الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب قول الله تعالى: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَاّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}
وقوله: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَاّ الضَّالُّونَ}
والتحسب لا يكون إلا لله عز وجل ولا يجوز أن يقال: أنا في حسب فلان.1
(باب)
{أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَاّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} 2 أي: إلا من خسر في أخراه وهلك3 مع الهالكين.4
{وقوله: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَاّ الضَّالُّونَ} 5 يعني: من ييأس من رحمة ربه إلا المكذبون،6 وأخبر أن القانط من رحمة الله ضال; لأن القنوط من رحمة الله كبيرة كالأمن من مكر الله، ولا يحصل إلا7 عند من جهل كون أن8 الله تعالى قادر على ما يريد.
_________
1 قوله: (والتحسب لا يكون
…
إلخ) هو كذلك في كل النسخ، وكان الأولى أن يقدم على عبارة (ونعم الوكيل) .
2 سورة الأعراف، الآية:99.
3 في"ر"و"ع": (وهكذا) وهو خطأ ظاهر.
4 انظر:"تفسير الطبري": (6 / 9 / 9) .
5 سورة الحجر، الآية:56.
6 انظر:"تفسير القرطبي": (10 / 36) .
7 زيد في"الأصل"هنا كلمة: (من) ، ولا يستقيم بها الكلام فأسقطتها.
8 في"الأصل"سقطت كلمة: (أن) .
عن ابن عباس- رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "سئل عن الكبائر فقال: الشرك بالله، واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله ".
وعن ابن مسعود- رضي الله عنه قال: " أكبر الكبائر الشرك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله "
{عن ابن عباس- رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " سئل عن الكبائر فقال:"الشرك بالله "1 أي: يعبد معه غيره من حجر، أو شجر، أو شمس، أو قمر، أو نبي، أو شيخ، أو جني، أو نجم، أو غير ذلك." واليأس من روح الله " أي: من رحمة الله والأمن من مكر الله 2 أي: عقوبته.
{وعن3 ابن مسعود- رضي الله عنه قال: " أكبر الكبائر الشرك4 بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله "
_________
1 البخاري: الزكاة (1410)، ومسلم: الزكاة (1014)، والترمذي: الزكاة (661)، والنسائي: الزكاة (2525)، وابن ماجه: الزكاة (1842) ، وأحمد (2/331)، ومالك: الجامع (1874)، والدارمي: الزكاة (1675) .
2"تفسير ابن كثير": (1 / 495-496) ."تفسير السيوطي": (2 / 503) ."معجم الطبراني":"مجمع الزوائد": (1 / 104)، وليس فيه:"الأمن من مكر الله"."مسند البزار":"كشف الأستار": (1 / 71)، وليس فيه:"الأمن من مكر الله". والحديث قال فيه الهيثمي: رجاله موثقون. وقال ابن كثير بعد إحالة الحديث على البزار: وفي إسناده نظر. والأشبه أن يكون موقوفا. وحسنه العراقي في"تخريج الإحياء": (4 / 19) .
3 هكذا في"الأصل"و"المؤلفات"، وفي النسخ الثلاث صرح باسم الصحابي (عبد الله) .
4 في"ر"و"المؤلفات": (الإشراك) بدل: (الشرك) .
رواه عبد الرزاق.
رواه عبد الرزاق1} وأخرجه ابن2 أبي حاتم.3
قال الله تعالى: {إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَاّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} 4
اعلم أنه لا يجوز أن يظن العاصي أنه لا مخلص له من العذاب فإن اعتقد ذلك فهو قانط من رحمة الله; لأن لا أحد من العصاة إلا ومتى تاب زال عقابه، وصار من أهل المغفرة والرحمة.
_________
1 هو: عبد الرزاق بن همام بن نافع أبو بكر الحميري مولاهم الصنعاني الحافظ الكبير، عالم اليمن صاحب التصانيف. قال الذهبي: نقموا عليه التشيع وما كان يغلو فيه، بل كان يحب عليًّا- رضي الله عنه ويبغض من قاتله، وقد قال سلمة بن شبيب: سمعت عبد الرزاق يقول: والله ما انشرح صدري قط أن أفضل عليًّا على أبي بكر وعمر، وُلد سنة 126 هـ، وتوفي سنة 211 هـ. انظر ترجمته في:"تذكرة الحفاظ": (1 / 364)،"شذرات الذهب":(2/27)،"تهذيب التهذيب":(6 / 310- 315)،"الأعلام":(3 / 353) .
2 كلمة: (ابن) في"الأصل"، وقد سقطت من بقية النسخ، والصواب إثباتها كما في"الأصل".
3"تفسير عبد الرزاق الصنعاني": (1 / 155)، و"مصنف عبد الرزاق":(10 / 459- 460، ح 19701) . ولم أجد أن ابن أبي حاتم قد أخرج هذه الرو، الآية عن ابن مسعود، وذلك فيما بحثت فيه من المراجع."معجم الطبراني الكبير"عن"مجمع الزوائد":(1 / 104)،"تفسير ابن كثير":(1 / 496) . والحديث قال فيه ابن كثير: هو صحيح إليه بلا شك. وقال الهيثمي: إسناده صحيح. انظر بقية تخريجه في الملحق.
4 سورة يوسف، الآية:87.