الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(تعطرنا الرِّيَاح بِهِ كأنا
…
نسوم الْمسك من كف النسيم)
3 -
(فَخر الدّين الكفتي المقاتلي)
عُثْمَان بن لبان الْمُحدث فَخر الدّين الرُّومِي المقاتلي الدِّمَشْقِي الكفتي)
سكن مصر سنوات وداخل الرؤساء إِلَى أَن صَار معيداً فِي المنصورية للْحَدِيث وَكَانَ حُلْو المحاضرة يحفظ بعض الْقُرْآن
توفّي سنة سِتّ عشرَة وَسبع ماية وَكَانَ مولده فِي سنة خمس وَسبعين وست ماية وَسمع من ابْن القواس ويوسف الغسولي وَابْن عَسَاكِر وبحلب من سنقر الزيني مَمْلُوك ابْن الْأُسْتَاذ وبمصر من الدمياطي وطبقته وعني بالرواية وَنسخ الْأَجْزَاء وَحصل قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين كتبت عَنهُ وَكتب عني وَكَانَ فِي ورعه نقص وَغَيره أدين مِنْهُ وَلَيْسَ لَهُ مَحْفُوظ وَلَا ختم قُرْآن
3 -
(الْعَتكِي)
عُثْمَان بن جبلة ابْن أبي رواد الْعَتكِي مَوْلَاهُم وثقة أَبُو حَاتِم وَغَيره
مَاتَ فجاءة فِي حُدُود الثَّمَانِينَ والماية وروى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ
3 -
(أَبُو الْفَتْح النَّحْوِيّ)
عُثْمَان بن جني أَبُو الْفَتْح النَّحْوِيّ الإِمَام الْعَلامَة من أحذق النُّحَاة
وَكَانَ أكمل علومه التصريف وَلم يتَكَلَّف أحد وَلم يتَكَلَّم أدق من كَلَامه فِي التصريف مولده قبل الثَّلَاثِينَ وَالثَّلَاث ماية وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَثَلَاث ماية وَخلف من الْأَوْلَاد عليا وعالياً والْعَلَاء وَكلهمْ أدباء فضلاء قد خرجهم والدهم وسمعهم وَحسن خطوطهم وهم معدودون فِي صحيحي الضَّبْط وحسني الخطوط وَكَانَ أَبوهُ مَمْلُوكا رومياً ل
سُلَيْمَان بن فَهد الْموصِلِي وَكَانَ أَعور وَمن شعره فِي ذَلِك
(صدودك عني وَلَا ذَنْب لي
…
دَلِيل على نِيَّة فاسده)
(فقد وحياتك مِمَّا بَكَيْت
…
خشيت على عَيْني الواحده)
(وَلَوْلَا مَخَافَة أَن لَا أَرَاك
…
لما كَانَ فِي تَركهَا فائده)
اجتاز أَبُو عَليّ الْفَارِسِي بالموصل فَمر بالجامع وَأَبُو الْفَتْح يقرئ النَّحْو وَهُوَ شَاب فَسَأَلَهُ أَبُو عَليّ مَسْأَلَة فِي التصريف فقصر فِيهَا أَبُو الْفَتْح فَقَالَ لَهُ زببت قبل أَن تحصرم فَلَزِمَهُ من يَوْمئِذٍ مُدَّة أَرْبَعِينَ سنة واعتنى بالتصريف وَلما مَاتَ أَبُو عَليّ تصدر ابْن جني مَكَانَهُ بِبَغْدَاد وَأخذ عَنهُ الثمانيني وَعبد السَّلَام الْبَصْرِيّ وَأَبُو الْحسن السمسمي وَجرى بَينه وَبَين أبي نصر بشر بن هَارُون كَلَام فِي معنى شَيْطَان يُقَال لَهُ العوار أَو العدار وَإِذا لَقِي إنْسَانا وَطئه فَقَالَ)
لَهُ ابْن جني بودك لَو لقيك فَإِنَّهُ كَانَ لأمنيتك دَوَاء فَقَالَ أَبُو نصر
(زعمت أَن العذار خدني
…
وَلَيْسَ خدناً لي العذار)
(عفر من الْجِنّ أَنْت أولى بِهِ
…
ففيهم لَك افتخار)
(فالجن جن وَنحن إنس
…
