الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(كدرت مشارع ورده لكنه
…
يصفو بِهِ ورد العلى ويروق)
(فَلهُ ظلام اللَّيْل طوراً مولج
…
وَله على وضح النَّهَار طَرِيق)
(وتراه أعجم وَهُوَ أفْصح من ترى
…
بَين الورى وَلسَانه مشقوق)
(وَلَقَد تحمل كل أعباء العلى
…
هَذَا الضئيل لكم فَكيف يُطيق)
(لَا زَالَ روض نداك منتجع المنى
…
ولدوح مجدك فِي السمو سموق)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ فِي الْقَلَم
(لَك من بَنَات المَاء أصفر للعدى
…
من رَأسه المسود موت أَحْمَر)
(خجل القنا من فعله حَتَّى غَدا
…
مثل النِّسَاء يرى عَلَيْهِ المحجر)
)
(يصفو بِهِ ورد الْعَلَاء وورده
…
أبدا كعيش الحاسدين مكدر)
(كالطفل لَا تَلقاهُ يلقى مكتباً
…
إِلَّا بإزنان ودمع يقطر)
(نظم الفرزدق دون نثر بَيَانه
…
وَله دَقِيق المشكلات مخمر)
(ميل يغوص فِي لعاب دواته
…
يشفي معمى المعضلات ويسبر)
(متقيد يعدو وينطق سَاكِنا
…
نتحكم فِي الْملك وَهُوَ مسخر)
(يَا رَاكِعا لبس السوَاد وساجداً
…
يَتْلُو بني الْعَبَّاس وَهُوَ مزنر)
(قد حز رَأسك وَاللِّسَان لبثه
…
سر العلى واسود مِنْك المنظر)
(هَب أَن جسمك من جواك نحوله
…
أَو أَن لونك للنحافة أصفر)
(مركوبك الْبَحْر الْجواد وَمَا لَهُ
…
من كبوة فلعاً لماذا تعثر)
قلت شعر متوسط وَمَعَان بَعْضهَا غث بَارِد
3 -
(ابْن عبدون المغربي)
عبد الْمجِيد بن عبد الله بن عبدون أَبُو مُحَمَّد الفِهري روى عَن أبي بكر عَاصِم بن أَيُّوب وَأبي مَرْوَان سراج وَأبي الْحجَّاج الأعلم وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين وَخمْس ماية كَانَ أديباً شَاعِرًا كَاتبا مترسلاً عَالما بِالْخَيرِ والأثر ومعاني الحَدِيث أَخذ النَّاس عَنهُ وَله مُصَنف فِي الِانْتِصَار لأبي عبيد الله على ابْن قُتَيْبَة وَهُوَ من أهل يابره بِالْيَاءِ آخر الْحُرُوف وَبعد الْألف بَاء مُوَحدَة وَبعدهَا رَاء وهاء
وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين وَخمْس ماية
وَمن شعره قصيدته الرائية الَّتِي رثى بهَا مُلُوك بني الْأَفْطَس وَذكر فِيهَا من أباده الْحدثَان من مُلُوك كل زمَان وَهِي
(الدَّهْر يفجع بعد الْعين بالأثر
…
فَمَا الْبكاء على الأشباح والصور)
(أَنهَاك أَنهَاك لَا آلوك موعظة
…
عَن نومَة بَين نَاب اللَّيْث وَالظفر)
(فَلَا يغرنك من دنياك نومتها
…
فَمَا صناعَة عينيها سوى السهر)
(تسر بالشَّيْء لَكِن كي تغر بِهِ
…
كالأيم ثار إِلَى الْجَانِي من الزهر)
(والدهر حَرْب وَإِن أبدى مسالمة
…
والسود وَالْبيض مثل الْبيض والسمر)
(مَا لليالي أقَال الله عثرتنا
