‌كتاب المسند الصحيح - إثارة الفوائد المجموعة في الإشارة إلى الفرائد المسموعة - جـ ١

رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ رَاحَ قَافِلا إِلَى الْمَدِينَةِ وَهُوَ يَقُولُ: " آيِبُونَ تَائِبُونَ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الأَهْلِ وَالْمَالِ "، لَمْ يُخَرِّجِ الْبُخَارِيُّ هَذَا السَّنَدَ فِي الصَّحِيحِ لِمَكَانِ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَهُوَ إِسْنَادٌ حَسَنٌ، لِتَصْرِيحِ ابْنِ إِسْحَاقَ فِيهِ بِالْحَدِيثِ، فَقَدِ انْتَفَتْ تُهْمَةُ تَدْلِيسِهِ، وَالْمَتْنُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، وَكَانَتْ وَفَاةُ الإِمَامِ الْبُخَارِيِّ رحمه الله لَيْلَةَ عِيدِ الْفِطْرِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ رضي الله عنه

‌

‌كِتَابُ الْمُسْنَدِ الصَّحِيحِ

بِنَقْلِ الْعَدْلِ، عَنِ الْعَدْلِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَصْنِيفُ الإِمَامِ أَبِي الْحُسَيْنِ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ بْنِ مُسْلِمٍ الْقُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ رحمه الله.

أَخْبَرَنِي بِجَمِيعِهِ الشَّيْخُ الإِمَامُ الْعَلامَةُ شَرَفُ الدِّينِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سبَاعِ بْنِ ضِيَاءٍ الْفَزَارِيُّ الْبَدْرِيُّ خَطِيبُ دِمَشْقَ رحمه الله قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ فِي شَهْرِ شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِ مِائَةٍ، وَابْنُ أَخِيهِ شَيْخُنَا الْعَلامَةُ الرَّبَّانِيُّ شَيْخُ الإِسْلامِ بُرْهَانُ الدِّينِ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ شَيْخِ الإِسْلامِ تَاجِ الدِّينِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّافِعِيِّ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ خَوَاجَا إِمَامٍ الْفَارِسِيِّ، وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَمْدُودِ بْنِ جَامِعٍ الْبَنْدَنِيجِيُّ الصُّوفِيُّ، وَأَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ حَمُّودِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَمُّودِ بْنِ هَاملٍ الْحَرَّانِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَى كُلٍّ مِنْهُمْ، وَقَدْ قَرَأْتُهُ عَلَى شَيْخِنَا بُرْهَانَ الدِّينِ مَرَّتَيْنِ إِحْدَاهُمَا فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ وَأَخْبَرَنِي بِهِ خَلا مِيعَادٍ مِنْهُ، وَهُوَ فِي أَثْنَائِهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي

بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَرْخَانَ الصَّالِحِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أَيْضًا وَإِجَازَةً لِلْمِيعَادِ الْمَذْكُورِ وَأَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنُ أَبِي التَّائِبِ الأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدُ اللَّهِ أَبْنَاءُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُمَرَ الْمَقْدِسِيُّ، وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ هِلالٍ الأَزْدِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ

شَيْخِنَا أَبِي بَكْرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ الصَّالِحِيُّ، وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْمَعَالِي بْنِ خَضِرٍ الْمُقْرِئُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ ضِيَاءٍ الإِسْكَنْدَرِيُّ، وَأَبُو الْهُدَى أَحْمَدُ بْنُ

الْعَلامَةِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَيَّاشٍ الصَّالِحِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ مَنَّاعٍ التِّكْرِيتِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ السلاوِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِمْ مِنْ أَوَّلِ الْكِتَابِ إِلَى كِتَابِ الإِيمَانِ، وَمِنْ حَدِيثِ: أَبْرَصَ وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى، إِلَى آخِرِ الْكِتَابِ، وَإِجَازَةً لِبَاقِيهِ مِنْهُمْ وَأَخْبَرَنِي بِالْمِيعَادِ الأَخِيرِ الْمَذْكُورِ آنِفًا مِنَ الْكِتَابِ أَيْضًا: شَيْخُنَا قَاضِي الْقُضَاةِ أَبُو الْفَضْلِ سُلَيْمَانُ بْنُ حَمْزَةَ الْحَنْبَلِيُّ، وَالْعَلامَةُ قَاضِي الْقُضَاةِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْبَصْرَوِيُّ الْحَنَفِيُّ، وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، وَالزَّاهِدَانِ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ

