الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ لَقِيَ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ رَجُلًا مِنْ (بَنِي) بَكْرٍ بِالْمُزْدَلَفَةِ فَقَتَلَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَامَ خَطِيبًا فَقَالَ: إِنَّ أَعْتَى النَّاسِ
…
". فَذَكَرَ حَدِيثَ ابْنِ مَنِيعٍ.
4614 / 4 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثنا يَحْيَى، ثنا حُسَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ:"لَمَّا فُتِحَتْ مَكَّةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: كُفُّوا السِّلَاحَ إِلَّا خُزَاعَةَ عَنْ بَنِي بَكْرٍ. فأذن لهم حتى صلى العصر، ثُمَّ قَالَ: كُفُّوا السِّلَاحَ. فَلَقِيَ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ رَجُلًا مِنْ بَنِي بَكْرٍ مِنَ الْغَدِ بِالْمُزْدَلَفَةِ فَقَتَلَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَامَ خَطِيبًا فَقَالَ- وَرَأَيْتُ ظهره مسندًا إلى الكعبة-: إِنَّ أَعْدَى النَّاسِ عَلَى اللَّهِ- عز وجل مَنْ قَتَلَ فِي الْحَرَمِ، أَوْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ، أَوْ قَتَلَ بِذُحُولِ الْجَاهِلِيَّةِ. فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا ابْنِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَا دَعْوَةَ فِي الْإِسْلَامِ، ذَهَبَ أَمْرُ الْجَاهِلِيَّةِ، الولد للفرالش، وَلِلْعَاهِرِ الْأَثْلَبُ. قَالُوا: وَمَا الْأَثْلَبُ؟ قَالَ: الْحَجَرُ. قَالَ: وَقَالَ: لَا صَلَاةَ بَعْدَ الْغَدَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَلَا بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَلَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا وَلَا عَلَى خَالَتِهَا".
4614 / 5 - قَالَ: وثنا يَزِيدُ، ثنا حُسَينٌ
…
فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
قُلْتُ: رَوَى أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ فِي سُنَنِهِمَا مِنْهُ: "الْمُسْلِمُونَ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهِمْ، تَكَافَأَ دِمَاؤُهُمْ، وَيَسْعَى بِذَمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ ". مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ بِهِ.
23- بَابُ غَزْوَةِ حُنَيْنٍ
4615 / 1 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثنا قَيْسٌ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ الْغِفَارِيِّ، حَدَّثَنِي مَوْلَايَ أَبُو رُهْمٍ قَالَ: "حَضَرْتُ حُنَيْنًا أَنَا وَأَخِي وَمَعَنَا فَرَسَانِ،
فَأَسْهَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَنَا أربعة أسهم لي ولأخي سَهْمَيْنِ، وَبِعْنَا سَهْمَيْنِ مِنْ حُنَيْنٍ بِبِكْرَيْنِ ".
4615 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، أَنَّ أَبَا حَازِمٍ مَوْلَى أَبِي رهم الغفاري، أخبره عن أبي رهم وآخر "أنهما، كانا فارسين يوم حنين فأعطيا ستة أسهم: أربعة لفرسيهما، وسهمين لَهُمَا، فَبَاعَا السَّهْمَيْنِ بِبِكْرَيْنِ.
