المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَبِه الْإِعَانَة

- ‌بَاب حرف الْألف

- ‌حِكَايَة الرُّؤْيَا المعبرة:

- ‌اعْتِكَاف:

- ‌بَاب حرف الْبَاء

- ‌بَاب حرف التَّاء

- ‌بَاب حرف الثَّاء

- ‌بَاب حرف الْجِيم

- ‌مَا جَاءَ فِي الْحَيَوَان على حرف الْجِيم

- ‌بَاب حرف الْحَاء

- ‌مَا جَاءَ فِي الْحَيَوَان على حرف الْحَاء

- ‌بَاب حرف الْخَاء

- ‌بَاب حرف الدَّال

- ‌بَاب حرف الذَّال

- ‌بَاب حرف الرَّاء

- ‌بَاب حرف الزَّاي

- ‌بَاب حرف السِّين

- ‌بَاب فِي سور الْقُرْآن الْعَظِيم لتاليها

- ‌بَاب حرف الشين

- ‌بَاب حرف الصَّاد

- ‌بَاب حرف الضَّاد

- ‌بَاب حرف الطَّاء

- ‌بَاب حرف الظَّاء

- ‌بَاب حرف الْعين

- ‌بَاب حرف الْغَيْن

- ‌بَاب حرف الْفَاء

- ‌بَاب حرف الْقَاف

- ‌بَاب حرف الْكَاف

- ‌بَاب حرف اللَّام

- ‌بَاب حرف الْمِيم

- ‌ذكر الْمَدَائِن

- ‌بَاب حرف النُّون

- ‌مَا جَاءَ فِي الْحَيَوَان على حرف النُّون

- ‌بَاب حرف الْوَاو

- ‌بَاب حرف الْهَاء

- ‌بَاب حرف الْيَاء

- ‌بَاب فِي الصناع على حرف الْألف

- ‌بَاب حرف الْفَاء

- ‌بَاب حرف الْكَاف

- ‌بَاب حرف اللَّام

- ‌بَاب حرف الْمِيم

- ‌بَاب حرف النُّون

- ‌بَاب حرف الْوَاو

- ‌بَاب حرف الْهَاء

الفصل: ‌باب حرف الشين

وَقيل تلاوتها تدل على اجْتِمَاع الْأَهْل

‌بَاب حرف الشين

وَأما حرف الشين

إِذا كَانَ فِي اول حرف صَاحب الرُّؤْيَا فَإِنَّهُ شرف أَو شَمل أَو شَهَادَة وَإِمَّا شغب وشقاوة أَو شتات

رُؤْيا شُعَيْب عليه السلام تدل على مُعَاملَة قوم يبخسون الْمِيزَان ويؤذون فِي المَال ويظفر بهم صَاحب الرُّؤْيَا ويرزق بَنَات وينال مِنْهُنَّ سُرُورًا وَمن رأى شُعَيْب مقشعرا ذهب بَصَره

رُؤْيا شِيث عليه السلام تدل على نعْمَة وَأَوْلَاد وسرور لمن رَآهُ

الشَّمْس فِي الْمَنَام: قَالَ الْمُسلمُونَ هِيَ الْملك الْأَعْظَم وتعبر الشَّمْس بِالْأَبِ وَالذَّهَب والمراة الجميلة

فَمن رأى كَأَنَّهُ صَار شمسا فَإِنَّهُ ينَال ملكا على قدر نور الشَّمْس إِذا كَانَ أَهلا للْملك

مِثَال ذَلِك: أَن يكون للْملك ابْنَانِ فترى أَحدهمَا أَنه صَار شمسا فَهُوَ يكون الْملك بعد أَبِيه

ص: 155

وَمن رأى الشَّمْس وَتعلق بهَا فَإِنَّهُ ينَال خيرا من وزيره وَإِن رأى شمسا معلقَة بسلسلة ولي ولَايَة وَعدل فِيهَا

وَإِن قصد الشَّمْس وَقعد فِيهَا فَإِنَّهُ ينَال نعْمَة ومالا وَقُوَّة من الْملك

فَإِن أَضَاء شعاعها من الْمشرق إِلَى الْمغرب فَإِنَّهُ يملك مَا بَينهمَا إِن كَانَ أَهلا ويرزق علما وَيذكر بِهِ فِي الْخَافِقين

وَمن راى الشَّمْس طلعت عَلَيْهِ مضيئة فَإِن كَانَ واليا نَالَ قُوَّة فِي ولَايَته وَإِن كَانَ من الرّعية نَالَ رزقا حَلَالا

وَإِن كَانَت امْرَأَة رَأَتْ من زَوجهَا مَا تقر بِهِ عينهَا وَمن رأى بازغة فَإِنَّهُ يعبر بقول الْملك لقَوْله تَعَالَى (فَلَمَّا رأى الشَّمْس بازغة قَالَ هَذَا رَبِّي) وَمن رأى الشَّمْس طلعت فِي بَيته وَلَيْسَ لَهَا نور فَهِيَ زَوْجَة توسع عَلَيْهَا دنياها

وَإِن رَآهَا تَاجِرًا ربح فِي التِّجَارَة وَمن رأى الشَّمْس كَلمته نَالَ رفْعَة

ص: 156

من قبل الْخَلِيفَة أَو السُّلْطَان وَكَذَلِكَ الْقَمَر فَإِن كَلمه وَمضى مَعَهُمَا فَإِنَّهُ يَمُوت لقَوْله تَعَالَى (وَجمع الششمس وَالْقَمَر يَقُول الْإِنْسَان يَوْمئِذٍ أَيْن المفر) وحد الشَّمْس إِذا جَاوز الْحَد واصاب إنْسَانا ناله خوف من سُلْطَان وَمن رأى الشَّمْس طلعت على قَدَمَيْهِ نَالَ دنيا شَامِلَة وَرِزْقًا من زراعة واستعت لَهُ دُنْيَاهُ وَمن رأى الشَّمْس طلعت على جسده تَحت ثِيَابه وَالنَّاس لَا يعلمُونَ بِهِ أَصَابَهُ مرض وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَن الشَّمْس دخلت فِي جيبها وَخرجت من تَحت ذيلها فَإِنَّهَا تتَزَوَّج بِرَجُل من الْمُلُوك وتبيت عِنْده لَيْلَة وَاحِدَة