تَمَّامٍ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُمَرَ أَخُو الْمُتَقَدِّمُ ذِكْرُهُ، وَالْعَالِمُ أَبُو بَكْرِ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْمَزِّيُّ، وَالْعَابِدُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الْهَادِي الْمَقْدِسِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الْهَادِي الصَّالِحِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِمْ وَأَنَا أَسْمَعُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ الآمدِيُّ الْحَنَفِيُّ

، وَالْحَافِظُ أَبُو الْحَجَّاجِ يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يُوسُفَ الْمَزِّيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَسْقَلانِيُّ، وَالْعَدْلُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمَقْدِسِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ سَيِّدِ الدَّوْلَةِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْهَيْجَاءِ بْنِ

الزَّرَّادِ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَاجِحٍ الْمَقْدِسِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ خَلِيفَةَ الحجَاوِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُحِبِّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْدِسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمَالِقِيُّ، وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَوَّاسُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِمْ مُجْتَمِعِينَ لِلْمِيعَادِ الأَخِيرِ الْمَذْكُورِ، وَإِجَازَةً مِنْ كُلِّهِمْ لِسَائِرَةٍ رحمهم الله قَالَ ابْنُ خَوَاجَا إِمَامٍ، وَابْنُ هِلالٍ، وَابْنُ الْعَسْقَلانِيِّ، وَابْنُ الْمُحِبِّ: أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُضَرَ الْوَاسِطِيُّ وَقَالَ ابْنُ الْمُحِبِّ أَيْضًا وَابْنُ الزَّرَّادِ: أنا الْفَقِيهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْهَادِي بْنِ يُوسُفَ الْمَقْدِسِيُّ، الأَوَّلُ حُضُورًا وَالثَّانِي سَمَاعًا وَقَالَ الْبَنْدَنِيجِيُّ: أنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ

الْبَاذبِينِيُّ، سَمَاعًا عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ سَنَةَ سِتِّينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَقَالَ الْحَافِظُ الْمَزِّيُّ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ غَنِيمَةَ الإِرْبِلِيُّ، سَمَاعًا عَلَيْهِ وَقَالَ شَيْخُنَا الْقَاضِي سُلَيْمَانُ: أنا الْحَافِظُ

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَقْدِسِيُّ، سَمَاعًا عَلَيْهِ وَقَالَ ابْنُ الزَّرَّادِ أَيْضًا وَسَائِرُ الْبَاقِينَ الْمُتَقَدِّمُ ذِكْرُهُمْ: أنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ بْنِ نِعْمَةَ الْمَقْدِسِيُّ سَمَاعًا عَلَيْهِ وَبَعْضُهُمْ حَاضِرٌ وَقَالَ شَيْخُنَا الأَوَّلُ أَبُو الْعَبَّاسِ الْفُرَاوِيُّ أَيْضًا: أنا الْمَشَايِخُ الْجِلَّةُ الْعَلامَتَانِ تَقِيُّ الدِّينِ أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الصَّلاحِ، وَعَلَمُ الدِّينِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ السّخَاوِيُّ، وَالْمُحَدِّثُونَ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْهَرُ الصَّرِيفِينِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَكْرِيُّ، وَأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْقُرْطُبِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الصَّفَّارِ

الإِسْفَرَايِينِيُّ، وَالْعَدْلانِ أَبُو الْمَعَالِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ الشِّيرَازِيِّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ سَالِمِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سَلامٍ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ الْعَسْقَلانِيِّ، وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْحَضْرَمِيُّ الْمَالِقِيُّ، وَأَبُو الْعِزِّ مُفَضَّلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْقُرَشِيُّ، وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الصُّورِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الْمُسْلِمِ بْنِ الْكُمَيْتِ الْحَرَّانِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِمْ وَأَنَا أَسْمَعُ، مُجْتَمِعِينَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ والشَّيْخَانِ أَبُو بَكْرٍ عَتِيقُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ بْنِ سَلامَةَ السَّلْمَانِيُّ، وَأَبُو الْبَرَكَاتِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ الْقُرَشِيُّ،