4616 / 1 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: وثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ- وَيُكْنَى أَبَا هَمَّامٍ- عَنْ أَبِي عبد الرحمن، الْفِهْرِيِّ قَالَ: "كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حُنَيْنٍ فَسِرْنَا فِي يَوْمٍ قَائِظٍ شَدِيدَ الْحَرِّ، فَنَزَلْنَا تَحْتَ ظِلَالِ الشَّجَرِ فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ لَبِسْتُ لَأْمَتِي، وَرَكِبْتُ فَرَسِي، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو فِي فُسْطَاطِهِ، فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، قَدْ حَانَ الرُّوَاحُ يَا رسول الله. قَالَ: أَجَلْ. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا بِلَالُ، فَثَارَ مَنْ تحت سمرة كأن ظله ظِلِّ طَائِرٍ، فَقَالَ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَأَنَا فِدَاؤُكَ. قَالَ: اسْرُجْ لِي فَرَسِي. فَأَتَاهُ بِدِفَّتَيْنِ مِنْ لِيفٍ لَيْسَ فِيهِمَا أَشَرٌ وَلَا بَطَرٌ، قَالَ: فركب فرسه، ثم قرنا يَوْمَنَا، فَلَقِينَا الْعَدُوَّ وَتَشَامَتِ الْخَيْلَانِ، فَقَاتَلْنَاهُمْ، فَوَلَّى الْمُسْلِمُونَ مُدْبِرِينَ كَمَا قَالَ اللَّهُ- عز وجل فَجَعَلَ رَسوُلُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: يَا عِبَادَ اللَّهِ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ ورسوله (فانقحم) رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فَرَسِهِ، وَحَدَّثَنِي مَنْ كَانَ أَقْرَبَ إِلَيْهِ مِنِّي: أَنَّهُ أَخَذَ حِفْنَةً مِنْ تُرَابٍ فَحَثَا بِهَا فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ، وَقَالَ: شَاهَتِ الْوُجُوهُ. قَالَ يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ: فَأَخْبَرَنَا أَبْنَاؤُهُمْ عَنْ آبَائِهِمْ أَنَّهُمْ قَالُوا: مَا بَقِيَ مِنَّا أَحَدٌ
إِلَّا امْتَلَأَتْ عَيْنَاهُ وَفَمُهُ مِنَ التُّرَابِ، وَسَمِعْنَا صلصلة من السماء كمر الْحَدِيدِ عَلَى الطَّسْتِ الْحَدِيدِ، فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ- تبارك وتعالى".
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.
4616 / 2 - رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثنا هُدْبَةُ، ثنا حَمَّادٌ، ثنا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هَمَّامٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفِهْرِيِّ قَالَ:"لَمَّا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حُنَيْنًا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في يوم حار تحت سمرة، فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، حَانَ الرَّحِيلُ. قَالَ: فَوَثَبَ كَأَنَّ ظِلَّهُ ظِلُّ طَائِرٍ فَنَادَى بِلَالًا، فَقَالَ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَأَنَا فِدَاكَ، قَالَ: اسْرُجْ لِي الْفَرَسَ. فَأَخْرَجَ سَرْجًا دِفَّتَاهُ مِنْ لِيفٍ لَيْسَ فِيهِ أَشَرٌ وَلَا بَطَرٌ (فَصَافَفْنَاهُمْ) عَشِيَّتَنَا وَلَيْلَتَنَا فَتَشَامَّتِ الْخَيْلَانِ، فَوَلَّى الْمُسْلِمُونَ كَمَا قَالَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلي: أنا عبد الله ورسول يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ. وَأَخَذَ كَفًّا مِنْ تُرَابٍ فَضَرَبَ بِهِ وُجُوهَ الْقَوْمِ فَأَخْبَرَنِي مَنْ كَانَ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنِّي، قَالَ: شَاهَتِ الْوُجُوهُ. فَانْهَزَمُوا فَحَدَّثَنِي أَبْنَاؤُهُمْ عَنْ آبَائِهِمْ قَالُوا: مَا بَقِيَ مِنَّا إِنْسَانٌ إِلَّا امْتَلَأَ فُوهُ وَوَجْهُهُ تُرَابًا. وَقَالُوا: سَمِعْنَا كَهَيْئَةِ الْمُدْيَةِ فِي الطَّسْتِ الْحَدِيدِ".
4616 / 3 - وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ: ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ
…
فَذَكَرَهُ. قُلْتُ: رَوَى أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ مِنْهُ إِلَى قَوْلِهِ: "لَيْسَ فِيهِ أَشَرٌ وَلَا بَطَرٌ".
