الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء
وقول الله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ}
قوله:"يبسط له في رزقه"، أي: يوسع1 له، وقوله:"ينسأ له"، أي: يؤخر له، وقوله:"في أثره"، أي: في أجله.
{باب ما جاء في الاستسقاء الأنواء} 2
{وقول الله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ} أي: حظكم ونصيبكم {أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} قال الحسن في هذه الآية: خسر عبد لا يكون حظه من كتاب الله إلا التكذيب،3 وقال جماعة من المفسرين: معناه وتجعلون شكركم أنكم تكذبون- أي: بنعمة الله عليكم- وهذا في الاستسقاء بالأنواء، وذلك أنهم كانوا إذا مطروا يقولون: مطرنا بنوء كذا ولا يرون ذلك المطر من فضل الله عليهم، فقيل لهم: أتجعلون رزقكم، أي: شكركم بما رزقكم
_________
1 قوله: (في رزقه، أي: يوسع له) مثبت من"الأصل"، وقد سقط من بقية النسخ.
2 قوله: (بالأنواء) في"الأصل"و"المؤلفات"، وسقط من بقية النسخ.
3"تفسير الطبري": (13 / 27 / 209)، و"تفسير البغوي":(4 / 290) .
وعن أبي مالك الأشعري- رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أربع من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب
التكذيب،1 فمن نسب الإنزال إلى النجم [فقد] 2 كذب برزق الله ونعمه، وكذب بما جاء به القرآن، والمعنى: تجعلون بدل الشكر التكذيب.
{وعن أبي مالك الأشعري- رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أربع من أمر3 الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب " وكلهم لآدم وحواء قال صلى الله عليه وسلم " ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء 4") وللترمذي وحسنه: " لينتهين أقوام
_________
1"تفسير البغوي": (4 / 290) .
2 كلمة: (فقد) سقطت من"الأصل"، وهي ثابتة في بقية النسخ.
3 هكذا في جميع النسخ، وفي"المؤلفات": (أربع في أمتي من أمر
…
) ، وهو الموافق لـ"صحيح مسلم".
4 [146 ح]"سنن الترمذي": (4 / 350، ح 1977) ، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في اللعن."مسند الإمام أحمد":(1 / 404، 405)،"السنن الكبرى"للبيهقي:(10 / 193) . الحديث: مروي عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه. والحديث قال فيه الهيثمي في"مجمع الزوائد": (1 / 97) بعد أن أحاله على البزار: فيه عبد الرحمن بن مغراء وثقه أبو زرعة وجماعة وضعفه ابن المديني، وبقية رجاله رجال الصحيح. وصححه الألباني. انظر:"صحيح سنن الترمذي": (2 / 89، ح 1610) . انظر بقية تخريجه في الملحق.
يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا، إنما هم فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعل،1 إن الله أذهب عنكم عبية الجاهلية، وفخرها بالآباء إنما هو مؤمن تقي، أو فاجر شقي، الناس بنو آدم [وآدم] ،2 خلق من تراب "3
العبية- بتشديد الباء وكسرها-: الكفر والفخر،4 وفي رواية:" قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية "5
وجاء في الحديث: " قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم من أكرم الناس؟ قال:
1 الجعل: دابة سوداء من دواب الأرض، جمعه جعلان، ويقال له: أبو جعران. انظر:"لسان العرب": (11 / 112)، مادة:(جعل) .
2 في"الأصل"، و"ر":(الناس بنو آدم خلق من تراب) . وفي بقية النسخ: (خلقوا من تراب) . وقد أضفت ما بين القوسين من مصادر الحديث.
3 [147 ح]"سنن الترمذي": (5 / 734، ح 3955) ، كتاب المناقب، باب فضل الشام واليمن."سنن أبي داود":(5 / 340) ، كتاب الأدب، باب في التفاخر بالأحساب. الحديث: من طريق أبي هريرة- رضي الله عنه. والحديث- كما ترى- قد حسنه الترمذي، ووافقه الألباني. انظر:"صحيح سنن الترمذي": (3 / 254، ح 3100) . انظر بقية تخريجه في الملحق.
4 وأما العين فتضم وتكسر. انظر:"غريب الحديث"للخطابي: (1 / 290)، وانظر:"معالم السنن في سنن أبي داود"في موضع الحديث.
5"مسند الربيع بن حبيب": (2 / 8، ح 419)، وانظر:"إتحاف السادة المتقين": (8 / 419) .