سَمَاعًا عَلَيْهِمَا

فِي هَذَا التَّارِيخِ أَيْضًا، لِقِطْعَةٍ مُتَفَرِّقَةٍ مِنَ الْكِتَابِ، تَكُونُ أَزْيَدَ مِنْ نِصْفِهِ، قَالَ هَذَانِ: أنا الْحَافِظُ الْكَبِيرُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَسَاكِرَ الدِّمَشْقِيُّ سَمَاعًا عَلَيْهِ وَقَالَ ابْنُ مُضَرَ الْوَاسِطِيُّ وَابْنُ الْعَسْقَلانِيِّ وَالسّخَاوِيُّ: أنا أَبُو الْفَتْحِ مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ الْفُرَاوِيِّ قَالَ السّخَاوِيُّ: إِجَازَةً وَالآخَرَانِ سَمَاعًا، وَقَالَ الْحَافِظُ ابْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، وَابْنُ عَبْدِ الْهَادِي، وَابْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَالْقُرْطُبِيُّ، وَابْنُ الشِّيرَازِيِّ، وَابْنِ سَلامٍ: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ صَدَقَةَ الْحَرَّانِيُّ، سَمَاعًا عَلَيْهِ بِجَمِيعِ الْكِتَابِ

34 -

غَيْرَ أَنَّ ابْنَ عَبْدِ الدَّائِمِ ذَكَرَ لَهُ فِي الطَّبَقَةِ فَوْتًا مِنْ أَوَّلِ الْكِتَابِ إِلَى حَدِيثِ: " ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاوَةَ الإِيمَانِ " وَكِتَابُ الصِّيَامِ بِكَمَالِهِ، وَكَانَ ابْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ يُجْزِمُ بِأَنَّهُ أُعِيدَ لَهُ هَذَا الْفَوْتُ، وَيَحْلِفُ عَلَى ذَلِكَ وَهُوَ ثِقَةٌ، مُحَدِّثٌ يُرْجَعُ إِلَى قَوْلِهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْيَمَانِ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ تَابِعِيُّونَ أَقْرَانٌ، وَقَدْ وَقَعَ لِي أَعْلَى مِنْ هَذِهِ الطَّرِيقِ بِسَبْعَةِ رِجَالٍ، إِلَى حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ أَخْبَرَنَاه كَذَلِكَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُوسُفَ، وَعِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالُوا: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، أنا عَبْدُ الأَوَّلِ الصُّوفِيُّ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْبُوسَنْجِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ السَّرَخْسِيُّ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُزَيْمٍ،

ثنا

عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه بِهِ كَذَا رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَزَادَ فِي إِسْنَادِهِ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ، وَهُوَ الصَّحِيحُ، كَذَا أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ، وَيَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، وَمَرْوَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيِّ، كُلُّهُمْ عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ بِهِ وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ حِبَّانَ صَرَّحَ حُمَيْدٌ بِسَمَاعِهِ لِلْحَدِيثِ مِنْ أَنَسٍ، فَهَذَا مِمَّا يُقَوِّي بِأَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ أَنَسٍ، وَمِنْ ثَابِتٍ عَنْهُ، وَرَوَاهُ عَلَى الْوَجْهَيْنِ، وَيَتَحَصَّلُ بِهَذَا السَّنَدِ الثَّانِي زِيَادَةُ تَابِعِيٍّ، وَهُوَ قَرِينُ حُمَيْدٍ فِيهِ وَقَدْ سَاوَيْتُ فِيهِ بِهَذَا السَّنَدِ الثَّانِي أَبَا حَاتِمِ بْنَ حِبَّانَ، إِذْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ فِيهِ ثَمَانِيَةُ رِجَالٍ، وَكَذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَمَنْ سَمِعَهُ مِنِّي كَأَنَّمَا سَمِعَهُ مِنَ ابْنِ حِبَّانَ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ لِثَمَانٍ بَقِينَ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، وَكَانَ رحمه الله مِنْ أَرْكَانِ الْعِلْمِ وَبُحُورِهِ، وَلَهُ التَّصَانِيفُ الْكَثِيرَةُ الْمُفِيدَةُ فِي عِدَّةِ فُنُونٍ، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَهُوَ مِمَّنْ جَمَعَ بَيْنَ الْحِفْظِ وَعِلْمِ الْكَلامِ