وَإِن طلعت من فرجهَا فَارقهَا وَإِن رأى إنْسَانا كَانَ بَطْنه شقّ وطلعت الشَّمْس فِيهِ فَإِنَّهُ يَمُوت لقَوْله تَعَالَى (ثمَّ جعلنَا الشَّمْس عَلَيْهِ دَلِيلا ثمَّ قبضناه إِلَيْنَا قبضا يَسِيرا) وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة ان ابْن سِيرِين أَتَاهُ رجل فَقَالَ: رَأَيْت كَأَنِّي قد مددت يَدي إِلَى الشَّمْس فأخذتها فِيهَا أَرْبَعَة أرغفة فَقَالَ ابْن سِيرِين: أوص فقد بَقِي من أَجلك اربعة أَيَّام فَقيل لَهُ من أَيْن اخذت ذَلِك فَقَالَ: من قَوْله تَعَالَى (وَفِي السَّمَاء رزقكم وَمَا توعدون) وَقد تنَاول رزقه من السَّمَاء وَعدد الأرغفة هُوَ عدد الْأَيَّام الَّذِي بقيت من أَجله وَكَونهَا من قرص الشَّمْس هِيَ دَلِيل مَوته لقَوْله تَعَالَى (ثمَّ جعلنَا الشَّمْس عَلَيْهِ دَلِيلا ثمَّ قبضناه الينا قبضا يَسِيرا)

وَمن رأى الشَّمْس فِي صُورَة كهل فَإِن الْخَلِيفَة يقوى جده ويعدل فِي الْمُسلمين وَإِن رأى الشَّمْس فِي صُورَة شَاب فَإِن الْملك يظلم رَعيته وَمن رأى كَأَن نَارا طلعت من الشَّمْس وأحرقت مَا يَليهَا من الْكَوَاكِب فَإِن الْملك يطرد حَاشِيَته وَحُمرَة الشَّمْس فَسَاد فِي الْملك

وصفرتها مرض

ص: 157

مرض وَسَوَاد الشَّمْس قهر الْملك وذلة وَمن رأى الشَّمْس قد غَابَتْ فَإِن الْأَمر الَّذِي هُوَ طَالبه قد انْتهى خيرا كَانَ أَو شرا

وَمن رأى الشَّمْس تجْرِي فِي غير مجاريها فَإِن الْملك يخرج عَلَيْهِ خوارج من أَمَاكِن مُخْتَلفَة وَمن رأى الشَّمْس بِلَا شُعَاع فَإِن الْملك ينقص هيبته بِقدر مَا نقص من الشعاع وَمن رأى شُعَاع الشَّمْس لَا يَقع عَلَيْهِ دون غَيره فَإِنَّهُ يعْزل إِن كَانَ واليا وَإِن كَانَ صانعا وقفت عَلَيْهِ صَنعته وَإِن كَانَت امْرَأَة فَإِن زَوجهَا لَا ينْفق عَلَيْهَا وَرُبمَا طَلقهَا وَإِن رأى الشَّمْس انشقت وَخرج نصفهَا وَله شُعَاع فَإِن الْملك يخرج عَلَيْهِ خارجي وينال نصف ملكه

ص: 158

وَإِن مضى النّصْف الأول من الشَّمْس إِلَى النّصْف الَّذِي خرج فَإِن الْخَارِجِي ينَال ملك الْملك

فَإِن عَادَتْ الشَّمْس إِلَى مَكَانهَا عَاد إِلَى صَاحبه

وَإِن عَاد نصفهَا الَّذِي خرج عَاد نصف الْملك إِذا كَانَ نورها بَاقٍ وَإِن دخلت الشَّمْس فِي الشتَاء على منزل نَالَ أَهله حرا وعناء

وَقَالَت النَّصَارَى: من رأى الشَّمْس طلعت فِي يَده وَهُوَ مُسَافر سلمت نَفسه فِي سَفَره وَعَاد إِلَى بَلَده وطلع الشَّمْس من مشرقها وغروبها فِي بَاب مغْرِبهَا يدل على عدل الْملك

وَمن رأى الشَّمْس طلعت من مغْرِبهَا ظهر لَهُ شَيْء غَابَ عَنهُ

وَقيل طُلُوع الشَّمْس من مغْرِبهَا يدل على فضيحة لمن رَآهَا

وَإِن كَانَ قد أودع شَيْئا من السِّرّ ظهر فَلَا يكتم وطلوع الشَّمْس من مغْرِبهَا لمن اراد السّفر دَلِيل خير وسلامة

وَالْمَرِيض إِذا رأى الشَّمْس طلعت من مغْرِبهَا فَإِنَّهُ يعود إِلَى الصِّحَّة ولغير هَؤُلَاءِ لَا يحمد طُلُوع الشَّمْس من الْمغرب فَإِنَّهَا تدل على الْمُخَالفَة وَالْعَمَل بِرَأْي يُخَالف

ص: 159

الْعَادة

وَمن راى كَأَنَّهُ بلغ الشَّمْس فَإِنَّهُ يعِيش مهموما مَحْزُونا وَإِذا رأى ملك كَأَنَّهُ بلغ الشَّمْس فَإِنَّهُ يَمُوت وَتغَير الشَّمْس فتْنَة

وَقيل إِن الشَّمْس إِذا كَانَت متغيرة من أَي جِهَة كَانَت فَهِيَ دَلِيل سير كمد الْعين

أَو موت ولد أَو بطالة وَمن أصَاب من نور الشَّمْس نَالَ مَالا عَظِيما وَقَالَ ارطاميدورس: طُلُوع الشَّمْس يدل على أَوْلَاد ذُكُور فِي تِلْكَ السّنة وتدل على ظُهُور الْأَشْيَاء الْخفية لِأَن الشَّمْس تظهر كل عيب خَفِي وَالشَّمْس إِن طلعت على الأَرْض فَهِيَ دَلِيل قحط واحتراق ونزول الشَّمْس إِلَى الْفراش تهدد من السُّلْطَان وَقيل إِنَّهَا تدل على مرض حَار وضوء الشَّمْس فِي الْمنزل خير من الشَّمْس إِذا دخلت إِلَى الْمنزل بِنَفسِهَا

وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة أَن شخصا رأى فِي مامه كَأَن الشَّمْس تنثر عَلَيْهِ من ضوئها فصحب الْخَلِيفَة وأفرغ عَلَيْهِ من عطائه

وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة أَن شخصا قَالَ لِابْنِ سِيرِين رَأَيْت كَأَنِّي أخذت عشر شموس وجعلتها فِي خرقَة فَقَالَ: تنَال عشرَة آلَاف دِينَار وكسوف الشَّمْس يدل على موت امْرَأَة الْملك أَو والدته

وَإِذا حجبت الشَّمْس بالسحاب فَهُوَ مرض فِي الْملك أَو الرّعية

وَإِذا انجلى دلّ على الصِّحَّة وَرُبمَا كَانَت الشَّمْس عَالما يَهْتَدِي بِهِ وَقَالَت النَّصَارَى: احتجاب الشَّمْس بالغمام يدل على عزل الْملك لظلم حدث فِي رَعيته وَمن رأى أَنه لَا يمشي إلافي الشَّمْس فَإِنَّهُ يُسَافر وغروب الشَّمْس يدل على الستْرَة وإخفاء مَا يُرِيد من رأى ذَلِك من خير أَو شَرّ

الشّرك مكر وخديعة فَمن رأى كَأَنَّهُ وَقع فِي شرك وَقع فِي مكر وَمن نصب شركا وصاد شَيْئا من الْوَحْش أَو الطير فَإِنَّهُ ينَال رزقا بحيلة ومكر وَإِن

ص: 160

صَاد مِمَّا يدل على النِّسَاء فَإِنَّهُ ينَال زَوْجَة بمكر وحيلة وَكَذَلِكَ الشبص الَّذِي يصطاد بِهِ السّمك فَإِنَّهُ مكر

الشبكة فِي الرُّؤْيَا مكر وخديعة وَقَالَ ارطاميدورس: الشبكة لصَاحب الْفَزع دَلِيل ظُهُوره وتدل العبيد على طول رقهم

وَأما من كَانَ معاشه وَمن هُوَ بطيء الْحَرَكَة فَإِن الشبكة دَلِيل حزنه ضيق نَفسه لِأَن الشبكة تبْعَث وتحتوي على الشَّيْء وضيق

الشبكة للْمُسَافِر تدل على رُجُوعه من سَفَره وخاصة لمن كَانَ فِي الْبَحْر لِأَنَّهَا تلقى فِي المَاء وتجذب وَهِي دَلِيل خير لمن نفد شَيْئا وَهُوَ يَطْلُبهُ وَذَلِكَ لسرعة حركتها وتشبكها تدل على تفقد الْأُمُور لِأَنَّهَا جعلت لمضار الْحَيَوَان

وَأما من أَرَادَ الْغَرْس والمشاركة فَهِيَ دَلِيل خير وَيُوَافِقهُ

الشرر فِي الْمَنَام: كَلَام قَبِيح فَمن رأى شررا تناثر عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يسمع كلَاما قبيحا من رجل ذِي سُلْطَان فَإِن التهب فَإِن الْكَلَام يَنْمُو ويزداد

فَإِن رأى للشرر دخانا كَانَ الْأَمر أعظم وَالدُّخَان هول أَيْنَمَا حل لقَوْله تَعَالَى (يَوْم تَأتي السَّمَاء بِدُخَان مُبين يغشى النَّاس هَذَا عَذَاب أَلِيم)

الشمعة فِي الرُّؤْيَا ولد سخي منفق خطير أَو سُلْطَان وقرص الشمعة مَال حَلَال وبركة وَلَا يحصل إِلَّا بالتعب لِأَنَّهُ لَا يخلص من الْعَسَل إِلَّا بالنَّار والشمعة للْعَرَب امراة أَو جَارِيَة وَقيل الشمعة ولَايَة أَو رجل صَالح

الشلحم فِي الرُّؤْيَا: أمْرَأَة قروية صَاحِبَة فضول جلد

وَقيل الحم هم لمن رَآهُ وَإِذا كَانَ نابتا فَهُوَ أَوْلَاد مهمومون

الشبث فِي التَّأْوِيل هُوَ أَمر لَا يَقع الا مُسْتَقْبلا لِأَن الرُّؤْيَا تَارَة تقع مَاضِيَة وَتارَة تقع مُسْتَقْبلَة فَلذَلِك خص نصر بن يَعْقُوب هَذَا الشبث فِي كِتَابه

ص: 161

الْمَعْرُوف بالمقادري أَنه لَا يكون إلافي امْر مُسْتَقْبل والشبث يدل على الزام القرناء وَكَذَلِكَ الابق وَذَلِكَ من اسْمه فتشبث بِهِ يدل على لفظ حسن لطيب رِيحه

والشوك

قَالَ الْمُسلمُونَ: هُوَ رجل عسر خشن وَقيل الشوك دين وَمن رأى شَيْئا من الشوك قد ألمه فَإِنَّهُ يَقع فِي فتْنَة وَأمر يكرههُ وَمن رأى كَأَنَّهُ يجر على الشوك فَإِنَّهُ يماطل بديون يُطَالب بهَا

وبلع الشوك أَو المسامير يدل على مجرع الغيظ والشوك فِي الرُّؤْيَا رجال جهال يزنون وَلَا دين لَهُم وَلَا دنيا وَقَالَ ارطاميدورس: يدل على أوجاع وَذَلِكَ بِسَبَب حِدته

وَيدل على تعقد الْأَشْيَاء لتشبكه وَهُوَ هم لصلابته وَيدل على عشق وظلم من نَاس سوء لِأَنَّهُ يخرج الدَّم من الْبدن

الشَّيْخ فِي الرُّؤْيَا مَال من شُبْهَة وصديق دعى فَإِن رَأَتْهُ امْرَأَة حُبْلَى وضعت ولدا ذكرا

الشّبَه مَال لمن حواه من قبل النَّصَارَى وَمن أذابه فَإِنَّهُ يُخَاصم فِي مَتَاع الدُّنْيَا

وَقَالَت النَّصَارَى من رأى صقرا أَو شبها فَإِنَّهُ يسمع كَلَام سوء ويرمى بِبُهْتَان وَذَلِكَ لصوت النّحاس وجلبته

الشحرور فِي التَّعْبِير رجل من كتاب السُّلْطَان نجوى أديب

الشقراق فِي الْمَنَام امْرَأَة حسناء ذَات جمال

الشاهين فِي التَّعْبِير سُلْطَان ظَالِم على قدره وخطره وَهُوَ دون الْبَازِي وَمن رأى أَنه صَاد شاهينا فَإِنَّهُ ينَال ولَايَة ويعزل عَنْهَا سَرِيعا

