المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ما جاء في الحيوان على حرف النون - تعبير الرؤيا

[ابن غنام، إبراهيم]

فهرس الكتاب

- ‌بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَبِه الْإِعَانَة

- ‌بَاب حرف الْألف

- ‌حِكَايَة الرُّؤْيَا المعبرة:

- ‌اعْتِكَاف:

- ‌بَاب حرف الْبَاء

- ‌بَاب حرف التَّاء

- ‌بَاب حرف الثَّاء

- ‌بَاب حرف الْجِيم

- ‌مَا جَاءَ فِي الْحَيَوَان على حرف الْجِيم

- ‌بَاب حرف الْحَاء

- ‌مَا جَاءَ فِي الْحَيَوَان على حرف الْحَاء

- ‌بَاب حرف الْخَاء

- ‌بَاب حرف الدَّال

- ‌بَاب حرف الذَّال

- ‌بَاب حرف الرَّاء

- ‌بَاب حرف الزَّاي

- ‌بَاب حرف السِّين

- ‌بَاب فِي سور الْقُرْآن الْعَظِيم لتاليها

- ‌بَاب حرف الشين

- ‌بَاب حرف الصَّاد

- ‌بَاب حرف الضَّاد

- ‌بَاب حرف الطَّاء

- ‌بَاب حرف الظَّاء

- ‌بَاب حرف الْعين

- ‌بَاب حرف الْغَيْن

- ‌بَاب حرف الْفَاء

- ‌بَاب حرف الْقَاف

- ‌بَاب حرف الْكَاف

- ‌بَاب حرف اللَّام

- ‌بَاب حرف الْمِيم

- ‌ذكر الْمَدَائِن

- ‌بَاب حرف النُّون

- ‌مَا جَاءَ فِي الْحَيَوَان على حرف النُّون

- ‌بَاب حرف الْوَاو

- ‌بَاب حرف الْهَاء

- ‌بَاب حرف الْيَاء

- ‌بَاب فِي الصناع على حرف الْألف

- ‌بَاب حرف الْفَاء

- ‌بَاب حرف الْكَاف

- ‌بَاب حرف اللَّام

- ‌بَاب حرف الْمِيم

- ‌بَاب حرف النُّون

- ‌بَاب حرف الْوَاو

- ‌بَاب حرف الْهَاء

الفصل: ‌ما جاء في الحيوان على حرف النون

المعبرة أَيْضا أَن بنت رجل من مُلُوك الْهِنْد رَأَتْ فِي منامها كَأَن فرسا عَرَبيا بَايَعَهَا وَنزع لباسها ، البسها لباسا أَخْضَر ونكحها ثمَّ طَاف بهَا وَنزلا فِي بِلَاد الْمُسلمين فقصت رؤياها على أَبِيهَا فَبكى وَقَالَ سنفرق ويتفرق ديننَا ويتملك علينا رجل من أَشْرَاف قومه فَمَا كَانَ إِلَّا قَلِيل حَتَّى قصد بعض مُلُوك الْمُسلمين أَب الْجَارِيَة وقهره وشتتت شَمله وسبى ذُريَّته وبيعت ابْنَته فاشتراها رجل أَعْرَابِي فَدخلت مَعَه فِي الاسلام

‌مَا جَاءَ فِي الْحَيَوَان على حرف النُّون

النَّاقة فِي الْمَنَام امْرَأَة فَإِن كَانَت من البخت فَهِيَ أَعْجَمِيَّة

فَإِن كَانَت عَرَبِيَّة فَهِيَ امْرَأَة عَرَبِيَّة وَمن حلب نَاقَة فِي مَنَامه تزوج امْرَأَة صَالِحَة وَمن كَانَ مَسْتُورا وحلب فَإِنَّهُ يرْزق ولدا ذكرا وَهَذَا قَول النَّصَارَى وَقَالَ ابْن سِيرِين النَّاقة المحذوفة سفر فِي بر وَمن ركب نَاقَة مهلوبة فِي مَنَامه وسافر قطع عَلَيْهِ الطَّرِيق وَمن حلب النوق وَولي ولَايَة يجمع فِيهَا الزَّكَاة وَمن الرُّؤْيَا المعبرة أَن ابْن سِيرِين أَتَاهُ رجل فَقَالَ: رَأَيْت رجلا يحلب النوق البخت لَبَنًا ثمَّ حلبها دَمًا فَقَالَ ابْن سِيرِين: رجل يتَوَلَّى على ألأعاجم ويجبيهم الزَّكَاة وَهِي اللَّبن ثمَّ يظلمهم وَيَأْخُذ أَمْوَالهم غصبا وَهُوَ الدَّم وَقيل إِن لحم النوق يدل على وَفَاء بِنذر لقَوْله تَعَالَى (كل الطَّعَام كَانَ حلا لبني إِسْرَائِيل إِلَّا مَا حرم إِسْرَائِيل على نَفسه) وَهُوَ لحم الْجَزُور وَلحم الْجَزُور فِي الْمَنَام مُصِيبَة

