المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَبِه الْإِعَانَة

- ‌بَاب حرف الْألف

- ‌حِكَايَة الرُّؤْيَا المعبرة:

- ‌اعْتِكَاف:

- ‌بَاب حرف الْبَاء

- ‌بَاب حرف التَّاء

- ‌بَاب حرف الثَّاء

- ‌بَاب حرف الْجِيم

- ‌مَا جَاءَ فِي الْحَيَوَان على حرف الْجِيم

- ‌بَاب حرف الْحَاء

- ‌مَا جَاءَ فِي الْحَيَوَان على حرف الْحَاء

- ‌بَاب حرف الْخَاء

- ‌بَاب حرف الدَّال

- ‌بَاب حرف الذَّال

- ‌بَاب حرف الرَّاء

- ‌بَاب حرف الزَّاي

- ‌بَاب حرف السِّين

- ‌بَاب فِي سور الْقُرْآن الْعَظِيم لتاليها

- ‌بَاب حرف الشين

- ‌بَاب حرف الصَّاد

- ‌بَاب حرف الضَّاد

- ‌بَاب حرف الطَّاء

- ‌بَاب حرف الظَّاء

- ‌بَاب حرف الْعين

- ‌بَاب حرف الْغَيْن

- ‌بَاب حرف الْفَاء

- ‌بَاب حرف الْقَاف

- ‌بَاب حرف الْكَاف

- ‌بَاب حرف اللَّام

- ‌بَاب حرف الْمِيم

- ‌ذكر الْمَدَائِن

- ‌بَاب حرف النُّون

- ‌مَا جَاءَ فِي الْحَيَوَان على حرف النُّون

- ‌بَاب حرف الْوَاو

- ‌بَاب حرف الْهَاء

- ‌بَاب حرف الْيَاء

- ‌بَاب فِي الصناع على حرف الْألف

- ‌بَاب حرف الْفَاء

- ‌بَاب حرف الْكَاف

- ‌بَاب حرف اللَّام

- ‌بَاب حرف الْمِيم

- ‌بَاب حرف النُّون

- ‌بَاب حرف الْوَاو

- ‌بَاب حرف الْهَاء

الفصل: ‌باب حرف الميم

من عَامَّة النَّاس فَإِنَّهُ ينْدَم على كَلَام يتَكَلَّم بِهِ وَإِن كَانَ من الْوُلَاة فَإِنَّهُ يَأْكُل الْأَمْوَال بِلِسَانِهِ لحس الْأَصَابِع رزق يسير من جَوْهَر مَا لحس مِنْهُ فِي الْمَنَام

‌بَاب حرف الْمِيم

وَأما حرف الْمِيم إِذا كَانَ فِي أول لفظ صَاحب الرُّؤْيَا فَإِنَّهُ محبَّة ومملكة وَإِمَّا مُصِيبَة ومحنة ويستدل على ذَلِك بِشَاهِد الرُّؤْيَا

رُؤْيا نَبينَا قَالَ من رَآنِي فقد رَآنِي حَقًا أَن الشَّيْطَان لَا يتَمَثَّل بِي وَعَن أنس بن مَالك رضي الله عنه أَنه قَالَ قَالَ رَسُول الله من رَآنِي فِي الْمَنَام فَلَنْ يدْخل النَّار وَعَن سعيد بن قيس عَن أَبِيه أَنه قَالَ قَالَ رَسُول الله لن يدْخل النَّار من رَآنِي فِي الْمَنَام فَإِذا رأى جَاهِل النَّبِي فِي مَنَامه فَإِنَّهُ يستوصف مِنْهُ صفة النَّبِي فَإِن وَافَقت اوصافه صفة النَّبِي الَّتِي ذكرهَا أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن ابي طَالب رضي الله عنه وَإِلَّا فَلَا يقبل مِنْهُ وَإِن صفته المروية عَن عَليّ رضي الله عنه أَنه لم يكن بالطويل وَلَا بالقصير شين الْكَفَّيْنِ والقدمين ضخم الكراديس أَبيض مشرب حمرَة دَقِيق الْبشرَة إِذا تكفأ كَأَنَّمَا ينحط فِي صبب

فَإِن وَصفه جَاهِل بِهَذِهِ الصّفة قبل مِنْهُ وَإِلَّا فَإِن النَّبِي إِنَّمَا قَالَ الشَّيْطَان لَا يتَمَثَّل بِي

لمن عرف أَوْصَافه وَإِذا ذكر عَالم أَو فَقِيه أَو شرِيف أَنه رَآهُ فَإِنَّهُم يصدقون لأَنهم أعرف النَّاس بِهِ وبأحكامه وأوصافه فَاعْلَم ذَلِك وَإِذا رَآهُ مهموم فرج عَنهُ همه أَو مسجون خرج من سجنه وَإِذا أرسل إِلَى مَكَان فِيهِ حصارا وغلا فرج عَنْهُم ورخصت أسعارهم لقَوْله

ص: 268

تَعَالَى (وَمَا ارسلناك إِلَّا رَحْمَة للْعَالمين) وَقَالَ عز وجل (وَمَا كَانَ الله ليعذبهم وَأَنت فيهم) وَإِذا رأى النَّبِي يدْفن فِي مَكَان فَإِن أَهله يخالفون سنته ويظهرون الْبدع وَإِذا رَأَيْت جَنَازَة النَّبِي فِي مَكَان من غير دفن حدث فِي ذَلِك الْمَكَان مَعْصِيّة عَظِيمَة

وَإِن يرى النَّبِي قد مَاتَ مَاتَ رجل شرِيف وَإِن يرى النَّبِي فِي مَكَان خرب فَإِنَّهُ يعمر ببركته

وَإِن رَآهُ يُؤذن فِي مَكَان كثر خصبه وعمارته وَرِجَاله لقَوْله تَعَالَى (واذن فِي النَّاس بِالْحَجِّ ياتوك رجَالًا) وَإِن أَقَامَ الصَّلَاة فِي مَكَان وَصلى فِيهِ اجْتمع الْأَمر المتفرق للْمُسلمين وَمن رأى النَّبِي يَأْمر صَاحب الرُّؤْيَا باصلاح دينه وَطلب حَدِيثه

وَإِذا رَأَتْ النَّبِي امراة حَامِل بشرت بِولد ذكر وَإِن رأى مكتحلا فَإِن الرَّائِي ينَال علما ويفسر الْقُرْآن وَيبين الْأَحْكَام وَإِذا رأى حسنا بِعَين النَّبِي كَانَ ذَلِك زِيَادَة فِي دين صَاحب الرُّؤْيَا وَمهما رأى الرَّائِي النَّبِي فِي نقص فِي جوارحه فَهُوَ عَائِد إِلَى صَاحب الرُّؤْيَا أَو إِلَى أُمُور الْمُسلمين وَمن رأى النَّبِي ولحييه ابيضين فَإِنَّهُ يفْتَقر

وَمن رَآهُ ولحيته الْكَرِيمَة سَوْدَاء لَيْسَ فِيهَا بَيَاض فَإِنَّهُ ينَال سُرُورًا وحظا عَظِيما

وَمن رأى عنق النَّبِي غليظا فَإِنَّهُ مِمَّن يُؤَدِّي الْأَمَانَات وَيَقُول للنَّاس الْخيرَات