الشَّحْم مَال خَالص لَا يغادره شَيْء وَهُوَ بِلَا تَعب لمن حواه فِي الْمَنَام

الشوى: بِشَارَة فِي معيشة

وَإِن كَانَ غير نضيج فَإِنَّهُ هم من قبل ولد

والخروف المشوي السمين مَال كثير وَإِن هزليا فَهُوَ مَال قَلِيل ورزق فِيهِ تَعب لمس

ص: 162

النَّار لَهُ وَمن أكل شوى خروف فَإِنَّهُ يَأْكُل من كسب وَلَده

شوى الْبَقر أَمن للخائف وَمن كَانَ لَهُ حَامِل بشر بِولد ذكر لقَوْله تَعَالَى فِي قصَّة إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عليه السلام (فَمَا لبث أَن جَاءَ بعجل حنيذ

إِلَى قَول. . وبشروه بِغُلَام حَلِيم) والعجل الحنيذ المشوي قيل هُوَ رزق وخصب لمن أكله مطبوخا أَو مشويا

وَقَالَت النَّصَارَى: من أكل لحم الْبَقر يقدم إِلَى حَاكم.

شوى الجدي: يدل على ولد ذكر لمن أكله وَالْقَوْل فِيهِ كالقول فِي الخروف فَإِن أكل مِنْهُ ذِرَاع نجا من ملكه

شوى الْجنب فِي الرُّؤْيَا هم وحزن إِذا كَانَ الْجنب الْيَسَار لقصة آدم وحوى عليهما السلام لِأَنَّهَا خلقت من جنبه الْيَسَار

ووالنصف مِمَّا يَلِي الراس إِلَى الْبدن يُفَسر بِالْمَرْأَةِ وَالْبَنَات

وَالنّصف مِمَّا يَلِي السُّرَّة إِلَى الرجلَيْن يُفَسر بالبنين

شوى الذِّرَاع فِي الْمَنَام

إِذا كَانَ ناضجا فَهُوَ رزق من امْرَأَة يمكر بهَا

وَإِن كَانَ غير نضيج فَهُوَ يعِيبهُ

شوى الْفِرَاخ مَال ورزق بتعب لمسه النَّار

وَمن أكل لحم فرخ نيئا فَإِنَّهُ يغتاب أهل بَيت رَسُول الله وأشراف النَّاس فَإِن أكل لحم أفراخ سِبَاع الطير كالصقر والشاهين وَالْعِقَاب فَإِنَّهُ يغتاب أَوْلَاد الْمُلُوك أَو ينكحهم وَمن اشْترى قِطْعَة من شوي فَإِنَّهُ يسْتَأْجر أَجِيرا

والشهد فِي الْمَنَام مِيرَاث من حَلَال ا ، مَال من شركَة وَقَالَ ابْن سِيرِين هُوَ رزق حَلَال لِأَن النَّار لم تمسه وَمن رأى بَين يَدَيْهِ شَهدا مَوْضُوعا فَإِن عِنْده علما عَزِيزًا وَالنَّاس يُرِيدُونَ سَمَاعه مِنْهُ والشهد إِذا كَانَ وَحده فَهُوَ مَال من غنيمَة وَإِن كَانَ فِي وعَاء فَهُوَ رجل صَاحب علم وَمَال

ص: 163

حَلَال وَمن رأى أَنه يطعم النَّاس الْعَسَل فَإِنَّهُ يسمعهم الْقُرْآن بلحن وَهُوَ للناسك الزاهدين، وبر لَغَنِيّ مَال وَربح وَمن رأى أَنه ياكل الشهد وفوقه الْعَسَل فَإِنَّهُ ينْكح أمه

الهندسة وتفصيل الْحَدِيد وَالسّفر يدل على صَحِيح

شبر والشبر يدل على البيكار وَكَذَلِكَ البيكار يدل على الشبر وَرُبمَا دلّ الشبر على ذكر انسان فَمن بَادر بِرِبْح قدره شبر فَإِنَّهُ يطَأ بكرا

الشطرنج فِي الْمَنَام كَلَام بَاطِل وَيدل على الْحَرْب الضَّعِيف وَيكون الْغَالِب للْغَالِب فَإِن أَخذ بيدقا أَخذ راحلا وَإِن اخذ فَارِسًا وَإِن اخذ ملكا اعجميا وَمن رأى أَنه يلْعَب بالشطرنج فَإِنَّهُ يسْعَى فِي أَمر لَا يدْرِي أَله يكون أم عَلَيْهِ إِلَّا أَن يغلب فِي لعبة أَو يغلب فَإِنَّهُ يرى فِي الْيَقَظَة مَا يرى مَعَ خَصمه من الْغَالِبَة

والرخ من الشطرنج يدل عل وضع

لذات الْحمل كالشبهة بالفرج الشمل بالحبيب على زواج فَمن رأى كَأَنَّهُ جَالس مَعَ غُلَامه يُحِبهُ فَإِنَّهُ يتَزَوَّج وَكَذَلِكَ المراة وَإِذا رَأَتْ كَأَنَّهَا جالسة مَعَ حبيب لَهَا فَإِنَّهَا تتَزَوَّج بِرَجُل بَينهَا وَبَينه الفة ومحبة وَمن رأى كَأَن شَمله جمع وَتمكن من الدُّنْيَا فَإِن أمره ينقص وحاله يتَغَيَّر لقَوْل الشَّاعِر:

(إِذا تمّ أَمر بدا نَقصه

توقع زوالا إِذا قيل تمّ)

وَمن رأى محبوبه زَارَهُ فَإِنَّهُ ينَال فَرحا وسرورا

الشيب فِي الْمَنَام: وقار للأحداث لقصة إِبْرَاهِيم عليه السلام لما رأى الشيب وَلم يره اُحْدُ قبله فَقَالَ رب مَا هَذَا فَقَالَ: وقار يَا إِبْرَاهِيم فَقَالَ رب زِدْنِي وقارا وَقيل إِنَّه يدل على طول الْعُمر لِأَن كل من طَال عمره رأى الشيب وَقيل الشيب فِي