وَقيل مرض وَقيل إِن لحم الْجَزُور رزق لقَوْله تَعَالَى: (والأنعام خلقهَا لكم فِيهَا دفء وَمَنَافع وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلكم فِيهَا جمال حِين تريحون وَحين تسرحون) وَقيل ركُوب النَّاقة نِكَاح امْرَأَة فَإِن ركبهَا مقلوبا أَتَى امْرَأَة فِي

ص: 296

دبرهَا وَمن رأى نَاقَة دخلت مَدِينَة فَإِنَّهَا فتْنَة لقَوْله تَعَالَى (إِنَّا مرسلوا النَّاقة فتْنَة) وَمن عقر نَاقَة نَدم على أَمر فعله وناله مُصِيبَة لقَوْله تَعَالَى (فَعَقَرُوهَا فأصحبوا نادمين فَأَخذهُم الْعَذَاب) وَإِذا عقرت نَاقَة فِي مَدِينَة اصاب أَهلهَا نكبة.

النمر فِي الْمَنَام سُلْطَان جَائِر وعدو مجاهر شَدِيد الشَّوْكَة فَمن قَتله قهر عدوا وَمن أكل من لَحْمه نَالَ مَالا وشرفا

وَمن رَكبه نَالَ سُلْطَانا عَظِيما

وَإِن رأى النمر رَكبه نَالَ ضَرَرا من السُّلْطَان وَمن نكح نمرة تسلط على امراة وَهِي من قوم ظلمَة

وَمن رأى نمرا فِي دَاره هجم دَاره رجل فَاسق وَمن صَاد نمراً أَو فهداً فِي مَنَامه نَالَ مَنْفَعَة بِقدر ضَرَر عضه، وَقَالَ ارطاميدروس النمر يدل على رجل، وَيدل على امرأةٍ وَذَلِكَ بِسَبَب تغير لَونه وَهُوَ ذُو مكرٍ وخديعة وَيدل على مرض ووجع الْعَينَيْنِ ولينة عَدَاوَة تظهر لشاربه. النعجة فِي الْمَنَام امرأةٌ شريفةٌ غنيةٌ إِذا كَانَت سمينةٌ وَقد سمى الله تَعَالَى النِّسَاء بالنعاج وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى (إنَّ هَذَا أخي لَهُ تسعٌ وَتسْعُونَ نعجةٌ ولي نعجة وَاحِدَة) وَمن رأى لحم نعجة يَأْكُلهُ ورث امْرَأَة وصوفها ولبنها مالٌ وَمن رأى نعجةً دخلت منزله نَالَ خصباً فِي تِلْكَ السّنة والنعجة الْحَامِل خصب وَمَال يرتجا. النمس فِي الرُّؤْيَا يدل على الزِّنَا لِأَنَّهُ يسرق الدَّجَاج والدجاج نسَاء فِي التَّعْبِير. النسناس رجلٌ قَلِيل الْعقل يهْلك نَفسه وَيفْعل فعلا ليسقطه من أعين النَّاس. النسْر فِي الْمَنَام تسيد الطير وأرفعها طيراناً وأطولها عُمراً فَمن رأى نسراً نازعه فَإِن سُلْطَانا يغْضب عَلَيْهِ ويوكل عَلَيْهِ رجلا ظَالِما لِأَن سُلَيْمَان عَلَيْهِ وَسلم وكَّلَ النسْر على الطير وَكَانَت تخافه وَمن ملك نسراً

