَنْهَا واصطلحا
وَمن شعر علم الدّين الشاتاني من الطَّوِيل
(خليلي كفا عَن ملامي وعرجا
…
فأنفاس نجدٍ نشرها قد تأرجا)
(وقولا لمن قد ضل عَن قصد حبه
…
وصلنا إِلَى وصل الْأَحِبَّة منهجا)
(وحطا بِأَكْنَافِ الْحمى فقد انْتهى
…
مسير مطايا قد أضرّ بهَا الوجى)
(فقد لَاحَ ضوء الصُّبْح بعد كمونه
…
ومزق ثوبا لفقته يَد الدجى)
(وحاكت يَد الأنواء للْأَرْض حلَّة
…
تقدرها الْأَبْصَار ثوبا ممرجا)
(وغرد فِي الأيك الهزار مطرباً
…
وهيجه نوح الْحمام فهزجا)
3 -
(ابْن الْمُحدث الْكَاتِب)
الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عدنان بن شُجَاع الحمداني بدر الدّين ابْن الْمُحدث المجود الْكَاتِب
كَانَ فَاضلا ينظم وينثر وَله كتاب بربى بَاب الْجَابِيَة بِدِمَشْق وَكَانَ يكْتب الْعَصْر فِي الْمدرسَة الأمينية كتب عَلَيْهِ جمَاعَة وَكتب هُوَ على الشَّيْخ نجم الدّين بن البصيص
كَانَ الْملك الأوحد لَهُ مَعَه صُحْبَة فَتحدث لَهُ مَعَ الأفرم أَن يدْخل فِي ديوَان الْإِنْشَاء بِدِمَشْق فرسم لَهُ بذلك فَأبى فلامه الْملك الأوحد على ترك ذَلِك فَقَالَ أَنا إِذا دخلت بَين الموقعين مَا يرتب لي أَكثر من خَمْسَة دَرَاهِم فِي كل يَوْم وَمَا يجلسونني فَوق بني فضل الله وَلَا فَوق بني القلانسي وَلَا فَوق بني غَانِم فَم يجلسونني إِلَّا دونهم وَلَو تَكَلَّمت قَالُوا أبْصر
المصفعة وَاحِد كَانَ فَقِيه كتاب قَالَ يُرِيد يقْعد فَوق السَّادة من الموقعين وَإِذا جَاءَت سفرة مَا يخرجُون غَيْرِي فَإِن تَكَلَّمت قَالَ أبْصر المصفعة قَالَ يحتشم على السّفر فِي ركاب ملك الْأُمَرَاء وَهَذَا أَنا كل يَوْم يحصل لي من التكتيب الثَّلَاثُونَ درهما وَالْأَكْثَر والأقل وَأَنا كَبِير هَذِه الصِّنَاعَة وَأحكم فِي أَوْلَاد الرؤساء والمحتشمين
ونظم فِي ذَلِك من الْخَفِيف
(لائمي فِي صناعتي مستخفاً
…
بِي إِذْ كنت للعلا مُسْتَحقّا)
)
(مَا غزالٌ يقبل الْكَفّ مني
…
بعد بري وَلم يضع لي حَقًا)
(مثل تيسٍ أبوس مِنْهُ يدا
…
قد صغرت من ندىً لأسأل رزقا)
(فيولي عني ويلوي عَن رد
…
سلامي ويزدريني حَقًا)
فاقتصد وَاقْتصر عَلَيْهَا فَمَا عِنْد إِلَه السَّمَاء خيرٌ وَأبقى وَقَالَ أَيْضا من الطَّوِيل
(غَدَوْت بتعليم الصغار مؤجرا
…
وحولي من الغلمان ذُو الأَصْل والفصل)
(يقبل كفي مِنْهُم كل سَاعَة
…
ويعطونني شَيْئا أَعم بِهِ أَهلِي)
(وَذَاكَ بِأَن أسعى إِلَى بَاب جَاهِل
…
أقبل كفيه أَحَي إِلَى مثلي)
(أميرٌ إِذا ميزت لَكِن بِلَا حجىً
…
وَكم قد رَأينَا من أَمِير بِلَا عقل)
قلت هَذَا نظم عَجِيب التَّرْكِيب
وَقَالَ فِي فرحة من السَّرِيع
(مَا فرحتي إِلَّا إِذا واصلت
…
فرحة بَين الكس والكاس)
(لَا أَن أَرَاهَا وَهِي فِي مجْلِس
…
مَا بَين طباخٍ وعداس)