ص: 164

الْمَنَام يدل على الضعْف لقَوْله تَعَالَى (ثمَّ جعل من بعد قُوَّة ضعفا وَشَيْبَة) والشيب يدل على الْفقر إِذا كَانَ فِي اللِّحْيَة والراس جَمِيعًا والشيب للصبيان هم يَنَالهُ لقَوْله تَعَالَى (يَوْم يَجْعَل الْولدَان شيبا) أَرَادَ الله عز وجل الْإِنْذَار بهول ذَلِك الْيَوْم إِنَّه يشيب من لَيْسَ يشيب فِي الْعرف بَين النَّاس لفرط مَا يرَوْنَ من الْأَهْوَال وَمن رأى بلحيته شيبا وَلم يتكامل بياضها فَهُوَ أَجود للقوة والفرار وَمن شَاب رَأسه وَله امْرَأَة حَامِل أَتَاهُ ولد ذكر لقَوْله تَعَالَى (واشتعل الرَّأْس شيبا فَهَب لي من لَدُنْك وليا) وَمن نتف الشيب من لحيته أَو قطعه فَإِنَّهُ لَا يوقر الشُّيُوخ وَإِذا رَأَتْ الْمَرْأَة الشيب برأسها فَإِن زَوجهَا فَاسق وَإِن لم يكن فَاسِقًا فَإِنَّهُ يغيرها بِجَارِيَة أَو زَوْجَة

وَقيل شيب الرَّأْس قدوم غَائِب وَقيل شيب المراة كَلَام قَبِيح تسمعه من أقَارِب زَوجهَا وَرُبمَا دلّ على الطلاح لِأَن الرِّجَال تكره شيب النِّسَاء

وشيب شعر الْجَسَد للأغنياء يدل على خسران فِي المَال وللفقير دين يُمكنهُ قَضَاؤُهُ وَقيل الشيب قدوم ضيف وشيب الْمَرْأَة المجهولة يباس الزَّرْع

وشيب الْعَسْكَر كُله فرار وَضعف وشيب الْمَرِيض مَوته وكفنه سِيمَا إِن شَاب شعر جسده والشيب يدل على النُّجُوم

مِثَال ذَلِك إِن الْمَرْء يكون فِي لَيْلَة مظْلمَة لَا يعرف الْوَقْت فَيرى كَأَن امْرَأَة شَائِبَة فيزول الظلام وتبرز النُّجُوم والشيب للخائف أَمَان من حَاكم أَو بلد الشَّيْخ الْمَجْهُول هُوَ الْجد والسعد والكهل أقوى فِي الْجد فَمن رأى أَنه يتبع شَيخا فَإِنَّهُ يتبع خيرا وَالشَّيْخ الأشمط كتاب يرد أَلا ترَاهُ سُودًا فِي بَيَاض

ص: 165

وَسَوَاد هُوَ كتاب

وَمن رأى كَأَنَّهُ صَار شَيخا نَالَ أدبا وعلما

وَمن اجْتمع فِي الْمَنَام اجْتمع بأصدقائه لِأَن الشَّيْخ يعبر بِالصديقِ فِي بعض الرُّؤْيَا

وَمن رأى شَيخا يبغضه فَإِن لَهُ صديقا يظْهر الصداقة وَيكون فِي بَاطِنه عَدَاوَة فليحذره

فَإِن رأى شَيخا يُحِبهُ فَإِن صديقه يكون مُوَافقا لَهُ فِي جَمِيع أُمُوره

وَإِذا رأى شَيخا كَأَنَّهُ صَار صَبيا فَإِنَّهُ يجهل فِي أَمر يَفْعَله لِأَن الصّبيان مَظَنَّة الْجَهْل وَلَو رأى كَأَنَّهُ عَاد صَبيا فَهُوَ دَلِيل قُوَّة وَمَال

وَالشَّيْخ إِذا عَاد شَابًّا فَإِنَّهُ يكْسب مَالا ويظفر بعدو لِأَن الشَّاب أقوى فِي السَّعْي من الْمَشَايِخ وَرُبمَا دخل فِي الْجَهْل وَالشَّيْخ الْيَهُودِيّ عَدو يُرِيد هلك عدوه وَالشَّيْخ النَّصْرَانِي عَدو لَا تضر عداوته

وَالشَّيْخ الْكَافِر عَدو قديم الْعَدَاوَة

الشَّاب الْمَجْهُول عَدو لمن رَآهُ فِي الْمَنَام وَهُوَ مَذْكُور فِي حرف الْألف فِي الْإِنْسَان

الشّفة فِي الْمَنَام: تعبر بِالصديقِ وبالمرأة وَالنعْمَة

فَمن شفته مَقْطُوعَة فَإِنَّهُ غمار

إِن كَانَت الشّفة السُّفْلى انْقَطع عَنهُ من يُعينهُ فِي أمره

وَإِن زَالَت شفته الْعليا زَالَت نعْمَته

وَإِن زَالَت شفته السُّفْلى فَإِن الْمَرْأَة تَمُوت أَو يطلقهَا زَوجهَا من رأى ذَلِك

وَإِن رَآهَا مشقوقة صَار الْوَاحِد الْمَنْسُوب إِلَى الشّفة اثْنَيْنِ كالشفة السُّفْلى إِذا انشقت فَإِنَّهُ اتعبر بامرأتين

وَإِن كَانَت الْعليا فانسبها إِلَى صديقين فَإِذا انشقت فَإِن صديقيه لَا يوافقانه فِي أُمُوره

وَإِن انْقَطَعت فَارق صديقه وقاطعه (الشرى فِي الْمَنَام) بفرح وطرب لمن رأه بجسده وَلَا يتَأَخَّر بل يَقع عَاجلا وَقيل الشّفة فِي الرُّؤْيَا قُوَّة الرجل وزينته وَرُبمَا دلّت الشّفة العسة

ص: 166

المليحة على الشَّقِيق وتدل الشفاه على الْفَرح وَقد يكون بَاب للقباة وغطاء للبئر وَقد تكون ستر الْعَوْرَة لِأَن الْقيم كالعورة

الشلل فِي التَّعْبِير ذَنْب عَظِيم فَمن رأى يَمِينه شلت يظلم بَرِيئًا أَو يضْرب ضَعِيفا

فَإِن رأى يَده الْيَسَار شلت مَاتَ أَخُوهُ أَو أُخْته

وَإِن شلت ابهامه فَإِنَّهُ يصاب فِي وَالِده

وَإِن شلت البنصر أُصِيب بِأُمِّهِ أَو أَهله

الشَّرَاب فِي الْمَنَام صَلَاح فِي الدّين فَمن رأى أَنه يشرب شرابًا ليصلح بِهِ يَدَيْهِ فَإِنَّهُ يصلح أُمُور دينه وَقَالَ ارطاميدورس: الشَّرَاب للأغنياء دَلِيل خير ونعمة وَصَلَاح وَأما الْفُقَرَاء فَلَا يحمد لَهُم الشَّرَاب فِي الْمَنَام وَيدل على مرض لأَنهم لَا يشربون الشَّرَاب إِلَّا فِي أمراضهم وَعند الْحَاجة فِي الأوجاع