ص: 297

مُطَاعًا أصَاب ملكا عَظِيما وَمن ملك نسراً وطار بِهِ وَهُوَ لَا يخافه فَإِنَّهُ يَعْلُو أمره وَيصير طياراً عنيداً وَمن أصَاب فرخ نسر ولد لَهُ ولد يكون عَظِيم الْقدر هادئاً. وَمن رأى ذَلِك نَهَارا فَإِنَّهُ يمرض فَإِن من خدشه ذَلِك النسْر طَال مَرضه وَمن رأى نسراً مذبوحاً فَذَلِك موت ملك من الْمُلُوك وَمن رأى النسْر من النِّسَاء الْحَوَامِل فَإِنَّهَا ترى المراضع والدابات. وَقَالَت الْيَهُود النسور تفسر بالأنبياء وَالصَّالِحِينَ وَدَلِيله فِي التوارة يشبه الصَّالِحين بالنسر الَّذِي يعرف وَطنه ويرفرف على أفراخه وينشر جنَاحه ويزقها وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْكرْمَانِي النسْر يُفَسر بأكبر الْمُلُوك لِأَن الله عز وجل خلق ملكا على صُورَة النسْر وَهُوَ مُوكل بأرزاق الطير وَقَالَ جاماسب: من رأى النسْر أَو سمع صَوته خَاصم إنْسَانا النَّحْل فِي الرُّؤْيَا خصب وغنى لمن قناه مَعَ خطر والنحل يدل على الْعلمَاء وَأَصْحَاب التصنيف والنحل يدل على الكد وَالْكَسْب والجباية وَمن دخل كور النَّحْل واستخرج عسلاً نَالَ مَالا حَلَالا فَأن أَخذ الْعَسَل كُله وَلم يتْرك للنحل شَيْئا فَإِنَّهُ يجور على قوم وَإِن ترك للنحل شَيْئا فَإِنَّهُ يعدل إِن كَانَ والياً أَو طَالب حقّ وَمن رأى النَّحْل يَقع على رَأسه نَالَ رئاسة. وَإِن رأى ذَلِك ملكا نَالَ ملكا وَكَذَلِكَ إِذا حلّ بَلَده وَهُوَ للفلاحين دَلِيل خير وَقيل النَّحْل لغير الْفَلاح والجندي دَلِيل مخاصمة وَذَلِكَ لصوته ولذعه والنحل فِي الرُّؤْيَا يدل على الْعَسْكَر والجند لِأَنَّهُ يتبع أَمِيرا لَهُ كَمَا يتبع الْجند أميره وَمن قتل النَّحْل فِي مَنَامه قهر عدوا وَلَا يحمد قتل النَّحْل للفلاح لِأَن رزقه ومعاشه مِنْهُ النَّمْل يعبر بناس ضعفاء أَصْحَاب حرصٍ والنمل يعبر بالجند والأهل ويعبر بِالْحَيَاةِ فَمن رأى النَّمْل

ص: 300

قد دخل إِلَى قَرْيَة فَإِن جندا يدخلهَا وَمن سمع كَلَام النَّمْل نَالَ خصبا وَخيرا وَمن رأى النَّمْل دخل دَاره وَمَعَهُ أحمالا ثقالا فَإِن الخصب وَالْخَيْر يدْخل دَاره

وَمن رأى النَّمْل على فرَاشه كثرت أَوْلَاده وَمن خرج النَّمْل من دَاره نقص عدد من أَهله وَمن رأى نملا يطير من مَكَان هلك مريضه أَو يُسَافر مِنْهُ قوم يلقون شدَّة

وَقيل رُؤْيا النَّمْل تدل على الرزق وخصب لِأَنَّهُ لَا يكون إِلَّا بمَكَان الخصب

وَإِذا رأى الْمَرِيض كَأَن النَّمْل اندب على جِسْمه فَإِنَّهُ يَمُوت لِأَن النَّمْل أَرض بَارِد ولونه أسود لَا يأمنه أحد وَقَالَ جاماسب من رأى النَّمْل يخرج من مَكَان ناله هم

النعام فِي الرُّؤْيَا امْرَأَة بدوية

وَقيل النعامة نعْمَة وَمن ركب نعَامَة فَإِنَّهُ يركب خيل الْبَرِيد وَقيل من ركب نعَامَة فَإِنَّهُ ينْكح خَصيا

النِّسَاء فِي الْمَنَام زِينَة الدُّنْيَا فَمن رَاهن أقبلن عَلَيْهِ أَقبلت عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَمن أَدْبَرت عَنهُ افْتقر وَمن رأى كَأَنَّهُ قعد مَعَ النِّسَاء رَاضِيا مطمئنا فَإِنَّهُ يكسل لقَوْله تَعَالَى (رَضوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِف) وَهن النِّسَاء النير الَّذِي يوضع على كتف الْبَقر فِي الْحَرْث وَغَيره قَالَ ارطاميدورس: النير دَلِيل خير لجَمِيع النَّاس مَا خلا العبيد فَإِنَّهُ يدل على طول رقهم وعبوديتهم

