الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب قول الله تعالى: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ}
قال مجاهد ما معناه: "هو قول الرجل هذا مالي ورثته عن آبائي" وقال عون بن عبد الله: يقولون
{باب}
{قول الله تعالى: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ} 1}
قال الشيخ - رحمه الله تعالى -: {قال مجاهد ما معناه2 هو قول الرجل هذا مالي ورثته عن آبائي3 وقال عون بن عبد الله4 يقولون:
_________
1 سورة النحل، الآية:83.
2 هذا في"الأصل"و"المؤلفات"، وفي بقية النسخ:(معناه) .
3 [13 ث]"تفسير مجاهد": (1/ 350)، ولفظه:(هي المساكن والأنعام وما يرزقون منها وسرابيل من الحديد والثياب يقول: تعرف هذا قريش ثم ينكرونه ويقولون: ما كان هذا لآبائنا فورثناه منهم) ."تفسير الطبري": (8/ 14/ 158)،"تفسير ابن الجوزي":(4/ 478- 479) . انظر بقية تخريج الأثر في الملحق.
4 هو: عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود -أبو عبد الله الهذلي- الكوفي الإمام العابد أخو فقيه المدينة عبيد الله بن عبد الله، حدث عن أبيه وأخيه وابن المسيب وابن عباس، وحدث عنه إسحاق بن يزيد وأبو حنيفة، قال الأصمعي: كان من آدب أهل المدينة وأفقههم، وكان مرجئا ثم تركه، توفي سنة 110 هـ. انظر ترجمته في:"حلية الأولياء": (4/ 240- 272)،"تهذيب التهذيب":(8/ 171 - 173)،"سير أعلام النبلاء":(5/ 103- 105)،"شذرات الذهب":(1/ 140) .
"لولا فلان لم يكن كذا" وقال ابن قتيبة: "يقولون هذا بشفاعة آلهتنا" وقال أبو العباس بعد حديث زيد بن خالد الذي
لولا فلان لم يكن كذا1 وقال ابن قتيبة23 يقولون4 هذا بشفاعة آلهتنا5 وقال أبو العباس} ابن تيمية {بعد حديث زيد بن خالد الذي
_________
1 [14 ث]"تفسير الطبري": (8/ 14/ 158) بلفظ: (إنكارهم إياها أن يقول الرجل لولا فلان ما كان كذا وكذا ولولا فلان ما أحببت كذا وكذا) ."تفسير البغوي": (3/ 80)، وقد نسب القول إلى عوف بن عبد الله ولعله تصحيف."تفسير ابن الجوزي":(4/ 479) . انظر بقية تخريج الأثر في الملحق.
2 في المؤلفات: (قتيبة) بدون (ابن) ، وهو خلاف النسخ المخطوطة، وقد جاء مصححا في"تيسير العزيز الحميد"وترجم له.
3 هو: عبد الله بن مسلم بن قتيبة -أبو محمد- الدينوري، علامة كبير نزل بغداد وصنف وجمع وبعد صيته، حدث عن إسحاق بن راهويه وأبو حاتم السجستاني، قال الخطيب: كان ثقة دينا فاضلا من كتبه كتاب"الرد على من يقول بخلق القرآن"، قال البيهقي عنه: كان يرى -رأي الكرامية- ونقل عن الدارقطني بغير سند أنه قال: كان ابن قتيبة يميل إلى التشبيه، قال الذهبي: وهذا لا يصح وإن صح فسحقا له فما في الدين محاباة. أقول: وقد كتب الشيخ الدكتور علي بن نفيع العلياني عن عقيدة ابن قتيبة فمن أراد معرفة عقيدته فليراجع ذلك، توفي سنة 276 هـ. انظر ترجمته في:"سير أعلام النبلاء": (13/ 296- 302)،"شذرات الذهب":(2/ 169- 170)،"تاريخ بغداد":(10/ 170) .
4 قوله: (لولا فلان لم يكن كذا، وقال ابن قتيبة يقولون) سقط من"ر".
5"تفسير ابن الجوزي": (4/ 479)، وقد نسبه إلى ابن قتيبة وابن السائب والفراء. و"تفسير البغوي":(3/ 80) ، وقد نسبه إلى الكلبي.