الشّعْر فِي الْمَنَام كَلَام بَاطِل لقَوْله تَعَالَى (وَالشعرَاء يتبعهُم الْغَاوُونَ ألم تَرَ أَنهم فِي كل وَاد يهيمون وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَالا يَفْعَلُونَ) وَمن سمع شعرًا فِيهِ حِكْمَة فلياخذ بهَا لقَوْل النَّبِي " إِن من الشّعْر حِكْمَة وَإِذا انشد الْجَنِين فِي بطن أمه شعرًا فَذَلِك بِشَارَة بِأَنَّهُ غُلَام لِأَن الشّعْر من عَلامَة الذُّكُور

وَإِن نَشد الْمَرِيض شعر فِيهِ فِرَاق وَبكى لفراق منزل فَذَلِك دَلِيل مَوته

حِكَايَة: وَمن الرُّؤْيَا المعبرة مَا رُوِيَ عَن عَمْرو بن مقرن أَنه كَانَ لَهُ زَوْجَة يُقَال لَهَا الربَاب وَكَانَ كل وَاحِد مِنْهُمَا يحب صَاحبه فتحالفا وتعاهدا أَن لَا يتَزَوَّج أَحدهمَا بعد موت صَاحبه

وَتُوفِّي عَمْرو بن مقرن قبل زَوجته الربَاب فَلَمَّا قَضَت عدتهَا خطبت فَأَبت

وَقَالَت إِنِّي كنت عَاهَدت بعلي أَن لَا أَتزوّج بعده فَمَا زَالَت النِّسَاء يتحدثون مَعهَا ويمنينها حَتَّى أجابت لذَلِك فَلَمَّا كَانَ لَيْلَة دُخُولهَا غفت عينهَا فرأت فِي منامها عَمْرو بن مقرن وَهُوَ متمسك بِعضَادَتَيْ الْبَاب ينشد هذَيْن الْبَيْتَيْنِ

(حييتُمْ أهل هَذَا الرّبع كلكُمْ

إلاالرباب فَإِنِّي لَا أحييها

أمست عروسا وَأمسى منزلي خربا

إِن الْقُبُور تواري من ثوى فِيهَا)

فَلَمَّا سَمِعت ذَلِك استيقظت من منامها مرعوبة وَقَالَت: وَالله لَا جمع الدَّهْر بَين رَأس وَرَأس بعل بعده وَمن تَأْوِيل الشّعْر هَذِه الأبيات أنشدت

(نَاسا لَهُم دَارا وَقد سَارُوا

وَقد عَفا رسمها ريح وأمطاروا)

(فَقلت للدَّار أَيْن الْأَهْل مَا صَنَعُوا

قَالَت اليك فَسلم الدَّهْر انكاروا)

(وَالْقَوْم باتوا على أَمن فَمَا طلعت

شمس النَّهَار واللأقوام أثاروا)

(جَاءَ الْعَدو وجنح اللَّيْل معتكر

فَمَا شَعرت بهم إِلَّا وَقد ثَارُوا)

(عهدي وَقد ركبُوا فَوق الْجِيَاد وَقد

شكوا الأسنة فِي الاجاب أدعاروا)

(مَاذَا تَقول لمن فِي النّوم اُنْظُرْهُ

أَيْن لنا شَرحه وَالْعير أسراروا)

(أجابهم إِن هَذَا الدَّار مزرعة

ونبتها خضر كالآس نواروا

(والجند كَانَ جَرَادًا لم يخف أحدا

مِنْهُ الديار

... ثمَّ زحاف فطياروا)

(فاصبحت كرمهم من بعد خضرتها

ونبتها مَا بِهِ وَالله أزهاروا)

وَالنَّاس كالزرع قَالَ الله تَعَالَى (مثلهم فِي التَّوْرَاة وَمثلهمْ فِي الْإِنْجِيل كزرع)) وَذكر حِكَايَة عَن ابْن شهَاب أَن رجلا رأى فِي الْمَنَام كَانَ قَائِلا يَقُول لَهُ عَمه مَا يُقَال لَك ثمَّ أنْشد

(لعمر ابيك فَلَا تعجلن

لقد ذهب الْخَيْر إِلَّا قَلِيلا)

(وَقد سفه النَّاس فِي دينهم

وخلا بن عَفَّان شرا طَويلا) فَقتل عُثْمَان وَظهر بعده من الْفِتَن مَا ظهر فَمن سمع شعرًا فِي الْمَنَام وَحفظه فليأخذ من مَعْنَاهُ وَعَن ابْن الْخطاب رضي الله عنه أَنه قَالَ لسواد بن قَارب أَخْبرنِي عَن رَايَتك بِظُهُور

ص: 167

رَسُول الله فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ بَينا أَنا ذَات لَيْلَة بَين النَّائِم والمستيقظ إِذْ أَتَانِي آتٍ فضربني بِرجلِهِ وَقَالَ: قد بعث رَسُول من لؤى بن غَالب يَدْعُو إِلَى الله وَإِلَى عِبَادَته ثمَّ أنشأ

(عجبت للجن وبطلانها

وشدتها العيس بأقتابها)

(تهوى إِلَى مَكَّة تبغي الْهدى

مَا صَادِق الْجِنّ ككذابها)

(فارحل إِلَى الصفوة من هَاشم

لَيْسَ تقاها مثل مرقاها)

قَالَ فَدَعْنِي أَنَام فَإِنِّي أمسيت اللَّيْلَة ناعسا فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَة الثَّانِيَة أَتَانِي فركضني بِرجلِهِ وَقَالَ يَا سَواد بن قَارب أَنه قد بعث رَسُول من لوى بن غَالب يَدْعُو إِلَى الله وَإِلَى عِبَادَته ثمَّ أنشأ يَقُول:

(عجبت للجن وأخبارها

وشدتها العيس بأكوارها)

(تهوى إِلَى مَكَّة تبغي الْهدى

مَا مُؤمن الْجِنّ ككفارها)

