الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدعائم تصنيف النُّعْمَان بن مُحَمَّد متفقهاً
وَكَانَ فيلسوفاً يقرئ الفلسفة ويحفظ من كتاب زجر النَّفس وَكتاب أثلوجيا وَكتاب التفاحة الْمَنْسُوب لأرسطو كثيرا قَالَ وَذكر لي بعض أَصْحَابنَا مِمَّن لَا أَتَّهِمهُ بكذب أَنه تعسر عَلَيْهِ قفل بَاب فَذكر اسْما وفتحه وَأَنَّهُمْ قصدُوا حُضُور امْرَأَة فهمهم بشفتيه لَحْظَة فَحَضَرت فَسَأَلُوهَا عَن ذَلِك فَقَالَت إِنَّهَا حصل عِنْدهَا قلق فَلم تقدر على الْإِقَامَة وَكَانَ مُؤمنا بِالنَّبِيِّ صلى)
الله عَلَيْهِ وَسلم منزلاُ لَهُ مَنْزِلَته ويعتقد وجوب أَرْكَان الْإِسْلَام غير أَنه يرى أَنَّهَا تسْقط عَمَّن حصل لَهُ معرفَة بربه بالأدلة الَّتِي يعتقدها وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ مواظباً على الْعِبَادَة فِي الْخلْوَة والجلوة وَالصِّيَام إِلَّا أَنه يَصُوم بِمَا يَقْتَضِيهِ الْحساب وَيرى أَن الْقيام بالتكاليف الشَّرْعِيَّة يَقْتَضِي زِيَادَة الْخَيْر وَإِن حصلت الْمعرفَة وَكَانَ يفكر طَويلا وَيقوم ويرقص وَيَقُول
(يَا قطوع من أفنى عَمْرو فِي المحلول
…
فاتو العاجل والآجل ذَا البهلول)
قَالَ وَمرض فَلم أصل إِلَيْهِ وَمَات فَلم أصل عَلَيْهِ وَسَار إِلَى ساحة الْقُبُور وَصَارَ إِلَى من يعلم خَائِنَة الْأَعْين وَمَا تخفي الصُّدُور وأظن وَفَاته فِي سنة خمس أَو سِتّ وَعشْرين وَسبع ماية وَقَالَ لي جمَاعَة سنة خمس لَا غير
(عبد القاهر)
3 -
(الْأُسْتَاذ أَبُو مَنْصُور الشَّافِعِي)
عبد القاهر بن طَاهِر بن مُحَمَّد بن عبد الله التَّمِيمِي أَبُو مَنْصُور ابْن أبي عبد الله الْفَقِيه الشَّافِعِي ولد بِبَغْدَاد وَنَشَأ بهَا وسافر مَعَ
وَالِده إِلَى خُرَاسَان وسكنا نيسابور إِلَى حِين وفاتهما تفقه أَبُو مَنْصُور على أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الإِسْفِرَايِينِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ أصُول الدّين وَكَانَ ماهراً فِي فنون عديدة خُصُوصا علم الْحساب وَله فِيهِ تواليف نافعة مِنْهَا كتاب التكملة وَكَانَ يدرس فِي سَبْعَة وَعشْرين فَنًّا وَكَانَ عَارِفًا بالفرائض والنحو وَله أشعار وَكَانَ ذَا مَال وثروة وَلم يكْتَسب بِعِلْمِهِ مَالا وأربى على أقرانه فِي الْفُنُون وَجلسَ بعد أستاذه أبي إِسْحَاق للإملاء فِي مَكَانَهُ بِمَسْجِد عقيل فأملى سِنِين وَاخْتلف إِلَيْهِ الْأَئِمَّة فقرأوا عَلَيْهِ مثل نَاصِر الْمروزِي وزين الْإِسْلَام الْقشيرِي وَتُوفِّي سنة عشْرين وَأَرْبع ماية بِمَدِينَة أسفرايين وَدفن إِلَى جَانب شَيْخه وَمن شعره
(طلبت من الحبيب زَكَاة حسن
…
على صغر من الْعُمر الْبَهِي)
(فَقَالَ وَهل على مثلي زَكَاة
…
على قَول الْعِرَاقِيّ الكمي)
(فَقلت الشَّافِعِي لنا إِمَام
…
وَقد فرض الزَّكَاة على الصَّبِي)
قلت هُوَ مثل قَول الْأَمِير أبي الْفضل الميكالي
(أَقُول لشادن فِي الْحسن فَرد
…
يصيد بلحظه قلب الكمي)
(ملكت الْحسن أجمع فِي نِصَاب
…
فأد زَكَاة منظرك الْبَهِي)
)
(وَذَاكَ بِأَن تجود لمستهام
…
برشف من مقبلك الشهي)
(فَقَالَ أَبُو حنيفَة لي إِمَام
…
وَعِنْدِي لَا زَكَاة على الصَّبِي)
وَقد رَوَاهَا بَعضهم على غير هَذِه القافية فَقَالَ
(أَقُول لشاذن فِي الْحسن فَرد
…
يصيد بلحظه قلب الجليد)
(ملكت الْحسن أجمع فِي نِصَاب
…
فَلَا تمنع وجوبا عَن وجود)
(وَذَاكَ بِأَن تجود لمستهام
…
برشف من مقبلك البرود)
(فَقَالَ أَبُو حنيفَة لي إِمَام
…
وَعِنْدِي لَا زَكَاة على الْوَلِيد)
وَمن شعر الْأُسْتَاذ أبي مَنْصُور الشَّافِعِي
(يَا سائلي عَن قصتي
…
دَعْنِي أمت فِي غصتي)
(المَال فِي أَيدي الورى
…
واليأس مِنْهُ حصتي)