فيه: إن الله تعالى قال: " أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر " وقد تقدم.
وهذا كثير في الكتاب والسنة، يذم سبحانه من يضيف إنعامه إلى غيره ويشرك به، وقال بعض السلف: هو كقولهم كانت الريح طيبة، والملاح حاذقا [ونحو ذلك مما هو جار على ألسنة كثير] .
فيه:"1 "إن الله تعالى قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر " 2"وقد تقدم} الحديث وشرحه في باب الاستسقاء بالأنواء3 {وهذا كثير في الكتاب والسنة، يذم سبحانه من يضيف إنعامه إلى غيره ويشرك به4 وقال بعض السلف:} مثلا {هو كقولهم كانت الريح طيبة، والملاح حاذقا56} يعني: فجرت السفينة، والملاح هو الذي يصلح السفينة في البحر ويعالجها، فأضافوا سير السفينة إلى الريح والملاح، وهو الله7 الذي يجريها ويرسيها، قال الله تعالى:{هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} 8 وقال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ
_________
1 زيد هنا في"الأصل"كلمة: (قال) خلافا للمؤلفات وبقية النسخ.
2 زاد هنا في"المؤلفات"كلمة: (الحديث) .
3 انظر: (ص 320) ، باب الاستسقاء بالأنواء.
4"مجموع الفتاوى": (14/ 370) ، كلام قريب من هذا المعنى، فلعل الشيخ محمد بن عبد الوهاب قد اقتبسه منه.
5 زاد هنا في"المؤلفات"قوله: (ونحو ذلك مما هو جار على ألسنة كثير) .
6 قال الشيخ سليمان بن عبد الله في"تيسير العزيز الحميد": (ص 585) بأنه لم يقف على قائله، وقد اجتهدت في البحث عنه فلم أجده أيضا.
7 لفظ الجلالة في"الأصل"، وهو ساقط من بقية النسخ.
8 سورة يونس، الآية:22.
رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ} 1، وقال تعالى:{اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ} 2 وقال السدي: نعمة الله يعني محمدا صلى الله عليه وسلم أنكروه وكذبوه، وقيل: نعمة الله هي الإسلام3 وهو من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده، ثم إن كفار مكة أنكروه وجحدوه، وقال مجاهد وقتادة: نعمة الله ما عدد عليهم في هذه السورة من النعم، يقرون بأنها من الله، ثم إذا قيل لهم: تصدقوا وامتثلوا أمر الله فيها ينكرونها ويقولون: ورثناها عن آبائنا4 وقال الكلبي: هو أنه لما ذكر هذه النعم قالوا: هذه نعم كلها من الله لكنها بشفاعة5 آلهتنا6 وقيل: هو قول الرجل لولا فلان لكان كذا وكذا78 وقيل: إنهم يعرفون بأن الله تعالى: أنعم بهذه النعم، ولكنهم لا يستعملونها في طلب رضوانه ولا يشكرونه عليها.9
1 سورة الشورى، الآيتان: 32-33.
2 سورة الجاثية، الآية:12.
3 [15 ث]"تفسير الطبري": (8/ 14/ 157)، و"تفسير البغوي":(3/ 80) . وهذا التفسير لهذه ال، الآية هو الذي رجحه الطبري. و"تفسير السيوطي":(5/ 155- 156) . انظر بقية تخريج الأثر في الملحق.
4 انظر:"تفسير الطبري": (8/ 14/ 157 ، 158)، و"تفسير القرطبي":(10/ 161)، و"تفسير البغوي":(3/ 80)، و"تفسير الآلوسي":(14/ 206) .
5 هذا في"الأصل"، وفي بقية النسخ:(من شفاعة) .
6"تفسير الطبري": (8/ 14/ 158)، و"تفسير البغوي":(3/ 80)، و"تفسير القرطبي":(10/ 161- 162)، و"تفسير ابن الجوزي":(4/ 479)، و"تفسير الآلوسي":(14/ 206) .
7 قوله: (ولولا فلان لما كان كذا وكذا) سقط من"ر".
8"تفسير الطبري": (8/ 14/ 158)، و"تفسير الماوردي":(3/ 207)، و"تفسير القرطبي":(10/ 161)، و"تفسير البغوي":(3/ 80)، و"تفسير الآلوسي":(14/ 206) .
