الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(سأصبر حرا لم يضق عَنهُ صبره
…
وَإِن كَانَ قد ضَاقَتْ عَلَيْهِ مذاهبه)
(فَإِن الْغَمَام الغر يخلف حَالهَا
…
وَإِن الحسام العضب تنبو مضاربه)
3 -
(ابْن طَاهِر الْخُزَاعِيّ)
عبيد الله بن عبد الله بن طَاهِر بن الْحُسَيْن بن مُصعب بن زُرَيْق بن أسعد ابْن باذان أسلم باذان على يَد طَلْحَة الطلحات وكنية عبيد الله هَذَا أَبُو أَحْمد وَهُوَ أَخُو مُحَمَّد بن عبد الله ولي عبيد الله الشرطة بِبَغْدَاد فِي خلَافَة المعتز مَعَ شرطة سر من رأى وَكَانَ سيداً شَاعِرًا أديباً مصنفاُ رَئِيسا وَإِلَيْهِ انْتَهَت رياسة هَذَا الْبَيْت وَهُوَ آخر من مَاتَ مِنْهُم أَمِيرا فِي شهور سنة ثَلَاث وَثَلَاث ماية ومولده سنة ثَلَاث وَعشْرين ومايتين وَكَانَ جواداً ممدحاً وَله تصانيف مِنْهَا كتاب الْإِشَارَة فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء كتاب السياسة الملوكية وَفِيه يَقُول البحتري لما قدم من خُرَاسَان
(لقد سرني أَن المكارم أَصبَحت
…
تحط إِلَى أَرض الْعرَاق حمولها)
(مجيئ عبيد الله من شَرق أرضه
…
سرى الديمة الوطفاء هبت قبُولهَا)
(كَأَنَّهُمْ عِنْد استلام ركابه
…
عصائب عِنْد الْبَيْت حَان قفولها)
(يحلونَ مأمولاً مخوفا لنائل
…
يواليه أَو صولات بَأْس يصولها)
وَذكر جحظة فِي أَمَالِيهِ قَالَ رَأَيْت فِي بعض السنين بَاب عبيد الله ابْن عبد الله وَعَلِيهِ قوم يبيعون مَا يخرج من مائدته من الزلات فيبتاعها التُّجَّار وفيهَا العنوق والجدي وجامات الْحَلْوَى ثمَّ رَأَيْت بعد ذَلِك رقعته بِخَطِّهِ إِلَى عبدون يستميحه قوتاً لِعِيَالِهِ وَكَانَ مَا كتب إِلَيْهِ يَا أَبَا الْحسن أَنا أطلب الْإِحْسَان حَيْثُ عودته فَوجه إِلَيْهِ عبدون ألف دِينَار وَلما تقلد عبيد الله بن سُلَيْمَان الوزارة كتب إِلَيْهِ عبيد الله بن عبد الله
(أَبى دَهْرنَا إسعافنا فِي نفوسنا
…
وأسعَفنا فِي من نحب ونكرمُ)
(فقلتُ لَهُ نعماكَ فيهم أتمَّها
…
ودَعْ أمرنَا إِن المهم الْمُقدم)
)
فاستحسنها عبيد الله وَقَالَ مَا أحسن مَا تلطف فِي شكوى حَاله مَعَ التهنية هاتم رقاعه فجاءوه بعدة فَوَقع لَهُ بِمَا أَرَادَ فِي جَمِيعهَا وَحدث أَبُو عبيد الله مُحَمَّد ابْن عبد الله بن رشيد الْكَاتِب قَالَ حَملَنِي أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْفُرَات فِي وَقت من الْأَوْقَات برا وَاسِعًا إِلَى أبي أَحْمد عبيد الله بن عبد الله بن طَاهِر فأوصلته إِلَيْهِ فَوَجَدته على فاقة شَدِيدَة
فَقبله وَكتب إِلَيْهِ
(أياديك عِنْدِي معظمات جلائل