شتان هَذَانِ يَا حمَار)
(وَنحن من طِينَة خلقنَا
…
خلق الْجِنّ مِنْهُ نَار)
(العر والعار فِيك تما
…
والعور التَّام والعوار)
وَكَانَ يَوْمًا يتحدث بِحَضْرَة أبي الْحُسَيْن القمي الْكَاتِب وَكَانَت لأبي الْفَتْح عَادَة إِذا تحدث أَن يمِيل بشفتيه وَيُشِير بِيَدِهِ فَبَقيَ القمي شاخصاً إِلَيْهِ فَقَالَ أَبُو الْفَتْح مَالك تحدق إِلَيّ وتكثر التَّعَجُّب مني قَالَ شبهت مولَايَ الشَّيْخ وَهُوَ يتحدث وَيَقُول ببوزه كَذَا وَبِيَدِهِ كَذَا بقرد رَأَيْته الْيَوْم عِنْد صعودي إِلَى دَار المملكة وَهُوَ على شاطئ دجلة يفعل مَا يَفْعَله مَوْلَانَا فامتعض أَبُو الْفَتْح وَقَالَ مَا هَذَا القَوْل أعزّك الله وَمَتى رَأَيْتنِي أمزح مَعَك فتمزح معي بِمثل هَذَا فَلَمَّا رَآهُ أَبُو الْحُسَيْن قد استشاط غَضبا قَالَ المعذرة إِلَيْك أَيهَا الشَّيْخ عَن أَن أشبهك بالقرد وَإِنَّمَا شبهت القرد بك فَضَحِك أَبُو الْفَتْح وَقَالَ مَا أحسن مَا اعتذرت وَعلم أَنَّهَا نادرة تشيع فَكَانَ أَبُو الْفَتْح يتحدث بهَا دَائِما واجتاز يَوْمًا بِأبي الْحُسَيْن الْمَذْكُور فِي الدِّيوَان وَبَين يَدَيْهِ كانون فِيهِ نَار وَالْبرد شَدِيد فَقَالَ لَهُ أَبُو الْفَتْح تعال أَيهَا
الشَّيْخ إِلَى النير فَقَالَ أعوذ بِاللَّه وَقَالَ ابْن الزمكدم الْموصِلِي يهجو ابْن جني يَا أَبَا الْفَتْح قد أَتَيْنَاك للتدريس وَالْعلم فِي فنائك رحب فَوَجَدنَا فتاة بَيْتك أنحى مِنْك والنحو مُؤثر مُسْتَحبّ
(قدماها مَرْفُوعَة وَهِي خفض
…
فَلم الأير فَاعل وَهُوَ نصب)
(مَذْهَب خَالَفت شيوخك فِيهِ
…
فَهِيَ تصبي بِهِ الْحَلِيم وتصبو)
وَوجد بِخَط ابْن جني على ظهر كتاب الْمُحْتَسب فِي علل الْقرَاءَات الشاذة أَخْبرنِي بعض من يعتادني للْقِرَاءَة عَليّ وَالْأَخْذ عني قَالَ رَأَيْتُك فِي مَنَامِي جَالِسا فِي مجْلِس لَك على حَال كَذَا وبصورة كَذَا وَذكر من الْحِلْية والشارة جميلاً وَإِذا رجل لَهُ رواء ومنظر وَظَاهر نبل وَقدر قد أَتَاك فحين رَأَيْته أعظمت مورده وأسرعت الْقيام لَهُ فَجَلَسَ فِي صدر مجلسك وَقَالَ لَك إجلس فَجَلَست فَقَالَ كَذَا شَيْئا ذكره ثمَّ قَالَ لَك أتمم كتاب الشواذ الَّذِي عَلمته فَإِنَّهُ)
كتاب يصل إِلَيْنَا ثمَّ نَهَضَ فَلَمَّا ولى سَأَلت بعض من كَانَ مَعَه عَنهُ فَقَالَ عَليّ ابْن أبي طَالب كرم الله وَجهه ذكر هَذَا الرَّائِي هَذِه الرُّؤْيَا لي وَقد من نواحي هَذَا الْكتاب أميكنات تحْتَاج إِلَى معاودة نظر وَأَنا على الْفَرَاغ مِنْهَا وَبعده مُلْحق فِي الْحَاشِيَة بِخَطِّهِ أَيْضا ثمَّ عاودتها فَصحت بلطف الله ومشيئته وَلما مَاتَ أَبُو الْفَتْح رثاه الشريف الرضي بقصيدة عدتهَا تِسْعَة وَخَمْسُونَ بَيْتا مِنْهَا
(لتبك أَبَا الْفَتْح الْعُيُون بدمعها
…
وألسننا من قبلهَا بالمناطق)
(إِذا هَب من تِلْكَ الغليل بدامع
…