9 انظر:"تفسير القرطبي": (10/ 161- 162)، و"تفسير الشوكاني":(3/ 185) .
باب قول الله تعالى: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}
قال الله تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} (1) يعني: من نعمة الإسلام وصحة الأبدان وسعة في الأرزاق، وكل ما أعطاكم من مال أو ولد، فكل ذلك من الله تعالى هو المتفضل على عباده، فيجب عليكم شكره على جميع إنعامه (2)(3) .
{41- باب}
قول الله تعالى: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (4) } أنه إله واحد في التوراة والإنجيل (5) - أي: لا تجعلوا لله أمثالا تعبدونهم كعبادته (6) - والند: المثل (7){وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} يعني: الأشياء، وأنه لا مثل له.
_________
(1)
سورة النحل، الآية:53.
(2)
هذا من ((الأصل)) ، وفي النسخ الأخرى:(نعمه) .
(3)
((تفسير الطبري)) : (8/ 14/ 121)، و ((تفسير القرطبي)) :(10/ 114)، و ((تفسير ابن الجوزي:(4/ 456) .
(4)
سورة البقرة، الآية:22.
(5)
انظر: ((تفسير ابن كثير)) : (1/ 61) ، نقله ابن كثير عن مجاهد.
(6)
انظر: ((تفسير البغوي)) : (1/ 55) .
(7)
انظر: ((لسان العرب)) : (3/ 420)، وكذا فسره به ابن القيم كما ذكره عنه في ((تيسير العزيز الحميد)) :(ص 119) . ونقل البغوي عن أبي عبيدة أنه الضد، وأن الله بريء من المثل والضد. وكذا فسره به البخاري في ((صحيحه)) . انظره مع ((الفتح)) :(8/ 176) ، كتاب التفسير، باب 22.
قال ابن عباس رضي الله عنهما في الآية: "الأنداد: هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل. وهو أن تقول: والله وحياتك يا فلان وحياتي، وتقول: لولا كلبه هذا لأتانا اللصوص، ولولا البط لأتانا [اللصوص] . وقول الرجل: ما شاء الله وشئت. وقول الرجل: لولا الله وفلان لا تجعل فيها فلان، هذا كله به شرك" رواه ابن أبي حاتم.
{قال ابن عباس رضي الله عنهما في} تفسير {الآية، الأنداد: هو الشرك أخفى من دبيب النمل،} أي: الذر {على صفاة} أي: حجر ملساء {سوداء في ظلمة الليل وهو أن تقول: والله وحياتك يا فلان، وحياتي، وتقول: لولا كلبة1 هذا لأتانا اللصوص، ولولا البط في [الدار] 2 لأتانا [اللصوص] 3} واللصوص: السرق، والبط: طائر أخضر4 معروف يحرس الدار وما أشبهها.
_________
1 في"المؤلفات"بالتصغير: (كليبة) ، والمثبت هو الموافق لأصل الحديث.
2 هذا في"المؤلفات"و"ش"، وهو الموافق لأصل الحديث وقد سقط من بقية النسخ.
3 في"الأصل": (بالإفراد) ، وما أثبته من بقية النسخ و"المؤلفات".
4 عرفه في"لسان العرب": (7/ 261) بأنه طائر مائي، ووصفه بالأخضر ليس على الإطلاق فقد يكون منه الأخضر، وقد يكون غير ذلك.
5 كلمة: (الرجل) سقطت من"ر".
6 هكذا في كل النسخ والمصادر: (فلان)، وفي"المؤلفات":(فلانا) .
7"تفسير ابن أبي حاتم"القسم المطبوع: (1/ 81)، و"تفسير الطبري":(1/ 1/ 163)، و"تفسير ابن كثير":(1/ 61)، وأحاله علي ابن أبي حاتم. وانظر:"تفسير السيوطي": (1/ 87)، و"تفسير الشوكاني":(1/ 52) ، وأحاله علي ابن أبي حاتم.
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك " رواه الترمذي، وحسنه، وصححه الحاكم.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: إن أحدكم يشرك حتى يشرك بكلب فيقول: لولاه لسرقنا الليلة1 وكذا قوله: مالي إلا الله وأنت2 ولا يستدل بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} 3 فإن الأرجح أن العطف على الكاف4 ويدل عليه الحديث5.