…
من اللَّيَالِي وخانتها يَد الْغَيْر)
)
(هوت بدارا وكفت غرب قَاتله
…
وَكَانَ غَضبا على الْأَمْلَاك ذَا أثر)
(واسترجعت من بني ساسان مَا وهبت
…
وَلم تدع لبني يونان من أثر)
(وَاتَّبَعت أُخْتهَا طسماً وَعَاد على
…
عَاد وجرهم مِنْهَا نَاقض المرر)
(وَمَا أقالت ذَوي الهيئات من يمن
…
وَلَا أجارت ذَوي الغايات من مُضر)
(ومزقت سبأ فِي كل قاصية
…
فَمَا التقى رائح مِنْهُم بمبتكر)
(وأنفذت فِي كُلَيْب حكمهَا ورمت
…
مهلهلاً بَين سمع الأَرْض وَالْبَصَر)
(ودوخت آل ذبيان وجيرتهم
…
لخماً وعضت بني بدر على النَّهر)
(وَمَا أعادت على الضليل صِحَّته
…
وَلَا ثنت أسداً عَن رَبهَا حجر)
(وألحقت بعدِي بالعراق على
…
يَد ابْنه الْأَحْمَر الْعَينَيْنِ وَالشعر)
(وَبَلغت يزدجرد الصين واختزلت
…
عَنهُ سوى الْفرس جمع التّرْك والخزر)
(وَلم تكف مواضي رستم وقنا
…
ذِي حَاجِب عَنهُ سَعْدا فِي انتها الْعُمر)
(ومزعت جعفراً بالبيض واختلست
…
من غيله حَمْزَة الظلام للجزر)
(وأشرفت بخبيب فَوق قَارِعَة
…
وألصقت طَلْحَة الْفَيَّاض بالعفر)
(وخضبت شيب عُثْمَان دَمًا وخطت
…
إِلَى الزبير وَلم تَسْتَحي من عمر)
(وَلَا رعت لأبي الْيَقظَان صحبته
…
وَلم تزوده غير الضيح فِي الْغمر)
(وأجزرت سيف أشقاها أَبَا حسن
…
وأمكنت من حُسَيْن راحتي شمر)
(وليتها إِذْ فدت عمرا بخارجة
…
فدت عليا بِمن شَاءَت من الْبشر)
(وَفِي ابْن هِنْد وَفِي ابْن الْمُصْطَفى حسن
…
أَتَت بمعضلة الْأَلْبَاب والفكر)
(فبعضنا قَائِل مَا اغتاله أحد
…
وبعضنا سَاكِت لم يُؤْت من حصر)
(وَأَرَدْت ابْن زِيَاد بالحسين فَلم
…
يبو بشسع لَهُ قد طاح أَو ظفر)
(وعممت بالظبا فودي أبي حسن
…
وَلم ترد الردى عَنهُ قِنَا زفر)
(وأنزلت مصعباً من رَأس شاهقة
…
كَانَت بِهِ مهجة الْمُخْتَار فِي وزر)
(وَلم تراقب مَكَان ابْن الزبير وَلَا
…
رعت عياذته بِالْبَيْتِ وَالْحجر)
(وَلم تدع لأبي الذبان قَائِمَة
…
لَيْسَ اللطيم لَهَا عَمْرو بمنتصر)
(وأظفرت بالوليد بن اليزيد وَلم
…
تبْق الْخلَافَة بَين الكأس وَالْوتر)
)
(وَلم تعد قضب السفاح نابية
…
عَن رَأس مَرْوَان أَو أشياعه الْفجْر)
(وأسبلت دمعة الرّوح الْأمين على
…
دم بفخ لآل الْمُصْطَفى هدر)
(وأشرقت جعفراً وَالْفضل ينظره
…
وَالشَّيْخ يحيى بريق الصارم الذّكر)
(وَلَا وفت بعهود المستعين وَلَا
…
بِمَا تَأَكد للمعتز من مرر)
(وأوثقت فِي عراها كل مُعْتَمد
…
وأشرقت بقذاها كل مقتدر)
(وروعت كل مَأْمُون ومؤتمن
…
وَأسْلمت كل مَنْصُور ومنتصر)
(وأعثرت آل عباد لعاً لَهُم
…
بذيل زباء من بيض وَمن سمر)
