المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وروى عنه، وعن: أبي بكر النَّهْشَليّ، والحسن بن صالح بن - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ١٥

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الخامس عشر (سنة 211- 220) ]

- ‌الطَّبَقَةُ الثانية والعشرون

- ‌دخلت سنة إحدى عشرة ومائتين

- ‌[عودة عبد الله بن طاهر من مصر]

- ‌[تشيُّع المأمون]

- ‌سنة اثنتي عشرة ومائتين

- ‌[توجيه الطوسي لمحاربة بابَك]

- ‌[الولاية على اليمين]

- ‌[إظهار المأمون خلق القرآن]

- ‌[الحج هذا الموسم] [2]

- ‌سنة ثلاث عشرة ومائتين

- ‌[خروج القيسية واليمانية في مصر وولاية المعتصم مصر والشام]

- ‌[ولاية الجزيرة]

- ‌[تفريق المأمون للأموال]

- ‌[استعمال غسّان بن عبّاد على السِّنْد]

- ‌سنة أربع عشرة ومائتين

- ‌[خروج بلال الشاري ومقتله]

- ‌[ولاية أصبهان وآذربيجان والجبال]

- ‌سنة خمس عشرة ومائتين

- ‌[غزوة المأمون إلى الروم]

- ‌[تهذيب قواعد الديار المصرية]

- ‌[قدوم المأمون إلى دمشق]

- ‌سنة ستّ عشرة ومائتين

- ‌[عودة المأمون لغزو الروم]

- ‌[دخول المأمون الديار المصرية]

- ‌سنة سبْع عشرة ومائتين

- ‌[قتل عبدوس الفهري بمصر]

- ‌[عودة المأمون إلى دمشق وغزو الروم]

- ‌[حريق البصرة]

- ‌سنة ثمان عشرة ومائتين

- ‌[بناء طُوَانة]

- ‌ذِكر المِحْنة

- ‌ وفاةُ المأمون

- ‌[ذِكر وصيّة المأمون]

- ‌[خلافة المعتصم]

- ‌[ما ذكره المسبّحي عن المحنة في مصر]

- ‌[الوباء والغلاء بمصر]

- ‌[هدم الطُّوانة]

- ‌[اشتداد أمر الخُرَّمِيّة]

- ‌سنة تسع عشرة ومائتين

- ‌[ظهور محمد بن القاسم بالطالقان]

- ‌[قدوم السبْي من الخُرَّميّة]

- ‌[إفساد الزُّطّ بالبصرة]

- ‌ثم دخلت سنة عشرين ومائتين

- ‌[دخول الزُّطّ بغداد]

- ‌[مسير الأفشين لحرب بابك]

- ‌[محنة الإمام أحمد]

- ‌[إنشاء المعتصم لمدينة سُرّ من رأى]

- ‌[غضب المعتصم على وزيره الفضل]

- ‌[عناية المعتصم باقتناء التُّرْك]

- ‌ذكر أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى الْحُرُوفِ

- ‌[حَرْفُ الأَلِفِ]

- ‌[حرف الباء]

- ‌[حرف الثاء]

- ‌[حرف الجيم]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الخاء]

- ‌[حرف الدال]

- ‌[حرف الذال]

- ‌[حرف الراء]

- ‌[حرف الزاي]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف الشين]

- ‌[حرف الصاد]

- ‌[حرف الضاد]

- ‌[حرف الطاء]

- ‌[حرف العين]

- ‌فصل

- ‌محنة أَبِي مُسهر مَعَ المأمون

- ‌فصل

- ‌[مطلب ترجمة عفّان شيخ أحمد والبخاري]

- ‌[حرف الغين]

- ‌[حرف الفاء]

- ‌[حرف القاف]

- ‌[حرف الكاف]

- ‌[حرف اللام]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الهاء]

- ‌[حرف الواو]

- ‌[حرف الياء]

- ‌[الكنى]

الفصل: وروى عنه، وعن: أبي بكر النَّهْشَليّ، والحسن بن صالح بن

وروى عنه، وعن: أبي بكر النَّهْشَليّ، والحسن بن صالح بن حيّ، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثَوْبان، وفُضَيْل بن مرزوق، وزُهير بن معاوية، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وأسباط بن نصر، وشَبِيب بن شَيْبة، وعبد العزيز الماجِشُون، وجماعة.

وعنه: البخاريّ، فيما قيل، وابنه أحمد بن عبد الله العِجْليّ، وَأَحْمَدَ بْنَ أَبِي غَرَزَة، وَأَحْمَدَ بْنَ يَحْيَى البلاذُريّ الكاتب، وبشْر بن موسى، وأبو زُرْعة الرازيّ، وأبو حاتم، ومحمد بن غالب تَمْتام، وإبراهيم الحربيّ، وخلْق سواهم.

وُلد بالكوفة سنة إحدى وأربعين ومائة، وسكن بغداد وأقرأ بها.

تلا عليه: أبو حمدون الطيب بن إسماعيل بن نصر الرازيّ.

قال عبد الخالق بن منصور، عن ابن معين: ثقة [1] .

وقال أبو حاتم [2] : صدوق.

وقال ابن حِبّان في كتاب «الثقات» [3] : كان مستقيم الحديث.

‌فصل

قال خ. في تفسير سورة الفتح [4] : ثنا عبد الله، ثنا عبد العزيز بن أبي سَلَمَةَ، عن هلال، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو، فذكر حديث:

إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً 33: 45 [5] .

قال أبو نصر الكَلَاباذيّ [6] ، وأبو القاسم اللالكائيّ، والوليد بن بكر الأندلسيّ: عبد الله هو ابن صالح العِجْليّ.

وقال أبو عليّ بن السَّكَن، في روايته عن الفِربْريّ، عن البخاريّ: ثنا عبد الله بن مَسْلَمَة، يعني القَعْنَبيّ، نا عبد العزيز، فذكره.

وقال أبو مسعود الدّمشقيّ في «الأطراف» : عبد الله هو ابن رجاء، ثم قال:

[1] تاريخ بغداد 9/ 477.

[2]

في الجرح والتعديل 5/ 86.

[3]

ج 8/ 352.

[4]

صحيح البخاري 6/ 169.

[5]

سورة الفتح، الآية 8.

[6]

في رجال صحيح البخاري 1/ 411.

ص: 217

والحديث عند عبد الله بن رجاء، وعبد الله بن صالح.

وقال أبو عليّ الغسّانيّ: عبد الله هو ابن صالح كاتب اللَّيث. وتابَعَهُ على ذلك أبو الحَجّاج شيخنا، وقال: هو أَوْلَى الأقوال بالصّواب، لأنّ البخاريّ رواه في باب الانبساط إلى النّاس من كتاب «الأدب» له.

فقال: ثنا عبد الله بن صالح، عن عبد العزيز بن أبي سَلَمَةَ، ورواه في البيوع من «الصّحيح» عن العَوَقيّ. والحديث عنده بهذين الإسنادين في «الصّحيح» وفي كتاب «الأدب» .

إلى أن قال: وإذا تقرَّر أنّ البخاريّ روى هذا الحديث عن عبد الله بن صالح، وَقَعَ الاشتراك بين العجلي، وبين الكاتب. فكونه كاتب الليث أولى لأنا تيقنا أَنّ البخاريّ قد لقي كاتبَ اللَّيث وأكثر عنه في «التاريخ» [1] وغيره من مُصَنَّفاته. وعلّق عنه في أماكن من «الصّحيح» ، عن اللّيث، عن عبد العزيز بن أبي سَلَمَةَ. وهذا معدوم في حقّ العَجْليّ فإنّ البخاريّ ذكر له ترجمةً في «التاريخ» [2] مختصرةً جدًّا، لم يروِ عنه فيها شيئًا، ولا وجدنا له رواية متيقّنة عنه لا في «الصّحيح» ولا في غيره. وَقَدْ رَوَى فِي التَّارِيخِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْهُ. وَأَيْضًا فَلَمْ نَجِدْ لِلْعِجْلِيِّ رِوَايَةً، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ سِوَى حَدِيثٍ وَاحِدٍ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، عَنْهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ:«الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . بِخِلافِ كَاتِبِ اللَّيْثِ فَإِنَّهُ رَوَى الْكَثِيرَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ [3] .

قُلْتُ: وَأَيْضًا، فإنّ النّاس رَوَوْا الحديث المذكور عن كاتب اللّيث.

وَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيُّ فِي الْجِهَادِ مِنْ «صَحِيحِهِ» [4] فَقَالَ: ثنا عبد الله، ثنا عبد العزيز بن أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَفَلَ مِنْ حَجٍّ. الْحَدِيثَ.

[1] ترجم له في التاريخ الكبير 5/ 121 رقم 358.

[2]

لم نجد فيه ترجمة لعبد الله بن صالح العجليّ.

[3]

تهذيب الكمال 15/ 113- 115.

[4]

ج 4/ 69.

ص: 218

وَقَالَ أَبُو عَلِيِّ بْنُ السَّكَنِ، عَنِ الْفَرَبْرِيِّ، عَنِ الْبُخَارِيِّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ. ثُمَّ رَوَاهُ ابْنُ السَّكَنِ فِي مُصَنَّفِهِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ [1] .

وَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ فِي «الْأَطْرَافِ» : هَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ النَّاسُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ، وَقَدْ رُوِيَ أَيْضًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَجَاءٍ، فاللَّه أَعْلَمُ أَيُّهُمَا هُوَ؟

وقال أبو عليّ الغسّانيّ: هو عبد الله بن صالح كاتب اللّيث [2] .

ثم ظفرنا برواية البخاريّ، عن كاتب اللّيث في نفس «الصّحيح» وللَّه الحمد. وذلك أنّه في مكان خَفِيّ. فإنّه روى حديثًا علّقه فقال: وقال اللّيث، عن جعفر بن ربيعة في الذي نجر الخشبة وأوقرها الألفَ دينار [3] . ثم قال في آخر الحديث: حدّثني عبد الله بن صالح، ثنا اللّيثُ بهذا [4] .

قال أحمد العجلي: وُلِد أبي سنة إحدى وأربعين ومائة. وتُوُفّي سنة إحدى عشرة وله سبعون سنة [5] .