_________
1 في"ش": (لسرقنا الله) وهو تصحيف فاحش.
2"تفسير الطبري": (1/ 1/ 163)، وقد نسبه الطبري إلى عكرمة رضي الله عنه."الصمت"لابن أبي الدنيا:(ص 197 ، ح 357)، و"تفسير ابن كثير":(1/ 101) .
3 سورة الأنفال، الآية:64.
4 فيكون المعنى أن الله يكفيك ويكفي من اتبعك من المؤمنين.
5 لعله يعني بالحديث ما روي عن ابن عباس أنه قال:"حسبنا الله ونعم الوكيل قالهاإبراهيم صلى الله عليه وسلم حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل". وقد تقدم تخريجه في (ص 357)، من باب (32) قول الله تعالى: وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين.
6 [199 ح]"سنن أبي داود": (3/ 570 ، ح 3251) ، كتاب الأيمان والنذور، باب في كراهية الحلف بالآباء."سنن الترمذي":(4/ 110 ، ح 1535) ، كتاب النذور والأيمان، باب ما جاء في كراهية الحلف بغير الله. و"مستدرك الحاكم":(1/ 18) . والحديث قال فيه الترمذي: حديث حسن، وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين فقد احتجا بمثل هذا الإسناد وخرجاه في الكتاب، وليس له علة ولم يخرجاه. وصححه الألباني في"الإرواء":(8/ 189 ، ح 2561) .انظر بقية التخريج في الملحق.
وقال ابن مسعود: "لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا".
{وقال ابن مسعود} رضي الله عنه {"لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا"1} لأن الحلف بالشيء2 يقتضي تعظيمه، والعظمة في الحقيقة إنما هي لله وحده3.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تحلفوا بآبائكم، ولا بأمهاتكم، ولا بالأنداد، ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون " رواه أبو داود والنسائي4.
_________
1"المصنف"لعبد الرزاق: (8/ 469 ، ح 15929)، و"معجم الطبراني الكبير":"مجمع الزوائد": (4/ 177)،"المصنف"لابن أبي شيبة:(4/ 179) . والأثر عن ابن مسعود رضي الله عنه. والحديث قال المنذري في"الترغيب والترهيب"(4/ 31) : رواته رواة الصحيح، وتبعه الهيثمي فقال: رواه الطبراني في"الكبير"ورجاله رجال الصحيح.
2 هذا في"الأصل"، وفي بقية النسخ:(بشيء) بالتنكير.
3 في"ر"و"ش": (والعظمة الحقيقية ما هي إلا لله وحده) .
4"سنن أبي داود": (3/ 569 ، ح 3248) ، كتاب الأيمان والنذور، باب في كراهية الحلف بالآباء. و"سنن النسائي":(7/ 5 ، ح 3769) ، كتاب الأيمان، باب الحلف بالأمهات."السنن الكبرى"للبيهقي:(10/ 29) ."صحيح ابن حبان":"الإحسان": (6/ 277 ، ح 4342) . والحديث صححه ابن حبان -كما ترى-، وصححه الألباني كما في"صحيح سنن أبي داود":(2/ 627 ، ح 2784)، و"صحيح سنن النسائي":(2/ 799 ، ح 3529) .
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أقول: وأبي، فقال:" إن الله عز وجل ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم " قال عمر رضي الله عنه فوالله ما حلفت بها1 ذاكرا ولا آثرا2. قوله. آثرا: يريد مخبرا به من قولك أثرت الحديث آثره إذا رويته، يقول: ما حلفت ذاكرا من نفسي ولا مخبرا به عن غيري.
وأما ما رواه أبو داود بسنده في حديث قصة الأعرابي فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أفلح وأبيه إن صدق "3 وفي رواية قال:" أفلح وأبيه إن صدق
1 كلمة: (بها) سقط من"ر"، وفي"ع":(بهما) وهو خطأ من الناسخ.
