الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
و: شاذ
(1)
بن فياض ثنا عمر بن إبراهيم عن قتادة عن أنس مرفوعًا: «الحجر الأسود من حِجار الجنة»
(2)
. وروي عن أنسٍ قوله
(3)
.
210 -
عُمر بن إسماعيل بن مُجَالد
(4)
:
قال أبو زُرعة: أتيناه فأخرج إلينا كراسة لأبيه، فيها أحاديث جياد، عن مجالد، وبيان، والناس، فكنا نكتب إلى العصر، فيقرأ علينا، فلما أردنا أن نقوم قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس رفعه: «أنا مدينة العِلْم وعليٌّ بابُها» ، فقلت له: ولا كلّ هذا بِمَرّة. قال: فأتيت يحيى بن معين [ص 94] فذكرت ذلك له، فقال: قل له: يا عدوَّ الله! متى كتبتَ أنت هذا عن أبي معاوية؟ إنما كتبت عن أبي معاوية ببغداد، ومتى حدَّث أبو معاوية هذا الحديث ببغداد؟
وقال عبد الله بن أحمد عن يحيى بن معين: ليس بشيء، كذَّاب خبيث،
(1)
الأكثر على ضبط الذال من «شاذ» بالتشديد. انظر «الإكمال» : (5/ 4)، و «توضيح المشتبه»:(5/ 262)، وحاشية «التقريب» (2730).
(2)
أخرج المرفوع الفاكهي في «أخبار مكة» (7)، والبيهقي:(5/ 75)، والطبراني في «الأوسط»:(4951)، وابن عدي في «الكامل»:(5/ 42)، والعقيلي في «الضعفاء»:(3/ 147). من هذا الطريق مرفوعًا. قال أبو حاتم في «العلل» (814): «أخطأ عمر بن إبراهيم» . وقال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا عمر بن إبراهيم، تفرّد به شاذ» . وأشار إليه الترمذي في «الجامع» : (3/ 226) وقال: «غريب» .
(3)
أخرجه أحمد في «المسند» رقم (13944) من طريق شعبة عن قتادة عن أنسٍ قوله، وهو الأصح كما تقدم.
(4)
ت الكمال: 5/ 332، التهذيب: 7/ 427، الميزان: 4/ 102.
رجل سوء، حدَّث عن أبي معاوية ــ فذكر الحديث ــ، وقال: وهو حديث ليس له أصل. قال عبد الله: وسألت أبي عنه فقال: لا أراه إلا صدق.
وقال عبد الله أيضًا عن ابن معين: كتبتُ عن إسماعيل بن مجالد، وليس به بأس، وكنت أرى أن ابنه هذا عمر شويطر، ليس بشيء، كذّاب، رجل سوء، حدَّث عن أبي معاوية بحديث ليس له أصل، فذكره.
ونحو هذا قال ابن الجُنيد عن يحيى. وقال يحيى بن أحمد بن زياد: سألتُ ابنَ معين عن هذا الحديث، فأنكره.
أقول: يظهر مما هنا، ومما في ترجمة عبد السلام بن صالح
(1)
، أن ابن معين أول ما سمع بهذا الحديث من عبد السلام. فإن ابن الجُنيد سأله عن عبد السلام فقال: قد سمع، وما أعرفه بالكذب. فذكر له هذا الحديث فقال: ما بلغني إلا عنه، وما سمعت به قط.
وكأنه عَقِب هذا ذكر له عبد الله بن أحمد، وابن الجُنيد: أن عمر بن إسماعيل يحدِّث بهذا الحديث، فقال ما قال.
وإنما بادر إلى تكذيبه وتوقّف عن تكذيب عبد السلام؛ [ص 95] لأن هيئة عبد السلام كانت عنده حسنة، ثم بعد هذا بلغه عن محمد بن جعفر الفيدي أنه حدَّث بهذا الحديث، وأخبره ابن نُمير أن أبا معاوية حدَّث به قديمًا، فأخذ ابن معين يوثِّق عبد السلام ويدافع عنه، وفي هذا الوقت أخبره أبو زُرعة عن عمر بن إسماعيل فقال ما قال.
فأما ابن عديّ؛ فحمل الحديث على عبد السلام، وزعم أنَّ كلَّ من
(1)
انظر «تهذيب التهذيب» : (6/ 319 - 322).