الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 -
(قَاضِي شيراز أَبُو مُحَمَّد)
عبيد الله بن أَحْمد الْفَزارِيّ أَبُو مُحَمَّد قَاضِي الْقُضَاة بشيراز أحد أَصْحَاب أبي عَليّ الْفَارِسِي لَهُ تصانيف مِنْهَا كتاب فِي صناعَة الْإِعْرَاب أَربع مجلدات كتاب عُيُون الْإِعْرَاب شَرحه عَليّ بن فضال الْمُجَاشِعِي
3 -
(الْأَمِير أَبُو الْفضل الميكالي)
عبيد الله بن أَحْمد بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن مُحَمَّد بن ميكال بن عبد الْوَاحِد ابْن)
جِبْرِيل بن الْقَاسِم بن بكر بن سور بن سور بن سور بن سور أَرْبَعَة من الْمُلُوك ابْن فَيْرُوز بن يزدجرد بن بهْرَام جور أَبُو الْفضل الميكالي الْأَمِير مَاتَ يَوْم عيد الْأَضْحَى سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع ماية كَانَ أوحد خُرَاسَان فِي عصره أدباً وفضلاً ونسباً حسن الْخلق مليح الْوَجْه والشمايل كثير الْقِرَاءَة دَائِم الْعِبَادَة سخي النَّفس سمع بخراسان من الْحَاكِم أبي أَحْمد الْحَافِظ وَأبي عَمْرو ابْن حمدَان وَفِي بُخَارى من أبي بكر مُحَمَّد بن ثَابت البُخَارِيّ وبمكة أَبَا الْحسن ابْن زُرَيْق وَسمع أَبَا الْحُسَيْن ابْن فَارس وَعقد لَهُ مجْلِس الْإِمْلَاء فأملى وَأَبوهُ أَمِير مَشْهُور شَاعِر جليل الْقدر وَلأبي الْفضل عدَّة أَوْلَاد عُلَمَاء وهم الْحُسَيْن وَعلي وَإِسْمَاعِيل
سمع قَول الصاحب بن عباد
(لَئِن هُوَ لم يكفف عقارب صُدْغه
…
فَقولُوا لَهُ يسمح بدرياق رِيقه)
فَاسْتَحْسَنَهُ الْحَاضِرُونَ فَقَالَ الْأَمِير أَبُو الْفضل قد سرق الصاحب من قَول الْقَائِل
(لدغت عَيْنك قلبِي
…
إِنَّمَا عَيْنك عقرب)
(لَكِن المصة من ريق
…
ك درياق مجرب)
وَمن نثره من جملَة جَوَاب وَكَاد فرط التَّعَجُّب مرّة وإفراط الْإِعْجَاب تَارَة يقف بِي عِنْد أول كل فصل من فصوله ويثبطني على اسْتِيفَاء غرره وحجوله ويوهمني أَن المحاسن مَا حوته قلائده ونظمته فرائده فَلَيْسَ فِي قَوس إِحْسَان وَرَاءَهَا منزع وَلَا لاقتراح فَوْقهَا متطلع حَتَّى إِذا جاوزته إِلَى لففه وقرينه وأجلت فكري فِي نكته وعيونه رَأَيْت مَا يحسر الطّرف ويعجز الْوَصْف ويعلو على الأول محلا ومكاناً ويفوته حسناُ وإحساناً فرتعت كَيفَ شِئْت فِي رياضه وحدائقه واقتبست نور الحكم من مطالعه ومشارقه وسلمت لمعانيه وَأَلْفَاظه فَضِيلَة
السَّبق والبراعة وتلقيتها بواجبها من النشر والإذاعة فَإِنَّهَا جمعت إِلَى حسن الإيجاز دَرَجَة الإعجاز وَإِلَى فَضِيلَة الإبداع جلالة الْموقع فِي الْقُلُوب والإسماع
وللثعالبي وَغَيره من أهل عصره فِيهِ مدائح كَثِيرَة من ذَلِك أَبْيَات كتبهَا إِلَيْهِ أَبُو مَنْصُور عبد الْملك الثعالبي مَذْكُورَة فِي تَرْجَمَة الْمَذْكُور وَمن ذَلِك قَول الثعالبي أَيْضا
(من رأى غرَّة الْأَمِير أبي الْفضل
…
ازدرى المُشْتَرِي ببرج الْقوس)
(من يطالع آدابه وعلاه
…
يطلع فِي أنموذج الفردوس)
(عين رَبِّي عَلَيْهِ من بدر صدر
…
وده خزرجي ولقياه أوسي)
)
(لَيْسَ لي طَاقَة بِوَصْف معاليه
…
وَلَو كنت مفلقاً كَابْن أَوْس)