وَمن رأى النَّبِي مرض فَإِن الله تَعَالَى ينجيه من كل كرب ويشفيه من دَاء وَإِن

ص: 269

رَآهُ شفى من الْمَرَض فَإِن أهل ذَلِك الْمَكَان يتوقعون كل خير وَمن رأى النَّبِي فِي عَسْكَر وَعَلِيهِ سلَاح وهم خلق كثير يَضْحَكُونَ ويعجبون فَإِن جَيش الْمُسلمين ينهرمون فِي تِلْكَ السّنة لقَوْله تَعَالَى (وَيَوْم حنين إِذْ أَعجبتكُم كثرتكم فَلم تغن عكم شَيْئا وَضَاقَتْ عَلَيْكُم الأَرْض بِمَا رَحبَتْ) وَإِن رَآهُ فِي عَسْكَر قَلِيل وَسلَاح غير تَامّ وَيظْهر عَلَيْهِم الْخُشُوع والذلة فَإِن الْمُسلمين ينتصرون على أعدائهم لقَوْله تَعَالَى (وَلَقَد نصركم الله ببدر وَأَنْتُم أَذِلَّة) وَمن رأى النَّبِي يمشط رَأسه ولحيته فَإِن صَاحب الرُّؤْيَا يذهب همه وَمن رأى النَّبِي فِي مَسْجده أَو حرمه أَو مَكَانَهُ الْمَعْرُوف فَإِنَّهُ ينَال قُوَّة وَعزة وَيكون ألفة مَعَ الصَّالِحين

وَمن رَآهُ عليه الصلاة والسلام يؤاخي بَين الصَّحَابَة نَالَ علما وفقها وتفسيرا وَمن رَآهُ عليه السلام مَرِيضا أَو شاحب اللَّوْن أَو سيء الْحَال فَذَلِك ضعف فِي الْعلم وَالْحكمَة والألفة بَين الْجَمَاعَات وَمن رأى النَّبِي على جمل فَإِنَّهُ يزوره رَاكِبًا

فَإِن رَآهُ رَاجِلا زار قَبره رَاجِلا وَمن زار قبر النَّبِي فَإِنَّهُ يَسْتَغْنِي وينال مَالا وَإِن كَانَ تَاجِرًا ربح فِي التِّجَارَة وَإِن كَانَ فِي حبس ملك فَإِنَّهُ يخرج وَيجْعَل خَازِن الْملك

وَمن راى كَأَنَّهُ أَبُو النَّبِي فَإِنَّهُ لَا يُؤمن بِاللَّه وَقيل إِنَّه يضعف يقينه وَمن رأى كَأَنَّهُ ابْن النَّبِي زَاد إيمَانه وَمن رأى وَاحِدَة من أَزوَاج النَّبِي كَأَنَّهَا أمه فَهُوَ مُؤمن لقَوْله تَعَالَى (وأزواجه أمهاتهم) وَمن راى كَأَنَّهُ يمشي وَرَاء النَّبِي فَإِنَّهُ مُتبع للسّنة والشريعة وَمن رأى كَأَنَّهُ أَمَام النَّبِي

ص: 270

عينا فَإِنَّهُ يتبع بِدعَة وَإِن رفع صَوته فَوق صَوت النَّبِي فَإِنَّهُ يَأْتِي مَا نهى الله عَنهُ ويحبط عمله

وَمن رأى النَّبِي ينظر فِي مرْآة فَإِنَّهُ يَأْمُرهُ بأَدَاء حُقُوق امْرَأَته فَإِن رأى كَأَنَّهُ يَأْكُل مَعَ النَّبِي فَإِن النَّبِي يَأْمُرهُ بِأَن يُؤَدِّي زَكَاة مَاله وَمن راى النَّبِي يَأْكُل وَحده فَإِن صَاحب الرُّؤْيَا يمْنَع الرُّؤْيَا وَلَا يتَصَدَّق بِشَيْء فمره أَن يتَصَدَّق وَإِن رأى النَّبِي بِلَا نعل فَإِنَّهُ تَارِك الصَّلَاة فِي الْجَمَاعَة فَأمره ان يُصَلِّي فِي الْجَمَاعَة فَإِن رَآهُ لابسا خُفْيَة فَإِنَّهُ يَأْمر بِالْجِهَادِ فِي سَبِيل الله وَمن راى النَّبِي صافحه فَإِنَّهُ يتبع سنته وَمن شرب دم النَّبِي محبَّة لَهُ فَإِنَّهُ يقتل فِي الْجِهَاد وَيغْفر الله لَهُ كل ذَنْب فَإِن رأى كَأَنَّهُ يشرب دم النَّبِي جهارا من غير محبَّة فَإِنَّهُ يذم أهل بَيت النَّبِي وَيَقَع فيهم وَمن رأى النَّبِي نَاوَلَهُ بطيخا أَو شَيْئا من الْبُقُول فَإِنَّهُ ينجو من هم لِأَنَّهُ نَاصح لأمته وَإِن رأى إنْسَانا كَأَن النَّبِي نَاوَلَهُ مِمَّا يسْتَحبّ نَوعه كالرطب أَو الْعَسَل فَإِنَّهُ الْقُرْآن وينال من الْعلم بِقدر مَا نَاوَلَهُ

وَمن رأى النَّبِي يخْطب فَإِنَّهُ يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر وَمن رأى كَأَنَّهُ صَار نَبيا من الْأَنْبِيَاء فَإِنَّهُ يَأْمر بِالْخَيرِ ويرغب النَّاس فِي تقوى الله وَيَتَّقِي شَدَائِد وينجو وَمن راى نَبيا ضربه نَالَ مَا تمنى وَرَأى شخص فِي مَنَامه بعض الْأَنْبِيَاء وَكَانَ قد ذهب بَصَره فَقَالَ لَهُ النَّبِي أَلا

ص: 271

أعلمك كَلِمَات إِذا دَعَوْت الله بهَا رد عَلَيْك بَصرك فَقَالَ بلَى

قَالَ قل يَا أسمع السامعين وَيَا أبْصر الباصرين وَيَا خير الْوَارِثين

وَيَا أرْحم الرَّاحِمِينَ اشفني وترحم عَليّ عيالي فَلم يلبث أَن أبْصر وَمن الرُّؤْيَا المعبرة عَن ابي طيب قَالَ كَانَ بِي طرش عشر سِنِين فَأتيت مَدِينَة النَّبِي ونمت فرايته فِي الْمَنَام فَقلت يَا رَسُول الله أَنْت قلت من سَأَلَ لي الْوَسِيلَة وَجَبت لَهُ شَفَاعَتِي فَقَالَ عافاك الله مَا هَكَذَا قلت وَلَكِن قلت

من سَأَلَ لي من عِنْد الله الْوَسِيلَة وَجَبت لَهُ شَفَاعَتِي قَالَ فَاسْتَيْقَظت من مَنَامِي وَقد ذهب عني الطرش ببركة قَوْله لي عافاك الله وَعَن ابي عبد الله بن الْجلاء قَالَ كَانَ بِي فاقة فَأتيت مَدِينَة النَّبِي وَتَقَدَّمت إِلَى قَبره وسلمت عَلَيْهِ وعَلى صَاحِبيهِ فَقلت يَا رَسُول الله بِي فاقة وَأَنا اليلة ضيفك ثمَّ نمت فَرَأَيْت النَّبِي فِي مَنَامِي وناولني رغيفا فَأكلت بعضه ثمَّ استيقظت وَبَاقِيه فِي كفي