قلت: الظّاهر أنّ أحمد لم يضبط وفاة أبيه، وأظّنه عاش إلى قريب العشرين. فإنّه روى عنه مَنْ لَا يُعرف له سَمَاع في سنة إحدى عشرة، بل بعدها بأربع سنين، وخمس سنين، وأكثر. فروى عنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، وإبراهيم الحربيّ، وإبراهيم بن عبد بن الْجُنَيْد، وإبراهيم بن دروقا، ومحمد بن إسماعيل التِّرْمِذيّ، ومحمد بن العبّاس المؤدّب مولى بني هاشم، ومحمد بن غالب

[1] تهذيب الكمال 15/ 115.

[2]

تهذيب الكمال 15/ 115.

[3]

رواه البخاري في الزكاة 2/ 136، 137 باب: ما يستخرج من البحر. وهو: «وقال الليث:

حدّثني جعفر بن ربيعة، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه، عَن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إِنَّ رجلا من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل بأن يسلفه ألف دينار فدفعها إليه، فخرج في البحر فلم يجد مركبا فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار فرمى بها في البحر، فخرج الرجل الّذي كان أسلفه فإذا بالخشبة فأخذها لأهله حطبا فذكر الحديث، فلما نشرها وجد المال» .

ورواه بطوله في الكفالة 3/ 56، 57 باب الكفالة في القرض والديون بالأبدان وغيرها. واختصره في الاستئذان 7/ 135 باب: بمن يبدأ في الكتاب.

[4]

هذا القول غير موجود في «صحيح البخاري» المطبوع، ولعلّه في نسخة قديمة وقف عليها المؤلّف رحمه الله.

[5]

تاريخ بغداد 9/ 478 وفيه: «وله ستّ وسبعون سنة» ، وهذا وهم، فلفظ «ست» مقحم سهوا.

ص: 219

تَمْتام، وهؤلاء مَن طَلَبَه بعد سنة إحدى عشرة. وأوّل رحلة أبي حاتم سنة ثلاث عشرة. ولا أعلم لأكثرهم سماعًا إلّا بعد ذلك. والله أعلم.

210-

عبد الله بن عبد الحكم بن أعين بن ليث [1]- ن. - الفقيه أبو محمد المصريّ، والد الفقيه محمد، وسعد، وعبد الرحمن، وعبد الحَكَم.

ويقال إنه مولى عثمان رضي الله عنه.

سمع: مالكًا، والليث، وَمُفَضَّلَ بن فَضَالَةَ، ومسلم بن خالد الزَّنْجيّ، ويعقوب بن عبد الرحمن الإسكندرانيّ، وابن وهْب، وابن القاسم، وبكر بن مُضَر، وجماعة.

وعنه: بنوه الأربعة، والدَّارِميّ، وخير بن عَرَفَة، ومحمد بن عبد الله بن الْبَرْقِيِّ، ومِقْدام بن داود الرُّعَينيّ، ويوسف بن يزيد القراطيسيّ، ومالك بن عبد الله بن سيف التُّجِيبيّ، ومحمد بن عَمْرو أبو الكَرَوَّس المصريّ، وآخرون.

قال أبو زُرعة: ثقة [2] .

وقال ابن وارة: كان شيخ مصر [3] .

[1] انظر عن (عبد الله بن عبد الحكم) في:

الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 518، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 142 رقم 428، والتاريخ الصغير له 224، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 99، وتاريخ الثقات للعجلي 266 رقم 842، والجرح والتعديل 5/ 105، 106 رقم 485، والثقات لابن حبّان 8/ 347، والولاة والقضاة للكندي 431 و 433 و 436 و 440 و 441، والانتقاء لابن عبد البرّ 52 و 53 و 113، والسابق واللاحق للخطيب 178، والفهرست لابن النديم 199، وترتيب المدارك للقاضي عياض 2/ 523- 528، وطبقات الفقهاء للشيرازي 151، ومعجم البلدان 1/ 709 و 776 و 2/ 177 و 299، ووفيات الأعيان 3/ 34، 35 رقم 323، وتهذيب الكمال 15/ 191- 194 رقم 3371، والعبر 1/ 366، والمعين في طبقات المحدّثين 75 رقم 796، ودول الإسلام 1/ 130، والكاشف 2/ 91 رقم 2845، وسير أعلام النبلاء 10/ 220- 223 رقم 57، ومرآة الجنان 2/ 58، والبداية والنهاية 10/ 269، والوافي بالوفيات 17/ 239، 240 رقم 221، والديباج المذهّب 1/ 419- 421، وتهذيب التهذيب 5/ 289، 290 رقم 489، وتقريب التهذيب 1/ 427 رقم 419، وحسن المحاضرة 1/ 305 رقم 41، وخلاصة تذهيب التهذيب 204، وشذرات الذهب 2/ 34، وشجرة النور الزكية 1/ 59.

[2]

الجرح والتعديل 5/ 106.

[3]

الجرح والتعديل 5/ 106.

ص: 220

وقال أحمد العِجْليّ [1] : لم أر بمصر أعقل منه ومن سعيد بن أبي مريم.

وقال ابن حبان: كان ممن عقل مذهب مالك وفرع على أصوله.

وذكر أبو الفتح الأزديّ في «الضعفاء» : أنّ ابن مَعِين كذّب عبد الله.

وذكر هذا السّاجيّ، عن ابن مَعِين.

وقد حدَّث عن الشّافعيّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ [2] بكتاب «الوصايا» . قال السّاجي: فسألت الربيع فقال: هذا الكتاب وجدناه بخطّ الشّافعيّ ولم يُحدِّث به، ولم يقرأ عليه.

قلت: تكذيب يحيى له لم يصحّ.

وقال أبو عمر الكِنْديّ في كتاب «الموالي» بمصر: ومنهم عبد الله بن عبد الحَكَم بن أَعْيَن. سكن عبد الحَكَم وأبوه جميعًا بالإسكندرية وماتا بها [3] .

ووُلِد عبد الله سنة خمسٍ وخمسين ومائة، وتُوُفّي في رمضان سنة أربع عشرة [4] .

وقال ابن عبد البَرّ: صنّف كتابًا اختصر فيه أُسْمِعتُه من ابن القاسم، وابن وهْب، وأَشْهَب. ثم اختصر من ذلك كتابا صغيرا. وعليهما مع غيرهما عن مالك قول البغداديين المالكيّة في الدّراسة [5] . وإيّاهما شرح أبو بكر الأبْهَريّ [6] .

قلت: وقد صنّف «كتاب الأموال» ، و «كتاب فضائل عمر بن عبد العزيز» .

وسارت بتصانيفه الرُّكْبان. وكان محتشمًا نبيلًا، متموّلًا، رفيع المَنْزِلة. وهو مدفون إلى جانب الشّافعيّ. وهو الأوسط من القيود الثلاثة.

[1] قوله ليس في «تاريخ الثقات» . وفي «تهذيب الكمال» (15/ 193) : «قَالَ أحمد بْن عَبْد اللَّه العِجْليّ في سعيد بن أبي مريم: لم أر بمصر أعقل منه، ومن عبد الله بن الحكم» .

[2]

انظر عَنْ «مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ» في كتاب «الولاة والقضاة» للكندي 386 و 393 و 452 و 453 و 471 و 472 و 536.

[3]

تهذيب الكمال 15/ 193.

[4]

قال الكندي في «الولاة والقضاة» 441 إن أبا إسحاق بن الرشيد قدم مصر فحبس عبد الله بن عبد الحكم تهمة له فأقام أياما ثم مرض فمات.

[5]

هكذا في الأصل، وفي تهذيب الكمال «المدارسة» .

[6]

الانتقاء 52/ 53.

ص: 221

وقال أبو إسحاق الشّيرازيّ [1] : كان أعلم أصحاب مالك بمختلف قوله.

أفضت إليه الرئاسة بمصر بعد أشهب.

قيل إنّه أعطى الشّافعيّ ألف دينار.

211-

عبد الله بن عثمان بْن عطاء بْن أَبِي مسلم الخُراسانيّ [2] .

أبو محمد. أخو محمد بن عثمان. من أهل الرملة.

روى عن: عَطّاف بن خالد المخزوميّ، وطلْحة بن زيد الرَّقّيّ، ومسلم بن خالد الزَّنْجيّ، وشِهاب بن خِراش، وغيرهم.

وَوَهِم من قال إنه روى عن أبي مالك الأشجعيّ.

روى عنه: إبراهيم بن محمد بن يوسف الفِرْيابيّ، وإسماعيل سمّويه، ومحمد بن إسماعيل البخاريّ، وموسى بن سهل الرمليّ، وأبو حاتم الرازيّ وقال [3] : سمعت منه بالرملة سنة سبْع عشرة.

ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» [4] .

212-

عَبْدُ اللَّهِ بن غالب العَبّاداني [5]- ق. - عن: الربيع بن صَبِيح، وعبد الله بن زياد البحرانيّ، وعامر بن يَسَاف.

وعنه: عباد بن الوليد الغَبريّ، وعبّاس التّرقفيّ، ومحمد بن عبدك القزّاز،

[1] في طبقات الفقهاء 151.

[2]

انظر عن (عبد الله بن عثمان) في:

التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 146 رقم 447، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 99، والجرح والتعديل 5/ 113 رقم 515، والثقات لابن حبّان 8/ 437، وتهذيب الكمال 15/ 286، 287 رقم 3420، والكاشف 2/ 97 رقم 2883، وتهذيب التهذيب 5/ 317 رقم 539، وتقريب التهذيب 1/ 432 رقم 468، وخلاصة تذهيب التهذيب 206.

[3]

الجرح والتعديل 5/ 113 وروى عن عبد الله بن عثمان فقال: هذا أصلح من أبي طاهر المقدسي موسى بن محمد قليلا، وكان أبو طاهر يكذب.

[4]

ج 8/ 347، وسئل أبو حاتم عنه فقال: صالح. (الجرح والتعديل 5/ 113) .

[5]

انظر عن (عبد الله بن غالب) في:

تهذيب الكمال 15/ 423 رقم 3477، والكاشف 2/ 105 رقم 2939، وتهذيب التهذيب 5/ 355 رقم 608، وتقريب التهذيب 1/ 440 رقم 534، وخلاصة تذهيب التهذيب 209.

ص: 222

ويحيى بن عَبْدَك القزْوينيّ، ومحمد بن يحيى الأزْديّ.

213-

عبد الله بن مروان [1] .

أبو شيخ الحرّاني.

عن: زُهير بن معاوية، وعيسى بن يونس.

وعنه: أبو حاتم الحافظ، وإبراهيم بن الهيثم البلديّ، وإسحاق الحربيّ، وغيرهم.

وثقة أبو حاتم [2] ، ولِقيه في سنة 213 [3] .