2 [200 ح]"صحيح البخاري مع الفتح": (11/ 530 ، ح 6647) ، كتاب الأيمان والنذور، باب لا تحلفوا بآبائكم."صحيح مسلم مع شرح النووي":(12/ 115 ، ح 1/ 1646) ، كتاب الإيمان والنذور، باب النهي عن الحلف بغير الله. انظر بقية تخريجه في الملحق.
3 [201 ح]"سنن أبي داود": (1/ 272- 273 ، ح 391 ، 392) ، كتاب الصلاة، باب فرض الصلاة. والحديث بهذا للفظ رواه -أيضا- مسلم في"صحيحه"، انظره مع"شرح النووي":(1/ 280- 283) . ورواه البخاري بلفظ:"أفلح إن صدق"، انظر:"صحيح البخاري مع الفتح": (1/ 106 ح 46) . والحديث من رو، الآية طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه. انظر بقية تخريجه في الملحق.
[أو] 1 دخل الجنة وأبيه إن صدق"23 فقال الخطابي: قوله"وأبيه": هذه كلمة جارية في ألسن العرب تستعملها كثيرا في خطابها تريد بها التوكيد، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحلف الرجل بأبيه، فيحمل4 أن يكون هذا القول منه قبل النهي، ويحتمل أن يكون جرى ذلك منه على عادة الكلام الجاري على الألسن، وهو لا يقصد به القسم، كلغو اليمين المعفو عنه، قال الله تعالى:{لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} 5 وقيل جواب آخر: وهو أن يكون صلى الله عليه وسلم أضمر فيه كأنه قال: لا ورب أبيه، انتهى ملخصا6.
وإن قيل: قد أقسم الله تعالى ببعض مخلوقاته كالليل، والشمس
أجيب بأن الله تعالى له أن يقسم بما شاء من مخلوقاته تنبيهًا
1 ما بين القوسين أضفته من أصل الحديث تصحيحا للحديث، وقد سقط من كل النسخ.
2 قوله: (وفي رو، الآية قال:"أفلح
…
إلى
…
إن صدق") سقط من"ر".
3 انظر:"صحيح مسلم مع شرح النووي": (1/ 282- 283 ، ح 9/ 11) ، كتاب الإيمان، باب بيان الصلوات. والحديث عن طلحة بن عبيد الله.
4 كلمة: (فيحمل) سقطت من"ر"، وفي"ع":(فحمل) بالماضي.
5 سورة البقرة، الآية:225.
6"معالم السنن"للخطابي، ضمن"سنن أبي داود":(1/ 273) . وقد رجح النووي في"شرحه لصحيح مسلم": (1/ 82) أنه ليس حلفا، وإنما هو كلمة جرت عادة العرب أن تدخلها في كلامها غير قاصدة بها حقيقة الحلف، والنهي إنما ورد فيمن قصد حقيقة الحلف
…
وقال بأنه الجواب المرضي. والأحسن منه أن يحمل على أن ذلك قبل النهي; لأنه قد وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث تدل على نهيه عن أقوال وإن لم يقصد قائلوها مدلولها كنهيه أن يقول; ما شاء الله وشئت، وأن يقول، لولا الله وأنت; وذلك لحمايته لجناب التوحيد.
على شرفها1 وأما الحلف بالأمانة فورد في الحديث2 عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من حلف بالأمانة فليس منا "3
قال الخطابي: هذا يشبه أن تكون الكراهة فيها من أجل أنه أمر أن يحلف بالله وصفاته، وليست الأمانة من صفاته4 وإنما هي5 أمر من أمره، وفرض من فروضه، فنهوا عنه لما في ذلك من التسوية بينهما، وبين أسماء الله عز وجل وصفاته6.
وقال أبو حنيفة: (إذا قال: وأمانة الله كان يمينا ولزمته الكفارة)
وقال الشافعي: (لا يكون ذلك يمينا ولا يلزمه الكفارة)7.
1 ذكر مثل ذلك النووي على"شرح صحيح مسلم": (11/ 116) .
2 يعني: ورد ذمه.