ويروى أَن رجلا رَآهُ فِي الْمَنَام وَكَانَ عَلَيْهِ دين فَشَكا إِلَيْهِ حَاله فَقَالَ لَهُ النَّبِي اذْهَبْ إِلَى عَليّ بن عِيسَى وَقل لَهُ يدْفع إِلَيْك مَا تصلح بِهِ أَمرك فَقَالَ يَا رَسُول الله بِأَيّ عَلامَة قَالَ قل لَهُ رَأَيْتنِي فِي الْبَطْحَاء وَكنت على نشر من الأَرْض فَنزلت وجئتني فَقلت ارْجع إِلَى مَكَانك فَأَتَاهُ الرجل واخبره بالعلامة وَكَانَ عَليّ بن عِيسَى قدعزل من الوزارة فَردَّتْ اليه بعد رُؤْيا النَّبِي وَقَالَ لَهُ ارْجع إِلَى مَكَانك ثمَّ إِنَّه اطلق لَهُ ارْبَعْ مائَة دِينَار وَقَالَ اقْضِ بهَا دينك وَهَذِه ارْبَعْ مائَة دِينَار اجْعَلْهَا لَك راس مَال وَمن رأى النَّبِي

ص: 272

وَكَانَ طَالب حج فَإِنَّهُ يحجّ وَإِذا رَآهُ مُعسر يسر الله عَلَيْهِ أمره

الْمَلَائِكَة وَأما عَامَّة الْمَلَائِكَة فَإِن رؤياهم نصْرَة لأهل ذَلِك وَمن رأى الْمَلَائِكَة وَهُوَ يخافهم فَإِنَّهُ يَقع فِي فتْنَة ومخاصمة وَحرب يَقع بِتِلْكَ الأَرْض وَمن رأى الْمَلَائِكَة فِي صُورَة النِّسَاء فَإِنَّهُ يشْهد بالزور لقَوْله تَعَالَى (وَجعلُوا الْمَلَائِكَة الَّذين هم عباد الرَّحْمَن إِنَاثًا اشْهَدُوا خلقهمْ ستكتب شَهَادَتهم ويسئلون) وَمن راى نَفرا يَسِيرا من الْمَلَائِكَة ينزل فِي مَكَان فَإِن هُنَاكَ جَبَّار يهْلك أَو يخذل وَمن رأى الْمَلَائِكَة تبشره بِغُلَام أَتَاهُ ولد ذكر عَالم لقَوْله تَعَالَى (إِنَّمَا أَنا رَسُول رَبك لأهب لَك غُلَاما زكيا) وَمن رأى أَنه ينظر إِلَى الْمَلَائِكَة فَإِنَّهُ يصاب بولده لقَوْله تَعَالَى (يَوْم يرَوْنَ الْمَلَائِكَة لَا بشرى يَوْمئِذٍ للمجرمين وَيَقُولُونَ حجرا مَحْجُورا) وَمن رأى الْمَلَائِكَة دخلو دَاره دخل عَلَيْهِ لص وَمن رأى الْمَلَائِكَة تلعنه فَإِنَّهُ رَقِيق الدّين لقَوْله تَعَالَى (اولئك عَلَيْهِم لعنة الله وَالْمَلَائِكَة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ) وَمن راى كَأَنَّهُ يُجَامع الْمَلَائِكَة فَإِنَّهُ يَمُوت لِأَن الِاجْتِمَاع بهم مُفَارقَة الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ إِذا جَامعه ملك فَإِنَّهُ يَمُوت وَمن رأى ملكا فِي صُورَة صبي فَإِنَّهُ فِي أَمر مستانف وَإِن رَآهُ شَابًّا فَإِنَّهُ يدل على الزَّمن الْحَاضِر وَإِن رأى الْملك فِي صُورَة شيخ فَإِنَّهُ يدل على أَمر مَاض وَمن رأى كَأَنَّهُ صَار ملكا فَإِنَّهُ يصير كَاهِنًا أَو عرافا أَو غمازا وَذَاكَ لِأَن العرافين والغمازين يكرمون كَمَا تكرم الْمَلَائِكَة وَمن رأى الْمَلَائِكَة تنزل فِي الْمَقَابِر مَاتَ هُنَالك الصالحون

وَإِن رَآهُمْ فِي السُّوق فَهُوَ دَلِيل بخس الموازين وَإِن الَّذِي رأى كَأَنَّهُ صَار ملكا من بَيت

ص: 273

الامارة فَإِنَّهُ ينَال الْملك لتحوله إِلَى هَذَا الِاسْم وَإِلَّا إِن الْمَلَائِكَة قادرون على الاحسان والإساءة وَكَذَلِكَ الْمُلُوك

مَالك خَازِن النَّار وَمن رَآهُ فَإِنَّهُ يحضر بَين يَدي شَرطه فَإِن رَآهُ مُتَبَسِّمًا نجا من الشرطة والسجن لِأَن مَالك سجان وَالنَّار مجْلِس الصغار وَإِن رأى هَذِه الرُّؤْيَا مَرِيض فَإِنَّهُ يخْشَى عَلَيْهِ الْمَوْت رُؤْيا مُوسَى عليه السلام يدل على هَلَاك الْجَبَابِرَة فِي تِلْكَ السّنة وَمن رَآهُ وَكَانَ فِي حَرْب نصر وَكَذَلِكَ رُؤْيا هَارُون

الْمُصحف فِي الْمَنَام تعبر بالملوك والقضاة من الْمُسلمين الَّذين يعتمدعليهم فِي أُمُور الدّين فَمن رأى الْمُصحف قد عدم أَو احْتَرَقَ أَو غسل فَإِن ملكا أَو قَاض يَمُوت وَمن رأى سُلْطَانا يكْتب مُصحفا فَإِنَّهُ يظْهر الْعدْل وينصر الشَّرْع وَإِذا كتب القَاضِي مُصحفا فِي الْمَنَام فَإِنَّهُ يكون بَخِيلًا بِالْعلمِ وألجاه والعالم إِذا رأى كَأَنَّهُ يكْتب مُصحفا فَإِنَّهُ يكون قَلِيل الْحِفْظ والفهم وَإِذا رأى النجار فِي مَنَامه كَأَنَّهُ يكْتب مُصحفا فَإِنَّهُ يكْسب مَالا

وَإِذا رأى ملكا أَو رُؤِيَ لَهُ كَأَنَّهُ بلع مُصحفا فَإِنَّهُ يَمُوت

وَإِن بلع الْمُصحف قَاض فَإِنَّهُ يقبل الرشاوي والبارطيل وَالْملك إِذا. . الْمُصحف فَإِنَّهُ يخرج من بَلَده وَإِن محاه شَاهد وقف عَن الشَّهَادَة وَمن حمل الْمُصحف أَو اشْتَرَاهُ فَإِنَّهُ يعْمل بأحكامه وَمن قرا الْمُصحف على النَّبِي فِي مَنَامه فَإِنَّهُ يحفظ الْقُرْآن وَمن أكل ورق الْمُصحف أَو سطوره وَهُوَ من عَامَّة النَّاس فَإِنَّهُ ياكل تِلَاوَة الْقُرْآن

الْمَطَر فِي الْمَنَام يعبر بالقافلة

وتعبر الْقَافِلَة بالمطر

والمطر إِذا كَانَ عَاما فَهُوَ خصب وَرَحْمَة لقَوْله تَعَالَى (فأحيينا بِهِ بَلْدَة مَيتا) قَالَ سُبْحَانَهُ (وَيحيى الأَرْض بعد مَوتهَا)