(فارحل إِلَى الصفوة من هَاشم

بَين روابيها ، احجارها) فَقلت دَعْنِي أَنَام فَإِنِّي امسيت اللَّيْلَة ناعسا فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلَة الثَّالِثَة أَتَانِي فضربني بِرجلِهِ وَقَالَ يَا سَواد بن قَارب اسْمَع مَقَالَتي واعقل إِن كنت تعقل إِنَّه قد بعث رَسُولا من لؤى ابْن غَالب يَدْعُو إِلَى الله وَإِلَى عِبَادَته ثمَّ أنشأ

0 -

عجبت للجن وأرجاسها

وشدتها العيس باجلاسها)

(تهوى إِلَى مَكَّة تبغي الْهدى

مَا خير الْجِنّ كأنجاسها)

(فارحل إِلَى الصفوة من هَاشم

وَاسم بِعَيْنَيْك إِلَى رَأسهَا) قَالَ فاستقيقظت من مَنَامِي ثمَّ شددت على رَاحِلَتي فَأتيت مَدِينَة النَّبِي فِي أسلمت على يَدَيْهِ وَنعم الْعِوَض

ص: 168

عَن الكهانة والطغيان بالاسلام وَالْقُرْآن

وَالشعر فِي الرُّؤْيَا عجائب كَثِيرَة الشُّعُور كلهَا أَمْوَال لمن حواها

وضفر الشّعْر للنِّسَاء دَلِيل وَلمن هُوَ مُعْتَاد الضفر فَإِنَّهُ يدل على حفظ المَال وَجمعه ولغير هَؤُلَاءِ كالفقير والأعجمي فَإِنَّهُ يدل على تعقد الْأُمُور وَإِزَالَة شعر الْإِبِط والعانة ذهَاب الْهم وَالدّين

وَمن رأى شعرًا نبت فِي غير مَحَله اصابه هم

وَحلق الشّعْر وقصه فِي زمن الْحَج يدل على الْأَمْن لقَوْله تَعَالَى (مُحَلِّقِينَ رؤوسكم وَمُقَصِّرِينَ لَا تخافون) وقصه ونتفه إِذا لم يشين الْخلقَة فَهُوَ ذهَاب الْهم وَقيل نتف الشّعْر يدل على وَفَاء دين الرَّائِي على كره مِنْهُ

وَقيل طول الشّعْر فِي الْمَنَام يدل على طول الْعُمر

وَالنِّسَاء إِذا طَال شعرهن فَهُوَ زِيَادَة فِي بيتهن وَإِذا رأى الْهَاشِمِي وشعره طَويلا ملك الرّقاب

وَالشعر فِي غير مَحَله دين يجْتَمع وَمن رأى من الْفُقَرَاء شعره طَال اجْتمع عَلَيْهِ دين وَإِذا رأى الجندي شعره طَال زَاد سلاحه وزينته

وَشعر الْمَرْأَة الَّتِي لَا تعرف زرع الْبَلَد فَإِذا طَال وَحسن كَانَ خصبا وَإِن حلق فِي زمن الْحَصاد فَلَا بَأْس وَالْحلق فِي غير زمن الْحَصاد كَانَ حذرا من آفَة وَالشعر يعبر بالشفير وَعَن الشّجر وَقد يكون شعارا يلْبسهُ على قدر خشبه وكثافته واللؤلؤ إِذا كَانَ فِي الشّعْر فَهُوَ مدح فِي صِفَات النَّبِي وَالشعر المسبول للْمَرْأَة المجهولة غيث نزل من السَّمَاء

وَمن حلق رَأسه فِي الْجِهَاد فَإِنَّهُ يقتل وَتبين رَأسه وَإِن حلق فِي غير زمن الْمَوْسِم فَهُوَ ذهَاب مَال وَمن صَار شعره باقلا عَاد مَاله إِلَى قلَّة وَمن الرُّؤْيَا المعبرة أَن ابْن سِيرِين

ص: 169

أَتَاهُ رجل فَقَالَ رَأَيْت كَأَنِّي بِعْت الْحِنْطَة بِالشَّعِيرِ فَقَالَ ابْن سِيرِين: بئيس الرُّؤْيَا رَأَيْت قدتركت الْقُرْآن، وتعلمت الشّعْر فَأول الشّعْر بِالشَّعِيرِ فَأخذ من اسْم الْحِنْطَة برا وأوله بِالْبرِّ

قَالَ بَاعَ الْبر بِالشَّعِيرِ

وَمن رأى من الْأَغْنِيَاء شعره طَال زَاد مَاله

وَمن كَانَ شعره جَعدًا وَرَآهُ منسولا

يفرق مَال رئيسه

وَإِن لم يكن لَهُ رَئِيس فَمَاله يتفرق

وَمن رأى شعره صَار كشعر الْفرس فَإِنَّهُ يمسك إِن كَانَ لصا أَو آبقا لِأَن شعر الْفرس يعْقد ويربط فِي الحروب وَغَيره فَإِن رأى ذَلِك حر فليحذر أَن يصير عبدا

وَمن رأى شعره كشعر الْخِنْزِير أَصَابَهُ الشدائد لِأَن الْخِنْزِير هدف للبلاء

وَكَثْرَة الشُّعُور للمهموم زِيَادَة فِي همه وكثرته للمسرور زِيَادَة فِي سروره وَمن رأى شعره معقودا بِشعر غَيره فَذَلِك مُشَاركَة بَينهمَا أَو مصاهرة وَعقد نِكَاح

وَشعر الْجَسَد زرع ونبات الشّعْر فِي غير مَحَله دُيُون

والشعث فِي الرَّأْس شح فِي المَال

وَكَذَلِكَ الْجَعْد شح فِي الحانصاء وشعث الشّعْر حج لِأَن الْحَاج أَشْعَث أغبر الشّجر: رجال على قدر عظمها وطولها وَطيب رِيحهَا وطعمها وَقَالَ ابْن سِيرِين: الشَّجَرَة الطّيبَة كلمة طيبَة

والشجرة الخبيثة كلمة خبيثة لقَوْله تَعَالَى: (مثل كلمة طيبَة كشجرة طيبَة أَصْلهَا ثَابت وفرعها فِي السَّمَاء تؤتي أكلهَا كل حِين بِإِذن رَبهَا وَمثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فَوق الأَرْض مَالهَا من قَرَار) وكل شَجَرَة لَا ثَمَر لَهَا فَإِنَّهَا تدل على فَقير لَا مَال لَهُ وَمن رأى كَأَنَّهُ يجني من شَجَرَة غير ثَمَرهَا فَإِنَّهُ يَأْخُذ مَالا من غير حل وَمن رأى شَجَرَة حملت غير ثَمَرهَا فَإِنَّهَا امْرَأَة تحمل من غير زَوجهَا