4617 -
وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثنا يَحْيَى، عن أعوف، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ صَاحِبُ السِّقَايَةَ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ قَالَ: "لَمَّا الْتَقَيْنَا نَحْنُ وَأَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
لَمْ يقوموا لنا حلب شَاةٍ أَنْ كَشَفْنَاهُمْ، فَبَيْنَا نَحْنُ نَسُوقُهُمْ فِي أدبارهم حتى
انتهينا إلى صاحب الْبَغْلَةِ الْبَيْضَاءِ- أَوِ الشَّهْبَاءِ- فَنَلْقَى عِنْدَهَا رِجَالًا بِيضَ الْوُجُوهِ فَقَالَ: شَاهَتِ الْوُجُوهُ. فَقَالَ: ارْجَعُوا. فَانْهَزَمْنَا مِنْ قَوْلِهِمْ، فَرَكِبُوا أَكْتَافَنَا وَكَانَتْ إِيَّاهَا".
4618 -
قَالَ مُسَدَّدٌ: وَثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو فَزَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ "أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِامْرَأَةٍ مَقْتُولَةٍ يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَسَأَلَ عَنْهَا، فَقَالَ رَجُلٌ: أَرْدَفْتُهَا فَأَرَادَتْ أَنْ تَقْتُلَنِي فَقَتَلْتُهَا، فَأَمَرَ بِدَفْنِهَا".
هَذَا إِسْنَادٌ مُرْسَلٌ، رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
4619 / 1 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ انْكَشَفَ النَّاسُ عَنْهُ، فَلَمْ يَبْقَ مَعَهُ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ يُقَالُ لَهُ: زَيْدٌ، أَخَذَ بِلِجَامِ بَغْلَتِهِ الشَّهْبَاءِ، فَقَالَ: وَيْحَكَ يَا زَيْدُ، ادْعُ الْمُهَاجِرِينَ فَإِنَّ لِلَّهِ فِي أَعْنَاقِهِمْ بَيْعَةٌ. فَحَدَّثَنِي بُرَيْدَةُ أَنَّهُ قَالَ: أَقْبَلَ مِنْهُمْ أَلْفُ قَدْ طَرَحُوا الْجُفُونَ وَكَسَرُوهَا، ثُمَّ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ".
4619 / 2 - رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ: ثنا معمر بن سهل وَصَفْوَانُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، قَالَا: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:"تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ فَلَمْ يَبْقَ مَعَهُ إِلَّا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: زَيْدٌ، وَهُوَ آخِذٌ بِعِنَانِ بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الشهباء، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَيْحَكَ ادْعُ النَّاسَ. فَنَادَى زَيْدٌ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُوكُمْ. فَلَمْ يَجِئْ أَحَدٌ فَقَالَ: ادْعُ الْأَنْصَارَ. فَنَادَى: يَا مَعْشَرُ الْأَنْصَارِ، رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُوكُمْ. فَلَمْ يَجِئْ أَحَدٌ، فَقَالَ: وَيْحَكَ خُصَّ الَأَوْسَ وَالْخَزْرَجَ. فَنَادَى: يَا مَعْشَرَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ، هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُوكُمْ. فَلَمْ يَجِئْ أَحَدٌ، فَقَالَ: وَيْحَكَ خُصَّ الْمُهَاجِرِينَ، فَإِنَّ لِي فِي أَعْنَاقِهِمْ بَيْعَةٌ. قَالَ: فَحَدَّثَنِي بُرَيْدَةُ أَنَّهُ أقبل منهم ألف قد طرحوا الجفون، حَتَّى أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمَشَوْا قُدُمًا حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ "
قال البزار: لا نعلم رواه إلا بُرَيْدَةَ وَلَا رَوَاهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ إِلَّا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ،
وَهُوَ كُوفِيٌّ مَشْهُورٍ.
قُلْتُ: رِجَالَهُ ثِقَاتٌ، وَقَدْ تَابَعَهُ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ عَنْ يُوسُفَ بِهِ.
4620 -
وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حميد: حدثني موسى بن مسعود، ثنا سعيد بْنُ السَّائِبِ الطَّائِفِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي: السَّائِبِ بْنُ يَسَارٍ، سَمِعْتُ يَزِيدُ بْنُ عَامِرٍ السُّوَائِيُّ، وَكَانَ شَهِدَ حُنَيْنًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ أَسْلَمَ، فَنَحْنُ نَسْأَلُهُ عَنِ الرُّعْبِ الَّذِي أَلْقَاهُ اللَّهُ- عز وجل فِي قُلُوبِ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، كَيْفَ كان؟ قال: كان يأخذ لنا الحصاة فيرمي بها، في الطشت فتطن، قال: كنا، نَجِدُ فِي أَجْوَافِنَا مِثْلَ هَذَا.