والمهموم إِذا رأى الْمَطَر فرج عَنهُ وَإِذا

ص: 274

نزل الْمَطَر بدار خَاصَّة فَإِنَّهُ جدري وخصبا لقَوْله تَعَالَى (إِن كَانَ بكم أَذَى من مطر) وَقَالَ ابْن سِيرِين لَيْسَ فِي كتاب الله فَرح فِي لفظ الْمَطَر لقَوْله (وأمطرنا عَلَيْهِم مَطَرا فسَاء مطر الْمُنْذرين) وَأما لفظ المَاء من السَّمَاء فَإِنَّهُ غياث وَرَحْمَة لقَوْله تَعَالَى (وأنزلنا من السَّمَاء مَاء مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جنَّات وَحب الحصيد) وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة كلما نزل من السَّمَاء كلما يسْتَحبّ نَوعه وَأَصله المَاء فَهُوَ خير وخصب

وَقَالَت النَّصَارَى الْمَطَر يدل على الرَّحْمَة خَاصّا كَانَ أَو عَاما

وَإِذا مطرَت الأَرْض فَهُوَ عَذَاب لِأَنَّهُ من آيَات مُوسَى الَّذِي ابتلى الله بهَا بني اسرائيل

وَكَذَلِكَ مطر الْحِجَارَة لقَوْله تَعَالَى (وامرطنا عَلَيْهِم حِجَارَة من سجيل) وَقَالَ ارطاميدورس الْمَطَر إِذا كَانَ بِلَا اضْطِرَاب فِي الْهَوَاء فَهُوَ دَلِيل خير وخصب وَلَا يحمد الْمَطَر للْمُسَافِر لِأَنَّهُ يدل على عَاقِبَة وَكَذَلِكَ من صنيعته تَحت الْهَوَاء وَالشَّمْس وَرَأى الْمَطَر فَهُوَ دَلِيل بطالته

والفلاح إِذا رأى الْمَطَر فَهُوَ بِشَارَة بخصب يَنَالهُ والمطر إِذا كَانَ رملا غَالِبا أَو تُرَابا فَهُوَ ظلم من السُّلْطَان للرعية وَقيل إِن كَانَ الْمَطَر ينزل من السَّمَاء غُبَار فَهُوَ خصب

وَإِذا كَانَ الْمَطَر سمنا اوعسلا أَو مَا يسْتَحبّ نَوعه من الثِّمَار فَهُوَ دَلِيل خصب لجَمِيع النَّاس

المنارة فِي الْمَنَام خَادِم فمهما رأى فِيهَا من نقص أَو زِيَادَة فَهُوَ فِي الْخَادِم وَقيل رَأس المنارة رَأس الخدم وَقد تكون المنارة امراة

المسرجة فِي الْمَنَام إِذا كَانَت صفراء فَهِيَ خير ثَابت وَإِن كَانَت فخار فَهِيَ أقل من ذَلِك

والسراج دَلِيل شَرّ لمن أَرَادَ أَن يخفي أمره لِأَنَّهُ إِذا أوقد فِي مَكَان أظهر مَا كَانَ قد خَفِي

الموج فِي الرُّؤْيَا دَلِيل شدَّة وَعَذَاب لقَوْله تَعَالَى (وَإِذا غشيهم موج

ص: 275

كالظلل دعوا الله مُخلصين لَهُ الدّين) وَذَلِكَ لشدَّة نزلت بهم

ص: 276

المشمش فِي الْمَنَام: دَنَانِير إِذا كَانَ أَوَانه فِي غير أَوَانه مرض وشحم المشمش رجل مستقام لَا ينْتَفع بِهِ وَقيل إِنَّه طَلَاق الزَّوْجَة شحيح فِي أَهله شُجَاع فِي نَفسه

وَإِذا كَانَت شَجَرَة المشمش موقرة بحملها فَهُوَ رجل صَاحب مَال

فَإِن رأى حملهَا أخضرا فَإِنَّهَا تدل على الدَّرَاهِم وَإِن كَانَ أصفر فَهُوَ دَنَانِير وَمن أكل مشمشا اخضرا فَإِنَّهُ يتَصَدَّق بِدَنَانِير ويبرء من مرض وَإِن أكل مشمشاً أصفرا فَإِنَّهُ ينْفق مَالا فِي مَرضه إِذا كَانَ فِي غير حِينه وَمن راى كَأَنَّهُ كسرغصنا من شَجَرَة غير مثمرة فَإِنَّهُ يُخَاصم قرَابَة أَو صديقا وَمن اصلح شَيْئا من الزَّرْع أَو الشّجر فَإِنَّهُ يُؤَدِّي الْأَمَانَة وَقيل شَجَرَة المشمش رجل قَلِيل الدّين لِأَن الصُّفْرَة مرض، وَالْمَرَض نفاق وَقيل شَجَرَة المشمش امراة موسرة فِي يَدهَا مِيرَاث وَمن جنى مِنْهَا شَيْئا فِي الْمَنَام تزوج بهَا وَقَالَ ارطاميدورس كل شَجَرَة تجنى فِي وَقتهَا فَهِيَ لذاذة وخديعة مَا خلا التوت وَفِي غير وَقتهَا تَعب وباطل المنادى فِي الْمَنَام سفر بعيد لمن سَمعه لقَوْله تَعَالَى (اولئك ينادون من مَكَان بعيد) الموز فِي الرُّؤْيَا رجل كريم حسن الْخلق وَإِن نبت فِي دَار ولد لصَاحِبهَا ابْن

وَمن راى أَنه يَأْكُلهُ نَالَ مَالا من شركَة أَو من رجل أعجمي وَهُوَ للتاجر مَال وللزاهد دين

والمرزنجوش فِي الرُّؤْيَا صِحَة جسم من شمه فِي مَنَامه فِي ذَلِك الْعَام وَمن غرس مرزنجوشا ولد لَهُ ولد صَحِيح الْجِسْم

المنثور فِي الْمَنَام ولد يَمُوت طفْلا وَفَرح لَا يَدُوم أَو ولايه تَزُول أَو امْرَأَة تفارق أَو تِجَارَة تنْتَقل وَذَلِكَ لاسمه وَقلة بَقَائِهِ

الْمِنْبَر فِي الْمَنَام ولَايَة وقهر عَدو

ص: 277

وَمن رقاه وَكَانَ أَهلا للولاية أَو الْعلم وَمن رقا منبرا وَهُوَ من الْفُسَّاق وَلَا قَرَأَ شَيْئا من الْعلم وَلَا هُوَ من بَيت الْإِمَارَة فليحذر من الصلب وَرُبمَا كَانَ الْمِنْبَر لمن مرقاه وخطب بِالنَّاسِ خطْبَة تزوج بهَا وَرُبمَا اشْتهر بِشَيْء يذل بِهِ وَإِذا رَأَتْ الْمَرْأَة كَأَنَّهَا تخْطب على مِنْبَر فَإِنَّهَا تشتهر بفضيحة وَالسُّلْطَان إِذا رقا منبرا دَامَ ملكه وقهر أعداءه

المجمرة فِي الرُّؤْيَا جَارِيَة أديبة أَو غُلَام أديب وكل من صَاحبهَا نَالَ مِنْهَا ثَنَاء حسنا

الملحفة هِيَ امْرَأَة صَاحب الرُّؤْيَا أَو قيمَة بَيِّنَة فَمن رأى كَأَنَّهُ نَام فِي ملحفة فَإِنَّهُ ينَال امْرَأَة حَسَنَة لقَوْله تَعَالَى (يَا أَيهَا النَّبِي قل لِأَزْوَاجِك وبناتك وَنسَاء الْمُؤمنِينَ يدنين عَلَيْهِنَّ من جلابيبهن) يُرِيد من ملاحفهن وَمن رأى كَأَنَّهُ لبس ملحفة حَمْرَاء ألْقى قتالا بِسَبَب امْرَأَة