وَإِن راى العَبْد نيرا مكسورا فَهُوَ دَلِيل خير وَيدل على عتاقهم

وخشب السِّكَّة لمن اراد الزَّوْجَة دَلِيل خير لِأَن كل شَيْء لَهُ قرين يدْخل مَعَه فَهُوَ كَالْمَرْأَةِ وَالرجل والنير دَلِيل خير لمن أَرَادَ الأشغال والأعمال لِأَنَّهُ لَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي زمن مُوَافق

النول الْقَائِم يدل على حَرَكَة وسفر والنول المبطوح يدل على حبس

النطع فِي الْمَنَام خَادِم يخْدم امْرَأَة يعلم بسرها

ص: 303

ويستره

النرجس فِي الرُّؤْيَا يعبر بِالْمَرْأَةِ فَمن راى على رَأسه اكليلا من النرجس تزوج امْرَأَة لَا تدوم صحبتهَا وَمن رأى نرجسا نابتا فِي بُسْتَان فَإِن وَلَده بَاقٍ وَإِن رَآهُ مَقْطُوعًا فَإِن الْوَلَد يَمُوت وَقَالَت النَّصَارَى وَالروم من رأى فِي مَنَامه النرجس نَالَ سُرُورًا

النمش فِي الْمَنَام ذنُوب لمن رَآهُ فِي وَجهه بِسَبَب قوم صحبهم لأجل المَال

ص: 304

النفخ فِي فرج الْمَرْأَة يدل على الْوَلَد لقصة مَرْيَم عيها السَّلَام فِي قَوْله تَعَالَى (وَمَرْيَم ابْنة عمرَان الَّتِي احصنت فرجهَا فنفخنا فِيهِ من رُوحنَا) والنفخ لأجل الطَّبْخ فِي الْمَنَام يدل على تهييج أَمر لمَنْفَعَة وَقيل النفخ دَلِيل هم إِذا لم يكن لأجل الطبيخ وَلم يكن يدل على الْوَلَد

النَّار فِي الْمَنَام على وُجُوه كَثِيرَة بِشَارَة ونذارة وَحرب وَعَذَاب وسلطان وَحبس وخسارة وذنوب وبركة فَمن رأى نَارا لَهَا شرر وَلَهَب تحرق أشجارا وَلها صَوت وجلبة فَإِنَّهَا فتْنَة يهْلك فِيهَا عَالم من النَّاس على قدر الشّجر الَّذِي احرقت لقَوْل الله عز وجل (كلما أوقدوا نَارا للحرب أطفأها الله) وَمن رأى نارين كل وَاحِدَة مِنْهُمَا تهم بمداخلة الْأُخْرَى فَإِنَّهُمَا عسكران قد برز كل وَاحِد مِنْهُمَا إِلَى صَاحبه وَأيهمَا كَانَ حطبها أَكثر كَانُوا أَكثر عداء واقوى بَأْسا فحطبها رجالها الَّذين يبذلون أنفسهم فِي إِقَامَتهَا وايهما كَانَت الرّيح مَعَهُمَا كَانَت الْغَلَبَة إِلَى اهل ناحيتها فَأَيّهمَا كَانَ أسود واظلم كَانَ أَهلهَا اردأ عقدا ، افسد مقصدا وَإِن تَسَاويا فِي لونهما وَلم تحرق شَيْئا فَإِنَّهُمَا فتنتان فِي مَحَله وَأيهمَا كَانَ المَاء مِنْهَا قَرِيبا كَانَ أَضْعَف بَأْسا وَإِن فاض المَاء عَلَيْهَا فطفأها هلك الْمُضَاف عَلَيْهَا بنصر من الله وَكَذَلِكَ إِن نزل عَلَيْهَا من

ص: 305

السَّمَاء مطر وَقد يكون ذَلِك المَاء لكمنه يخرج إِلَى الْمُضَاف الَّتِي فاض المَاء عَلَيْهَا فتخمدناره وَيهْلك جنده وَكلما كَانَت النَّار بِدُخَان عَال فَهُوَ أعظم هولا وَعَذَابًا لقَوْله تَعَالَى (يَوْم تَأتي السَّمَاء بِدُخَان مُبين يغشى النَّاس هَذَا عَذَاب أَلِيم) وَمن أوقد نَارا فِي مَنَامه فِي لَيْلَة مظْلمَة ليهدي النَّاس إِلَى الطَّرِيق نَالَ علما يهدي بِهِ النَّاس لقَوْله تَعَالَى (إِنِّي آنست نَارا لَعَلَّ آتيكم مِنْهَا بقبس أَو أجد على النَّار هدى) وَمن أوقد النَّار على الطَّرِيق من غير ظلام فَإِنَّهُ فِي بِدعَة وغي وَمن رأى النَّار نَهَارا فَهِيَ دَلِيل حَرْب وفتنة