3 [202 ح]"سنن أبي داود": (3/ 571 ، ح 3253) ، كتاب الأيمان والنذور، باب 6."مستدرك الحاكم":(4/ 298)،"صحيح ابن حبان":"الإحسان": (6/ 279 ، ح 4348) . والحديث أورده ابن حبان في"صحيحه"-كما ترى- وقال الحاكم: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال الهيثمي في"مجمع الزوائد" (4/ 332) : رجاله رجال الصحيح خلا الوليد بن ثعلبة وهو ثقة، وصحح النووي إسناده في"الأذكار":(ص 456 ، ح 1154)، وفي"رياض الصالحين":(ص 544 ، ح 1718)، وصححه الألباني في"السلسلة الصحيحة":(1/ 49 ، ح 94) . انظر بقية تخريجه في الملحق.
4 قوله: (وليست الأمانة من صفاته) سقط من"ع".
5 كلمة: (هي) من"الأصل"، وسقط من بقية النسخ.
6"معالم السنن"للخطابي: (3/ 571) .
7 المصدر السابق: (3/ 571) . وانظر -أيضا-:"شرح النووي على صحيح مسلم": (11/ 117) .
وعن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان " رواه أبو داود بسند صحيح.
تنبيه: قال النووي - رحمه لله تعالى -: (ومن أقبح الألفاظ المذمومة ما يعتاده كثير من الناس إذا أن يحلف على شيء فيتورع عن قوله (والله) كراهة الحنث، أو إجلالا لله فيقول الله يعلم ما كان كذا فإن كان [قائلها] 1 متيقنا كما قال فلا بأس، وإن كان كاذبا أو شاكا في ذلك فهو من أقبح القبائح; لأنه تعرض للكذب على الله تعالى فإنه أخبر أن الله تعالى يعلم شيئا لا يتيقن كيف هو [وعلى] 2 خلاف ما هو، وذلك لو تحقق3 كان كفرا فينبغي للإنسان اجتناب هذه العبارة) 4.
{وعن حذيفة} بن اليمان رضي الله عنه {عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان " رواه أبو داود بسند صحيح5} .
_________
1 في"الأصل": (فإن كان قائلا) ، وما أثبته من بقية النسخ هو الصواب.
2 في"الأصل": (أو على) ، وما أثبته من النسخ الأخرى هو الموافق للسياق.
3 أي: تحقق قصد قائله به، أو يعني بالتحقق ما يشترطه العلماء عند الحكم بالتكفير من تحقق الشروط وانتفاء الموانع.
4 انظر: كتاب"الأذكار"للنووي: (ص 455) .
5 [203 ح]"سنن أبي داود": (5/ 259 ، ح 4980) ، كتاب الأدب، باب لا يقال خبثت نفسي."سنن الدارمي":(2/ 205 ، ح 2702)، و"مسند الإمام أحمد":(5/ 384) . والحديث من رو، الآية حذيفة بن اليمان. والحديث صححه النووي في"رياض الصالحين":(ص 553 ، ح 1754) وفي"الأذكار": (ص 444 ، ح 1131) . وصححه الألباني كما في"السلسلة الصحيحة": (1/ 214 ، ح 137) . انظر بقية تخريجه في الملحق.
[وجاء] عن إبراهيم النخعي أنه "يكره أن يقول الرجل أعوذ بالله وبك" ويجوز أن يقول بالله ثم بك، قال: ويقول: لولا الله ثم فلان، ولا تقولوا لولا الله وفلان.
اعلم أن العطف المطلق بالواو تشريك وتسوية بخلاف ثم4 فإنها للترتيب والانفصال، وما ورد من إطلاق الشرك على الحلف بغير الله، وعلى من سوى بين الله وبين المخلوق في المشيئة مثل ما شاء الله، وما شاء فلان، وما لي إلا الله وأنت، ولولا الله وفلان، هذه كلها من الشرك الأصغر قادحة في كمال التوحيد.
_________
1 كلمة: (الرجل) سقطت من"المؤلفات".
2 كلمة: (الرجل) سقطت من"المؤلفات".
3"مصنف عبد الرزاق": (11/ 27 ، ح 19811 ، 19812)،"الصمت"لابن أبي الدنيا:(ص 193- 194 ، ح 344) . وانظر:"الأذكار"للنووي: (ص 444)، و"فتح الباري"لابن حجر:(11/ 540- 541) .
4 هذا في"الأصل"، وقد سقطت كلمة:(ثم) من بقية النسخ، وهو خطأ ظاهر، تبع النساخ فيه بعضهم بعضًا.