الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب سفر السعادة وسفير الإفادة
مجلد نفيس يشتمل على فنون من لغة ونحو، وتصريف وأحاجي أدبية وغير ذلك، وسمعه على مصنفه شيخنا، أَبُو العباس أَحْمَد بْن إبراهيم الفزاري، سنة ثمان وثلاثين وست مائة، وقد أجازني جميع مروياته، وهذا الكتاب ذكرته استطرادا، وليس من شرط ما أنا بصدده، وقد تقدم سياقه أحاديث كثيرة، من طريق الإمام أَبِي الحسن السخاوي رحمه الله وَأَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَسْلَمَةَ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ: أَنْشَدَنَا الْعَلامَةُ أَبُو الْحَسَنِ السّخَاوِيُّ، لِنَفْسِهِ فِيمَا قُرِئَ عَلَيْهِ وَأَنَا حَاضِرٌ، فَذَكَرَ لِنَفْسِهِ أُرْجُوزَةً حَسَنَةً فِي الْعَقِيدَةِ، سَمَّاهَا الْكَوْكَبَ الْوَقَّادَ فِي صَحِيحِ الاعْتِقَادِ، أَوَّلُهَا:
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا أَلْهَمَا
…
حَمْدًا كَثِيرًا وَعَلَى مَا أَنْعَمَا
ثُمَّ صَلاةُ اللَّهِ ذِي الْجَلالِ
…
عَلَى النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى وَالآلِ
سَأَلْتَنِي عَمَّا بِهِ تَدِينُ
…
وَمَا الَّذِي تَارِكُهُ يَحِينُ
قُلْ مَا إِلَهُ الْخَلْقِ إِلا اللَّهُ
…
ثُمَّ اسْتَقِمْ فَفِيهِمَا رِضَاهُ
وَلا تُشَبِّهْهُ وَقُلْ مَا قَالا
…
فَلَيْسَ شَيْءٌ مِثْلَهُ تَعَالَى
حَيٌّ مُرِيدٌ عَالِمٌ قَدِيرٌ
…
مَعَ الْكَلامِ سَامِعٌ بَصِيرُ
الأَوَّلُ الْخَالِقُ لِلأَشْيَاءِ
…
الآخِرُ الْبَاقِي بِلا فَنَاءِ
وَلَمْ يَزَلْ إِلَهُنَا مَوْصُوفًا
…
بِمَا ذَكَرْتُ وَبِهِ مَعْرُوفًا
وَمِنْهَا:
وَلا تَكُنْ فَدْمًا غَلِيظًا فَظًّا
…
إِذَا سَمِعْتَ فِي الْحَدِيثِ لَفْظًا
يُوهِمُكَ التَّجْسِيمَ وَالتَّشْبِيهَا
…
فَاللَّهُ قَدْ عَلَّمَكَ التَّنْزِيهَا
مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى الإِنْسَانِ
…
بِنِعْمَةٍ أَعْلَى مِنَ الإِيمَانِ
فَاذْكُرْ عَظِيمَ الْفَضْلِ مِنْ مَوْلاكَا
…
وَكُنْ شَكُورًا لِلَّذِي أَوْلاكَا
لا يَخْرُجُ الْمَخْلُوقُ عَنْ مَشِيئَتِهْ
…
مَا شَاءَهُ يَنْفُذُ فِي بَرِيَّتِهْ
يُضِلُّ مَنْ شَاءَ وَمَنْ شَاءَ هَدَى
…
مَا بِيَدِ الْعَبْدِ ضَلالٌ وَهُدَى
وَكُلُّ شَيْءٍ بِقَضَاءٍ وَقَدَرٍ
…
وَكُلُّ مَا يَحْدُثُ مِنْ خَيْرٍ وَشَرِّ
إِلَى أَنْ قَالَ:
وَاعْلَمْ بِأَنَّ الْمَرْءَ فِي هَذَا الزَّمَنْ
…
يَفِرُّ إِنْ أَمْكَنَهُ مِنَ الْفِتَنْ
فَلا تَكُنْ تَأْسَى عَلَى الْمَحَافِلْ
…
فَقَدْ رُزِقْتَ أَفْضَلَ الْمَنَازِلْ
فَتَرك أَعْمَالكَ إِذْ أهلتا
…
لِذَاكَ كُلّ مَا أملتا
وَانْظُرْ إِلَى الْقَلْبِ وَلا تَنْسَاهُ
…
مُطَهَّرًا مِنْ كُلِّ مَا كَسَاهُ
مِنْ دَنَسِ الْغِلِّ وَمِنْ رَيْنِ الْحَسَدْ
…
فَفِي صَلاحِ الْقَلْبِ إِصْلاحُ الْجَسَدْ
وَالْكِبْرُ وَالْبَغْيُ بِغَيْرِ الْحَقِّ
…
وَالاحْتِقَارُ لأَقَلّ الْخلقِ
وَقُلْ إِذَا ابْتُلِيتَ بِالرِّيَا
…
يَا نَفْسُ عَيْنُ اللَّهِ مِنْ وَرَا
وَجَانِبِ الْبُخْلَ وَكُنْ ذَا بَذْلٍ
…
فَكُلُّ دَاءٍ دُونَ دَاءِ الْبُخْلِ
وَعَوِّدِ الرِّقَّةَ قَلْبًا قَدْ عَسَا
…
عَسَاكَ تَنْجُو مِنْ بَلايَاهُ عَسَا