وَإِذا رَآهَا لَيْلًا فَهِيَ دَلِيل أنس وَمن رأى كَأَنَّهُ يعبد النَّاس فَإِنَّهُ يحب الْحَرْب أَو يُطِيع السُّلْطَان فِي مَعْصِيّة وَمن أوقد نَارا تَحت قدر بِلَا طَعَام فَإِنَّهُ قيم بَيت فِي أَمر لَا يَنْفَعهُ ويضر قيم الْبَيْت الَّذِي ينْسب إِلَى الْقدر وَالنَّار إِذا أحرقت فَهِيَ نكبة من سُلْطَان وَمن أوقد نَارا فانطفأت عزل إِن كَانَ واليا وَمن رأى شعلة نَار على بَاب دَاره وَلها دُخان فَإِنَّهُ يحجّ

والشعلة فِي الدَّار زواج وقدح النَّار تفتيش عَن أَمر حَتَّى يظْهر

والقدح أَيْضا خُصُومَة مَعَ شريك أَو زَوْجَة وَمن رأى كَأَنَّهُ يتدفأ بالنَّار فِي الشتَاء نَالَ غنى وَمن رأى كَأَنَّهُ يَأْكُل النَّار فَإِنَّهُ يَأْكُل مَال الْيَتِيم لقَوْله تَعَالَى (إِن الَّذين يَأْكُلُون أَمْوَال الْيَتَامَى ظلما إِنَّمَا يَأْكُلُون فِي بطونهم نَارا) وَمن رأى كَأَنَّهُ أَمر بِهِ إِلَى النَّار فَإِنَّهُ يحبس لِأَن جَهَنَّم مجْلِس الصغار والهوان وَكَذَلِكَ السجْن وَمن دخل النَّار وَخرج مِنْهَا فَإِنَّهُ يدْخل الْجنَّة لقَوْله تَعَالَى (وَإِن مِنْكُم إِلَّا واردها) وَقَالَ (ثمَّ ننجي الَّذين اتَّقوا) وَمن رأى فِي مَنَامه كَأَنَّهُ بَاعَ نَارا وَاشْترى جنَّة فَإِنَّهُ يَبِيع حَماما وَيَشْتَرِي بستانا

فَإِن بَاعَ

ص: 306

جنَّة وَاشْترى نَارا فَإِنَّهُ يَبِيع بستانا وَيَشْتَرِي حَماما وَقد يكون ذَلِك رَاجعا إِلَى عمله من دُنْيَاهُ وآخرته

وَمن راى كَأَنَّهُ دخل النَّار وعذب فَإِنَّهُ يخسر فِي مَاله لقَوْله تَعَالَى (إِن عَذَابهَا كَانَ غراما) وَمن رأى شخصا يدْخلهُ النَّار فَإِنَّهُ يحرضه على ارْتِكَاب الذُّنُوب الَّتِي تستوجب بهَا النَّار وَمن راى جهنما عيَانًا فليحذر من السُّلْطَان وَمن دخل النَّار وذاق عَذَابهَا فَإِنَّهُ يَقع فِي فتْنَة لقَوْله تَعَالَى (ذوقوا فتنتكم هَذَا الَّذِي كُنْتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُون) من رأى نَارا مضيئة وحولها جمَاعَة فَإِنَّهُم ينالون بركَة لقَوْله تَعَالَى (فَلَمَّا جاءها نُودي أَن بورك من فِي النَّار وَمن حولهَا) وَمن رأى نَارا فِي بر وانس إِلَيْهَا فَإِنَّهُ يأنس من وَحْشَة لقَوْله تَعَالَى (أنس من جَانب الطورنارا) وَمن رأى نَارا أَصَابَته وَلم تحرقه وفى لَهُ بموعد لقَوْله تَعَالَى (ذَلِكُم النَّار وعدها الله الَّذين كفرُوا) وَمن رأى النَّار قد أحرقت شَيْئا من الْحَيَوَان فَإِن ذَلِك يغلو سعره وَكَذَلِكَ إِذا وَقعت النَّار فِي سلْعَة غلت وَكثر طلابها وَمن رأى فِي دَاره نَارا توقد فليحذر اللُّصُوص أَو يَنَالهُ خوف من سُلْطَان