وَكَانَ قد أَنْشدني شَيْئا من شعره وَكتب إِلَيّ أبياتاً لامية ملزومة فأجبته عَنْهَا فِي وَزنهَا ورويها والتزمت الْمِيم قبل اللَّام وَلم أجد أبياته لعدمها عِنْد تَعْلِيق هَذِه التَّرْجَمَة فَمَا أثبتها وَلَا أبياتي إِذْ لَا فَائِدَة فِي ذَلِك
وَكنت وقفت لَهُ على قصيدة بِخَطِّهِ نونية أَولهَا من الطَّوِيل
(نعم هَذِه نجدٌ وهاتيك نعْمَان
…
فمل إِن قلبِي للصبابة أوطان)
وَفِي القصيدة جدولان مكتوبان بالحمرة من كل بَيت كلمتان الأولى من النّصْف الأول وَالثَّانيَِة من النّصْف الثَّانِي ومجموع الْجَدْوَل الأول قَوْله تَعَالَى إِن فِي خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض وَاخْتِلَاف اللَّيْل وَالنَّهَار والفلك الَّتِي تجْرِي فِي الْبَحْر الْآيَة
وَمن شعره أَيْضا من الطَّوِيل
(وَقد عنفوني فِي هَوَاهُ بقَوْلهمْ
…
ستطلع مِنْهُ الذقن فاقصر عَن الْحزن)
(فَقلت لَهُم كفوا فَإِنِّي واقعٌ
…
وحقكم بالوجد فِيهِ إِلَى الذقن)
وَله يُعَارض القصيدة الهيئية من الهزج)
(عَن الغي إِلَى الرشد
…
عدلت الْآن عَن قصدي)
وميلت وُجُوه الْهزْل عَن عمدٍ إِلَى الْجد وأجدي بِي أَن أعلم أَن الْجَهْل لَا يجدي لِأَنِّي نلْت من لذات دهري غَايَة الْقَصْد
(فكم عاشرت من حرٍ
…
وَكم حارفت من عبد)
(وَكم صاحبت ذَا جهل
…
وَكم خالطت ذَا رشد)
(وَكم صافيت صوفيا
…
وزاورت أَخا زهد)
وعاشرت كبار الأَرْض فِي قرب وَفِي بعد
(وَكم مازحت سوقياً
…
وَكم مازجت من جندي)
(وَكم لقلقت بالتركي
…
وَكم بقبقت بالكردي)
(وَكم نادمت فِي ليلِي
…
أَمِيرا مَا لَهُ قصدي)
إِلَى أَن صَار فِي كفي مَا يَكْفِي من الرفد
(وَكم سَافَرت فِي الْبر
…
لرؤيا الجزر وَالْمدّ)
وَكم واكلت فِي الأسطول من برٍ وَمن وغد
(وَكم خاللت من خلٍّ
…
وَكم داريت من ضد)
(وَكم سَافَرت فِي بحرٍ
…
طَوِيل الْحر وَالْبرد)
(وَكم لاقيت من نحسٍ
…
وَكم صادفت من سعد)
(وَكم غازلت غزلانا
…
من النسوان والمرد)
(وَكم قبلت من ثغرٍ
…
وَكم عانقت من قد)
وَكم غالبت من لاعب بالشطرنج والنرد
(وَكم ظبيٍ رخيم الد
…
ل يَحْكِي الْبَدْر فِي السعد)
(ثنى نحوي عطفيه
…
وَقد أنْجز لي وعدي)
(فأضحى رِيقه خمري
…
وَأمسى خَدّه وردي)
وَكم من غادة لمياء قد مَالَتْ على زندي
(وضمتني إِلَى صدرٍ
…
تمليت بِهِ وحدي)
)
(وعمداً واصلت وَصلي
…
وَقد صدت عَن الصد)
وباتت وَهِي لي إِذْ بت أرضي قَصدهَا تفدي
(فتهدي وافر النهد
…
وأهدي وافر النهد)
(ونادمت وغنيت
…
وألهبت بِمَا أبدي)
من الأسمار والأشعار والأسحار والوعد
(وَكم سرمطت سرماطاً
…
من الْحل إِلَى العقد)
(وعزبرت وعزمت
…
على الْكَفّ مَعَ الزند)
(وَفِي المندل أحضرت
…
بحرق الْعود والند)
وجمعت جموع الجان فِي الْحَال إِلَى عِنْدِي