(بني المظفر وَالْأَيَّام مَا بَرحت
…
مراحل والورى مِنْهَا على سفر)
(سحقاً ليومكم يَوْمًا وَلَا حملت
…
بِمثلِهِ لَيْلَة فِي سالف الْعُمر)
(من للأسرة أَو من للأعنة أَو
…
من للمساحة أَو للنفع وَالضَّرَر)
(أَو دفع كارثة أَو قمع رادفة
…
أَو ردع حَادِثَة تعيي على الْقدر)
(وَيْح السماح وويح الْبَأْس لَو سلما
…
وحسرة الدّين وَالدُّنْيَا على عمر)
(سقت ثرى الْفضل وَالْعَبَّاس هامية
…
تعزى إِلَيْهِم سماحاً لَا إِلَى الْمَطَر)
مِنْهَا
(زمر من كل شَيْء فِيهِ أطيبه
…
حَتَّى التَّمَتُّع بالآصال وَالْبكْر)
(من للجلال الَّذِي غضت مهابته
…
قُلُوبنَا وعيون الأنجم الزهر)
(أَيْن الإباء الَّذِي أرسوا قَوَاعِده
…
على دعائم من عز وَمن ظفر)
(أَيْن الْوَفَاء الَّذِي أصفوا شرائعه
…
فَلم يرد أحد مِنْهَا على كدر)
مِنْهَا
(على الْفَضَائِل إِلَّا الصَّبْر بعدهمْ
…
سَلام مرتقب لِلْأجرِ منتظر)
(يَرْجُو عَسى وَله فِي أُخْتهَا أمل
…
والدهر ذُو عقب شَتَّى وَذُو غير)
وَقد سلك مسلكه أَبُو جَعْفَر الكفيف فَقَالَ قصيدته الَّتِي رثى بهَا ابْن الينافي وَقد قتل غيلَة وأولها
(أَلا حدثاني عَن فلٍ وَفُلَان
…
لعَلي أرِي باقٍ على الْحدثَان)
وَهِي مَذْكُورَة فِي تَرْجَمته وَمن شعر ابْن عبدون)
(وافاك من فلق الصَّباح تَبَسم
…
وانساب عَن غسق الظلام تجهم)
(وَاللَّيْل ينعى بِالْأَذَانِ وَقد شدا
…
بِالْفَجْرِ طير البانة المترنم)
(ودموع طل اللَّيْل تخلق أعيناً
…
يرنو بهَا من مَاء دجلة أَرقم)
قَالَ ابْن ظافر كرر الْمَعْنى الأول فِي قَوْله
(لَعَلَّ الصُّبْح قد وافى وَقَامَت
…
على اللَّيْل النوائح بِالْأَذَانِ)
وَكرر الثَّانِي فِي قَوْله
(ودموع طل اللَّيْل تخلق أعيناً
…
ترنو إِلَيْنَا من وُجُوه المَاء)
وَمن شعر ابْن عبدون
(مضوا يظْلمُونَ اللَّيْل لَا يلبسونه
…
وَإِن كَانَ مسكي الجلابيب ضافيا)
(يؤمُّونَ بيضًا فِي الأكنة لم تزل
…
قُلُوبهم حبا عَلَيْهَا أداحيا)
(وأغربة الظلماء تنفض بَينهم
…
قوادمها مبلولة والخوافيا)
(إِذا مرقوا من بطن ليل رقت بهم
…
إِلَى ظهر يَوْم عَزمَة هِيَ مَا هيا)
(وَإِن زعزعتهم روعة زعزعوا الدجا
…
إِلَيْهَا كماة والرياح مذاكيا)
(وَلَو أَنَّهَا ضلت الْمَكَان أمامها
…
سنا عمر فِي فَحْمَة اللَّيْل هاديا)
(همام أَقَامَ الْحَرْب وَهِي قعيدة
…
وروى القنا فِيهَا وَكَانَت صواديا)
(شرِيف المطاوي تَحت ختم ضلوعه
…
تَمِيمَة تقوى ردَّتْ الدَّهْر صَاحِيًا)
(إِذا قُرِئت لَا بالنواظر طابقت
…
سرى أُخْتهَا ذَات البروج مساعيا)
(وهدي لَو استشفى الْمُحب بِرُوحِهِ
…
لما دَان بالوجد المبرح صاليا)