النّوم فِي الرُّؤْيَا على وُجُوه غَفلَة وَتمكن وبطالة فَمن راى كَأَنَّهُ نَام على ظَهره فَإِنَّهُ يتَمَكَّن من الدُّنْيَا لِأَن الأَرْض أقوى شَيْء يسْتَند إِلَيْهِ وَهُوَ مُتَمَكن إِن شَاءَ نظر يمنة وَإِن شَاءَ نظر يسرة

وَالنَّوْم يدل على البطالة وعَلى ذهَاب الْهم لِأَنَّهُ يذهب الْفِكر وَالنَّوْم على الْوَجْه لَا يحمد وَيدل للولاة على عزلهم ولغير الْوُلَاة قلَّة وفقر لِأَن النَّائِم على وَجهه لَا يرى الدُّنْيَا وَلَا مَا رأه

وأتى ابْن سِيرِين رجل فَقَالَ: رَأَيْت إنْسَانا نَائِما على ظَهره فَقَالَ ابْن سِيرِين هَذَا رجل مستريح وَمن كَانَ خَائفًا وَرَأى كَأَنَّهُ نَائِم فَإِنَّهُ يَأْمَن

ص: 307

من خَوفه لقَوْله تَعَالَى (ثمَّ أنزل عَلَيْكُم من بعدالغم أَمَنَة نعاسا) وَمن رأى كَأَنَّهُ نَائِم وَلم يكن خَائفًا فَإِنَّهُ فِي غَفلَة من دينه لما ورد النَّاس نيام فَإِذا مَاتُوا انتبهوا

النَّفَقَة فِي الْمَنَام إِذا كَانَت عَن طيب نفس الْمُنفق فَإِنَّهَا تدل على صَلَاح وَخلف لقَوْله تَعَالَى (وَمَا أنفقتم من شَيْء فَهُوَ يخلفه) وَمن رأى أَنه ينْفق مَاله عَن كره مِنْهُ فقد دنا أَجله لقَوْله تَعَالَى (وأنفقوا مِمَّا رزقناكم من قبل أَن يَأْتِي أحدكُم الْمَوْت فَيَقُول رب)

النَّرْد قَالَ الْمُسلمُونَ اللّعب بالنرد فِي الْمَنَام يدل على دُخُول فِي مَعْصِيّة وَلَا يدْرِي أيفتضح أم لَا وَقيل النَّرْد تِجَارَة فِي مَعْصِيّة وكل لعب مكر لقَوْله تَعَالَى (ضحى وهم يَلْعَبُونَ) وَقيل النَّرْد صخب وقتال وَالْغَالِب لخصمه فِي الْمَنَام هُوَ الْغَالِب والنرد إِذا لم يلْعَب بِهِ فَإِنَّهُ يدل على رجال بطالين معزولين من الْوُلَاة

النَّفْي فِي الْمَنَام سجن فَمن رأى كَأَنَّهُ نفي من الأَرْض فَإِنَّهُ يحبس لقَوْله تَعَالَى (إِنَّمَا جَزَاء الَّذين يُحَاربُونَ الله روسوله ويسعون فِي الأَرْض فَسَادًا أَن يقتلُوا أَو يصلبوا

إِلَى قَوْله (أَو ينفوا من الأَرْض) يُرِيد أَن يسجنوا

الناعورة فِي الْمَنَام خَادِم يحفظ الْأَمْوَال وَقيل الناعورة والدولاب يدلان على التِّجَارَة والأسفار ودوران المعاش

النَّهر فِي الرُّؤْيَا رجل جليل وَمن دخل فِي نهر فَإِنَّهُ يخالط رجلا من الأكابر وَلَا يحمد الشّرْب من النَّهر لقَوْله تَعَالَى (إِن الله مبتليكم بنهر فَمن شرب مِنْهُ فَلَيْسَ مني) وَمن رأى كَأَنَّهُ وثب من نهر إِلَى الْجَانِب الآخر فَإِنَّهُ ينجو من هم وغم وينصر على عَدو لقَوْله تَعَالَى (فَلَمَّا جاوزه هُوَ وَالَّذين أمنُوا مَعَه. . إِلَى قَوْله تَعَالَى كم من فِئَة قَليلَة غلبت فِئَة كَثِيرَة بِإِذن الله وَالله مَعَ الصابرين) وَقيل النَّهر يدل على السّفر لِأَن مَاءَهُ لَيْسَ