(فَمنهمْ طائعٌ قولي
…
وَمِنْهُم ناكث عهدي)
وَمِنْهُم من لَهُ استخدمت حَتَّى صَار كَالْعَبْدِ وَمِنْهُم من لَهُ أحرقت إِذْ خَالف من جد
(وَكم أرمدت من عين
…
وَكم أبرأت من رمد)
(وَكم قطعت ملبوساً
…
من الصُّوف إِلَى الْبرد)
إِلَى المنظر والجوخ السقلاط إِلَى الْهِنْدِيّ
(وَكم قطعت من جلدي
…
عباةً قطعت جلدي)
(وَكم شقيت صهيوني
…
وَكم كفنت من سندي)
(وَكم شعشعت حلبوين
…
لندماني على الْورْد)
(وَكم أشعلت من شمع
…
تروق الْعين بالوقد)
وأقلامي بهَا أفعل فعل السَّيْف ذِي الْحَد وَهل من كاتبٍ مثلي من قبلي أَو بعدِي
(إِذا والى لَهُ قلمٌ
…
كَمثل الْبَحْر ذِي الْعد)
(وَإِن عادى لَهُ كلم
…
كَمثل النَّار فِي الوقد)
وَكم قد طَال بل قد طَابَ فِي كسب الْعلَا سهدي وطالعت عُلُوم النَّاس عَن قصد وَعَن جهد)
وعاشرت من الْكتاب أهل الْحل وَالْعقد وجالست ذَوي الْأَلْبَاب أهل الْجد وَالْجد وشكري دَائِما لله رَبِّي الصَّمد الْفَرد
(لما يسر من فضل
…
وَمَا أنعم من رفد)
(وَأَرْجُو مِنْهُ غفرانا
…
إِذا أمسيت فِي لحدي)
(فَمَا لي غَيره مولى
…
لَهُ شكري مَعَ الْحَمد)
وَله أَيْضا من الْخَفِيف
(كم كَذَا فِيهِ تقعدي يَا تاجه
…
مَا تزوري الحريف وَقت الحاجه)
(وتغيبي شهرا وشهراً وَتَأْتِي
…
هَكَذَا هَكَذَا تكون الخواجه)
(خبروكي عني بِأَنِّي عديمٌ
…
لَيْسَ لي قطّ قحبة هياجه)
(كم أَتَتْنِي صبيةٌ مثل بدرٍ
…
كسها قد رَبًّا مثل الكماجه)
(مَا تجيني إِلَّا بنقلٍ وشمع
…
وشرابٍ وخضرة ودجاجه)
(وَإِذا نمت كفها فَوق زكلي
…
وعَلى نيكه تطيل اللجاجه)
(وَإِذا مَا عانقتها فِي فرَاش
…
فَهِيَ تحتي شخارة غناجه)
(كلما أَن ذاقت لقلقاس أيري
…
أطعمته من حَيْضهَا زيرباجه)
(لَا تقولي بسى من الشَّيْخ بسى
…
إِن ترك الشُّيُوخ عِنْدِي سماجه)
(كل ستٍ وكل بنتٍ إِلَى مَا
…
قد علمتي يَا ستنا محتاجه)
لَا تضيعي مثلي وعودي إِلَى الووخلي يَا سِتّ عَنْك الزلاجه وأنشدني من لَفظه شمس الدّين مُحَمَّد بن بَادِي قَالَ أَنْشدني الشَّيْخ بدر الدّين حسن بن الْمُحدث لنَفسِهِ من المنسرح
(كن عاذراً شاتم الْمُؤَدب إِذْ
…
يَأْخُذ من عرضه ويشتمه)
(لِأَنَّهُ ناكه على صغرٍ
…
وَمن ينيك الصَّغِير يَظْلمه)
(وكل فلسٍ حواه يَأْخُذهُ
…
وكل قوت بِالضَّرْبِ يؤلمه)
(نيكٌ وأخذٌ وَالضَّرْب بعدهمَا
…
والحقد إِحْدَى الثَّلَاث يضرمه)
قلت مَا جزم الشَّرْط وَلَا جَوَابه فِي الْبَيْت الثَّانِي)
وَمن شعره أَيْضا من مجزوء الرجز
(بقل هُوَ الله أحد
…
أعيذ خداً قد وَقد)
(وناظراً وسنانه
…
عَلَيْهِ طرفِي مَا رقد)
(أَقُول لما زارني
…
أنْجز حرٌ مَا وعد)
(من كأسه وخده
…
تخال وردا قد ورد)
(من حمل ثقل ردفه
…
مَا قَامَ إِلَّا وَقعد)
(وَلَا انثنى من لينه
…
إِلَّا وَقد قلت انْعَقَد)