ص: 170

وَإِن كَانَت شجرته فَهِيَ امْرَأَته

وَمن قطع شَجَرَة فَإِنَّهُ يقتل إنْسَانا لقَوْله تَعَالَى (مَا قطعْتُمْ من لينَة أَو تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَة على أُصُولهَا) وَقيل قطع الشّجر مرض يُصِيب الْقَاطِع أَو أَهله وَقد يكون قطع الشّجر مقاطعة تقع بَينه وَبَين من تنْسب إِلَيْهِ الشَّجَرَة من أمْرَأَة أَو رجل وَقد يكون رُؤْيا الشّجر الْمَجْهُول مشاجرة لقَوْله تَعَالَى (فَلَا وَرَبك لَا يُؤمنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوك فِي مَا شجر بَينهم) وَسَنذكر كل شَجَرَة مَعَ ثَمَرَتهَا فِي كل بَاب وحرفه إِن شَاءَ الله تَعَالَى.

الشِّبَع ملاله سبق وَهُوَ شَهْوَة النِّكَاح للنِّسَاء وطلبهن

الْفَحْل فَإِن رأى نَارا فِي كانون تشعل فَهِيَ امْرَأَة ذَات شبق وتدل على زناد يقْدَح

فَإِن رَأَيْت من يضْرب بزناد فِي

. . فَإِن فِيهِ ذَات شبق وَرُبمَا كَانَ الشبق حَماما وَالنَّار شبقها وَالْمَاء كمنزلة الْمَنِيّ لَهَا

شَعْرَة الْقَلَم فِي التَّأْوِيل ولد لَيْسَ يحْسد عَلَيْهِ

فَمن رَآهَا بِيَدِهِ رزق ولدا حسنا وَمن أَخذ شَعْرَة الْقَلَم فِي الْمَنَام وَكَانَ قد طلق الزَّوْجَة فَإِنَّهُ يُرَاجِعهَا لقَوْل الله تَعَالَى (قل كونُوا حِجَارَة أَو حديدا أَو خلقا مِمَّا يكبر فِي صدروكم فسيقولون من يعيدنا) الشاتم والمشتوم فِي الرُّؤْيَا يدلان على مُنَازعَة فَمن رأى كَأَنَّهُ يشْتم إنْسَانا ابْتَدَأَ مِنْهُ فَإِن المشتوم هُوَ الْمُنْتَصر على الشات لقَوْل الله تَعَالَى (ثمَّ بغى عَلَيْهِ لينصرنه الله)

الشم فِي الرُّؤْيَا، وَمن شم ريحة طيبَة ناله مرض يسير والرائحة القبيحة كَلَام قَبِيح أوهم يمر بِمن يشم ريحة قبيحة وَمن شم ريحة طيبَة بشر بِولد ذكر وَرُبمَا سمع كلَاما حسنا من حبيب ا ، رَئِيس وَرُبمَا اجْتمع لَهُ شَمل بِولد لقَوْله تَعَالَى فِي حق يَعْقُوب ويوسف عليهما السلام (إِنِّي لجد ريح يُوسُف لَوْلَا ان تفندون) وَكَانَ

ص: 171

شمه تِلْكَ الرّيح قدوم البشير وَبعد ذَلِك جمع شَمله

الشَّارِب فِي الرُّؤْيَا يدل على المَال قصّ شَاربه قصّ الْعَادة فَإِنَّهُ مُتبع للسّنة وَمن رَآهُ نَاقِصا أَو قصَّة قصا يشين الْوَجْه فَإِنَّهُ يتْلف من مَاله بِقدر ذَلِك وَمن رأى شَاربه طَويلا يُخَالف الْعَادة وَيمْنَع الْأكل فَإِنَّهُ شين وبدعه

الشرطي فِي الْمَنَام هم وَخَوف لمن رَآهُ وَقيل الشرطي ملك الْمَوْت وَإِذا رأى الْملك كَأَنَّهُ قد صَار شرطيا فَإِنَّهُ يَأْخُذ عهودا ومواثيقا على رَعيته

الشَّيْطَان فِي الرُّؤْيَا: عَدو ضَعِيف لقَوْله تَعَالَى (إِن كيد الشَّيْطَان كَانَ ضَعِيفا) وَقَالَ تَعَالَى (إِن الشَّيْطَان لكم عَدو فاتخذوه عدوا) فَمن رأى أَنه يتَّخذ الشَّيْطَان عدوا فَإِنَّهُ صَاحب دين وَطَاعَة لرَبه

وَمن رأى الشَّيْطَان قد مَسّه فَإِن عدوا يقذف زَوجته لقَوْله تَعَالَى (إِنِّي مسني الشَّيْطَان بِنصب وَعَذَاب) وَكَانَ الشَّيْطَان قد قذف زَوْجَة أَيُّوب عليه السلام وَمن مَسّه طائف من الشَّيْطَان وَهُوَ يذكر الله فَإِن لَهُ أَعدَاء يزِيدُونَ عَنهُ وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لقَوْله تَعَالَى (إِذا مسهم طائف من الشَّيْطَان تَذكرُوا فَإِذا هم مبصرون) وَمن رأى الشَّيْطَان قرينه فَإِنَّهُ تَارِك الصَّلَاة وَقد دخل فِي مَعْصِيّة

وَإِن رَأَتْهُ امْرَأَة أقبل حَيْضهَا فَمنعهَا من صَلَاة وَصَوْم فَهُوَ شيطانها

وَبنت الشَّيْطَان تعبر بِالْخمرِ وَيُسمى بنت الكروم وَبنت الدنان

وَمن عشق بنت الشَّيْطَان فَإِنَّهُ مصر على شرب الْخمر وَكَذَلِكَ لَو تزوج بهَا

أَو شراها

وَمن رأى شَيْطَانا يتبعهُ فَإِن لَهُ عدوا لقَوْله تَعَالَى (فَاتبعهُ الشَّيْطَان فَكَانَ من الغاوين) وَمن رأى الشَّيْطَان ينزل عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يكْسب إِثْمًا لقَوْله تَعَالَى (قل هَل أنبئكم على من تنزل

ص: 172