214-

عبد الله بن نافع بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بن العوّام [4]- ن. ق. - أبو بكر الأسديّ الزّبيريّ المدنيّ. وليس بالصّائغ. ذاك مخزوميّ، وهذا

[1] انظر عن (عبد الله بن مروان) في:

التاريخ الكبير 5/ 207 رقم 655، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 54، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 6، والجرح والتعديل 5/ 166 رقم 767، والثقات لابن حبّان 8/ 345، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 273 ب، 274 أ، وتاريخ بغداد 10/ 151 رقم 5202، والتبيين لأسماء المدلّسين لسبط ابن العجمي 36 رقم 40، والمغني في الضعفاء 1/ 356، ومجمع الزوائد للهيثمي 6/ 49، وتعريف أهل التقديس 89 رقم 76.

[2]

الجرح والتعديل 5/ 166.

[3]

وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «يعتبر حديثه إذا بيّن السماع في خبره» . قال سبط ابن العجمي في (التبيين 36) تعقيبا على قول ابن حبّان: «ومقتضى هذا أنه يدلّس» .

[4]

انظر عن (عبد الله بن نافع) في:

الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 439، ومعرفة الرجال لابن معين برواية ابن محرز 1/ رقم 270 و 729 و 2/ رقم 800، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 213، 214 رقم 688، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 13، وتاريخ الثقات للعجلي 281 رقم 896، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 118، وتاريخ الطبري 7/ 563 و 572، والجرح والتعديل 5/ 184 رقم 857، والثقات لابن حبّان 8/ 347، وجمهرة نسب قريش 95، 96، وطبقات الفقهاء للشيرازي 148، وترتيب المدارك للقاضي عياض 1/ 365- 367، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 65 ب، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 747) والعبر 1/ 369، والكاشف 2/ 121 رقم 3054، وميزان الاعتدال 2/ 514 رقم 4648، والوافي بالوفيات 17/ 648، 649 رقم 547، والديباج المذهب 1/ 411، وتهذيب التهذيب 6/ 50 رقم 96، وتقريب التهذيب 1/ 455، 456 رقم 684، وخلاصة تذهيب التهذيب 216، وشذرات الذهب 2/ 36، وشجرة النور الزكيّة 1/ 56.

ص: 223

يقال له عبد الله بن نافع الأصغر.

يروي عن: مالك، وعبد العزيز بن أبي حازم، وأخيه عبد الله بن نافع الأكبر.

وعنه: محمد بن يحيى الذُّهليّ، ومعروف الحمّال، ويعقوب بن شَيْبة، وعبّاس الدُّوريّ، وأحمد بن المعدّل الفقيه، وأحمد بن الفرج الحمصيّ، وطائفة.

قال ابن مَعِين [1] : صدوق.

وقال البخاري [2] : أحاديثه معروفة [3] .

وقال الزُّبير بن بكّار [4] : كان المنظور إليه من قريش بالمدينة في هَدْيِهِ وَفِقْهِهِ وعَفافِه. وكان قد سردَ الصوم وتُوُفّي في المحرم سنة ستّ عشرة وهو ابن سبعين سنة. وكذا ورّخ البخاريّ [5] وفاته.

وأما الصّائغ فقد مرّ [6] .

215-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ بْنِ أَبِي عِيسَى [7] .

أبو علي الشاميّ، نزيل البصْرة.

عن: أبيه، وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ.

[1] قال في (معرفة الرجال 1/ 83 رقم 270) : «كان رجلا صدوقا من خيار المسلمين» . وفي (الجرح والتعديل 5/ 184) .

قال ابن معين: «صدوق، ليس به بأس» .

[2]

في تاريخ الكبير 5/ 214.

[3]

وقال أبو الحسن: لقيت عبد الله بن نافع الزبيري وكتبت عنه، ثقة، مدني، يتعبّد. (تاريخ الثقات للعجلي 281 رقم 896) .

[4]

في جمهرة نسب قريش 95، 96.

[5]

الصحيح أن البخاري ورّخ وفاته بسنة 220 هـ-. (التاريخ الكبير 5/ 214) والّذي أرّخ وفاته بسنة 216 هو ابن حبّان في (الثقات 8/ 347) .

[6]

في الجزء السابق، رقم الترجمة (232) .

[7]

انظر عن (عبد الله بن هارون) في:

التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 220، 221 رقم 719، والتاريخ الصغير له 226، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 74، والجرح والتعديل 5/ 194 رقم 897، والثقات لابن حبّان 8/ 349، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 749، 750، والكاشف 2/ 123 رقم 3065، وتهذيب التهذيب 6/ 59 رقم 113، وتقريب التهذيب 1/ 457 رقم 702، وخلاصة تذهيب التهذيب 217.

ص: 224

وعنه: ابن المَدِينيّ، والفلاس، والكُدَيْميّ، وسليمان بن سيف الحَرّانيّ، وأبو قِلابة الرَّقَاشيّ، وجماعة.

وكان صدوقًا.

كان حيًا سنة إحدى عشرة [1] .

216-

عبد الله المأمون بن هارون الرشيد بن محمد المهديّ بن عبد الله المنصور [2] .

[1] لقيه البخاريّ فيها. (التاريخ الكبير 5/ 221، التاريخ الصغير 226) .

[2]

الخليفة العباسي المأمون أشهر من أن يعرّف، ومصادر ترجمته كثيرة، وأخباره في كتب التواريخ والأدب والسير وغيرها، ونذكر منها هنا بعضها:

المحبّر لابن حبيب 40 و 61، والأخبار الطوال 400، وعيون الأخبار 2/ 253- 255، والمعارف 377 و 391، والمعرفة والتاريخ 3/ 335، والتاج في أخلاق الملوك للجاحظ 88، والبيان والتبيين له 2/ 194 و 4/ 72، 75، والبرصان والعرجان له 25 و 48 و 86 و 101 و 108 و 174 و 206 و 246 و 282 و 308، وتاريخ اليعقوبي 2/ 538- 574، وأنساب الأشراف للبلاذري 3/ 67 و 89 و 127 و 233 و 272 و 276 و 279، وطبقات الشعراء لابن المعتز (انظر فهرس الأعلام) 542، وتاريخ الطبري 8/ 478 (وانظر فهرس الأعلام) ، ونسب قريش لمصعب 79 و 106 و 131 و 252 و 272 و 280 و 284 و 338 و 359 و 360 و 400 و 428، والأخبار الموفقيات للزبير بن بكار 51- 57، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 255 و 257 و 259 و 260 و 2/ 156 و 157 و 159 و 167 و 184 وانظر فهرس الجزء الثالث 363، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2694- 2785 و 3493- 3495، وانظر فهرس الأعلام (7/ 629) ، والجليس الصالح 1/ 358 و 359 و 368 و 369 و 386- 388 و 425، والفهرست لابن النديم 129، وبغداد لابن طيفور 1 و 65- 7 و 11- 15 و 17 و 28- 30 و 33 و 35 و 36 و 38- 40 و 72 و 78 و 79 و 90 و 95 و 96 و 142 و 144 و 147 و 148 و 150 و 151 و 153- 156، والمحاسن والمساوئ 68 و 141 و 144 و 149 و 150 و 158 و 161 و 170 و 171 و 180 و 193 و 204 و 245 و 296 و 318 و 325 و 346 و 406- 410 و 414 و 421 و 424 و 425 و 436 و 438 و 443- 445 و 453 و 462 و 476 و 477 و 489 و 495- 501 و 513- 515 و 519 و 546 و 554- 559 و 561 و 562 و 565 و 577 و 578، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 146، والبدء والتاريخ للمقدسي 6/ 112، 113، ولطف التدبير للإسكافي 2 و 19 و 20 و 42 و 58 و 63 و 64 و 134 و 135 و 164 و 165 و 166 و 180 و 201- 203، والفرج بعد الشدّة للتنوخي (انظر فهرس الأعلام) 5/ 213، وتحفة الوزراء 19 و 29 و 48 و 49 و 65 و 70 و 74 و 87 و 97 و 98 و 115 و 116 و 120 و 137 و 138 و 147 و 149 و 155، والهفوات النادرة 10 و 13 و 14 و 16 و 19 و 26 و 36 و 37 و 77 و 93 و 115 و 116 و 133 و 134 و 139 و 140 و 174

ص: 225

_________

[ () ] و 183- 185 و 196 و 246- 251 و 253 و 254 و 258 و 261 و 283 و 284 و 291 و 292 و 383 و 384، وربيع الأبرار (انظر فهرس الأعلام) 4/ 545، ومقاتل الطالبين 509 و 514 و 516 و 535 و 537 و 541 و 549 و 560- 564 و 566 و 567 و 571 و 572 و 599 و 628 و 630، وتاريخ بغداد 10/ 183- 192 رقم 5330، وتاريخ حلب للعظيميّ 236 و 238- 249، وانظر فهرس الأعلام (482) ، والإنباء في تاريخ الخلفاء 74 و 76 و 79 و 89- 92 و 94- 104 و 108 و 109 و 111 و 112 و 119، والتذكرة الحمدونية 1/ 115 و 212 و 321 و 344 و 376 و 415- 420 و 429- 433 و 439 و 452 و 453 و 456، و 2/ 48 و 50 و 70 و 130- 132 و 140 و 163 و 193 و 201 و 202 و 223 و 226 و 236 و 237 و 273 و 289 و 313 و 319 و 348 و 349 و 353 و 362 و 453 و 466، وثمار القلوب 156- 158 و 165 و 166 و 169 و 179 و 185 و 187 و 189 و 190 و 198 و 236 و 238 و 239 و 327 و 365 و 513 و 522 و 528 و 529 و 531 و 611 و 613- 615 و 668، وخاص الخاص 8 و 51 و 77 و 78 و 88 و 110 و 111 و 116 و 124، وتحسين القبيح 33- 35 و 84 و 87، والأغاني 7/ 147 و 19/ 39، والمستجاد من فعلات الأجواد 172 و 179، ونور القبس 311، وبهجة المجالس 1/ 164، 165، ومطالع البدور 2/ 67، والفاضل للمبرّد 35، وغرر الخصائص 60 و 284، والمصباح المضيء 1/ 148 و 322، وتمام المتون 91، ونثر الدرّ 2/ 188 و 3/ 29 و 36 و 37 و 39- 44 و 5/ 28 و 39، والوزراء والكتّاب 126، والمجتنى 73، وسراج الملوك 48 و 319، والبصائر والذخائر 1/ 449 و 2/ 1، 2 و 433 و 3/ 1 و 4/ 121 و 7/ 196، ومحاضرات الأدباء 1/ 67 و 77 و 141 و 168 و 187 و 199 و 283 و 349 و 462 و 469 و 586 و 2/ 495، والشهب اللامعة 12، والمحاسن والأضداد 14 و 52، وشرح نهج البلاغة 16/ 114 و 17/ 75 و 18/ 31، 32 و 252، والمستطرف 1/ 116، 118 و 135 و 165 و 166 و 225 و 226 و 241 و 2/ 10، والأذكياء 39، 40 و 56 و 144 و 200 و 201، وأخبار الحمقى 77 و 103 و 169، ولباب الآداب 115، وتاريخ دمشق 222- 293، والجامع الكبير لابن الأثير 142 و 169 و 186، والكامل في التاريخ 6/ 282، والمرصّع 191 و 342، ونهاية الأرب 3/ 205 و 22/ 237- 242، وبدائع البدائه 45- 48 و 94 و 95 و 124 و 125 و 152 و 221 و 335 و 336، وخلاصة الذهب المسبوك 108 و 112 و 113 و 118 و 119 و 127 و 153 و 172 و 175 و 176 و 186، ونزهة الظرفاء 21 و 23 و 24 و 27- 29 و 30 و 34 و 35 و 41 و 49 و 52، وتسهيل النظر 118 و 158 و 190 و 240 و 241، والتذكرة الفخرية 335 و 336، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 59 و 124 و 127 و 128 و 130- 142 و 164 و 165 و 167، والفخري 20 و 30 و 192 و 212 و 214 و 215 و 217- 226 و 228 و 229 و 233 و 236 و 237 و 247 و 248، والتنبيه والإشراف 302- 305، وتاريخ سنيّ ملوك الأرض 166- 168، والخراج وصناعة الكتابة 37 و 59 و 260 و 305 و 308 و 315 و 317 و 321 و 335 و 351 و 378 و 386 و 400 و 421 و 423 و 424، وتاريخ الزمان لابن العبري 22- 28، وتاريخ مختصر الدول له 134- 138، والعيون والحدائق 3/ 289 و 301 و 303- 305 و 315 و 317- 380

