الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَكَانَ أديباً فَاضلا وَله ديوَان شعر فِي مُجَلد وصنف كتابا فِي الحلى والشيات وَمَا يَلِيق بالملوك من الْآلَات صنفه لبَعض مُلُوك الْمغرب وَذكر أَنه تولى الْقَضَاء بالمعدن وَتُوفِّي هُنَاكَ وَمن شعره
3 -
(أَبُو بكر السبتي الْمَالِكِي)
عَتيق بن عمرَان بن مُحَمَّد بن عبد الْأَحَد الربعِي أَبُو بكر من أهل سبتة صحب أَمِير)
الْمُسلمين يُوسُف بن تاشفين وولاه قَضَاء سبتة وَكَانَ فَقِيها محققاً مالكياً وَله فِي كل علم قدم
قدم بَغْدَاد وَأقَام بهَا سِنِين يتفقه وَيقْرَأ الْأَدَب وَسمع من أبي الْحُسَيْن ابْن الطيوري وَأبي عبد الله الْحميدِي وَسمع بِالْبَصْرَةِ من أبي يعلى أَحْمد بن مُحَمَّد الْمَالِكِي وَأبي الْقَاسِم عبد الْملك بن عَليّ بن خلف الْأنْصَارِيّ وَحدث بِبَغْدَاد عَن الْحسن بن مُحَمَّد بن عمرَان الإشبيلي وَكَانَ ورعاً ذَا أَمَانَة
وَطلب بَلَده فِي الْبَحْر فَردته الرّيح إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فَحمل إِلَى أَمِير الجيوش فَقتله سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع ماية لِأَنَّهُ وجدت مَعَه كتب من الْمُقْتَدِي إِلَى أَمِير الغرب
3 -
(الْوراق التَّمِيمِي المغربي)
عَتيق بن مُحَمَّد أَبُو بكر الْوراق التَّمِيمِي قَالَ ابْن رَشِيق دخلت الْجَامِع فِي بعض الْجمع فَوَجَدته فِي حَلقَة يقْرَأ الرَّقَائِق والمواعظ وَيذكر أَخْبَار السّلف الصَّالِحين وَمن بعدهمْ من التَّابِعين وَقد بدا خشوعه وترقرقت دُمُوعه فَمَا كَانَ إِلَّا أَن جِئْته عَشِيَّة ذَلِك الْيَوْم إِلَى دَاره فَوَجَدته وَفِي يَده طنبور وَعَن يَمِينه غُلَام مليح فَقلت مَا أبعد مَا بَين حاليك فِي مجلسيك فَقَالَ ذَاك بَيت الله وَهَذَا بَيْتِي أصنع فِي كل وَاحِد مِنْهُمَا مَا يَلِيق بِهِ وبصاحبه فَأَمْسَكت عَنهُ
وَمن شعره فِي قتل الرافضة
(أَخذنَا لأهل الْغدر مِنْهُم إغارة
…
عَلَيْهِم فَمَا أبقت وَلَا السَّيْف مَا أبقى)
(وَقَامَ لأم الْمُؤمنِينَ بِحَقِّهَا
…
بنوها فَمَا أَبقوا لَهَا عِنْدهم حَقًا)
وَمِنْه يصف شاذرواناً
(كَأَنَّهُ فلك غصت كواكبه
…
وَجه الْمعز الْمُعَلَّى بَينهَا قمر)
(إِذا بدا فِيهِ قرن الشَّمْس قارنه
…
كَأَنَّهَا مِنْهُ أَو مِنْهُ بهَا أثر)
(مذ زاحم الجو فاحتل السَّحَاب بِهِ
…
فَلَيْسَ يفقد فِي أرجائه مطر)
(فرحمة الله عَنهُ غير نازحة
…
ونعمة الله مَا فِيهَا بِهِ قصر)
(ترى الغمائم بيضًا تَحْتَهُ بكرا
…
مثل الْكَوَاكِب فَوق الأَرْض تنتثر)
وَمِنْه
(كلما أذْنب أبدى وَجهه
…
حجَّة فَهُوَ مَلِيء بالحجج)
(كَيفَ لَا يفرط فِي إجرامه
…
من مَتى شَاءَ من الذَّنب خرج)
)
قلت هَذَا الْمَعْنى أحسن من قَول الْقَائِل
(وَإِذا الْمليح أَتَى بذنب وَاحِد
…
جَاءَت محاسنه بِأَلف شَفِيع)
وَمن شعر الْوراق
(بدر لَهُ إشراق شمس على
…
غُصْن سبا قلبِي بنوعين)
(يكَاد من لين وَمن دقة
…
فِي حَضَره ينْقد نِصْفَيْنِ)
(إدباره ينسيك إقباله
…
كَأَنَّهُ يمشي بِوَجْهَيْنِ)
وَمِنْه ووزنه خَارج عَن أبحر الْعرُوض
(أورد قلبِي الردى
…
لَام عذار بدا)
(أسود كالغي فِي
…
أَبيض مثل الْهدى)
قلت وهما بِبَيْت وَاحِد من الْبَسِيط فِي أصل الدائرة
(تعبي راحتي وأنسي انفرادي
…
وشفاي الضنى ونومي سهادي)
(لست أَشْكُو بعاد من صد عني
…
أَي بعد وَقد ثوى فِي فُؤَادِي)
(هُوَ يختال بَين عَيْني وقلبي
…
وَهُوَ ذَاك الَّذِي يرى فِي سوَادِي)
وَمن شعره فِي الهجاء وَقد بَالغ
(لَو أَن أكفانهم من حر أوجههم
…
قَامُوا إِلَى الْحَشْر فِيهَا مِثْلَمَا رقدوا)
(خزر الْعُيُون إِذا مَا عوتبوا وَإِذا
…
مَا عاتبوا أنفذوا باللحظ مَا قصدُوا)
قَالَ ابْن رَشِيق كنت أرى أَن قَول الشَّاعِر
(لَا يعْمل الْمبرد فِي وَجهه
…
لكنه يعْمل فِي الْمبرد)
وَقَوْلِي لبَعض أهل الوقاحة وَكَانَ لقبه الكرش لجدري كَانَ بِهِ
(حَدِيد وَجه صاحبنا
…
وهم يَدعُونَهُ كرشا)
(وَلَوْلَا آلَة مَعَه
…
هِيَ الجدري مَا نقشا)