الممطر فِي الْمَنَام قُوَّة من السُّلْطَان وَاسم صَالح لِأَنَّهُ اوسع للنَّاس وُقُوفه وَكَذَلِكَ الِاسْم الصَّالح يَعْلُو جَمِيع الْأُمُور وَهُوَ وقاية للثياب بِسَبَب صِفَاته وعلوه عَلَيْهَا وَمن لبس ممطرا وَحده فَإِنَّهُ يفْتَقر ويعيش فِي النَّاس بالتجمل وَالذكر الْحسن

الملحم فِي الْمَنَام امْرَأَة أَو ولد أَو ملحمة قتال

المسلخ فِي الْمَنَام دَار عَذَاب وظلم وسجن فَمن دخل مسلخا فليحذر من السجْن أَو من حُضُور بَين يَدي الشرطة

المعانقة فِي الْمَنَام تدل على طول الْحَيَاة وَمن عانق مَيتا طَال عمره، وَإِن عانقه الْمَيِّت وَلم يفلته خصباً فَإِن الْحَيّ يَمُوت وَمن عانق انسانا يعرفهُ فَإِنَّهُ يخالطه وَمن عانق عدوه فَإِنَّهُ يصالحه أَو يقطع عداوته وَقيل المعانقة كَلَام حسن جَوَابه مثله

الْمَرَض فِي الْمَنَام نفاق لقَوْله تَعَالَى (لَئِن لم ينْتَه المُنَافِقُونَ وَالَّذين فِي قُلُوبهم مرض)

ص: 278

أَي نفاق

وَمن راى كَأَنَّهُ مَرِيض نقص دينه وَصَحَّ جِسْمه فِي ذَلِك الْعَام وَمن رأى من الْمُحَاربين كَأَنَّهُ مَرِيض فَإِنَّهُ يجرح لقَوْله تَعَالَى (وَإِن كُنْتُم مرض) يَعْنِي جرحى وَإِن رأى رجل كَأَن امْرَأَته مَرِيضَة نقص دينهَا وَصَحَّ جسمها وَالْمَرِيض إِذا تمزج بالدسم وَرَأى كَأَنَّهُ رَاكب خنزيراً أَو بَعِيرًا أَو ثورا خشِي عَلَيْهِ الْمَوْت وَإِذا أنْشد الْمَرِيض شعرًا يكون فِيهِ ذكر الْفِرَاق أَو قَرَأَ آيَة يكون فِيهَا ذكر الْمَوْت

وَكَذَلِكَ إِذا دخل عَلَيْهِ شخص اسْمه مُوسَى أَو عِيسَى أَو راحيل أَو مُسَافر فَإِنَّهُ يَمُوت وَإِن رأى يعِيش أَو سَالم أَو يحيى فَإِنَّهُ يعِيش وَيسلم من مَرضه والطفل الْمَرِيض إِذا رأى أَنه قد شفى فَإِنَّهُ يَمُوت لِأَن مَوته رَاحَته من الدُّنْيَا

وَإِذا رأى الْمَرِيض أَنه محرم فَإِنَّهُ يَمُوت وَالْمَرِيض إِذا اعْتِقْ عبدا فَإِنَّهُ يَمُوت لِأَن الْمَيِّت لَا حكم لَهُ على أحد وَمن راى النَّاس كلهم مرضى وَلَا لَهُم من يمشي فِي حوائجهم فَإِن الْبَلَد (

.) وَإِذا رأى الْمَرِيض خَادِمًا مَجْهُولا أَو أمردا ضرب عُنُقه فَإِنَّهُ يَمُوت لِأَن الْخَادِم وَالصَّبِيّ بِمَنْزِلَة ملك الْمَوْت الَّذِي يَأْخُذ روحه

وَإِذا رأى الْمَرِيض سمنا أَو طولا أَو عرضا بجسده فَإِنَّهُ يبرأ من مَرضه

وَإِن رأى الْمَرِيض كَأَنَّهُ صعد جبلا أَو شَجَرَة عاليه فَإِنَّهُ يشفى وَذَلِكَ لبعده عَن الأَرْض الَّذِي يغيب فهيا

وَقَالَت النَّصَارَى من رأى كَأَنَّهُ مَرِيض قهر أعداءه وعاش هنيا ونال مَالا عَظِيما وَطَالَ عمره ونال سُرُورًا وَقَالَ ارطاميدورس: من رأى كَأَنَّهُ مَرِيض وَهُوَ فِي شدَّة فَإِنَّهُ ينجو لِأَن الْمَرَض يذهب الشدَّة وَأما لسَائِر النَّاس فَإِنَّهُ يدل على البطالة

وتدل فِي الْأَغْنِيَاء على الْحَاجة لِأَن كل مَرِيض مُحْتَاج وَالْمُسَافر إِذا رأى كَأَنَّهُ مَرِيض وقف

ص: 279

سَفَره أَو بَطل وَمن رأى كَأَنَّهُ مَرِيض وَله شَهْوَة أَو حَاجَة فَإِنَّهَا تتعسر لِأَن الْأَطِبَّاء يمكنون المرضى من الشَّهَوَات

وَمن رأى شخصا يعرفهُ كَأَنَّهُ مَرِيض فَإِن الْمَرَض يعرض لَهُ

وَإِن كَانَ الشَّخْص الَّذِي رأى كَأَنَّهُ مَرِيض غير مَعْرُوف فَإِن الْمَرَض يرجع إِلَى صَاحب الرُّؤْيَا

وَقَالَ جاماسب: من رأى كَأَنَّهُ مَرِيض صَحَّ جِسْمه

وَإِذا راى الْمَرِيض كَأَنَّهُ خرج من دَاره صامتا لَا يتَكَلَّم فَإِنَّهُ يَمُوت وَإِن خرج يسلم على النَّاس فَإِنَّهُ يشفى من الْمَرَض وَإِذا رأى الْمَرِيض كَأَنَّهُ تزوج فَإِنَّهُ يَمُوت لِأَن المتزوج يتشيع إِلَى الْمنزل كَمَا تتشيع الْجِنَازَة إِلَى الْمقْبرَة

وَإِذا رأى الْمَرِيض كَأَنَّهُ نَائِم على حافة قَبره فَإِنَّهُ يَمُوت

وَكَذَلِكَ إِن ارْتقى فِي سلم

وَإِن خرج من دَار الْمَرِيض طبق مخمر لَا يدْرِي مَا تَحْتَهُ فَإِن الْمَرِيض يَمُوت

وَكَذَلِكَ إِذا سقِِي خردلا أَو شَيْئا مرا أَو شرب كأس خمر فَإِنَّهُ يشرب كأس الْمنية وَكَذَلِكَ إِن نَام وَالنَّاس يودعونه فَإِنَّهُ يَمُوت وَهَذَا بَاب وَاسع يطول شَرحه فقس عَلَيْهِ ترشد

المقعد فِي الْمَنَام رجل ضَعِيف فَمن رأى كَأَنَّهُ مقْعد وَرَأى إنْسَانا سقَاهُ مَاء فَإِنَّهُ ينَال مَالا يَسْتَعِين بِهِ على حرفته من الَّذِي سقَاهُ

الْمِيزَان فِي الرُّؤْيَا يعبر بِالْقَاضِي فَإِذا رأى كَأَن قَائِما حديدا كَانَ القَاضِي فِي ذَلِك الْمَكَان فَقِيها قَوِيا

وكفة الْمِيزَان فِي الْمَنَام سمع القَاضِي وَالدَّرَاهِم بِمَنْزِلَة الْخُصُومَات الَّتِي تجمع فِي كفة الْمِيزَان كَمَا تجمع الْكَلَام فِي سمع القَاضِي