ص: 308

بِثَابِت فجريانه منتقل كالمسافر وَإِذا جرى النَّهر فِي السُّوق وَلم يضر شَيْئا وَالنَّاس يَتَوَضَّئُونَ مِنْهُ وينتفعون بِمِائَة فَذَلِك عدل من السُّلْطَان فِي رَعيته وَإِن جرى فَوق الأسطح وَنزل إِلَى الدّور فَبل قماش النَّاس فَذَلِك جور من السُّلْطَان أَو عَدو يطغى على النَّاس لقَوْله تَعَالَى (إِنَّا لما طَغى المَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَة) وَمن رأى نَهرا خرج من دَاره وَلم يضر أحدا فَذَلِك مَعْرُوف يصدر مِنْهُ إِلَى النَّاس وَمن الرُّؤْيَا المعبرة أَن رجلا رأى فِي مَنَامه كَأَنَّهُ صَار نَهرا فَمَاتَ بنفث الدَّم

النَّعْل فِي الْمَنَام على وُجُوه زَوْجَة وَغُلَام ودابة وصديق وَشريك وسفر فَمن رأى كَأَنَّهُ اشْترى نعلا وَلم يمش فِيهِ فَإِنَّهُ يَشْتَرِي جَارِيَة أَو يتَزَوَّج امْرَأَة وَإِن مَشى فِيهِ فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا فِي بر وأنسب المراة إِلَى لون النَّعْل فَإِن كَانَ أخضرا فالمرأة دينة صَالِحَة

وَإِن كَانَ أسودا فالمرأة صَاحِبَة مَال وَإِن كَانَ اصفرا فالمرأة مَرِيضَة وَإِن كَانَ أحمرا فالمرأة صَاحِبَة زِينَة وبهاء

وَمن رأى شرك نَعله قطع أَقَامَ عَن السّفر وَمن لبس نعلا وَفِيه رقْعَة تزوج امْرَأَة وَمَعَهَا ولد وَمن راى نعلا بِلَا عقب فَإِن امْرَأَته لَا تحمل أبدا وَمن مَشى بفرد وَاحِدَة فَإِنَّهُ يُفَارق زَوجته أَو شَرِيكه وَمن دفع نَعله إِلَى الخراز فَإِنَّهُ يَقُود على امْرَأَته

وَمن رأى نَعله وَقع فِي مَاء أَو ضَاعَ مِنْهُ فَإِنَّهُ يُفَارق زَوجته بموتها فَإِن وجد نَعله فِي الْمَنَام فَإِنَّهُ يَلِي ولَايَة لقَوْله تَعَالَى (اخلع نعليك إِنَّك بالواد الْمُقَدّس طوى وَأَنا اخْتَرْتُك فاسمع لما يُوحى) فَكَانَ بعد خلع النَّعْل النُّصْرَة وَالْولَايَة لمُوسَى على فِرْعَوْن وَقَومه وَمن رقع نَعله ذمّ حَال امْرَأَته

ص: 309

وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة أَن رجلا رأى فِي مَنَامه كَأَن نَعْلَيْه قد ضاعتا وَبَقِي متحيرا فَلَمَّا أصبح رأى جَاره قد سرق

النبق فِي الْمَنَام رزق من قبل الْعرَاق وَقيل النبق فِي الْمَنَام عين الدَّرَاهِم الْحَلَال وَالدَّنَانِير وَلَيْسَ فِي الثِّمَار شَيْء يعدله وَلَا تضر صفرته لقُوَّة جوهره

وَمن أكل النبق حسن دينه فَإِن كَانَ أَهلا للْحكم وَالْولَايَة نالها النارجيل يدل على كَلَام الكهنة لمن رَآهُ وَإِن أكل مِنْهُ صدق قَوْلهم وَقيل هُوَ مَال من قبل رجل أعجمي وَمن رأى كَأَنَّهُ كَاهِن فَإِنَّهُ يَأْكُل جوز الْهِنْد وَقيل جوز الْهِنْد رجل منجم أَو امْرَأَة منجمة

وَمن أكله فِي الْمَنَام صَار منجما

النارنج فِي الْمَنَام قَالَت الْيَهُود شَرّ كُله وَقَالَ القيرواني فِي مُخْتَصره النارنج فتْنَة فَمن رأى جمَاعَة يتراجمون بالنارنج فَإِنَّهُم يقتتلون وَإِنَّمَا أَخذ ذَلِك من اسْمه ولونه وطعمه