ص: 226

أبو العبّاس الهاشميّ.

وُلِد سنة سبعين ومائة عند ما استُخْلِف أبوه الرشيد.

وقرأ العلم في صِغره، وسمع من: هُشَيم، وعَبّاد بن العوّام، ويوسف بن عطّية، وأبي معاوية الضّرير، وطبقتهم.

وبرع في الفقه والعربية وأيام الناس. ولما كبر عني بالفلسفة وعلوم الأوائل وشهر فيها، فجره ذلك إلى القول بخلق القرآن.

روى عنه: ولده الفضل، ويحيى بن أكثم، وجعفر بن أبي عثمان الطَّيالسيّ، والأمير عبد الله بن طاهر، وأحمد بن الحارث الشّيعيّ، ودِعْبِل الخُزَاعيّ، وآخرون.

وكان من رجال بنى العبّاس حزْمًا وَعَزْمًا، وَحِلْمًا وَعِلْمًا، ورأيًا ودَهاءً، وهَيبةً وشجاعةً، وسُؤْدُدًا وسَمَاحة.

وله محاسن وسيرة طويلة.

قال ابن أبي الدُّنيا: كان أبيض، رَبْعة، حَسَن الوجه، تعلوه صُفْرة، وقد وَخَطَه الشَّيْب. أَعْيَن، طويل اللحية رقيقها. ضيّق الجبين، على خدّه خال [1] .

وقال الجاحظ: كان أبيض فيه صُفْرة. وكان ساقاه دون جسده صفراوين، كأنهما طُلِيتَا بالزَّعْفران [2] .

وقال ابن أبى الدُّنيا: قدِم الرشيد طُوسَ سنة ثلاثٍ وتسعين، فوجّه ابنَه المأمون إلى سَمَرْقَنْد. فأتته وفاة أبيه وهو بمَرْو [3] .

[ () ] و 412- 470، وتاريخ خليفة 7 و 457 و 466- 473 و 475، ودول الإسلام 1/ 125- 132، وآثار البلاد 220 و 252 و 262 و 264 و 270 و 314 و 317 و 318 و 347 و 382، ومرآة الجنان 2/ 78، والبداية والنهاية 10/ 274- 280، وسير أعلام النبلاء 10/ 272- 290 رقم 72، والعبر (انظر فهرس الأعلام من الجزء الأول) ، والوافي بالوفيات 17/ 654- 666 رقم 556، وفوات الوفيات 2/ 235- 239 رقم 238، والمختصر في أخبار البشر 2/ 31، 32، والنجوم الزاهرة 2/ 225، وتاريخ الخلفاء 306- 333، وتاريخ الخميس 2/ 334، وشذرات الذهب 2/ 39، وأخبار الدول 153- 155، وغيره.

[1]

تاريخ الطبري 8/ 651، والعقد الفريد 5/ 119، وتاريخ بغداد 10/ 184، وتاريخ دمشق 229، وفوات الوفيات 2/ 235، وتاريخ الخميس 2/ 334، والنجوم الزاهرة 2/ 225.

[2]

تاريخ بغداد 10/ 184، وتاريخ دمشق 230.

[3]

تاريخ دمشق 231.

ص: 227

وقال غيره: لما خلع الأمين أخاه المأمون من ولاية العهد غضب المأمون ودعا إلى نفسه بخُراسان، فبايعوه في أول سنة ثمانٍ وتسعين ومائة [1] .

وقال الخطْبيّ: كان يُكنَّى أبا العبّاس، فلمّا استُخْلف اكتنى بأبي جعفر.

وأمّه أم ولد اسمها مراجل [2] ، ماتت أيّام نِفاسها به.

وقال أيضًا: دُعي للمأمون بالخلافة والأمين حيّ في آخر سنة خمسٍ وتسعين، إلى أن قُتل الأمين، فاجتمع النّاس عليه، وتفرّقت عُمّاله في البلاد، وأقيم الموسم سنة ستٍّ وسنة سبْعٍ باسمه، وهو مقيمٌ بخُراسان. واجتمع الناس عليه ببغداد في أول سنة ثمانٍ. وأتاه الخبر بمَرْو، فولّي العراق، الحَسَن بن سَهل، وقدِمَها سنة سبْعٍ.

ثم بايع المأمون بالعهد لعليّ بن موسى الرضا الحُسَينيّ رحمه الله، ونوّهَ بذِكرِهِ، وغيَّر زيّ آبائه من لبْس السَّواد، وأبدله بالخُضْرة. فغضب بنو العبّاس بالعراق لهذين الأمرين وقطعوه، وبايعوا إبراهيم عمَّه ولقَّبوه «المبارك» .

فحاربه الحَسَن بن سهل، فهزمه إبراهيم وألحقه بواسط. وأقام إبراهيم بالمدائن. ثم سار جيش الحَسَن وعليهم حُمَيْد بن الطّوسيّ، وعليّ بن هشام، فهزموا إبراهيم، فاختفى وانقطع خبره إلى أن ظهر في وسط خلافة المأمون، فعفا عنه [3] .

وكان المأمون فصيحًا مُفَوَّهًا. وكان يقول: معاوية بِعَمْرِه، وعبد الملك بِحَجَّاجِهِ، وأنا بنفسي [4] . وقد رُوِيَت هذه عن المنصور.

وقيل: كان نقش خاتمه: المأمون عبد الله بن عبيد الله [5] .

[1] تاريخ بغداد 10/ 183، وتاريخ دمشق 231.

[2]

هي «مراجل البادعسيّة» . (تاريخ بغداد 10/ 192) .

[3]

راجع هذه الأخبار في الحوادث من الجزء السابق، وهذا الجزء. وقد اختصرها المسعودي في (التنبيه والإشراف 302، 303) كما هنا.

[4]

تاريخ بغداد 10/ 190، تاريخ دمشق 255.

[5]

وفي (التنبيه والإشراف 305) : «كان نقش خاتمه: الله ثقة عبد الله، وبه يؤمن» ، وفي (العقد الفريد 5/ 119) نقش خاتمه:«سل الله يعطك» .

ص: 228

رُوِي عنه أنّه ختم في بعض الرمضانات ثلاثًا وثلاثين ختْمة [1] .

وقال الحسين بن فَهْم الحافظ: ثنا يحيى بن أكثم قال: قال لي المأمون:

أريد أن أُحدِّث.

فقلت: وَمَن أولى بهذا مِن أمير المؤمنين؟

فقال: اصنعوا لي منبرًا. ثم صعِد، فأوّل حديث أورده: حُدِّثْنَا عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَفَعَ الْحَدِيثَ قَالَ:«امْرُؤُ الْقَيْسِ صَاحِبُ لِوَاءِ الشِّعْرِ إِلَى النَّارِ» [2] . ثم حَدَّث بنحوٍ من ثلاثين حديثًا ثم نَزَل فقال لي: كيف رأيت يا يحيى مجلسنا.

قلت: أجلّ مجلس، تفقّه الخاصّة والعامّة.

فقال: ما رأيتُ لكم حلاوة. إنّما المجلس لأصحاب الخُلْقان والمَحَابر [3] .

وقال السّرّاج: ثنا محمد بن سهل بن عسكر قال: تقدّم رجل غريب، بيده محبرة إلى المأمون فقال: يا أمير المؤمنين صاحب حديث منقطع به.

فقال: ما تحفظ في باب كذا؟ فلم يذكر فيه شيئًا.

قال: فما زال المأمون يقول: ثنا هُشَيْم، وثنا يحيى، وثنا حَجّاج، حتّى ذكر الباب.

ثم سأله عن باب آخر، فلم يذكر فيه شيئًا.

فقال المأمون: ثنا فلان، وثنا فلان، إلى أن قال لأصحابه: يطلب أحدهم الحديث ثلاثة أيامٍ ثم يقول أنا من أصحاب الحديث، أعطوه ثلاثة دراهم [4] .

ومع هذا فكان المأمون مسرفًا في الكرم، جوادا ممدّحا.

[1] تاريخ بغداد 10/ 190.

[2]

أخرجه أحمد في المسند 2/ 229، والهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 119 ونسبه لأحمد، والبزّار، وقال: في إسناده أبو الجهم شيخ هشيم بن بشير ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق 234، 235، والكتبي في فوات الوفيات 1/ 240، والصفدي في الوافي بالوفيات 17/ 656.

[3]

تاريخ دمشق 235.

[4]

تاريخ دمشق 235، 236، فوات الوفيات 1/ 240، تاريخ الخلفاء 321.