وَمن ذَلِك قَول أبي سعيد عَليّ بن مُحَمَّد بن خلف الهمذاني
(مَا سر مَوْلَانَا نَبِي الْهدى
…
بِوَحْي جِبْرِيل وميكال)
(إِلَّا قَرِيبا من سروري
…
بِمَا رزقت من ود ابْن ميكال)
(لَكِن نَوَاه قد أشاطت دمي
…
وَالله مِنْهَا لدمي كال)
قلت كَانَ لَهُ مندوحة فِي المديح بِغَيْر هَذَا الْمَقْصد الْقَبِيح فَإِنَّهُ تجرأ فِيهِ كَمَا ترَاهُ وللأمير أبي الْفضل تصانيف مِنْهَا كتاب الْمُنْتَحل كتاب مخزون البلاغة ديوَان رسائله وديوان شعره كتاب ملح الخواطر ومنح الْجَوَاهِر
وَمن شعره قَوْله
(إِذا مَا جاد بالأموال ثنى
…
وَلم تُدْرِكهُ فِي الْجُود الندامه)
(وَإِن هجست خواطره بِجمع
…
لريب حوادث قَالَ الندى مَه)
وَمِنْه
(مبدع فِي شمائل الْمجد خيماً
…
مَا اهتدينا لأَخذه واقتباسه)
(فَهُوَ فيض بِالْمَالِ وَقت نداه
…
وجواد بِالْعَفو فِي وَقت باسه)
وَمِنْه
(أَرَانِي كلما فاخرت قوما
…
فخرتهم بنفسي أَن بخاري)
(خُذُوا خبري بِهِ عَن خوف ثَان
…
يُجَاهر بالعناد وَأمن جَار)
وَمِنْه
(وقائلة إِن الْمَعَالِي مواهب
…
فَقلت لَهَا أَخْطَأت هن مناهب)
(أَرَادَت صدودي وانحرافي عَن الْعلَا
…
وَمَا أَنا فِي هذي الْمذَاهب ذَاهِب)
وَمِنْه
(أَلا رب أَعدَاء لئام قريتهم
…
متون سيوف أَو صُدُور عوالي)
(إِذا كلبهم يَوْمًا عوى لي رميتهم
…
بكلب إِذا عاوى الْكلاب عوى لي)
وَمِنْه
(عجبت لوغد قد جذبت بضبعه
…
فَأصْبح يلقاني بتيه وبشما)
)
(بريد مساماتي وَمن دونهَا السما
…
وَكَيف يباريني سموا وَبِي سما)
وَمِنْه
(وَكم حَاسِد لي انبرى فانثنى
…
بغصة نفس شَجَّاهَا شَجَّاهَا)
(وَمن أَيْن يسمو لنيل الْعلَا
…
وَمَا بَث مَالا وَلَا راش جاها)
وَمِنْه
(ضَاقَ صَدْرِي من هوى قمر
…
قمر الْقلب وَمَا شعرًا)
(لَيْت أجفاني بِهِ سعدت
…
فترى الطّرف الَّذِي فترا)
وَمِنْه
(عذيري من جفون راميات
…
بِسَهْم السحر من عَيْني غزال)
(غزاني طرفه حَتَّى سباني
…
لأنتصرن مِنْهُ بِمن غزالي)
وَمِنْه
(لقد راعني بدر الدجى بصدوده
…
ووكل أجفاني برعي كواكبه)
(فيا جزعي مهلا عساه يعود لي
…
وَيَا كَبِدِي صبرا على مَا كواك بِهِ)
وَمِنْه
(صل محباً أعياه وصف هَوَاهُ
…
فضناه يَنُوب عَن ترجمانه)
(كلما راقه سواك تصدت
…
مقلتاه بدمعه ترجمانه)
وَمِنْه
(يَا ذَا الَّذِي أرسل من طرفه
…
عَليّ سَيْفا قدني لَو فرى)
(شِفَاء نَفسِي مِنْك تجميشة
…
يغْرس فِي خديك نيلوفرا)
وَمِنْه
(أما حَان أَن يشفي المستهام
…
بزورة وصل وتأوي لَهُ)
(يجمجم عَن سؤله هَيْبَة
…
وَيعلم علمك تَأْوِيله)
وَمِنْه
(سقيا لدهر مضى والوصل يجمعنا
…
وَنحن نحكى عنَاقًا شكل تَنْوِين)
(فصرت إِذا علقت نَفسِي حبالكم
…
بِسَهْم هجرك ترمي ثمَّ تنويني)
)
وَمِنْه
(إِن كنت تأنس بالحبيب وقربه
…
فاصبر على حكم الرَّقِيب وداره)
(إِن الرَّقِيب إِذا صبرت لحكمه
…
بواك فِي مثوى الحبيب وداره)
وَمِنْه
(شَكَوْت إِلَيْهِ مَا أُلَاقِي فَقَالَ لي
…
رويداً فَفِي حكم الْهوى أَنْت مؤتلي)
(فَلَو كَانَ حَقًا مَا ادعيت من الجوى
…
لقل بِمَا تلقى إِذا أَن تَمُوت لي)
وَمِنْه
(ومعشوق يتيه بِوَجْه عاج
…
شَبيه الصدغ مِنْهُ بلام زاج)
(إِذا استسقيته رَاحا سقاني