أكثرهم ذكرا للموت وأحسنهم استعدادا، قال الله تعالى:{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} 1.2
قال الشاعر:
بي الإسلام لا أب لي سواه
…
إذا افتخروا بقيس أو تميم3
وقال آخر:4
لعمرك ما الإنسان إلا ابن دينه
…
فلا تترك التقوى اتكالا على النسب
وقد رفع الإسلام سلمان الفارسي
…
كما وضع الشرك اللعين أبا لهب5
وعن أبي هريرة- رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا كان يوم القيامة أمر الله مناديا ينادي: ألا إني جعلت نسبا وجعلتم نسبا،
1 سورة الحجرات، الآية:13.
2 [148 ح]"سنن ابن ماجه": (2 / 1423، ح 4259) ، كتاب الزهد، باب ذكر الموت والاستعداد له."معجم الطبراني الصغير":"مجمع الزوائد": (10 / 309) . إلا أن الحديث قد صدر فيهما بـ"أي المؤمنين أكيس؟ أو من أكيس الناس؟ ". والحديث عن ابن عمر. والحديث قال فيه الهيثمي: (إسناده حسن) . وحسنه الألباني بمجموع طرقه. انظر:"سلسلة الأحاديث الصحيحة": (3 / 372- 373، ح 1384) . انظر بقية تخريجه في الملحق.
3 ذكر الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في"الأضواء": (7 / 635) أنه ينسب إلى سلمان الفارسي. وانظر:"الكامل"للمبرد: (3 / 179)، و"شعر الخوارج"لعبد الرزاق حسين:(ص 35) ، وقد نسباه إلى نهار بن توسعة.
4 قوله: (وقال آخر) سقطت من"ر"، وهي ثابتة في بقية النسخ.
5 انظر:"جامع العلوم والحكم"لابن رجب: (ص 305)، وانظر:"ديوان علي ابن أبي طالب"المنسوب إليه: (ص 12) .
والاستسقاء بالنجوم، والنياحة، وقال: النائحة إذا لم تتب قبل موتها، تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب".
فجعلت أكرمكم أتقاكم فأبيتم إلا أن تقولوا: فلان ابن فلان خير من فلان ابن فلان، فاليوم أرفع نسبي وأضع نسبكم، أين المتقون" وفي رواية:"فليقم المتقون"1
وعن جابر- رضي الله عنه قال: "خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط أيام التشريق، فقال: يا أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ألا هل بلغت، قالوا: نعم يا رسول الله، قال: فليبلغ الحاضر الغائب "2
{والاستسقاء بالنجوم، والنياحة} على الميت {وقال: "النائحة إذا لم تتب قبل موتها، تقوم يوم القيامة وعليها سربال من قطران، ودرع من جرب "3
_________
1 [149 ح]"شعب الإيمان"للبيهقي: (4 / 289- 290، ح 5139، 5140) ."معجم الطبراني الصغير":"الروض": (1 / 383- 384، ح 632) ."تفسير السيوطي": (7 / 580)، وأحاله على الطبراني وابن مردويه. الحديث: قال الهيثمي في"مجمع الزوائد"(8 / 84) : فيه طلحة بن عمرو وهو متروك. وقال البيهقي بعد الرو، الآية الأولى الموقوفة: هذا هو المحفوظ بهذا الإسناد موقوف. انظر بقية التخريج في الملحق.
2"شعب الإيمان"للبيهقي: (4 / 289، ح 5137)،"الترغيب والترهيب":(3 / 612- 613، ح 9)، وأحاله على البيهقي. الحديث: قال البيهقي بعده: في هذا الإسناد بعض من يجهل.
3 قوله: (ودرع من جرب) طمست في"ر"، وهي ثابتة في النسخ الأخرى، وموافقة لنص الحديث في"صحيح مسلم".
رواه مسلم.
رواه مسلم.12
السربال3 والدرع كالقميص.
وفي رواية: "تجيء النائحة يوم القيامة تنبح كنبح الكلاب4") وعن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه قال: " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم النائحة والمستمعة "5
_________
1 [150 ح]"صحيح مسلم مع شرح النووي": (6 / 489- 490، ح 29 / 934) ، كتاب الجنائز، باب التشديد في النياحة. و"السنن الكبرى"للبيهقي:(4 / 63) . انظر بقية تخريجه في الملحق.
2 زيد هنا في"ر"كلمة: (الدرع) خطأ إذ لا مناسبة لوجودها.
3 زيد هنا في"ع"كلمة: (الجرب) خطأ.
4 ونص هذه الرو، الآية كما جاء في"الترغيب والترهيب":(4 / 351، ح 13) :"إن هذه النوائح يجعلن يوم القيامة صفين في جهنم صف عن يمينهم، وصف عن يسارهم، فينبحن على أهل النار كما تنبح الكلاب"، وأحاله على الطبراني في"الأوسط"، وهو في"مجمع الزوائد":(3 / 14) . الحديث من رو، الآية أبي هريرة- رضي الله عنه. الحديث: قال الهيثمي: فيه سليمان بن داود اليمامي وهو ضعيف.