ص: 229

جاء عنه أنّه فرّق في ساعة واحدة ستَّةً وعشرين ألف ألف درهم [1] .

وكان يشرب النّبيذ. وقيل بل كان يشرب الخمر، فيُحرَّر ذلك [2] .

وقيل إنّه أجاز أَعْرابيًا مرّةً لكونه مدحه بثلاثين ألف دينار.

وأما ذكاؤه فمُتَوَقِّد. روى مسروق بن عبد الرحمن الكِنْديّ: حدّثني محمد بن المنذر الكِنْديّ جار عبد الله بن إدريس قال: حجّ الرشيد، فدخل الكوفة وطلب المُحدِّثين. فلم يتخلّف إلّا عبد الله بن إدريس، وعيسى بن يونس. فبعث إليهما الأمين والمأمون. فحدَّثهما ابن إدريس بمائة حديث، فقال المأمون: يا عمّ، أتأذن أن أُعيدها من حفظي؟

قال: افعل.

فأعادها، فَعَجِب من حفظه.

ومضيا إلى عيسى فحدّثهما، فأمر له المأمون بعشرة آلاف درهم، فأبى أن يقبلها وقال: ولا شُربة ماء عَلَى حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم [3] .

وروى محمد بن عَون، عن ابن عُيَيْنَة أنّ المأمون جلس فجاءته امرأة وقالت: يا أمير المؤمنين مات أخي وخلّف ستّمائة دينار، فأعطوني دينارًا، وقالوا: هذا نصيبك.

فحسب المأمون وقال: هذا نصيبك. هذا خلّف أربع بنات.

قالت: نعم.

قال: لهنّ أربعمائة دينار. وخلّف والدةً فلها مائة دينار. وخلّف زوجةً فلها خمسة وسبعون دينارًا. باللَّه ألكِ اثنا عشر أخًا؟

قالت: نعم.

قال: لكلّ واحد ديناران ولك دينار [4] .

[1] انظر تاريخ الطبري 8/ 653، والأخبار الموفقيات 38.

[2]

قول المؤلّف: «فيحرّر ذلك» هو تنبيه للقارئ بأن هذا الخبر غير موثوق، فلا ينسبه الناس له دون تدبّر.

[3]

تاريخ الخلفاء 327.

[4]

تاريخ دمشق 236، 237، فوات الوفيات 1/ 240، الوافي بالوفيات 17/ 656، تاريخ الخلفاء 321.

ص: 230

وقال ابن الأعرابيّ: قال لي المأمون: أخبرني عن قول هند بنت عُتْبة [1] :

نحن بنات طارق

نمشي على النَّمارق [2]

قال: فنظرت في نسبها فلم أجده، فقلت: ما أعرف.

قال: إنّما أرادت النَّجْم، انتسبتْ إليه لحُسنْها. ثم رمى إليّ بعنبرةٍ بعْتُها بخمسة آلاف دِرْهم [3] .

وقال بعضهم عن المأمون: مَن أراد كتابًا سرًّا فلْيكتبُ بلبنٍ حليب حُلِبَ لوقته، ويرسله إلى من يريد فيَعْمد إلى قِرْطاس فيحرقه وَيَذُرُّ رماده على الكتابة، فتُقرأ له.

وقال الصُّوليّ: كان المأمون قد اقترح في الشطرنج أشياء. وكان يحبّ اللّعب بها [4] .

[1] الصحيح إن القول هو لهند بنت بياضة بن رياح بن طارق الإيادي حيث قالته حين لقيت إياد جيش الفرس في الجزيرة، وكان بياضة هو رئيس إياد، أما طارق فهو جدّ هند بنت بياضة، وهو المذكور في الشعر. وقد تمثّلت «هند بنت عتبة» بهذا القول في غزوة أحد، كما كان النساء المسلمات يتمثّلن هذا القول في حرب المسلمين مع الروم، وخاصّة في معركة اليرموك.

[2]

وبعده:

المسك في المفارق

والدّرّ في المخانق

إن تقبلوا نعانق

ونفرش النمارق

أو تدبروا نفارق

فراق غير وامق

وانظر هذا القول في: سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 3/ 31، والسير والمغازي لابن إسحاق 327، والطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 40، وأنساب الأشراف للبلاذري 1/ 317، وسنن سعيد بن منصور ق 2 مجلّد 3/ رقم 2785، والمغازي للواقدي 1/ 225، وتاريخ الطبري 2/ 510، والأغاني 15/ 190، وثمار القلوب للثعالبي 297، والاستيعاب لابن عبد البرّ 4/ 425، والبدء والتاريخ للمقدسي 4/ 201، والكامل في التاريخ 2/ 153، وأسد الغابة 5/ 562، ونهاية الأرب للنويري 17/ 90، وتاريخ دمشق 246، والفاخر 23، والمغازي من تاريخ الإسلام للذهبي (بتحقيقنا) 172، وعيون التواريخ للكتبي 1/ 158، والبداية والنهاية 4/ 16، وعيون الأثر لابن سيد الناس 2/ 25، والروض الأنف للسهيلي 3/ 161، وتفسير غريب القرآن 523، وشرح شواهد المغني للسيوطي 2/ 809، وشرح أبيات مغني اللبيب للبغدادي 6/ 188- 190، وتاريخ الخلفاء 319، وسير أعلام النبلاء 10/ 277.

[3]

تاريخ دمشق 246.

[4]

تاريخ الخلفاء 324.

ص: 231

وعن بعضهم قال: استخرج المأمون كُتُب الفلاسفة واليونان من جزيرة قبرس.

وقدِم الشامَ غير مَرّة.

وقال أبو مَعْشَر المنجِّم: كان أَمّارًا بالعدْل، محمود السيرة، ميمون النَّقيبة، فقيه النفس، يُعَدّ مع كبار العُلماء [1] .

وعن الرشيد قال: إنّي لأعرف في عبد الله حزْم المنصُور، ونُسُك المهديّ، وعزّة الهادي، ولو أشاء أن أنسبه إلى الرابع، يعني نفسه، لنسبته. وقد قدّمتُ محمدًا عليه، وإنّي لأعلم أنّه مُنقاد إلى هواه، مبذِّر لِمَا حَوَتْه يده، يشارك في رأيه الإماءَ والنّساءَ. ولولَا أمّ جعفر ومَيْل بني هاشم إليه لقدَّمتُ عبدَ الله عليه [2] .

وعن المأمون قال: لو عرف الناس حُبّي للعَفْو لتقدّموا إليَّ بالجرائم [3] .

وأخاف أن لَا أؤجَرَ فيه. يعني لكوْنه طَبعًا له.

وعن يحيى بن أكثم قال: كان المأمون يحلُمُ حتّى يُغيظَنا.

وقيل إنّ فلاحًا مرَّ فقال: أتظنُّون بأنّ هذا يَنْبُل في عيني وقد قتل أخاه الأمين؟ فسمعها المأمون فتبسَّم وقال: ما الحيلة حتّى أنْبُل في عين هذا السّيّد الجليل [4] ؟

وعن يحيى بن أكثم قال: كان المأمون يجلس للمناظرة في الفِقْه يوم الثلاثاء، فجاء رجل عليه ثياب قد شمّرها ونَعْلُهُ في يده. فوقف على طَرَف البساط وقال: السلام عليكم. فردّ عليه المأمون.

فقال: أتأذن لي في الدُّنُوّ؟

قال: ادْنُ وتكلّم.

[1] فوات الوفيات 2/ 237.

[2]

تاريخ الخلفاء 307.

[3]

فوات الوفيات 2/ 236.

[4]

تاريخ بغداد 10/ 189، تاريخ دمشق 260، الوافي بالوفيات 17/ 657، البداية والنهاية 10/ 277، وفوات الوفيات 1/ 240، تاريخ الخلفاء 326.

ص: 232

قال: أخبِرْني عن هذا المجلس الذي أنت فيه. جلَسته باجتماع الأمّة أَمْ بالمُغَالبة والقَهْر؟

قال: لَا بهذا ولا بهذا. بل كان يتولّى أمر المؤمنين مَن عقد لي ولأخي.

فلمّا صار الأمر لي علمت أنّي محتاج إلى اجتماع كلمة المؤمنين في الشرق والغرب على الرضى بي. فرأيت أنّي متى خلّيتُ الأمرَ اضطّرب حبْل الإسلام ومَرَجَ عهدهم، وتنازعوا، وبطل الجهاد والحقّ، وانقطعت السُّبُل. فقمت حِياطةً للمسلمين إلى أن يُجْمِعوا على رجلٍ يرضون به، فأُسلِّم إليه الأمر. فمتى اتّفقوا على رجلٍ خرجت له من الأمر.

فقال: السلام عليكم ورحمة الله.

وذهبَ، فوجّه المأمون مَن يكشف خبره. فرجع وقال: يا أمير المؤمنين مضى إلى مسجد فيه خمسة عشر رجلًا في مثل هيئته، فقالوا له: أَلَقِيتَ الرجل؟

قال: نعم. وأخبرهم بما جرى.

قالوا: ما نرى بما قال بأسًا. وافترقوا.

فقال المأمون: كُفِينا مئونة هؤلاء بأيسر الخَطْب [1] .

وقيل: أهدى ملك الروم إلى المأمون تُحَفًا سِنِية منها مائة رطل مِسْك، ومائة حلّة سَمُّور. فقال المأمون: أَضْعِفُوها له ليعلم عزّ الإسلام وذُلّ الكُفْر [2] .

وقيل: دخل رجل من الخوارج على المأمون، فقال: ما حملك على الخلاف؟

قال: قوله تعالى: وَمن لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ 5: 44 قال: ألك عِلمٌ بأنها مُنَزّلة؟ قال: نعم.

قال: ما دليلك؟ قال: إجماع الأمّة.

قال: فكما رضيتَ بإجماعهم في التنزيل، فارْضَ بإجماعهم في التأويل.

قال: صدقت، السلام عليك يا أمير المؤمنين [3] .

[1] مروج الذهب 4/ 20، 21، تاريخ الخلفاء 327.

[2]

ربيع الأبرار 4/ 367، فوات الوفيات 2/ 237.

[3]

تاريخ بغداد 10/ 186، تاريخ الخلفاء 319، 320.

ص: 233

وقال محمد بن زكريّا الغلابيّ: ثنا مَهْديّ بن سابق قال: دخل المأمون يومًا ديوان الخَراج، فمرّ بغلام جميل على أُذنه قلم. فأعجبه حسنه فقال: من أنت؟

قال: الناشيء في دولتك، وخِرِّيج أدبك، والمتقلِّب في نِعمتك يا أمير المؤمنين، الْحَسَنُ بنُ رجاء.