4621 -
وَبِهِ: إِلَى يَزِيدَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: "عِنْدَ انْكِشَافَةٍ انْكَشَفَهَا الْمُسْلِمُونَ يَوْمَ حُنَيْنٍ فَتَبِعَهُمُ الْكُفَّارُ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْضَةً مِنَ الْأَرْضِ ثُمَّ أَقْبَلَ بِهَا عَلَى الْمُشْرِكِينَ، فَرَمَى بِهَا فِي وُجُوهِهِمْ، فَقَالَ: ارْجِعُوا شَاهَتِ الْوُجُوهُ. قَالَ: فَمَا مِنَّا مِنْ أَحَدٍ يَلْقَى أَخَاهُ إِلَّا وَهُوَ يَشْكُو الْقَذَى أَوْ يَمْسَحُ عَيْنَيْهِ ".
4622 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مِهْرَانَ، ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ- رضي الله عنهما قَالَ: "أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا نعلم بخبء القوم الذي خبئوا لنا، فَاسْتَقْبَلْنَا وَادِي حُنَيْنٍ فِي عَمَايَةِ الصُّبْحِ، وَهُوَ وَادٍ أَجْوَفَ مِنْ أَوْدِيَةِ تُهَامَةَ حَطُّوطَ إِنَّمَا ننحدر فِيهِ انْحِدَارًا، قَالَ: فَوَاللَّهِ إِنَّ النَّاسَ لَيَتَتَابَعُونَ لا يعلمون بشيء إذ فجئهم الْكَتَائِبُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ، فَلَمْ يَتَنَاظَرِ النَّاسُ أن انهزموا
رَاجِعِينَ، قَالَ: وَانْحَازَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ الْيَمِينِ، قَالَ: إِلَيَّ أَيُّهَا النَّاسُ، أَنَا رَسُولُ اللَّهِ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ "
4622 / 2 - وَبِالْإِسْنَادِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: "كَانَ إِمَامُ هَوَازِنٍ رَجُلٌ جَسِيمٌ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ، فِي يَدِهِ رَايَةٌ سَوْدَاءُ، إِذَا أَدْرَكَ طَعَنَ بِهَا، وَإِذَا فَاتَهُ شَيْءٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ دَفَعَهَا مِنْ خَلْفِهِ فَأَنْفَذَهُ، فَعَمَدَ لَهُ عَلِيُّ بن أبي طالب، ورجل في الأنصار، كلاهما يريده، قال: فضرب عليُّ على عَرْقُوبَيِ الْجَمَلِ فَوَقَعَ عَلَى عَجُزِهِ. قَالَ: وَضَرَبَ الْأَنْصَارِيُّ سَاقَهُ. قَالَ: فَطَرَحَ قَدَمَهُ بِنِصْفِ سَاقِهِ فوقع، واقتتل الناس وأخرج حين كانت الهزيمة كلدةُ- وكان أخا صَفْوَانَ بْنُ أُمَيَّةَ- يومئذٍ مُشْرِكًا، فِي الْمُدَّةِ الَّتِي ضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَلَا بَطَلَ السِّحْرُ الْيَوْمَ، فَقَالَ لَهُ صَفْوَانُ: اسْكُتْ فَضَّ اللَّهُ فَاكَ، فَوَاللَّهِ لأن يربني رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَحَبُّ إليَّ مِنْ أَنْ يربني رَجُلٌ مِنْ هَوَازِنَ ".