…
طوال المدى شكري لَهُنَّ قصير)
(فَإِن كنت عَن شكري غَنِيا فإنني
…
إِلَى شكر مَا أوليتني لفقير)
فَقلت لَهُ هَذَا أعز الله الْأَمِير حسن فَقَالَ أحسن مِنْهُ مَا سَرقته مِنْهُ فَقلت مَا هُوَ فَقَالَ حديثان حَدثنِي بهما أَبُو الصَّلْت الْهَرَوِيّ بخراسان عَن أبي الْحسن الرِّضَا عَن آبَائِهِ عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ يُؤْتى بِعَبْد فَيُوقف بَين يَدي الله عز وجل فَيُؤْمَر بِهِ إِلَى النَّار فَيَقُول أَي ري لم أمرت بِي إِلَى النَّار فَيَقُول لِأَنَّك لم تشكر نعمتي فَيَقُول يَا رب إِنَّك أَنْعَمت عَليّ بِكَذَا فَشَكَرت بِكَذَا فَلَا يزَال يحصي النعم ويعدد الشُّكْر فَيَقُول الله تَعَالَى صدقت عَبدِي إِلَّا أَنَّك لم تشكر من أَنْعَمت عَلَيْك بهَا على يَدَيْهِ وَقد آلَيْت على نَفسِي أَن لَا أقبل شكر عبد على نعْمَة أنعمتها عَلَيْهِ أَو يشْكر من أَنْعَمت بهَا على يَدَيْهِ قَالَ فَانْصَرَفت بِالْخَيرِ إِلَى أبي الْحسن وَهُوَ فِي مجْلِس أَخِيه أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد وَذكرت لَهما مَا جرى فَاسْتحْسن أَبُو الْعَبَّاس مَا ذكرته ورد إِلَى عبيد الله بر أوسع من بر أَخِيه فأوصلته إِلَيْهِ فَقبله وَكتب إِلَيْهِ
(شكريك مَعْقُود بإيماني
…
حكم فِي سري وإعلاني)
(عقد ضمير وفم نَاطِق
…
وَفعل أَعْضَاء وأركان)
فَقلت لَهُ هاذ أعز الله الْأَمِير أحسن من الأول فَقَالَ أحسن مِنْهُ مَا سَرقته مِنْهُ فَقلت وَمَا هُوَ فَقَالَ حَدثنِي أَبُو الصَّلْت الْهَرَوِيّ بخراسان عَن أبي الرِّضَا عَن أبي الْحسن مُوسَى بن جَعْفَر الكاظم عَن الصَّادِق عَن الباقر عَن السَّجَّاد عَن السبط عَن أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب صلوَات الله عَلَيْهِم قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الْإِيمَان عقد بِالْقَلْبِ ونطق بِاللِّسَانِ وَعمل بالأركان قَالَ فعدت إِلَى الْعَبَّاس فَحَدَّثته بِالْحَدِيثِ وَكَانَ فِي مَجْلِسه مُحَمَّد بن إِسْحَاق ابْن رَاهَوَيْه المتفقه فَقَالَ مَا هَذَا الْإِسْنَاد قَالَ ابْن رشيد فَقلت هَذَا سعوط السبليا الَّذِي إِذا سعط بِهِ الْمَجْنُون برِئ وَمن شعر عبيد الله)
(أَلا أَيهَا الدَّهْر الَّذِي قد مللته
…
لتخليطه حَتَّى مللت حَياتِي)
(فقد وجلال الله حببت دائباً
…
إِلَيّ على بغض الْوَفَاة وفاتي)
وَمِنْه
(إِلَى كم يكون العتب فِي كل حَالَة
…
وَلم لَا تملين القطيعة والهجرا)
(رويدك إِن الدَّهْر فِيهِ كِفَايَة
…
لتفريق ذَات الْبَين فانظري الدهرا)