فقال: يا غلام، بالإحسان في البديهة تفاضَلَت العقول.

ثم أمر برفع مرتبته عن الدّيوان، وأمر له بمائة ألف درهم [1] .

وعن إسحاق المَوْصِلّي قال: كان المأمون قد سخط على الخليع الشّاعر لكونه هجاه عند ما قُتِل الأمين. فبينا أنا ذات يوم عند المأمون إذ دخل الحاجب برُقْعة، فاستأذن في إنشادها. فأُذِن له، فقال:

أَجِرْني فإنّي قد ظَمِئْتُ إلى الوعدِ

متى تُنْجزِ الوعدَ المؤكَّد بالعهدِ

أُعيذُكَ مِن خُلْف الملوك فقد ترى

تقطُّعَ أنفاسي عليك من الوجدِ

أَيَبْخَلُ فردُ الْحُسْنِ عنّي بنائلٍ

قليلٍ وقد أفردته بهوي فردِ [2]

إلى أن قال:

رأى اللَّهُ عبدَ اللَّهِ خيرَ عبادِهِ

فمَّلكَهُ واللَّهُ أعلمُ بالعبد [3]

ألا إنّما المأمونُ للنّاسِ عِصْمةً

مميِّزةً بينَ الضلالة والرُّشدِ [4]

فقال له: أحسنت.

قال: يا أمير المؤمنين أحسن قائلها.

قال: ومن هو؟

قال: عُبَيْدُك الحُسَين بن الضّحّاك.

فقال: لَا حيّاه اللَّهُ ولا بيّاه. أليس هو القائل:

فلا تمّت الأشياء بعد محمدٍ

ولا زال شمل الملك فيها مبدّدا

[1] المحاسن والمساوئ 437، والعقد الفريد 2/ 131.

[2]

ورد هذا البيت في (بغداد لابن طيفور 171) و (تاريخ الطبري 8/ 662) :

أيبخل فرد الحسن فرد صفاته

عليّ وقد أفردته بهوى فرد

[3]

بغداد لابن طيفور 171، تاريخ الطبري 8/ 662.

[4]

البيتان في (ربيع الأبرار) للزمخشري 4/ 250.

ص: 234

ولا فرح المأمون بالمُلْك بعدَهُ

ولا زال في الدّنيا طريدًا مُشرَّدًا [1]

هذه بتلك، ولا شيء له عندنا.

قال الحاجب: فأين عادةُ عَفْوِ أمير المؤمنين.

قال: أمّا هذه فنعم. ائذنوا له.

فدخل، فقال له: هَل عرفت يوم قتل أخي هاشميّة هتكت؟

قال: لا.

قال: فما معنى قولك:

وممّا شجى قلبي وكَفْكَفَ عَبْرتي

مَحارِمُ من آلِ الرسول استُحلَّتِ

ومهتوكةٌ بالجلْد عنها سُجُوفها

كِعابٌ كقرن الشمس حين تَبَدَّتِ

فلا بات لَيْلُ الشّامتين بغِبْطَةٍ

ولا بَلَغَتْ آمالُهم ما تَمَنَّتِ

فقال: يا أمير المؤمنين، لوعة غلبتني، وروعة فاجأتني، ونعمة سُلِبتُها بعد أن غمرتني. فإن عاقبتَ فبحقّك، وإن عفوتَ فبفضلك. فدمعت عينا المأمون وأمر له بجائزة.

حكى الصُّوليّ أنّ المأمون كان يحبّ اللّعِب بالشَّطَرَنْج، واقترح فيه أشياء.

وكان ينهى أن يقال: تعال نعلب، ويقول: بل نَتَنَاقَل [2] .

ولم يكن بها حاذقًا، فكان يقول: أنا أدبِّر أمر الدُّنيا واتْسع لها، وأضيق عن تدبير شِبْرَيْن. وله فيها شعر:

أرضٌ مربَّعةٌ حمراء من أَدَمٍ [3]

ما بين إلْفَيْن معروفين [4] بالكَرَمِ

تَذَاكرا الحربَ فاحتالا لها حِيَلًا

مِن غير أن يأثَمَا فيها بسفْكِ دمِ

هذا يُغير على هذا وذاك على

هذا يُغير وعينُ الحَزْم لم تَنَمِ

فانظُر إلى فِطَنٍ جالتْ بمعرفةٍ

في عسكَرَيْن بلا طبل ولا علم [5]

[1] ورد هذا البيت في (بغداد لابن طيفور 182) .

[2]

ربيع الأبرار للزمخشري 4/ 87 وفيه: «نتزاول ونتقاتل» .

[3]

الأدم: الجلد. وكانت رقاع الشطرنج تعمل من الجلد المدبوغ، وأحيانا من الخشب.

[4]

في محاضرات الأدباء «موصوفين» .

[5]

الأبيات في: محاضرات الأدباء للراغب الأصبهاني، وأنموذج القتال في نقل العوال 56، وهي

ص: 235

وقيل: إنّ المأمون نظر إلى عمّه إبراهيم بن المهديّ وكان يُلَقَّب بالتِّنّين، فقال: ما أظنّك عشقت قطّ. ثم أنشد:

وجه الذي يعشق معروفُ

لأنّه أصفرٌ منحوف

ليس كمن يأتيك ذا جُثّة

كأنّه للذّبْح معلوف

وعن المأمون قال: أعياني جوابُ ثلاثة. صِرتُ إلى أمّ ذي الرّئاستين أُعزّيها فيه، فقلت: لَا تأسَيْ عليه فإنّي عِوَضه لكِ.

قالت: يا أمير المؤمنين وكيف لَا أحزن على ولدٍ أكسبني مثلك.

وأُتيتُ بِمُتنبئ فقلت: مَن أنت؟

قال: أنا موسى بن عِمران.

قلت: ويْحك، موسى كانت له آيات فأْتني بها حتى أؤمن بك.

فقال: إنّما أتيت بتلك المعجزات فرعون، إذ قال أنا ربّكم الأعلى. فإن قلت كذلك أتيتك بالآيات.

قال: وأتى أهلُ الكوفة يشكون عاملهم فقال خطيبهم: هو شرّ عاملٍ. فأمّا في أول سنةٍ فإنّا بِعْنا الأثاث والعقار، وفي الثانية بعنا الضّياع، وفي الثالثة نزحنا عن بلدنا وأتيناك نستغيث بك.

فقلت: كذبت، بل هو رجل قد حمدتُ مذهبَهُ، ورضيتُ دينَهُ، واخترتُهُ معرفةً منّي بقديم سخطكم على العمّال.

قال: صدقتَ يا أمير المؤمنين وكذبتُ أنا. فقد خصصْتنا به هذه المدّة دون باقي البلاد، فاستعمله على بلدٍ آخر ليشملهم من عدله وإنصافه مثل الذي شملنا.

فقلت: قُم في غيرِ حِفْظ الله، قد عزلته عنكم [1] .

وممّا يُنسب إلى المأمون من الشّعر قوله:

[ (-) ] لعليّ بن الجهم، ونسبها بعضهم للمأمون وربيع الأبرار للزمخشري 4/ 71 باختلاف في البيت الأخير.

[1]

مروج الذهب 4/ 18، 19.

ص: 236

لساني كتومٌ لأسراركُمْ

ودمعي نَمُومٌ لسريّ مُذِيعُ

فلولا دموعي كَتَمْتُ الهوى

ولولا الهوى لم تكن لي دموعُ [1]

وكان قدوم المأمون من خُراسان إلى بغداد سنة أربعٍ ومائتين. ودخلها في رابع صفر بأُبَّهَةٍ عظيمة، وبحمْل زائد.

قال إبراهيم بن محمد بن عَرَفة النَّحْويّ في تاريخه: حكى أبو سليمان داود بن عليّ، عن يحيى بن أكثم قال: كنت عند المأمون وعنده جماعةٌ من قوّاد خُراسان، وقد دعا إلى خلْق القرآن حينئذٍ، فقال لأولئك القوّاد: ما تقولون في القرآن؟

فقالوا: كان شيوخنا يقولون: ما كان فيه من ذِكْر الحمير والجِمال والبقر فهو مخلوق، وما كان من سوى ذلك فهو غير مخلوق. فأما إذا قال أمير المؤمنين هو مخلوق، فنحن نقول كلّه مخلوق.

فقلت للمأمون: أتفرح بموافقة هؤلاء [2] ؟

قال ابن عَرَفة: أمر المأمون مناديًا فنادى في الناس ببراءة الذّمّة ممّن ترحَّم على معاوية أو ذكره بخير [3] .

وكان كلامه في القرآن سنة اثنتي عشرة. فكثر المنكر لذلك، وكاد البلد يفتتن ولم يلتئم له من ذلك ما أراد، فكفَّ عنه. يعني كفّ عنه إلى بعد هذا الوقت [4] .

ومِن كلام المأمون: النّاس ثلاثة، فمنهم مثل الغذاء لَا بُدّ منه على حالٍ من الأحوال، ومنهم كالدّواء يُحْتاج إليه في حال المرض، ومنهم كالدّاء مكروه على كلّ حالٍ [5] .

[1] المحاسن والمساوئ 377، تاريخ دمشق 280، البداية والنهاية 10/ 278، الوافي بالوفيات 7/ 659، النجوم الزاهرة 2/ 227، تاريخ الخلفاء 333.

[2]

فوات الوفيات 2/ 237، 238.

[3]

فوات الوفيات 2/ 238.

[4]

فوات الوفيات 2/ 238.

[5]

عيون الأخبار 3/ 3، المحاسن والمساوئ 565.

ص: 237

وعن المأمون قال: لَا نزهة ألذّ من النظر في عقول الرجال [1] .

وقال: غَلَبَةُ الحُجّة أحبّ إليّ من غَلَبَة القُدرة. لأنّ غَلَبَة الحُجّة لَا تزول، وغَلَبَةُ القُدرة تزول بزوالها [2] .

وكان المأمون يقول: الملك يغتفر كلَّ شيء إلّا القَدْح في المُلْك، وإفشاء السّرّ، والتعرّض للحُرَم [3] .

وقال: أعيت الحيلة في الأمر إذا أقبل أن يُدبر، وإذا أدبر أن يُقبل [4] .

وقيل للمأمون: أيُّ المَجالس أحسن؟

قال: ما نُظِر فيه إلى النّاس. فلا منظر أحسن من النّاس [5] .