4622 / 3 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا يَعْقُوبُ، ثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "لَمَّا اسْتَقْبَلْنَا وَادِي حُنَيْنٍ، قَالَ: انْحَدَرْنَا فِي وَادٍ مِنْ أَوْدِيَةِ تُهَامَةَ أَجْوَفَ حَطُّوطَ إِنَّمَا نَنْحَدِرُ فِيهِ انْحِدَارًا قَالَ: وَفِي عَمَايَةِ الصُّبْحِ، وَكَانَ الْقَوْمُ كَمِنُوا فِي شِعَابِهِ، وَفِي أَجْنَابِهِ وَمَضَايِقِهِ، قَدِ اجْتَمَعُوا وتهيئوا وَأَعَدُّوا قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا رَاعَنَا وَنَحْنُ مُنْحَطُّونَ إِلَّا الْكَتَائِبُ قَدْ شُدَّتْ عَلَيْنَا شَدَّةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ، وَانْهَزَمَ الناس راجعين فاستمروا لَا يَلْوِي أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، وَانْحَازَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ الْيَمِينِ ثُمَّ قَالَ: إليَّ أَيُّهَا النَّاسُ، هلمَّ إليَّ، أَنَا رَسُولُ اللَّهِ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: فَلَا شَيْءَ احْتَمَلَتِ الْإِبِلُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَانْطَلَقَ النَّاسُ، إِلَّا أَنَّ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
رهطًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ غَيْرِ كَثِيرٍ، وَمِمَّنْ ثَبَتَ مَعَهُ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَمِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَابْنُهُ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، وأبو سفيان بن
الحارث، وربيعة بن الحارث، وأيمن بن عبيد- وَهُوَ ابْنُ أُمِّ أَيْمَنَ- وَإِسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ. قَالَ: وَرَجُلٌ مِنْ هَوَازِنٍ عَلَى جَمَلٍ لَهُ أَحْمَرَ، فِي يَدِهِ رَايَةٌ لَهُ سَوْدَاءُ فِي رَأْسِ رُمْحٍ لَهُ طَوِيلٍ، أَمَامَ النَّاسِ وَهَوَازِنُ خَلْفَهُ، فَإِذَا أَدْرَكَ طَعَنَ بِرُمْحِهِ، وَإِذَا فَاتَهُ النَّاسُ رَفَعَهُ إِلَى وَرَاءِهِ، فَاتَّبَعُوهُ ".
4623 -
قَالَ ابْنُ إسحاوا: وَحَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرحمن ابن جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "بَيْنَمَا ذَلِكَ الرَّجُلُ مِنْ هَوَازِنٍ صَاحِبُ الراية على جمله ذلك يصنع ما يصنع إِذْ هَوَى لَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُرِيدَانِهِ، قَالَ: فَيَأْتِيهِ عَلِيٌّ مِنْ خَلْفِهِ، قَالَ: فَيَضْرِبُ عَرْقُوبَيِ الْجَمَلِ فَوَقَعَ عَلَى عَجُزِهِ، وَوَثَبَ الْأَنْصَارِيُّ عَلَى الرَّجُلِ فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً أَطَنَّ قَدَمَهُ بِنِصْفِ سَاقِهِ، (فَانْجَعَفَ) عَنْ رحله، وَاجْتَلَدَ النَّاسُ، فَوَاللَّهِ مَا رَجَعَتْ رَاجِعَةُ النَّاسِ من هزيمتهم حتى وجدوا الأسرى مكتفين عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
4624 -
قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، ثنا أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ- رضي الله عنه قَالَ:"لَمَّا كَانَ يَوْمَ حُنَيْنٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا الْعَبَّاسُ بْنُ عبد المطلب وأبا سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُنَادِي: يَا أَصْحَابِ سورة البقرة، يا معشر الأنصار، ثم استحر النِّدَاءَ فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، فَلَمَّا سَمِعُوا النِّدَاءَ أَقْبَلُوا، فَوَاللَّهِ مَا شَبَّهْتَهُمْ إِلَّا إلى الإبل تجيء إِلَى أَوْلَادِهَا، فَلَمَّا الْتَقُّوُا الْتَحَمَ الْقِتَالُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الْآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ وَأَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًى أَبِيضَ فَرَمَى بِهِ، وَقَالَ: هُزِمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، وَكَانَ علي ابن أَبِي طَالِبٍ يومئذٍ أَشَدَّ النَّاسِ قِتَالًا بَيْنَ يديه ".