(ورقة طبع لَو تحلى بهَا الْهوى
…
لأعدى على عصر الشَّبَاب البواكيا)
(إِلَيْهِ أكلت الأَرْض بالعيس ثائراً
…
وَقد أكلت مِنْهَا الذرى والحواميا)
(حوافي لَا ينعلن والبعد آذن
…
على نَفسه إِلَّا الوجى والدياجيا)
(فَجَاءَتْهُ لم تبصر سوى الْبشر هادياً
…
وسله وَلم يسمع سوى الشُّكْر حَادِيًا)
(ألكني ألكني والسيادة بَيْننَا
…
إِلَى مولع بِالْحَمْد يشريه غاليا)
(إِلَى آمُر فِي الدَّهْر ناه إِذا قضى
…
على كل من فِيهِ أطاعوه قَاضِيا)
(وحيوه لَا راجين مِنْهُ تَحِيَّة
…
وَإِن كَانَ جوداً لَا يخيب راجيا)
)
(إِلَيْك ابْن سَيفي يعرب زف خاطري
…
عقائل لَا ترْضى البروج مغانيا)
(وَإِنِّي لأستحيي من الْمجد أَن أرى
…
عَليّ لمأمول سواك أياديا)
(وَإِنِّي وَقد أسلفتني قبل وقته
…
من الْبر مَا جَازَت خطاه الأمانيا)
(وأيقظت من قدري وَمَا كَانَ نَائِما
…
وأبعدت من ذكري وَمَا كَانَ دانيا)
(وَلَكِن نبا من حسن ذكراك فِي يَدي
…
أَظن حساماً لم يجدني نابيا)
(وَلَو لم يكن مَا خفت لَا خفت لن أجد
…
على غير مَا أخدمتنيه اللياليا)
(إِلَى من إِذا لم تشكني أَنْت والعلا
…
أكون لما ألْقى من الدَّهْر شاكيا)
(وَأَنت على رفعي ووضعي حجَّة
…
فَكُن بِي على أولاهما بك جَارِيا)
مِنْهَا
(وَكَون مَكَاني فِي سمائك عاطلاً
…
وَلَوْلَا مَكَاني الدَّهْر مَا كَانَ حاليا)
(فَرد المنى خضرًا ترف غصونها
…
بمبسوطة تندى ندى وعواليا)
(عَوَالٍ إِذا مَا الطعْن هز جذوعها
…
تساقطت الهيجا عَلَيْك معاليا)
(وعاون على استنجاز طبعي بِهِبَة
…
ترقص فِي ألفاظهن المعانيا)
(وَعز على العلياء أَن يلقِي الْعَصَا
…
مُقيما بِحَيْثُ الْبَدْر ألْقى المراسيا)
(وَمن قَامَ رَأْي ابْن المظفر بَينه
…
وَبَين اللَّيَالِي نَام عَنْهُن لاهيا)
قلت وددت أَن هَذِه الأبيات لم تفرغ فَإِنَّهَا أطربت سَمْعِي وأذهلت عَقْلِي هَكَذَا هَكَذَا وَإِلَّا فَلَا لَا وَمن شعره أَيْضا
(مَا لي إِذا نفس معنى قدست وسرت
…
فِي جسم لفظ مسوى الْخلق من مثل)
(أَنْت الَّذِي باهت الأَرْض السَّمَاء بِهِ
…
وَمَا لَهَا بك لَو باهتك من قبل)
مِنْهَا
(تفري أديمي اللَّيَالِي غير مبقية
…
عَليّ مَا لليالي ويحهن ولي)
(وإنني فِي مواليكم كملككم
…
بَين الممالك وَالْإِسْلَام فِي الْملَل)
وَمن شعره
(سَقَاهَا الحيا من مغان فساح
…
فكم لي بهَا من معَان فصاح)
(وحلى أكاليل تِلْكَ الربى
…
ووشى معاطف تِلْكَ البطاح)
)
(فَمَا أنس لَا أنس عهدي بهَا
…
وجري فِيهَا ذيول المراح)
(فكم لي فِي اللَّهْو من طيرة
…
إِلَيْهَا بأجنحة الارتياح)
(ونوم على حبرات الرياض
…
تجاذب بردي أَيدي الرِّيَاح)