الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
15 - بَابُ تَحْسِينِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ وَالذِّكْرِ
قَالَ الشَّافِعِيُّ- رضي الله عنه: قَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "مَا أَذِنَ اللَّهُ لِنَبِيٍّ إِذْنَهُ لِنَبِيٍّ حُسْنَ التَّرَنُّمِ بِالْقُرْآنِ ".
4952 / 1 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: ثَنَا سُفْيَانُ، ثَنَا (عَمْرُو بْنُ دينار) عن ابن أبي مليكة، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نُهَيْكٍ، عَنْ سَعْدٍ قَالَ:"أَتَيْتُهُ فَسَأَلَنِي: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ عَنْ نسبي فَقَالَ سَعْدٌ: تُجَّارٌ كَسَبَةٌ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ " قَالَ سُفْيَانُ: يعني يتغنى بِهِ.
قُلْتُ: رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ مِنْ طريق ابن أبي مليكة نحتصرًا عَلَى الْمَرْفُوعِ مِنْهُ دُونَ بَاقِيهِ.
4952 / 2 - وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أبو عبد الله الحافظ: أبنا أبو بكر ابن أَبِي إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ وَعَلِيُّ بْنُ حِمْشَاذٍ قَالَا: ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ
…
فَذَكَرَهُ.
4952 / 3 - قَالَ: وَثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيُّ- رضي الله عنه يقول: ليحس مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَسْتَغْنِي بِهِ؟ فَقَالَ: لَا، لَيْسَ هَذَا معناه، معناه تقرءونه حدرًا وتحزينًا.
وستأتي له شواهد فِي كِتَابِ التَّفْسِيرِ.
16- بَابُ شَهَادَةِ أَهْلِ الْعَصَبِيَّةِ
قَالَ الشَّافِعِيُّ- رضي الله عنه: مَنْ أَظْهَرَ الْعَصَبِيَّةَ بِالْكَلَامِ، وَتَأَلَّفَ عَلَيْهَا وَدَعَا إِلَيْهَا، فَهُوَ مَرْدُودُ الشَّهَادَةِ؟ لِأَنَّهُ أَتَى مُحَرَّمًا لَا خِلَافَ فِيهِ بَيْنَ عُلَمَاءَ الْمُسْلِمِينَ عَلِمْتُهُ، وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ تعالى:{إنما المؤمنون إخوة} وَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا" قَالَ الشَّافِعِيُّ: قَدْ جَمَعَ اللَّهُ النَّاسَ بِالْإِسْلَامِ، وَنَسَبَهُمْ إِلَيْهِ، فَهُوَ أَشْرَفُ أَنْسَابِهِمْ.
4953 -
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا شُعْبَةُ، ثَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ
عبد الرحمن، أَبِي إِدْرِيسَ (الْعَائِذِيِّ) قَالَ:"أَتَيْتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ فَقَالَ: لَا أُحَدِّثُكَ إِلَّا مَا سَمِعْتُ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ- عز وجل: حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَوَاصِلِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُصَافِينَ فِيَّ- أَوْ قَالَ: حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ ".
4954 / 1 - قَالَ: وَثَنَا الصَّعْقُ بْنُ حَزْنٍ، عَنْ عُقَيْلٍ الْجَعْدِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((يَا عَبْدَ اللَّهِ، أَيُّ عُرَى الْإِسْلَامِ أَوْثَقُ؟ قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: الْوَلَايَةُ فِي اللَّهِ: الْحُبُّ فِي اللَّهِ، وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ ".
4954 / 2 - رَوَاهُ البيهقي في سننه: أبنا أبو بكر بن فورك، أبنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ
…
فَذَكَرَ الطَّرِيقَيْنِ مَعًا، قَالَ: وَرُوِيَ ذَلِكَ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ رضي الله عنهم.
قَالَ الشَّافِعِيُّ- رضي الله عنه: وَلَوْ خَصَّ امْرُؤٌ قَوْمَهُ بِالْمَحَبَّةِ مَا لَمْ يَحْمِلْ عَلَى غَيْرِهِمْ مَا لَيْسَ يَحِلُّ لَهُ، فَهَذِهِ صِلَةٌ لَيْسَتْ بعصبية، فقَل امرُؤٌ إِلَّا وَفِيهِ مَحْبُوبٌ وَمَكْرُوهٌ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: فَالْمَكْرُوهُ فِي مَحَبَّةِ الرَّجُلِ مَنْ هُوَ مِنْهُ، أَنْ يَحْمِلَ عَلَى غَيْرِهِ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ الْبَغْيِ وَالطَّعْنِ فِي النَّسَبِ، وَالْعَصَبِيَّةِ وَالْبُغْضَةِ عَلَى النَّسَبِ لَا عَلَى معصية الله، ولا على جناية من البعض على البعض، وكأن يَقُولُ: أُبْغِضُهُ؛ لِأَنَّهُ مِنْ بَنِي فُلَانٍ. فَهَذِهِ الْعَصَبِيَّةُ الْمَحْضَةُ الَّتِي تُرَّدُ بِهَا الشَّهَادَةُ.
قُلْتُ: وَسَيَأْتِي حَدِيثُ عُبَادَةَ بِطُرُقِهِ فِي كِتَابِ الْأَدَبِ.
4955 / 1 - قال أبو داود الطيالسي: حدثنا شعبة، وثنا عمران القطان وَهَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ هَمَّامٌ: عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ- وَقَالَ عِمْرَانُ: عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ- عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ قَالَ: "قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الرَّجُلُ مِنْ قَوْمِي يَشْتُمُنِي وَهُوَ