وكان المأمون معروفًا بالتشيُّع، فروى أبو داود المَصَاحِفيّ قال: سمعت النَّضْر بن شُمَيْلٍ يقول: دخلت على المأمون فقال: إنّي قلت اليوم:

أصبح ديني الذي أدِينُ به

ولستُ من الغَداةِ مُعْتذرا

حبّ عليّ بعد النّبيِّ ولا

أشتم صِدِّيقَه ولا عُمَرا

وابنُ عفّانٍ في الْجِنان مع الأبرار

ذاك القتيل مُصْطَبرا

وعائشُ الأمّ لستُ أشْتمها

مَن يَفْتَريها فنحن منه بُرا [6]

وَقَدْ نَادَى الْمَأْمُونُ بِإِبَاحَةِ مُتْعَةِ النِّسَاءِ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ بِهِ يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ حَتَّى أَبْطَلَهَا، وَرَوَى لَهُ حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنَيِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيهِمَا مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ مُتْعَةِ النِّسَاءِ فِي خَيْبَرَ [7] . فَلَمَّا صَحَّحَ لَهُ الْحَدِيثَ رَجَعَ إِلَى الحقّ [8] .

[1] شذرات الذهب 2/ 42.

[2]

تاريخ بغداد 10/ 186، تاريخ دمشق 263، تاريخ الخلفاء 336.

[3]

مروج الذهب 4/ 7، والعقد الفريد 12 و 66، والمحاسن والمساوئ 274 ينسب للمنصور، وتاريخ دمشق 262، ولباب الآداب لابن منقذ 243.

[4]

مروج الذهب 4/ 7، تاريخ الخلفاء 328.

[5]

تاريخ الخلفاء 328.

[6]

فوات الوفيات 2/ 238.

[7]

التاريخ للبخاريّ 7/ 369، ومسلم (2407) .

[8]

فوات الوفيات 2/ 238.

ص: 238

وأمّا مسألة خلق القرآن فلم يرجع عنها وصمّم عليها في سنة ثمان عشرة.

وامتحن العلماء، فعُوجِل ولم يُمْهَل [1] . توجّه غازيًا إلى أرض الروم فلمّا وصل إلى البَذَنْدون واشتدّ به الأمر أوصى بالخلافة إلى أخيه المعتصم.

وكان قد افتتح في غزوته أربعة عشر حصنًا. وردّ فنزل على عين البَذَنْدون، فأقام هناك واعتلّ.

قال المسعوديّ [2] : أعجبه برد ماء العين وصفاؤها، وطِيب الموضع وكثرة الخُضْرة.

وقد طُرح له درهم في العين، فقرأ ما عليه لفرط صفائها. ولم يقدر أحد أن يسبح فيها لشدّة بردها. فرأى سمكة نحو الذّراع كأنّها الفضّة. فجعل لمن يخرجها سيفا، فنزل فراش فاصطادها وطلع، فاضطربت وفرت إلى الماء فتنضح صدر المأمون ونحْره وابتلّ ثوبه. ثم نزل الفرّاش ثانيةً وأخذها. فقال المأمون:

تُقْلَى السّاعة. ثم أخذته رِعْدة فغُطّي باللُّحُف وهو يرتعد ويصيح. فأُوقدت حوله نار. ثم أتي بالسّمكة فما ذاقها لشُغله بحاله. فسأل المعتصمُ بُخْتَيْشُوعَ وابنَ ماسَوَيْه عن مرضه، فجسّاه، فوجدا نبضه خارجًا عن الاعتدال، مُنْذِرًا بالفَنَاء، ورأيا عَرَقًا سائلًا منه كلُعاب اللاغِيّة فأنكراه ولم يجداه في كُتُب الطّبّ.

ثم أفاق المأمون من غَمْرته، فسأل عن تفسير اسم المكان بالعربيّ، فقيل له:«مدّ رجليك» . فتطيّر به. وسأل عن اسم البقعة، فقيل الرَّقَّةُ. وكان فيما عُمِل مِن مولده أنّه يموت بالرَّقّة. فكان يتجنّب النزول بالرَّقّة. فلما سمع هذا من الروم عَرَف وأيسَ، وقال: يا من لَا يزول مُلْكه ارحَم من قد زال ملكه [3] .

وأجلسَ المعتصمُ عنده من يُلقّنه الشهادة لما ثَقُل. فرفع الرجل بها صوتَه، فقال له ابنُ ماسوَيْه: لَا تصيح، فو الله ما يفرّق الآن بين ربّه وبين ماني [4] . ففتح

[1] فوات الوفيات 2/ 238.

[2]

في مروج الذهب 4/ 43- 45، وانظر نحوه في (الهفوات النادرة 183- 185) .

[3]

قول المأمون في: (التذكرة الحمدونية 1/ 212 رقم 528) .

[4]

ماني: هو صاحب الثنوية الّذي يزعم أن النور والظلمة أزليّان قديمان، بخلاف المجوس الذين يقولون بحدوث الظلام. (انظر الملل والنحل للشهرستاني 188) .

ص: 239

عينيه وبهما من عِظَم التَّوَرُّم والاحمرار أمرٌ شديد، وأقبل يحاول بيديه البطْشَ بابن ماسويه، ورام مُخَاطبَتَه فعجز، فرمَق بطرفه نحو السّماء وقد امتلأت عيناه دموعًا، وقال في الحال: يا مَن لَا يموت ارحم مَن يموت. ثم قضى ومات في يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ثماني عشرة. فنقله ابنه العبّاس وأخوه المعتصم لما تُوُفّي إلى طَرَسُوس، فدُفِن هناك في دار خاقان خادم أبيه [1] .

217-

عبد الله بن يحيى [2]- ن. - أبو محمد الثقفيّ البصريّ.

عن: بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، وعبد الواحد بن زياد، وأبي عَوَانة، وسُلَيْم بن أخضر.

وعنه: إبراهيم بن يعقوب الْجَوْزجانّي، وأبو محمد الدّارميّ، والكُدَيْميّ، ويعقوب الفَسَويّ، وعبد العزيز بن معاوية القُرَشيّ، ومحمد بن يحيى الأزْديّ، وإبراهيم بن حرب العسكريّ.

وقال الْجُوزَجَانيّ: ثقة مأمون [3] .

218-

عبد الله بن يحيى [4]- خ. د. -

[1] تاريخ دمشق 292.

[2]

انظر عن (عبد الله بن يحيى) في:

تاريخ الثقات للعجلي 283 رقم 907، والجرح والتعديل 5/ 203، 204 رقم 949، والثقات لابن حبّان 8/ 349، 350، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 755، والكاشف 2/ 127 رقم 3092، وميزان الاعتدال 2/ 525 رقم 4690، وتهذيب التهذيب 6/ 76، 77 رقم 149، وتقريب التهذيب 1/ 460 رقم 737، وخلاصة تذهيب التهذيب 219.

[3]

ووثّقه العجليّ، وابن حبّان.

[4]

انظر عن (عبد الله بن يحيى البرلّسي) في:

التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 232 رقم 760، والجرح والتعديل 5/ 204 رقم 952، والثقات لابن حبّان 8/ 339، 340، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 434 رقم 635، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 268 رقم 981، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 755، والكاشف 2/ 127 رقم 3093، والمغني في الضعفاء 1/ 363 رقم 3424، وميزان الاعتدال 2/ 524 رقم 4685، وتهذيب التهذيب 6/ 77، 78 رقم 150، وتقريب التهذيب 1/ 461 رقم 738، وخلاصة تذهيب التهذيب 219.

ص: 240

أبو يحيى المعافريّ المصريّ البرلّسيّ.

عن: سعيد بن أبي أيّوب، وموسى بن عليّ، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وحَيْوَة بن شُرَيْح، ومعاوية بن صالح، واللَّيْث، وجماعة.

وعنه: دُحَيْم، والحسن بن عبد العزيز الْجَرَويّ، وجعفر بن مسافر، ووهْب الله بن رزق المصريّ، وَآخَرُونَ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : لَا بَأْسَ بِهِ.

زاد أبو زُرْعة [2] : أحاديثه مستقيمة.

وقال ابن يونس: تُوُفّي بالبُرُلُّس سنة اثنتي عشرة ومائتين [3] .

219-

عبد الله بن يزيد [4]- ع.

مولى آل عمر الفاروق.

أبو عبد الرحمن المقرئ المكّي. أصله من ناحية الأهواز ممّا يلي البصْرة.

وُلِد في حدود العشرين ومائة.

[1] الجرح والتعديل 5/ 204.

[2]

الجرح والتعديل 5/ 204.

[3]

تهذيب الكمال 2/ 755، وقال الكلاباذي: روى عنه الحسن بن عبد العزيز الجروي في تفسير الأنفال والفتح. (رجال صحيح البخاري 1/ 434) .

[4]

انظر عن (عبد الله بن يزيد مولى آل عمر) في:

التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 338، وتاريخ خليفة 474، وطبقات خليفة 227 و 284، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 1227 و 3/ رقم 6095، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 228 رقم 745، والتاريخ الصغير له 224، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 69، والجرح والتعديل 5/ 201 رقم 939، والثقات لابن حبّان 8/ 342، وتاريخ جرجان للسهمي 93 و 130 و 394 و 467 و 521 و 522 و 533، والسابق واللاحق للخطيب 49، والمعجم المشتمل لابن عساكر 163 رقم 514، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 757) ، ودول الإسلام 1/ 130، والمعين في طبقات المحدّثين 75 رقم 800، والعبر 1/ 364، وتذكرة الحفاظ 1/ 367، والكاشف 2/ 128 رقم 3103، والبداية والنهاية 10/ 267، والعقد الثمين للتقيّ الفاسي 5/ 298- 300، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 463، 464 رقم 1931، وتهذيب التهذيب 6/ 83، 84 رقم 165، وتقريب التهذيب 1/ 462 رقم 752، وطبقات الحفاظ للسيوطي 156، وخلاصة تذهيب التهذيب 219، وشذرات الذهب 2/ 29.

ص: 241

روى عن: كَهْمس بن الحَسَن، وأبي حنيفة، وابن عَوْن، وموسى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، وَيَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، وحرملة بن عمران التجيبي، وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، وشعبة، وعبد الرحمن بن دينار بن أنعم الإفريقي، وخلق.

وعنه: خ.، وع. عن رجلٍ، عنه، وأحمد بن حنبل، وأبو خَيْثَمة، وابن راهوَيْه، وابن نُمَيْر، وهارون الحمّال، والحسن بن عليّ الحداني، وعبّاس الدّوريّ، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، ومحمد بن مَسْلَمَة الواسطيّ، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل الصّائغ، وبشْر بْن مُوسَى، والحارث بن أبي أُسامة، وَرَوْح بن الفرج القطّان، وعَمرو بن مَلُول، وخلْق.

