الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَشْكُو إِلَيْكَ حَوَادِثًا أَقْلَقْنَنِي
…
فَتَرَكْنَنِي مُتَوَاصِلَ الأَحْزَانِ
مَنْ لِي سِوَاكَ يَكُونُ عِنْدَ شَدَائِدِي
…
إِنْ أَنْتَ لَمْ تَكْلأْ فَمَنْ يَكْلانِي
لَوْلا رَجَاؤُكَ وَالَّذِي عَوَّدْتَنِي مِنْ
…
حُسْنِ صُنْعِكَ لاسْتُطِيرَ جَنَانِي
أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ يَعْنِي الْمُبَرِّدَ:
بَادِرْ هَوَاكَ إِذَا هَمَمْتَ بِصَالِحٍ
…
وَتَجَنَّبِ الأَمْرَ الَّذِي يُتَجَنَّبُ
وَاعْمَلْ لِنَفْسِكَ فِي زَمَانِكَ صَالِحًا
…
إِنَّ الزَّمَانَ بِأَهْلِهِ يَتَقَلَّبُ
وَاحْذَرْ ذَوِي الْمَلِقِ اللِّئَامِ فَإِنَّهُمْ
…
فِي النَّائِبَاتِ عَلَيْكَ مِمَّنْ يَخْطُبُ
أَنْشَدَ الْمُبَرِّدُ، قَالَ: أَنْشَدَنَا الرِّيَاشِيُّ:
يَرَى رَاحَةً فِي كَثْرَةِ الْمَالِ رَبُّهُ
…
وَكَثْرَةُ مَالِ الْمَرْءِ لِلْمَرْءِ مُتْعبُ
إِذَا قَلَّ مَالُ الْمَرْءِ قَلَّتُ هُمُومُهُ
…
وَتُشَعِّبُهُ الآمَالُ حِينَ تَشَعَّبُ
كِتَابُ الْمُحَدِّثِ الْفَاصِلُ بَيْنَ الرَّاوِي وَالْوَاعِي لِلْقَاضِي أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلادٍ الرَّامَهُرْمُزِيِّ
وَهُوَ أَوَّلُ شَيْءٍ وَقَفْتُ عَلَيْهِ مُصَنِّفًا فِي عُلُومِ الْحَدِيثِ وَهُوَ كِتَابٌ نَفِيسٌ جِدًّا.
أَخْبَرَنِي بِهِ أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ عَبَّاسٍ الْقُرَشِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَسَبْعِ مِائَةٍ، وَأَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْبَلِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَبْدِ السَّلامِ الْغمَارِيُّ، سِبْطُ زِيَادَةَ، فِي كِتَابِهِمَا إِلَيَّ مِنَ الْقَاهِرَةِ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَخْلُوفِ بْنِ جمَاعَةَ الإِسْكَنْدَرِيُّ، مُكَاتَبَةً أَيْضًا مِنْهَا، قَالَ الأَوَّلانِ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ ظَافِرِ بْنِ رَوَّاجٍ الأَسَدِيُّ، سَمَاعًا عَلَيْهِ وَقَالَ الثَّالِثُ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عِيسَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ اللَّخْمِيُّ، سَمَاعًا سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَقَالَ الأَخِيرُ: أنا
جَعْفَرُ بْنُ عَلِيٍّ الإِسْكَنْدَرِيُّ بِهَا، قَالُوا ثَلاثَتُهُمْ: أنا الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّلَفِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصَّيْرَفِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْفَالِيُّ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خربَانَ النُّهَاوَنْدِيُّ، أنا الْقَاضِي الرَّامَهُرْمُزِيُّ رحمه الله قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ الْمُحْدَثِينَ:
إِنِّي غَدَوْتُ عَلَى الْمُحَدِّثِ آنِفًا
…
فَإِذَا بِحَضْرَتِهِ ظِبَاءٌ رُتَّعُ
يَتَجَاذَبُونَ الْحِبْرَ مِنْ مَلْمُومَةٍ
…
بَيْضَاءَ تَحْمِلُهَا عَلائِقُ أَرْبَعُ
مِنْ خَالِصِ الْبَلُّورِ غُيرَ لَوْنُهُا
…
فَكَأَنَّهَا سبحٌ يَلُوحُ فَيَلْمَعُ
فَمَتَى أَمَالُوهَا لِرَشْفِ رُضَابِهَا
…
أَدَّاهُ فُوهَا وَهِيَ لا تَتَمَنَّعُ
فَكَأَنَّهَا قَلْبِي يَضِنُّ بِسِرِّهِ
…
أَبَدًا وَيَكْتُمُ كُلَّ مَا يُسْتَوْدَعُ
يَمْتَاحُهَا مَاضِي الشَّبَاةِ مُذَلَّقٌ
…
يَجْرِي بِمَيْدَانِ الطّرُوسِ فَيُسْرِعُ
فَكَأَنَّهُ وَالْحَبْرُ يَخْضِبُ رَأْسَهُ
…
شَيْخٌ لِوَصْلِ خَرِيدَةٍ يَتَصَنَّعُ
أَلا أُلاحِظُهُ بِعَيْنٍ جَلالَةٍ؟
…
وَبِهِ إِلَى اللَّهِ الصَّحَائِفُ تُرْفَعُ
وَكَانَتْ وَفَاةُ الرَّامَهُرْمُزِيِّ هَذَا فِي حُدُودِ سَنَةِ سِتِّينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ رحمه الله.