تسرع من هَذَا الْغَمَام بناطق)
(طوى مِنْهُ بطن الأَرْض مَا تستعيده
…
على الدَّهْر منشوراً بطُون المهارق)
(مضى طيب الأردان يأرج ذكره
…
كريح الصِّبَا تندى لعرنين ناشق)
(وَمَا أحتاج بردا غير برد عفافه
…
وَلَا عرف طيب غير تِلْكَ الْخَلَائق)
(تروق مَاء الود بيني وَبَينه
…
وطاح القذى عَن سلسل الطّعْم رائق)
(سقاك وَهل يسقيك إِلَّا تعلة
…
لغير الروى قطر الغيوم الودائق)
(من المزن جمجام إِذا التج لجة
…
أَضَاءَت تواليه زناد البوارق)
(وَمَا فرحي أَن جاورتك حديقة
…
وقبرك مَمْلُوء بغر الحدائق)
تصانيف أبي الْفَتْح ابْن جني كتاب الخصائص وَهُوَ كتاب نَفِيس إِلَى الْغَايَة فِيهِ لباب النَّحْو وَكتاب سر الصِّنَاعَة وَهُوَ من أحسن مَا صنفه وجوده وَكتاب تَفْسِير أشعار هُذَيْل مِمَّا أغفله السكرِي وَكتاب تَفْسِير تصريف الْمَازِني وَشرح مستغلق الحماسة واشتقاق أَسمَاء شعرائها وَشرح الْمَقْصُور والممدود لِابْنِ السّكيت وتعاقب الْعَرَبيَّة قَالَ ابْن جني وأطرف بِهِ
وَشرح ديوَان المتنبي شرحين كَبِيرا وصغيراً كتاب اللمع كتاب مُخْتَصر التصريف مُخْتَصر الْعرُوض والقوافي والحروف المهموزة كتاب فِي اسْم الْمَفْعُول المعتل الْعين من الثلاثي تَفْسِير الْمُذكر والمؤنث لِابْنِ السّكيت كتاب تأييد التَّذْكِرَة لأبي عَليّ الْفَارِسِي كتاب محَاسِن الْعَرَبيَّة كتاب النَّوَادِر الممتعة فِي الْعَرَبيَّة ألف ورقة كتاب مَا أحضرهُ الخاطر من الْمسَائِل المنثورة وَكتاب الْمُحْتَسب فِي تَعْلِيل شواذ الْقرَاءَات وَهُوَ جيد إِلَى الْغَايَة كتاب تَفْسِير أرجوزة أبي نواس كتاب تَفْسِير العلويات وَهِي أَربع قصائد للشريف الرضي كتاب الْبُشْرَى وَالظفر صنعه لعضد الدولة مِقْدَاره خَمْسُونَ ورقة فِي تَفْسِير بَيت وَاحِد من شعر عضد)
الدولة وَهُوَ
(أَهلا وسهلاً بِذِي الْبُشْرَى ونوبتها
…
وباشتمال سرايانا على الظفر)
رِسَالَة فِي مدد الْأَصْوَات ومقادير المدات كتاب الْمُذكر والمؤنث كتاب المنتصف مُقَدمَات أَبْوَاب التصريف النَّقْض على ابْن وَكِيع فِي شعر المتنبي وتخطئته الْمغرب فِي شرح القوافي كتاب الْفَصْل بَين الْكَلَام الْخَاص وَالْكَلَام الْعَام كتاب الْوَقْف والابتداء كتاب الْفرق كتاب الْمعَانِي المحررة كتاب الْفَائِق كتاب الْخَطِيب كتاب مُخْتَار الأراجيز كتاب ذِي الْقد فِي النَّحْو كتاب شرح الفصيح كتاب الْكَافِي فِي القوافي كتاب التَّنْبِيه فِي إِعْرَاب الحماسة كتاب الْمُهَذّب كتاب التَّبْصِرَة يُقَال إِن الشَّيْخ أَبَا إِسْحَاق أَخذ مِنْهُ أَسمَاء كتبه فَإِنَّهُ لَهُ التَّنْبِيه والمهذب واللمع والتبصرة وَمن شعر ابْن جني
(فَإِن أصبح بِلَا نسب
…
فعلمي فِي الورى نسبي)
(على أَنِّي أؤول إِلَى
…
قروم سادة نجب)
(قياصرة إِذا نطقوا
…
أرم الدَّهْر ذُو الْخطب)
(أولاك دَعَا النَّبِي لَهُم
…
كفى شرفاً دُعَاء نَبِي)