والصنجات بِمَنْزِلَة الْعُدُول الَّذِي بهم يحصل الْفَصْل وَمن رأى ميزانا نزل من السَّمَاء فَإِنَّهُ طَالب حق لقَوْله تَعَالَى (لقد أرسلنَا رسلنَا بِالْبَيِّنَاتِ وأنزلنا مَعَهم الْكتاب وَالْمِيزَان ليقوم النَّاس بِالْقِسْطِ) الْمَوْت فِي الْمَنَام

ص: 280

على وُجُوه كَثِيرَة مِنْهَا

أَنه نقص فِي الدّين لقَوْله تَعَالَى (إِنَّك لَا تسمع الْمَوْتَى وَمَا أَنْت بمسمع من فِي الْقُبُور) فسماهم لضلالتهم وَمن رأى كَأَنَّهُ مَاتَ وَلم يرى لمَوْته آلَة الْمَوْت كالغسل والكفن وَغَيره فَإِن ذَلِك يدل على هدم حَائِط أَو كسر خَشَبَة فِي الدَّار الَّتِي مَاتَ فِيهَا

وَإِن رأى آلَة الْمَوْت فَذَلِك زِيَادَة نقص فِي دينه

وَقيل الْمَوْت سفر ونقلة لِأَن كل ميت لَا بُد لَهُ من نقلة

وَقيل الْمَوْت فقر إِذا كَانَ الْمَيِّت عُريَانا وَمن مَاتَ وَدفن فَإِنَّهُ يَمُوت بِلَا تَوْبَة فَإِن خرج من قَبره فَإِنَّهُ يَتُوب وَمن رأى كَأَنَّهُ مَاتَ وَحمل على أَعْنَاق الرِّجَال وَلم يدْفن فَإِنَّهُ يقهر أعداءه وَإِن كَانَ أَهلا للولاية نالها وَتَكون ولَايَته على نَاس بِقدر من تبعه فِي جنَازَته

وَمن راى كَأَنَّهُ عَاشَ بعد مَوته فَإِنَّهُ يَتُوب بعدغفلته

وَإِن كَانَ كَافِرًا أسلم لقَوْله تَعَالَى (وكنتم أَمْوَاتًا فأحياكم) بعد ضَالِّينَ فَهدَاكُم وَقيل من عَاشَ بعد مَوته فَإِنَّهُ يَسْتَغْنِي بعد فقر لما جرى على ألسن النَّاس فلَان قد عَاشَ بعد أَن كَانَ مَيتا وَمن رأى مَيتا فَأخْبرهُ أَنه لم يمت فَإِنَّهُ فِي مقَام الشُّهَدَاء منعم فِي الْآخِرَة لقَوْله تَعَالَى (وَلَا تحسبن الَّذين قتلوا فِي سَبِيل الله أَمْوَاتًا بل أَحيَاء) وَمن رأى كَأَنَّهُ حمل مَيتا على غير صفة حمل الْأَمْوَات فَإِنَّهُ ينَال مَالا حَرَامًا

فَإِن حمله كَمَا تحمل الْأَمْوَات فَإِنَّهُ يخْدم سُلْطَانا

وَمن رأى كَأَنَّهُ ميت مَعَ الْأَمْوَات فَإِنَّهُ يخالط قوما فاسقين

وَإِذا رأى الْمَيِّت مَرِيضا فَإِنَّهُ مسئول عَن أُمُور دينه فِيمَا بَينه وَبَين الله تَعَالَى وَمن رأى مَيتا مَعْرُوفا قد مَاتَ وَلم يكن لمَوْته بكاء وصراخ فَإِن شخصا من عقبه يَمُوت وَمهما أخبر الْمَيِّت من خير وَهُوَ

ص: 281

مَشْغُول عَن الْبَاطِل وَإِن أخبر الْمَيِّت بِشَيْء وَلم يكن فَإِن ذَلِك من الأضغاث وَمن رأى زَوجته مَاتَت نَالَ فَائِدَة من زرع وَإِن لم يكن لَهُ زرع فبسببه

وَمن رأى كَأَنَّهُ مَاتَ فَإِنَّهُ يُفَارق شَرِيكه أَو زَوجته أَو أَخَاهُ بسفر أَو مخاصمة لِأَن الْمَيِّت لَا يكون مَعَ الْحَيّ وَمن راى كَأَنَّهُ يحيي الْمَوْتَى فَإِنَّهُ يدبغ الْجُلُود أَو يُفِيد الضُّعَفَاء وَالْمَسَاكِين وَمن وجد مَيتا أصَاب مَالا وَمن رأى مَيتا جَاءَ إِلَيْهِ وَأقسم أَنه لَا يروح إِلَّا بِهِ واخذه وَدخل بِهِ إِلَى بَيت مَجْهُول بعيد عَن الْجِدَار فَإِن الْحَيّ يَمُوت

وَإِن خرج من الْمَكَان هَارِبا فَإِنَّهُ يمرض ويشرف على الْمَوْت وينجو

وَإِذا أخبر ميت حَيا أَنه لَا حق بِهِ إِلَى وَقت مَعْلُوم فَإِن الْيَوْم قد يكون شهرا والشهر عَاما وَالْعَام عشرَة وَمن رأى كَأَنَّهُ يمشي فِي آثر ميت فَإِنَّهُ يَقْتَدِي بسيرته أَو يعِيش كَمَا عَاشَ ذَلِك الْمَيِّت وَمن نكح مَيتا مَعْرُوفا أَو مَجْهُولا فَإِنَّهُ يظفر بحاجة لم يكن يرجوها أَو يصل أحدا من عقب الْمَيِّت بفائدة وَمن نكح مَحَارمه من الْأَمْوَات فَإِنَّهُ يصلهم ببر واحسان وَمن رأى مَيتا يعرفهُ نَائِم على فرَاش فَإِنَّهُ منعم فِي الْآخِرَة وَمن نبش قبر ميت يعرفهُ فَإِنَّهُ يَقْتَدِي بسيرة ذَلِك الْمَيِّت فِي علم كَانَ يحصله أَو مَال وَإِن وصل فِي نبشه إِلَى الْمَيِّت ووجده مَيتا فَلَا خير فِي مقْصده

وَإِن النَّاس أَحَي هُوَ أم ميت فَإِن الْأَمر الَّذِي هُوَ طَالبه ملتبس بَين حمد وذم

وَمن رأى كَأَنَّهُ فِي نزاع الْمَوْت فَإِنَّهُ ظَالِم لنَفسِهِ أَو لغيره لقَوْله تَعَالَى (وَلَو ترى اذ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَات الْمَوْت وَالْمَلَائِكَة باسطوا أَيْديهم أخرجُوا أَنفسكُم الْيَوْم تُجْزونَ عَذَاب الْهون) الاية

وَإِن رأى مَمْلُوك كَأَنَّهُ قد مَاتَ فَإِنَّهُ يعْتق لِأَن الْمَيِّت لَا كلفة عَلَيْهِ وَلَا خدمَة وَإِذا

ص: 282

رأى الْغَائِب الْمُسَافِر كَأَنَّهُ قد مَاتَ فَإِنَّهُ يقدم من سَفَره لِأَن الْمَيِّت لَا بُد لَهُ من نقلة وَمهما أَخذ الْإِنْسَان من الْمَيِّت فِي الْمَنَام فَهُوَ خير مِمَّا يُعْطِيهِ إِلَّا أَن يَأْخُذ الْمَيِّت مَا يدل على الْهم كَالثَّوْبِ الْخلق أَو شَيْئا مرا أَو صفر فَإِنَّهُ ذهَاب الْمَرَض والهم عَن الْحَيّ وَكَذَلِكَ إِذا أخذت الْمَيِّت عدوا يخافه الْحَيّ

وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة: أَن شخصا رأى فِي مَنَامه كَأَنَّهُ مَاتَ ثمَّ عَاشَ بعد مَوته فَعرض لَهُ بعد ذَلِك أَنه نزل فِي جب وأشرف على الْمَوْت من الكرب ثمَّ يخَاف كَانَت حَيَاته خُرُوجه من الْجب وَإِذا أخبر الْمَيِّت بِشَيْء فَلَيْسَ بِشَيْء وَهُوَ اضغاث أَحْلَام لِأَنَّهُ مَشْغُول عَن الْبَاطِل وَأَن أخبر بِحَق فَلَا يكون إِلَّا كَمَا قَالَ لِأَنَّهُ مَأْمُور بِهِ وَأما صَلَاة الْمَيِّت فَإِنَّهَا دَلِيل خير لَهُ وَلمن هُوَ من عقبه

المها فِي الْمَنَام رجل رَئِيس كثير الْعِبَادَة معتزل عَن السّنة وَمن وجد عين المها نَالَ امْرَأَة سَمِينَة جميلَة وَهِي قَصِيرَة الْعُمر وَمن رأى رَأسه تحول رَأس المها نَالَ رئاسة وغنيمة وَولَايَة على نَاس غرباء وَمن رأى كَأَنَّهُ صَار إبِلا فَإِنَّهُ يعتزل الْجَمَاعَة وَيدخل فِي بِدعَة

المقلوب من الرُّؤْيَا مِثَال ذَلِك أَن يرى الْإِنْسَان كَأَنَّهُ تحول من منزله فَإِنَّهُ يُسَافر وَرَأى كَأَنَّهُ يُسَافر فليتحول

والعجلة فِي الْمَنَام نَدم

والندم عجلة والطعن طاعون

والطاعون طعن والمحبة بغضة والبغضة محبَّة وَأكل التِّين نَدم والندم أكل التِّين وَهدم الدَّار موت

وَالْمَوْت هدم الدَّار

والنواح زمر وَالزمر نواح

والسيل عَدو والعدو سيل

وَالْجَرَاد جند والجند جَراد

والحزن فَرح والفرح حزن

والضحك بكاء والبكاء ضحك والراس رَئِيس والرئيس رَأس

وَالْولد كبد والكبد ولد

ص: 283

والقبر سجن والسجن قبر

وَالْبِنْت للحامل ابْن وَالِابْن لَهَا بنت وَالْمَرْأَة دنيا وَالدُّنْيَا امْرَأَة والغنى فقر والفقر غنى

وَالْأَرْض أم وَالأُم ارْض والمخاصمة مصالحة والمصالحة مخاصمة وَمن هوى من مَكَان عَال فَإِن الله عَلَيْهِ غَضْبَان وَمن رأى الله غضبانا فَإِنَّهُ يهوي من مَكَان عَال لقَوْله تَعَالَى (وَمن يحلل عَلَيْهِ غَضَبي فقد هوى) وَهَذَا كثير فقس عَلَيْهِ

الْمسك فِي الْمَنَام ولد وَقيل الْمَرْأَة

المعلف فِي الرُّؤْيَا عز وَقُوَّة لمن رَآهُ فِي دَاره وَقيل المعلف امْرَأَة فَمن رأى على معلفه دابتين فَإِن امْرَأَته تصاحب محبوبين

المداس مَذْكُور فِي حرف النُّون يُسمى نعلا

الْمِيَاه فِي الْمَنَام على وُجُوه قَالَ الْمُسلمُونَ: المَاء الكدر عسر وهم من قبل من ينْسب المَاء إِلَيْهِ وَقيل المَاء الكدر سُلْطَان جَائِر وَمن اغْتسل من مَاء كدر وَخرج مِنْهُ خرج من هم وَالشرب مِنْهُ فِي الْمَنَام مرض وَالْعَبْد إِذا رأى مَاء كدرا فِي نهر فَإِن مَوْلَاهُ يتهدده وَمن رأى مَاء كدرا سَالَ إِلَى دَاره فأتلف فِيهَا شَيْئا ناله ضَرَر من أعدائه

فَإِن سد مجْرى المَاء قطع عداوته وَالْمَاء الْوَاقِف حبس وَكلما كَانَ المَاء صافيا فَهُوَ صفاء عَيْش شَاربه وَالْمَاء المالح نقص فِي الْمَعيشَة

وَكَذَلِكَ المَاء الراكد وَقيل المَاء الراكد حبس لمن دخله وَلم يخرج مِنْهُ وَالْمَشْي على المَاء قُوَّة يَقِين إِذا كَانَ فِي كَلَام صَاحب الرُّؤْيَا يدل على الْبر إِلَّا فَإِن الْمَشْي على المَاء غرور وَأمر لَا يثبت وَقيل الْمَشْي على المَاء استبانة أَمر قد خَفِي وَالْمَاء الْجَارِي سفر لمن رَآهُ أَو دخل فِيهِ

المَاء الصافي حَيَاة طيبَة وعيشة صَافِيَة لمن شربه أَو اغْتسل فِيهِ وَهُوَ شِفَاء من مرض وَمن رأى كَأَنَّهُ وَقع فِي مَاء صافي نَالَ سُرُورًا سرعَة وَمن طلب قَرَار المَاء وَلم يجده فَإِنَّهُ

ص: 284

يتَحَوَّل لِأَن الدُّنْيَا مَالهَا قَرَار وَقيل إِنَّه يَقع فِي أَمر رجل كَبِير لقَوْله تَعَالَى (إِن الله مبتليكم بنهر) وَالْمَاء الْمُتَغَيّر فِي الْمَنَام عَيْش نكد وَالْمَاء الْحَار عَذَاب لقَوْله تَعَالَى (وَسقوا مَاء حميما فَقطع أمعاءهم) وبالليل فزع من الْجِنّ وَالْمَاء الْأَمر فِي الرُّؤْيَا عَيْش مر وَمن صب المَاء فِي مَوضِع ينفع أنْفق مَالا فِي مصلحَة فَإِن صبه فِي غير نفع فَإِنَّهُ يسرف وَالْمَاء الْأَصْفَر فِي الْمَنَام مرض لشاربه وَمن غَار مَاؤُهُ تَغَيَّرت نعم الله عَلَيْهِ لقَوْله تَعَالَى (أَرَأَيْتُم إِن اصبح ماؤكم غورا) المَاء الْأَخْضَر مرض طَوِيل لطول مكثه وَقيل عَيْش نكد

المَاء الْأسود لَا خير فِيهِ على كل حَال

وَمن رأى كَأَنَّهُ ينْزح مَاء أسودا من بِئْر فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بِامْرَأَة لَا خير فِيهَا وَمن شرب المَاء الْأسود ذهب بَصَره والغرف فِي المَاء الصافي دُخُول فِي مَال كثير وَهَذَا قَول جاماسب وَمن غرق فِي مَاء وطفا تَارَة ويغوص أُخْرَى فَإِنَّهُ يغرق فِي أُمُور الدُّنْيَا وَإِذا غرق الْكَافِر فِي الْبَحْر فَإِنَّهُ يسلم لقَوْله تَعَالَى (حَتَّى إِذا أدْركهُ الْغَرق قَالَ آمَنت أَنه لَا إِلَه إِلَّا الَّذِي آمَنت بِهِ بَنو إِسْرَائِيل)

الْملح الحلو فِي الْمَنَام مَال بِلَا تَعب وَإِذا رَأَيْت الْملح بَين محاربين أَو متخاصمين فَإِنَّهُم يصطلحون كَقَوْل الشَّاعِر