وثّقه النّسائيّ [1] ، وغيره. وهو من أكبر شيوخ البخاريّ.

قال محمد بن عاصم: سمعته يقول: أنا ما بين التسعين إلى المائة.

وأقرأتُ القرآن بالبصرة ستّا وثلاثين سنة. وهاهنا بمكة خمسًا وثلاثين سنة [2] .

قلت: كان قد أخذ الحروف عن نافع بن أبي نُعَيْم، وله اختيار في القراءة رواه عنه ابنه محمد. وكان يلّقن القرآن، وكان إمامًا في القرآن والحديث، كبير الشأن.

قال البخاريّ [3] : مات بمكّة سنة اثنتي عشرة أو ثلاث عشرة.

وقال مُطَيِّن: سنة ثلاث عشرة [4] تُوُفّي أبو عبد الرحمن المقرئ رحمه الله [5] .

220-

عبد الأعلى بن القاسم [6]- ق. -

[1] تهذيب الكمال 2/ 757.

[2]

تهذيب الكمال 2/ 757.

[3]

في تاريخه الكبير 5/ 228، وفي تاريخه الصغير 224 جزم بسنة 213. وانظر «الثقات» لابن حبّان 8/ 342، والمعجم المشتمل لابن عساكر، رقم 514.

[4]

تهذيب الكمال 2/ 757.

[5]

قال أبو حاتم: صدوق. (الجرح والتعديل 5/ 201) .

وقال محمد بن المقرئ: كان ابن المبارك إذا سئل عن أبي قال: كان ذهبا خالصا.

وقال الخليلي: حديثه عن الثقات حجة، وينفرد بأحاديث، وابنه محمد ثقة. (تهذيب الكمال 2/ 757) .

[6]

انظر عن (عبد الأعلى بن القاسم) في:

ص: 242

أبو بشير الهمدانيّ البصريّ اللّؤلؤيّ.

عن: حماد بن سلمة، وهمام بن يحيى، وسَوّار بن عبد الله بن قُدامة، وشَرِيك.

وعنه: عَبدْه بن عبد الله الصّفّار، وأبو حفص الفلاس، ويعقوب الفَسَويّ، وأبو حاتم الرازيّ، وقال [1] : صدوق.

221-

عبد الأعلى بن مُسْهِر بن عبد الأعلى بن مسهر [2]- ع. - الإمام أبو مسهر الغسّاني الدمشقيّ، أحد الأعلام.

[ () ] الجرح والتعديل 6/ 30 رقم 155، والثقات لابن حبّان 8/ 409، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 761، والكاشف 2/ 131 رقم 3120، وتهذيب التهذيب 6/ 97، 98 رقم 201، وتقريب التهذيب 1/ 465 رقم 786، وخلاصة تذهيب التهذيب 220.

[1]

الجرح والتعديل 6/ 30.

[2]

انظر عن (عبد الأعلى بن مسهر) في:

الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 473، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 339، 340، ومعرفة الرجال له برواية ابن محرز 2/ رقم 12 و 474 و 563، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 73، 74 رقم 1751، والتاريخ الصغير له 227، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 110، وتاريخ الثقات للعجلي 285 رقم 916، والمعرفة والتاريخ للفسوي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 608، والبيان والتبيين للجاحظ 1/ 178، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 132، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 114، وتاريخ الطبري 5/ 161 و 8/ 643، والجرح والتعديل 6/ 29 رقم 153، وتقدمة المعرفة لابن أبي حاتم 286- 292، والثقات لابن حبّان 8/ 408، ومشاهير علماء الأمصار له 160، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 486 رقم 744، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 2454 رقم 954، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 446 رقم 1000، وتاريخ بغداد 11/ 72- 75 رقم 5750، وترتيب المدارك للقاضي عياض 2/ 416- 419، ومناقب الإمام أحمد 486، 487، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 321 رقم 1218، وطبقات الفقهاء للشيرازي 75، والإرشاد للخليلي (طبعة فوتوستات) 1/ 55، وتاريخ دمشق 380- 402، والكامل في التاريخ 6/ 420، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 761، 762، ودول الإسلام 1/ 133، والمعين في طبقات المحدّثين 76 رقم 802، وتذكرة الحفاظ 1/ 381، والعبر 1/ 374، ومعرفة القراء الكبار 1/ 375، وسير أعلام النبلاء 10/ 228- 238 رقم 60، وقضاة دمشق 15، والبداية والنهاية 10/ 281، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 355 رقم 1525، وتهذيب التهذيب 6/ 98- 101 رقم 203، وتقريب التهذيب 1/ 465 رقم 788، وطبقات الحفاظ 163، وخلاصة تذهيب التهذيب 221، وشذرات الذهب 2/ 44، والأعلام 4/ 42، 43، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 280، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 34، 36 رقم 737.

ص: 243

ويُعرف بابن أبي دُرامة [1] ، وهي كنية جَدِّهِ عبد الأعلى.

وُلِد أبو مُسهر سنة أربعين ومائة.

وروي عن: سعيد بن عبد العزيز، وعبد الله بن العلاء بن زَبْر، وسعيد بن بشير، ومالك بن أنَس، وإسماعيل بن عيّاش، وإسماعيل بن عبد الله بن سماعة، وخالد بن يزيد المُرّيّ، وصدقة بن خالد، ويحيى بن حمزة، وخلق.

وأخذ القراءة عن: نافع بن أبي نُعَيم، وأيّوب بن تميم.

وعنه: أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى الذّهَليّ، ومحمد بن إسحاق الصَّغانيّ، وإسحاق الكَوْسج، وعبّاس التُّرْقُفيّ، وأبو أُميّة محمد بْن إِبْرَاهِيم الطَّرَسُوسيّ، ومحمد بن عَوْف الطّائيّ، وإبراهيم بن دَيْزيل، وأبو زُرْعة الدّمشقيّ، وعبد الرحمن بن القاسم بن الرّوّاس، وخلْق.

قَالَ أَبُو داود: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يقول: رحِم الله أبا مُسْهِر ما كان أثبته، وجعل يُطْريه [2] .

وقال يحيى بن مَعِين: إذا رأيتني أُحدِّث ببلدة فيها مثل أبي مسهر فينبغي للحِيَتي أن تُحْلَق [3] .

وقال أبو زُرْعة [4]، عن أبي مسهر: وُلِد لي ولد والأوزاعيُّ حيّ، وجالستُ سعيدَ بنَ عبد العزيز اثنتي عشرة سنة، وما كان من أصحابه أحدٌ أحفظ لحديثه منّي، غير أنّي نسيت [5] .

وقال محمد بن عَوْف: سمعت أبا مُسْهِر يقول: قال لي سعيد بن عبد العزيز: ما شبَّهْتُكَ في الحِفْظ إلّا بجدّك أبي دُرَامة. ما كان يسمع شيئا إلّا حفظه [6] .

[1] هكذا في الأصل، وفي سير أعلام النبلاء «ذرامة» بالذال المعجمة، وفي تذكرة الحفاظ «ابن أبي دارمة» بالدال المهملة والراء وبينهما ألف، وفي تهذيب التهذيب «قدامة» !

[2]

تاريخ بغداد 11/ 73، تاريخ دمشق 392.

[3]

تاريخ دمشق 390.

[4]

هو أبو زرعة الدمشقيّ في تاريخه 1/ 580، 581.

[5]

تاريخ بغداد 11/ 72، وتاريخ دمشق 387.

[6]

تاريخ دمشق 379 (في ترجمة جدّه: عبد الأعلى بن مسهر أبي درامة) .

ص: 244

وقال محمد بن عثمان التَّنُوخيّ: ما بالشّام مثل أبي مُسْهِر [1] .

وقال أبو زُرْعَة الدّمشقيّ: قال ابن مَعين: منذ خرجت من باب الأنبار إلى أن رجعت لم أرَ مثل أبي مُسْهِر [2] .

قال أبو مُسْهِر: رأيت أبا [3] مُسْهِر يحضُر الجامع بأحسن هيئة في البياض والسّاج والخُفّ، ويقيم على شاميّة طويلة بعِمامة سوداء عَدَنيّة [4] .

قلت: كان أبو مُسْهِر مع جلالته وعِلمه من رؤساء الدّمشقيّين وأكابرهم.

قال العبّاس بن الوليد البيروتيّ: سمعت أبا مُسْهِر يقول: لقد حرصت على عِلم الأوزاعيّ حتّى كتبت عن إسماعيل بن سَمَاعة ثلاثة عشر كتابًا، حتّى لقيت أباك فوجدت عنده عِلْمًا لم يكن عند القوم [5] .

وقال دُحَيم: قال أبو مُسْهِر: رأيت الأوزاعيَّ، وجلست مع عبد الرحمن بن يزيد بن جابر [6] .

وقال ابن أبي حاتم [7] : سألت أبي عن أبي مُسْهِر فقال: ثقة، ما رأيت أفصح منه ممّن كتبنا عنه، هو وأبو الجماهر.

وقال محمد بْن الفَيْض الغسّانيّ: خرج السُّفْيانيّ أبو [8] العُمَيْطر سنة خمسٍ وتسعين ومائة فولّى قضاءَ دمشق أبا مُسْهِر كَرْهًا، ثم تنحّى عَنِ القضاء لما خُلِع أبو العُمَيْطر [9] .

وقال ابن زَنْجُوَيْه: سَمِعْتُ أبا مُسْهِر يَقُولُ: عرامة الصّبيّ في صغره زيادة

[1] تاريخ دمشق 388.

[2]

تاريخ دمشق 390، وقد روى نحوه ابن أبي حاتم في (تقدمة المعرفة 289) عن أحمد بن أبي الحواري، قال: سَمِعْتُ يحيى بْن معين يَقُولُ: ما رَأَيْت منذ خرجت من بلادي أحدا أشبه بالمشيخة الذين أدركت من أبي مسهر.

[3]

في الأصل: «رأيت أبو» وهو غلط نحوي.

[4]

تاريخ دمشق 392.

[5]

تقدمة المعرفة لابن أبي حاتم 287، والجرح والتعديل له 6/ 29.

[6]

تاريخ دمشق 383.

[7]

في تقدمة المعرفة 287، والجرح والتعديل 6/ 29.

[8]

في الأصل «أبي» وهو غلط.

[9]

تاريخ دمشق 394.

ص: 245