الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَلما توفّي سنة ثَمَان وَسبع ماية طلع الأفرم إِلَى جنَازَته والقضاة وَكَانَ قانعاً متعففاً ترك أكل الْخبز مُدَّة سِنِين عديدة وَقَالَ إِنَّه يتَضَرَّر بِأَكْلِهِ
3 -
(عين غين الْمصْرِيّ)
عُثْمَان الْفَخر الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِعَين غين قَالَ أَبُو شامة جَاءَنَا الْخَبَر بوفاته من مصر سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وست ماية
3 -
(الدكالي الصُّوفِي)
عُثْمَان الصُّوفِي بخانقاه الشميشاطية كَانَ يعرف بالدكلي يتَرَدَّد إِلَيْهِ النَّاس ويجتمعون بِهِ واستخف بعض الْعَوام وسلك شَيْئا من الطّرق الَّتِي تحكى عَن ابْن الباجربقي وَقَالَ أَنا أدلكم على الطَّرِيق إِلَى الله وَخَالف الْقَوَاعِد الشَّرْعِيَّة وتبعته جمعية وشاع أمره فَأمْسك واعتقل وأحضر دَار الْعدْل مَرَّات أَيَّام الْأَمِير عَلَاء الدّين ألطنبغا وأدوا عَلَيْهِ شَهَادَات عَجِيبَة وَلم يعْتَرف بِشَيْء فَلَمَّا كَانَ حادي عشْرين ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسبع ماية يَوْم الثُّلَاثَاء أحضر فِي زنجير وبلاس وَحضر الشَّيْخ جمال الدّين الْمزي وَالشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ وَجَمَاعَة وشهدوا بالاستفاضة عَنهُ أَنه قَالَ مَا ادعِي عَلَيْهِ فَحكم القَاضِي شرف الدّين الْمَالِكِي بإراقة دَمه فَضربت رقبته فِي سوق الْخَيل وَلم يكن ذَلِك رَأْي النَّائِب وَلَا رَأْي قَاضِي الْقُضَاة شرف الدّين وتقي الدّين السُّبْكِيّ الشَّافِعِي حُكيَ لي الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين قَالَ قَالَ لي الْأَمِير عَلَاء الدّين ألطنبغا لما كَانَت لَيْلَة الثُّلَاثَاء أفكرت فِي أَنهم يحْضرُون عُثْمَان الصُّوفِي وأبتلش بأَمْره وقصدت دفع أمره عني فَقلت غَدا مَا أعمل دَار عدل وأركب بكرَة وأروح فَلَمَّا أَصبَحت أرسل الله عَليّ النّوم فَنمت إِلَى أَن طلع النَّهَار وَتَعَالَى فَدَخَلُوا إِلَيّ)
وَقَالُوا إِن الْقُضَاة والحجاب وَالْجَمَاعَة حَضَرُوا وهم فِي انتظارك فالتزمت بِعَمَل دَار الْعدْل ذَلِك النَّهَار أَو كَمَا قَالَ وَحكى لي هُوَ عَن نَفسه قَالَ أردْت وَأَنا خَارج من دَار السَّعَادَة أَن أَقُول لنقيب المتعممين أَن يتَوَجَّه إِلَيْهِم وَيَقُول لَهُم أَن لَا يعجلوا فِي أمره فأنساني الله ذَلِك إِلَى أَن فرط فِيهِ الْأَمر أَو كَمَا قَالَ وَلم أر أثبت جنَانًا مِنْهُ وَلَا أملك لأمر نَفسه
3 -
(ابْن أبي النوق)
هُوَ فَخر الدّين عُثْمَان من أهل الْمغرب رَأَيْته بِدِمَشْق وبحلب وَلم أر من لَهُ قدرته على ارتجال النّظم وَسُرْعَة بديهته يكَاد أَنه لَا يتَكَلَّم فِي جَمِيع مخاطباته ومحاوراته إِلَّا بالشعر وَلما وصف لي ذَلِك رَأَيْته بالجامع الْأمَوِي بِدِمَشْق فَأتيت إِلَيْهِ وَهُوَ وَاقِف بِبَاب السَّاعَات وَكَانَ ذَلِك الْيَوْم يَوْم نصف شعْبَان سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسبع ماية أَو
اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسبع ماية فَقَالُوا لَهُ هَذَا فلَان يَشْتَهِي أَن يسمع مِنْك شَيْئا من نظمك فأنشدني فِي الْحَالة الراهنة من غير فكر وَلَا روية ثَلَاثَة أَبْيَات فِي الْجَامِع والقناديل الَّتِي علقت بِهِ لأجل النّصْف وذكراً لِقَوْمِهِ واجتماع النَّاس للفرجة فِيهِ كَأَنَّمَا كَانَ يحفظ ذَلِك ويكرر عَلَيْهِ وَمضى وَلم أحفظ الأبيات الْمَذْكُورَة
وَآخر عهدي بِهِ بحلب سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسبع ماية وَكَانَ قد أَخذ يعْمل مَجْلِسا يُفَسر فِيهِ الْقُرْآن الْكَرِيم أَخْبرنِي القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله قَالَ رَآنِي مرّة وَفِي يَدي كتاب لَهُ فَاتِحَة ذهب فأنشدني كَمَا أَنه يتحدث
(أَرَاك تنظر فِي شَيْء من الْكتب
…
وَفِي أَوَائِله شَيْء من الذَّهَب)
(لَو شِئْت تصرف نَقْدا من فواتحه
…
صرفت مِنْهُ دنانيراً بِلَا ريب)
فَوَهَبته الْكتاب وأنشدته
(خُذْهُ إِلَيْك بِمَا يحوي من الذَّهَب
…
فَفِي ندى السحب لَا يخْشَى من اللهب)
(واضمم يَديك عَلَيْهِ لَا تمزقه
…
فَإِنَّهُ ذهب من مَعْدن الْأَدَب)
قَالَ وَكتب إِلَيّ يتقاضاني عليقاً لفرسه وشيئاَ يُنْفِقهُ
(دموع كميتي على خَدّه
…
من الْجُوع يطْلب مني الْعلف)
(وَلَيْسَ معي ذهب حَاضر
…
وَلَا فضَّة وَعلي الكلف)
(ولي مِنْك وعد فَعجل بِهِ
…
من أنْجز الْوَعْد حَاز الشّرف)
(وَدم وتهنى بِشَهْر الصيا
…
م بِوَجْه يهل وكخف تكف)
)
فَبعثت إِلَيْهِ الشّعير وَالنَّفقَة وكتبت إِلَيْهِ
(مسحت بمكي دموع الْكُمَيْت
…
وَقلت لَهُ قد أَتَاك الْعلف)
(ووافى إِلَيْك جَدِيد الشّعير
…
لَعَلَّ يداوي سقام العجف)
(وَفِي كم سائقه صرة
…
تسير لتخفيف ثقل الكلف)
(فإياك تحسبها للوفا
…
فَإِنِّي بعثت بهَا للسلف)
وَكَانَ يقص مَا ينظمه فِي الْوَرق قصاً مليحاً محكماً جيدا بالنقط والضبط وَلَكِن أوضاعه على عَادَة المغاربة فِي كتاباتهم ونقلت من قصَّة قَوْله
(إِلَى الْحر الحسيب إِلَى عَليّ
…
عَلَاء الدّين ذِي الْحسب الْعلي)
(إِلَيّ من جوده عَم البرايا
…
وفَاق مكارماً لكريم طي)
(إِلَى من قدره فاق الثريا
…
وَزَاد على على الْأُفق السمي)