النمام فِي الْمَنَام فَرح دَائِم أَو ولَايَة أَو تِجَارَة ويفسر النمام بِامْرَأَة ويفسر بِولد وَإِذا كَانَ نباتا فَهُوَ أَجود وكل الرياحين هموم إِذا قطعت من منابتها ((النفط الْتقط امْرَأَة شهية للجماع زَانِيَة لَا خير فِيهَا وَقيل النفط فِي الْمَنَام مَال حرَام وَمن رأى نفطا وَقع عَلَيْهِ أَصَابَهُ نائبة من سُلْطَان وَمن أكل النفط نَالَ من السُّلْطَان مَالا

النّخل فِي الْمَنَام رجل عَالم أَو ولد وقطعه مَوته وَالنَّخْل يعبر بِرَجُل من الْعَرَب حبيب نفاع للنَّاس وَمن ملك نخلا كثيرا فَإِنَّهُ يتَوَلَّى على رجال بِقدر ذَلِك النّخل

وَإِن كَانَ تَاجِرًا زَادَت تِجَارَته وَإِن كَانَ من أهل الْأَسْوَاق نَالَ مكاسبا والنخلة الْيَابِسَة رجل مُنَافِق

وَمن رأى ريحًا قطعت نخلا وَقع فِي ذَلِك الْمَكَان لقَوْله تَعَالَى (كَأَنَّهُمْ أعجاز نخل خاوية) وَرُبمَا كَانَ عذَابا

ص: 310

من السُّلْطَان وَمن رأى نخله قطع فَإِن الْأَمر الَّذِي هُوَ بصدده سفر مَكْرُوه أَو خُصُومَة

وخوص النّخل بِمَنْزِلَة الشّعْر من النِّسَاء وَمن رأى نواة صَارَت نَخْلَة فَإِن ولدا ينَال علما وَيكون هُنَاكَ رجل وضيع يصير رفعيا

وَقَالَت الْيَهُود النّخل يدل على طول الْعُمر وَالْأَوْلَاد وَالسَّعَف والليف بِمَنْزِلَة الصُّوف من الشَّاة

النسج فِي الْمَنَام سفر ا ، مجامعة فَمن رأى كَأَنَّهُ ينسج فَإِنَّهُ يُسَافر على قدر طول الشقة وعرضها وَرُبمَا دلّ على الوطيء

وَقيل النسج خُصُومَة وَمن رأى كانه نسج ثوبا وفرغه فَإِنَّهُ فِي أَمر قد انْتهى وانقضى إِن كَانَ مَحْبُوسًا نجا وَإِن كَانَ فِي خُصُومَة صَالح

وَإِن كَانَ مهموما فرج عَنهُ

النقب فِي الْمَنَام حِيلَة ومكر فَمن رأى كَأَنَّهُ ينقب فَإِنَّهُ يطْلب امرا بمكر وحيلة فَإِن يقدر نقبه نَالَ مُرَاده وَمن رأى كَأَنَّهُ ينقب فِي مَدِينَة فَإِنَّهُ يفتش عَن دين رجل عَالم وَمن نقب فِي صَخْرَة فَإِنَّهُ يفتش عَن حَال رجل من الْوُلَاة

نصيحة الْعَدو فِي الْمَنَام غش لقَوْله تَعَالَى (وقاسمهما إِنِّي لَكمَا لمن الناصحين فدلاهما بغرور) النُّزُول فِي الْمَنَام من تل أَو جبل أَو ظهر دَابَّة هُوَ عسر الْأَمر لطالبه والنازل مِنْهُ

النادوس إِذا كَانَ فِيهِ أموات فَهُوَ بَيت مَال حرَام وَإِن كَانَ خَالِيا من الْأَمْوَات فَهُوَ بَيت سوء يأوي اليه قوم سوء

النداء فِي الْمَنَام مَعْصِيّة لمن سَمعه لقَوْله تَعَالَى (أُولَئِكَ ينادون من مَكَان بعيد) وَمن رأى كَأَنَّهُ نُودي عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يصحب الأرذلين وَمن نُودي من شاطيء الْوَادي فَإِنَّهُ ينَال ولَايَة عَظِيمَة لقَوْله تَعَالَى (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودي من شاطيء الْوَادي الْأَيْمن) النشاب فِي الرُّؤْيَا

ص: 311