…
رضاباً كالرحيق بِلَا مزاج)
وَمِنْه
(ظَبْي يحار الْبَرْق فِي بريقه
…
غنيت عَن إبريقه بريقه)
(فَلم أزل أرشف من رحيقه
…
حَتَّى شفيت الْقلب من حريقه)
وَمِنْه
(إِن لي فِي الْهوى لِسَانا كتوما
…
وَحَنَانًا يخفي حريق جواه)
(غير أَنِّي أَخَاف دمعي عَلَيْهِ
…
ستراه يفشي الَّذِي ستراه)
وَمِنْه
(تفرق قلبِي فِي هَوَاهُ فَعنده
…
فريق وَعِنْدِي شُعْبَة وفريق)
(إِذا ظميت نَفسِي أَقُول لَهُ اسْقِنِي
…
وَإِن لم يكن رَاح لديك فريق)
وَمِنْه
(أَهْدَت جفونك للفؤاد
…
من الغرام بِلَا بِلَا)
(فالشوق مِنْهُ بِلَا مدى
…
والوجد فِيهِ بِلَا بِلَا)
وَقَالَ بِهِ أَبُو الْقَاسِم الْكَرْخِي كنت لَيْلَة عِنْد الصاحب بن عباد ومعنا أَبُو الْعَبَّاس الصَّبِي وَقد وقف على رؤوسنا غُلَام كَأَنَّهُ فلقَة قمر فَقَالَ الصاحب أَيْن ذَاك الظبي أينه)
فَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس شادن فِي وصف قينه فَقَالَ الصاحب
(بِلِسَان الدمع تَشْكُو
…
أبدا عَيْني عينه)
فَقَالَ أَبُو الْقَاسِم
(لي دين فِي هَوَاهُ
…
ليته أنْجز دينه)
فَزَاد الْأَمِير أَبُو الْفضل
(لَا قضى الله ببين
…
أبدا بيني وَبَينه)
وأنشده بعض الْحَاضِرين قَول الشَّاعِر
(أحسن من رَوْضَة حزن ناضره
…
قد فتح النرجس فِيهَا ناظره)
فَقَالَ الْأَمِير أَبُو الْفضل مرتجلاً
(طلعة معشوق لديك حاضره
…
ناضرة تجلو الْعُيُون الناظرة)
وَمن شعره أَيْضا
(روض يروض هموم قلبِي حسنه
…
فِيهِ لكاس اللَّهْو أَي مساغ)
(وَإِذا بَدَت قضبان ريحَان بِهِ
…
حَيْثُ بِمثل سلاسل الأصداغ)
وَمِنْه
(تصوغ لنا كف الرّبيع بدائعاً
…
كعقد عقيق بَين سمط لآل)
(وفيهن أنوار الشقائق قد حكت
…
خدود عذارى نقطت بغوال)
وَمِنْه
(نثر السَّحَاب على الغصون ذريرة
…
أَهْدَت لنا نورا يروق ونورا)
(شابت ذوائبها فعدن كَأَنَّهَا
…
أشفار عين تحمل الكافورا)
وَمِنْه فِي اقتران الزهرة والهلال
(أما ترى الزهرة قد لاحت لنا
…
تَحت هِلَال لَونه يَحْكِي اللهب)
(ككرة من فضَّة مجلوة
…
أوفى عَلَيْهَا صولجان من ذهب)
وَمِنْه طُلُوع الْفجْر)
(أَهلا بفجر قد نضا ثوب الدجى
…
كالسيف جرد من سَواد قرَاب)
(أَو غادة شقَّتْ إزاراً أزرقاً
…
مَا بَين نقرتها إِلَى الأقراب)
وَمِنْه فِي النرجس
(أَهلا بنرجس روض
…
يزهى بِحسن وَطيب)
(يرنو بِعَين غزال
…
على قضيب رطيب)
(وَفِيه معنى خَفِي
…
يزينه فِي الْقُلُوب)
(تصحيفه إِن نسقت الحرو
…
ف بر حبيب)
وَمِنْه فِي البنفسج
(يَا مهدياً لي بنفسجاً أرجاً
…
يرتاح صَدْرِي لَهُ وينشرح)
(بشرني عَاجلا مصحفه
…
بِأَن ضيق الْأُمُور ينفسح)
وَقَالَ فِي ضد ذَلِك
(يَا مهدياً لي بنفسجاً سمجاً
…
وددت لَو أَن أرضه سبخ)
(بشرني عَاجلا مصحفه
…
بِأَن عهد الحبيب ينفسح)
وَقَالَ فِي المذبة
(مَا صُورَة أبدع فِي
…
تركيبها أَصْحَابهَا)
(مركبها الْأَيْدِي وَفِي
…
هاماتها أذنابها)
وَقَالَ فِي النرجس
(مَا ضم الْأنس يَوْمًا كنرجس
…
يقوم بِعُذْر اللَّهْو عَن خَالع الْعذر)
(فأحداقه أقداح تبر وَسَاقه
…
كقامة سَاق فِي غلائله الْخضر)
وَقَالَ
(ومدامة زفت إِلَى سلسال
…
تختال بَين ملابس كالآل)