5 [151 ح]"سنن أبي داود": (3 / 493- 494، ح 3128) ، كتاب الجنائز، باب في النوح."مسند الإمام أحمد":(3 / 65) . الحديث فيه محمد بن الحسن بن عطية العوفي عن أبيه عن جده، وثلاثتهم ضعفاء، أفاده في تحقيق"شرح السنة":(5 / 439) . وقال الهيثمي في"مجمع الزوائد": (3 / 14) بعد أن أورد الحديث عن ابن عمر: رواه الطبراني في"الكبير"وفيه الحسن بن عطية وهو ضعيف. انظر بقية تخريجه في الملحق.
ولهما عن زيد بن خالد- رضي الله عنه قال: "صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل
واعلم أن النياحة رفع الصوت بالندب، وهو تعديد النادبة محاسن الميت، وقيل: هو البكاء مع تعديد محاسنه.
تنبيه: يحرم تهيئة الطعام للنائحات؟ لأنه إعانة على معصية {ولهما عن زيد بن خالد1 رضي الله عنه قال: صلى لنا رسول الله2 صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية} قال النووي: الحديبية معروفة، وهي بئر قريب من مكة دون مرحلة، ويجوز فيها تخفيف الياء وتشديدها، والتخفيف هو الصحيح المختار، وهو قول الشافعي وأهل اللغة، والتشديد قول وهب3 وأكثر المحدثين.4
{على إثر سماء كانت من الليل} السماء هنا: المطر؟ لأنه نزل منها، قال الشاعر:
_________
1 هو: زيد بن خالد الجهني، أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو زرعة، وقيل: أبو طلحة، صحابي سكن المدينة وشهد الحديبية وكان معه لواء جهينة يوم الفتح، روى عنه من الصحابة: السائب بن يزيد والسائب بن خلاد الأنصاري، ومن التابعين: ابناه خالد وأبو حرب وابن المسيب، واختلف في وفاته بين سنة 72 هـ، وسنة 78 هـ، وسنة 50 هـ. انظر ترجمته في:"تهذيب التهذيب": (3 / 410- 411)،"أسد الغابة":(2 / 132- 133) .
2 في غير"الأصل": (قال: قال رسول الله
…
إلخ) ، وسقط قوله: (صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
3 تقدمت ترجمته (ص 13) .
4 انظر:"تهذيب الأسماء واللغات"للنووي: (3 / 1 / 81) .
فلما انصرف أقبل على الناس فقال: "هل تدرون ماذا قال ربكم؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي، كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي
إذا سقط السماء بأرض قوم
…
رعيناه وإن كانوا غضابا1
وقال غيره:2
عصت عاد رسولهم فأمسوا
…
عطاشا ما تبلهم السماء
والإثر- بكسر الهمزة، وإسكان الثاء، ويقال:[بفتحهما]،3 لغتان4 "فلما انصرف أقبل على الناس فقال:" هل تدرون ماذا قال ربكم؟ "قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: 5 "أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي
_________
1 انظر:"شرح الخطابي على سنن أبي داود": (4 / 227)، وهو لمعاوية بن مالك. وانظر:"تفسير الشوكاني": (5 / 85) . وانظره في:"لسان العرب": (14 / 399)، مادة:(سمو) .
2 قوله: (وقال غيره) سقط من"ر".
3 كلمة: (بفتحهما) في"ر"، و"ع". وفي"الأصل"و"ش"بفتحها بالإفراد، وهو خطأ من الناسخ.
4 انظر:"لسان العرب": (4 / 5) . و"القاموس المحيط": (ص 435) .
5 في"المؤلفات"كرر قوله: (قال) ، وهو موافق لـ"صحيح مسلم"، والمثبت يتفق مع رو، الآية البخاري.
مؤمن بالكوكب"
مؤمن بالكوكب 1"2} النوء: واحد الأنواء من المنازل، وهي الكواكب الثمانية والعشرون التي هي منازل القمر، كانوا يزعمون أن القمر إذا نزل بعض تلك الكواكب مطروا، فأبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم قولهم، وجعل سقوط المطر3 من فعله سبحانه دون فعل غيره، وقيل: النوء سقوط نجم من المنازل يقال: [ناء] 4 النجم ينوء إذا سقط وغاب، وقيل: ناء إذا ظهر وطلع.5
قال العلماء- رحمهم الله تعالى-: إن قال مسلم مطرنا بنوء كذا مريدا أن النوء هو الموجد والفاعل المحدث للمطر صار كافرا مرتدا مسلوب الإيمان خارجا عن ملة6 الإسلام بلا شك.7
_________
1 هكذا في"الأصل"و"ش"و"ع"، وهو الموافق للأصول الحديثية، وفي"ر":(الكواكب) بالجمع، وهو هكذا في كتاب"الأم"للإمام الشافعي:(1 / 252) .
