الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أرى هذا الشيخ، فالآن لا أحبُّ أن أراه.
267 -
محمد بن كثير القرشي الكوفي، أبو إسحاق
(1)
:
روى عنه ابن المديني وابن معين وغيرهما. قال أحمد: خَرَقنا حديثه. وقال ابن المديني: كتبنا عنه عجائب، وخططت على حديثه. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال الدوري عن ابن معين: شيعي ولم يكن به بأس. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وكان يحيى بن معين يُحْسن القول فيه.
وقال إبراهيم بن الجُنيد
(2)
: قلت لابن معين: محمد بن كثير الكوفي؟ قال: ما كان به بأس. قلت: إنه روى أحاديث منكرات. قال: ما هي؟ [ص 124] قلت: عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي عن النعمان بن بشير يرفعه: «نضَّر الله امرأً سمع مقالتي
…
».
وبهذا الإسناد يرفعه: «اقرأ القرآن ما نهاك، فإذا لم يَنْهَك
(3)
فلست تقرؤه».
قال: ومن يروي هذا عنه؟ فقلت
(4)
: رجل من أصحابنا. فقال: عسى هذا سمعه من [السِّنْدي بن شاهِك]
(5)
! فإن كان هذا الشيخ روى هذا فهو
(1)
التهذيب: 9/ 418، الميزان: 5/ 142.
(2)
«السؤالات» (887).
(3)
الأصل تبعًا للتهذيب: «هناك
…
يهنك». وهو تحريف، والتصحيح من مصادر الحديث كما سيأتي.
(4)
الأصل: «فقال» والتصحيح من المصادر.
(5)
الأصل: «السدي» تبعًا للتهذيب، وفيه بعده بياض بمقدار كلمة! وهو تحريف صوابه: السنديّ بن شاهك. كما في «السؤالات» ، و «تاريخ بغداد»:(3/ 192). والسندي بن شاهك هذا هو: الأمير أبو نصر، مولى أبي جعفر المنصور. ولي إمرة دمشق للرشيد، ثم وليها بعد المئتين. قال الذهبي: وكان ذميم الخلق سنديًّا يجعل القول قول المدعي
…
وساق من نوادره. توفي سنة 204 ببغداد وهو جد الشاعر المشهور كُشاجم. انظر «تاريخ الإسلام» وفيات 204 ص/185، و «وفيات الأعيان»:(5/ 310)، و «الأعلام»:(7/ 168).
وفي «الطيوريات» : (1/ 19) عن الجاحظ قال: «كان السِّنديّ بن شاهِك لا يستحلف الحائك ولا المُكاري ولا الملاح، ويجعل القول قول المدّعي ويقول: هؤلاء قوم قد بان لي ظلمهم. وكان كثيرًا يقول: اللهم إني أستخيرك في الحمال ومعلم الكتاب» !! وانظر «عيون الأخبار» : (1/ 70).
أقول: وقصد ابن معين بقوله هذا التهكم، وأن هذا الخبر غريب كأنما هو من أخبار السندي بن شاهك المستغربة العجيبة. والله أعلم.
كذّاب، وإلا فإني قد رأيت حديث الشيخ مستقيمًا.
أقول: الحديث الأول: ذكر في «الميزان» أن عبد الله بن أيوب المُخَرّمي رواه عن محمد بن كثير بسنده
(1)
.
[وهو] مروي عن جماعة من الصحابة، وصححه الحاكم في «المستدرك» (1/ 88) من طريق عبد الله بن بكر السهمي ثنا حاتم بن أبي صغيرة عن سِماك بن حرب عن النعمان بن بشير قال:«خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: .... » .
(1)
أخرجه ابن عدي في «الكامل» : (6/ 253 - 254) والذهبي عنه ينقل. لكن بقية لفظه ليس فيه قوله: «اقرأ القرآن ما نهاك
…
». وقال ابن عدي عقبه: «وهو غريب من وجهين، أحدهما: من حديث ابن أبي خالد، والثاني: حيث قال: النعمان بن بشير عن أبيه» اهـ.
قال الحاكم: وقد روي عن الشعبي ومجاهد عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وعلى هذا، في رواية محمد بن كثير إنما هي لتفرده به عن إسماعيل عن الشعبي عن النعمان.
وأما الحديث الثاني؛ ففي «شرح الإحياء» (4/ 469) أنه أخرجه الطبراني وأبو نعيم ومن طريقهما أخرجه الديلمي في «مسند الفردوس» ، من حديث عبد الله بن عَمرو بن العاص. قال العراقي: بسند ضعيف.
ولفظه: «اقرأ القرآن ما نهاك، فإن لم ينهك فلست تقرؤه»
(1)
.
وفي «التهذيب» : وروى محمد بن منصور الطوسي عن محمد بن كثير هذا عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن زِر بن حُبيش عن عبد الله عن علي ــ كذا قال ــ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم يقل عليٌّ خير البشر فقد كفر»
(2)
.
قال في «الميزان» : «ومن مناكيره: عن عَمرو بن قيس عن عطية عن أبي سعيد مرفوعًا: «اتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله»
(3)
.
(1)
أخرجه الطبراني في «الكبير» ، كما في «المجمع»: 1/ 184، وفي «مسند الشاميين» رقم (1345)، والشهاب في «مسنده» رقم (392). وفي سنده شهر بن حوشب.
(2)
أخرجه من هذا الطريق الخطيب في «تاريخه» : (3/ 192) ومن طريقه ابن الجوزي في «الموضوعات» رقم (649). وأخرج الخطيب نحوه أيضًا في (7/ 421)، ومن طريقه ابن الجوزي في «الموضوعات» رقم (651) من حديث جابر بن عبد الله. قال الخطيب: هذا منكر. وقال الذهبي: باطل.
(3)
أخرجه الترمذي رقم (3127) وقال: حديث غريب، والطبراني في «الأوسط» (7839) وقال: لم يرو هذا الحديث عن عمرو بن قيس إلا محمد بن كثير
…
والعقيلي في «الضعفاء» : (4/ 129). وانظر كلام المصنف عليه في تعليقه على «الفوائد المجموعة» : (ص/243) للشوكاني.