الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فلما استقضي على مكة، والتقى مع المدنيين، أثنوا عليه وعرَّفوه حاله، وقالوا: كان من خيارنا، ومن زهادنا، صاحب غزو وجهاد، فحدّث عنه بمكة.
151 -
[ص 49]
الضحَّاك بن حُمْرة الواسطي
(1)
:
قال ابن معين: ليس بشيء. وقال النسائي والدولابي: ليس بثقة.
وفي «الميزان» : وقال البخاري: منكر الحديث، مجهول. وقال إسحاق بن راهويه: ثقة.
وفي «الميزان» عن «الضعفاء» للبخاري: أن إسحاق بن راهويه روى عن بقيّة حدثني الضحَّاك بن حُمْرة واسطيّ، عن أبي نصيرة الواسطي عن أبي رجاء العُطاردي عن عِمران بن حُصين وأبي بكر الصديق رفعاه:«من اغتسل يوم الجمعة كُفّرت عنه ذنوبه وخطاياه، وإذا أخذ في المشي إلى الجمعة كان له بكل خطوة عمل عشرين سنة، فإذا فرغ من الجمعة أجيز بعمل مائتي سنة» .
أقول: العجب من إسحاق مع إمامته، كيف يحدث بمثل هذا؟! ثم يوثّق الضحَّاك!. فإن كانت العلة فيه من غيره، فكان عليه أن يبين ذلك، وأبو نصيرة الواسطي وثّقه أحمد، وقال ابن معين: صالح.
فأما ابن معين؛ فإن كان بلغه هذا الحديث، فالظاهر أنه جعل الذنب فيه للضحاك. وأما أحمد؛ فكأنه لم يبلغه، فإنهم لم ينقلوا عنه كلامًا في الضحَّاك.
(1)
ت الكمال: 3/ 473، التهذيب: 4/ 443 - 444، الميزان: 3/ 36. وحُمْرَة: بضم الحاء المهملة، وبالراء المهملة.
نعم .. يمكن أن يجعل الذنب فيه لبقية، فإنه يدلس التسوية، فيمكن أن يكون أسقط رجلًا فأكثر بين الضحَّاك وأبي نصيرة، أو بين أبي نصيرة وأبي رجاء، ويكون الذنب المباشر [ص 50] لمن أسقطه بقية.
وعلى كل حال، فقد دلّ هذا على أن إسحاق رحمه الله ربما توسَّع
(1)
.
وفي «جامع الترمذي»
(2)
: حدثنا محمد بن وزير الواسطي ثنا أبو سفيان الحِمْيري هو سعيد بن يحيى الواسطي عن الضحَّاك بن حُمْرة عن عَمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده قال: [قال] رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سبّح الله مائة بالغداة ومائة بالعشي، كان كمن حج مائة مرة، ومن حَمِد الله مائة بالغداة ومائة بالعشي، كان كمن حمل على مائة فرس في سبيل الله، أو قال: غزا مائة غزوة، ومن هلل الله مائة بالغداة ومائة بالعشي، كان كمن أعتق مائة رقبة من ولد إسماعيل، ومن كبر الله مائة بالغداة ومائة بالعشي لم يأت في ذلك اليوم أحدٌ بأكثر مما أتى، إلا من قال مثل ما قال، أو زاد على ما قال» .
قال الترمذي: حسن غريب.
وأنكر الذهبي في «الميزان»
(3)
على الترمذي تحسينه، قال:«لم يصنع شيئًا» .
أقول: سعيد بن يحيى الحميري الواسطي أبو سفيان
(4)
: وثّقه أبو داود.
(1)
يعني في التوثيق.
(2)
رقم (3471).
(3)
(3/ 37) وتحرفت فيه «يصنع» إلى «يضع» !
(4)
ترجمته في «التهذيب» : (4/ 99).