2 [152 ح]"صحيح البخاري مع الفتح": (2 / 333، ح 846) ، كتاب الأذان، باب يستقبل الإمام الناس."صحيح مسلم مع شرح النووي":(2 / 419، ح 125 / 71) ، كتاب الإيمان، باب بيان كفر من قال: مطرنا بالنوء. انظر بقية تخريجه في الملحق.
3 صحفت في كل النسخ إلى: (القمر) .
4 هذا من"ر"و"ش"، وهو الموافق لما في"لسان العرب":(1 / 175- 176)، وفي"الأصل"و"ع":(أناء) .
5 انظر:"غريب الحديث"لابن الجوزي: (2 / 439- 440)، و"فتح الباري":(2 / 524) .
6 هكذا في"الأصل"، وفي بقية النسخ:(خارجا من دين الإسلام) .
7 وهذا مقيد بتحقق الشروط وانتفاء الموانع في ذلك الشخص.
وإن قال مريدا أنه علامة لنزول المطر فينزل المطر عند هذه العلامة ونزوله بفعل الله تعالى وخلقه لم يكفر، والمختار أنه مكروه; لأنه من ألفاظ الكفار، ومن شعار الجاهلية.
وهذا ظاهر الحديث، ونص عليه الشافعي- رحمه الله تعالى-. قال في"الأم"- وغيره والله أعلم-:(فمن لا يعتقد تدبيره وتأثيره فيكون المراد بالكفر كفر النعمة لله تعالى، لاقتصاره على إضافة الغيث إلى الكواكب) .1
ويؤيده حديث أبي هريرة- رضي الله عنه: " ما أنزل الله من السماء من بركة إلا أصبح فريق بها كافرين "2 فقوله:"بها" يدل على أنه كفر بالنعمة، والله أعلم.
1 انظر:"الأم"للشافعي: (1 / 252)، ونص قول الشافعي رحمه الله:(وأرى معنى قوله - والله أعلم-: أن من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك إيمان بالله لأنه يعلم أنه لا يمطر ولا يعطي إلا الله عز وجل، وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا على ما كان بعض أهل الشرك يعنون من إضافة المطر إلى أنه أمطره نوء كذا فذلك كفر، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن النوء وقت والوقت مخلوق لا يملك لنفسه ولا لغيره شيئا ولا يمطر ولا يصنع شيئا، فأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا على معنى مطرنا بوقت كذا فإنما ذلك كقوله مطرنا في شهر كذا ولا يكون هذا كفرا وغيره من الكلام أحب إليَّ منه) .
2 [153 ح]"صحيح مسلم مع شرح النووي": (2 / 421- 422، ح 126 / 72) ، كتاب الإيمان، باب بيان كفر من قال مطرنا بالنوء."سنن النسائي":(3 / 164، ح 1524) ، باب كراهة الاستمطار بالكوكب. ولفظه يختلف يسيرا. انظر بقية التخريج في الملحق.
ولهما من حديث ابن عباس بمعناه، وفيه قال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا، فأنزل الله هذه الآية:{فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلَاّ الْمُطَهَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ}
{ولهما من حديث ابن عباس} رضي الله عنهما {بمعناه، وفيه قال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا، فأنزل الله هذه الآية: {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} إلى قوله: {تُكَذِّبُونَ} 1 2 3"وعن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو أمسك الله القطر عن عباده خمس سنين لأصبحت طائفة من الناس كافرين يقولون: سقينا بنوء المجدح " أخرجه النسائي،4 المجدح- بكسر الميم وسكون الجيم
_________
1 هكذا في كل النسخ بالاختصار، وفي"المؤلفات"صرح بذكر الآيات إلى قوله:(تكذبون) .
2 سورة الواقعة، الآيات: 75ـ82
3 لم أجده في مظنته من"صحيح البخاري"، وهو في"صحيح مسلم"، انظره مع"شرح النووي":(2 / 422- 423، ح 127 / 73) ، كتاب الإيمان، باب بيان كفر من قال مطرنا بالنوء. ولم يعزه المزي في"تحفة الأشراف":(4 / 469) إلا إلى مسلم.
4 [154 ح]"سنن النسائي": (3 / 165، ح 1526) ، كتاب الاستسقاء، باب كراهية الاستمطار بالكوكب. و"مسند الإمام أحمد":(3 / 7) مع اختلاف يسير في الألفاظ. الحديث قال الألباني في"السلسلة الضعيفة"(4 / 210، ح 1721) : إسناده ضعيف. وانظر:"ضعيف سنن النسائي": (ص 60، ح 96 / 1526) . انظر بقية التخريج في الملحق.