(بالملح يصلح مَا يخْشَى تغيره

فَكيف بالحلو إِن حلت بِهِ الْغَيْر)

وَإِذا رأى الْإِنْسَان كَأَن أملاح النَّاس فَسدتْ فَإِن الطَّاعُون يحل بذلك الْمَكَان أَو جورا أَو قحطا

الْمَائِدَة فِي الرُّؤْيَا غنيمَة ورفعها انقضاؤها

والمائدة مشورة إِذا كَانَ حولهَا والمائدة دَعْوَة مجابة لقَوْله تَعَالَى (رَبنَا أنزل علينا مائدة من السَّمَاء تكون لنا عيدا لأولنا وأخرنا وَآيَة مِنْك

ص: 285

وارزقنا) وَكَثْرَة الزحمة على الْمَائِدَة كَثْرَة الْعِيَال وَمن مرس طَعَاما فَإِنَّهُ مستخف بِنِعْمَة الله عَلَيْهِ والمائدة إِذا اجْتمع عَلَيْهَا ضدان فَإِنَّهَا دَالَّة على الْحَرْب وَكَيف إِن كَانَ مأكولهم روءساً مشوية أَو هرايسا أَو بقولا فالمائدة ميدان اللِّقَاء والمؤاكلة منافعة ومطاعنة بِالْأَيْدِي كل يتحيل على بَقَاء مهجتة

المغرقة فِي الْمَنَام قهرمانة تجْرِي على يَدهَا نَفَقَة الْأَمْوَال

الْمَدّ فِي الْمَنَام عَدو وَهُوَ مَذْكُور فِي حرف السِّين مُسَمّى سيل

المسمار فِي الْمَنَام اثبات أَمر وَيدل على زواج فَمن رأى كَأَنَّهُ أثبت مسمارا فِي دفة أَو فِي شَيْء مِمَّا يدل على النِّسَاء فَإِنَّهُ يتَزَوَّج والمسامير الْكَثِيرَة قُوَّة وَمَنْفَعَة

والمثقب كالمسمار وَقيل المثقب رجل عَظِيم الذّكر والمبرد يعبر بِاللِّسَانِ وَيدل على الْمُطَالبَة

الْمشْط فِي الْمَنَام رجل نفاع مسلي للهموم وَهُوَ دَلِيل خير لمن أَرَادَ الْمُشَاركَة أَو الْعَمَل مَعَ الدِّيوَان وَذَلِكَ لاتقان أَسْنَانه

وَإِذا كَانَ الْمشْط بكواكب من فضَّة وكواكب من ذهب فهم عُمَّال وكواكب الْفضة عُمَّال خونة وكواكب الذَّهَب عُمَّال صدق لِأَن الذَّهَب قد نزل بِمَنْزِلَة الامانات فِي التَّأْوِيل وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى (وَمن أهل الْكتاب من إِن تأمنه بقنطار يؤده إِلَيْك وَمِنْهُم من إِن تأمنه بِدِينَار لَا يؤده إِلَيْك) وَقيل التسريح بالمشط زَكَاة المَال والمشط فِي الْمَنَام يُفَسر بِرَجُل عَادل وَقَالَت الْيَهُود الْمشْط فِي الْمَنَام سرُور سَاعَة والمشط يُفَسر بالحاكم والطبيب والواعظ

الْمُصَالحَة فِي الْمَنَام تغريم فِي الدّين خير لقَوْله تَعَالَى (وَالصُّلْح خير) وَمن رأى كَأَنَّهُ صَالح إنْسَانا على دين كَانَ قدره مائَة دِرْهَم فاصطلحا على خمسين

ص: 286

فَإِن لَهُ غَرضا وَبَينهمَا كَلَام فِي مَال وَيكون غريما حَلِيمًا وَمن دعِي إِلَى مصالحة إِنْسَان فَإِنَّهُ يدعى إِلَى بر وإحسان سَوَاء عرف من دعِي إِلَى مصالحته أَو لم يعرفهُ

المقارعة فِي الْمَنَام مغالبة فَمن قارع إنْسَانا واصابه الْقرعَة ظفر بغريم وَإِن أَصَابَت الْقرعَة غَرِيمه أصَاب صَاحب الرُّؤْيَا هم لقَوْله تَعَالَى (فساهم فَكَانَ من المدحضين) المنجنيق فِي الْمَنَام لَا خير فِيهِ وَكَذَلِكَ القذافة فيهمَا قذف بِكَلَام عَظِيم وبهتان وَإِن كَانَ الرَّامِي بالمنجنيق سُلْطَانا فَإِنَّهُ يكْتب كتابا فِيهِ كَلَام قَاس إِلَى جِهَة كَانَ رميه إِلَيْهَا المقلاع فِي الرُّؤْيَا كَلَام حق بقساوة إِذا رَأْي فِي الْمَنَام فَمن رمى بِحجر من مقلاع فَإِنَّهُ يسمع كَلَام حق وَفِيه قساوة

وَمن رأى بِيَدِهِ مقلاعا من غير رمي فَإِنَّهُ قد عزم على كَلَام يتَكَلَّم بِهِ فِي أَمر حق وَفِيه قساوة أَيْضا وَقيل المقلاع إِذا لم يرم بِهِ فَإِنَّهُ يدل على تَوْبَة وإقلاع عَن الْمعاصِي وَقَالَت النَّصَارَى من رأى النِّسَاء رمينه فَإِن السَّحَرَة يكيدونه

المجرفة فِي الْمَنَام رجل ثِقَة يَسْتَعِين بِهِ كل أحد

وَمن رأى بِيَدِهِ مجرفة صَار إِلَيْهِ فضل كثير لِأَنَّهَا تجمع التُّرَاب وَغَيره من الأَرْض

قَالَ ارطاميدورس المجرفة تدل على الْمَرْأَة وحركة الْعَمَل والمر خير يصل إِلَى صَاحبه

المحلاج وَحِمَاره شريكان أَحدهمَا صَاحب نفاق وَالْآخر قاسي الْقلب يفرقان بَين الْحق وَالْبَاطِل

الْمرْآة فِي الْمَنَام خيال يُرِيك شَيْئا بِشَيْء وَهِي كالسراب وَمن نظر فِي مرْآة وَله امْرَأَة غَائِبَة قدمت إِلَيْهِ والمرآة تعبر بِالْمَرْأَةِ فَمن رأى كَأَنَّهُ ينظر فِي مرْآة وَله امْرَأَة غَائِبَة عَنهُ قدمت عَلَيْهِ

وَمن نظر فِي الْمرْآة من وَرَائِهَا فَإِنَّهُ يَأْتِي امْرَأَة فِي دبرهَا

ص: 287

اَوْ يحاول امرا من غير وَجهه وَمن راى فِي الْمرْآة صُورَة زَارَهُ صديقه وَإِن كَانَ لَهُ حَامِل وَرَأى صورته فِي الْمرْآة فَإِنَّهُ يبشره بِولد ذكر وَإِن رَأَتْ امْرَأَة صورتهَا فِي مرْآة وَهِي حَامِل بشرت بِجَارِيَة تشببهها وتقابلها فِي بَيتهَا وَجههَا إِلَى وَجههَا وَإِذا رأى المسجون وَجهه فِي وَجه مرْآة فَإِنَّهُ يخرج من السجْن وَمن رأى فرج امْرَأَته فِي الْمرْآة نَالَ فرجا والمرآة الصدئة هم فِي الرُّؤْيَا بِشدَّة وَخَوف والمرآة من الذَّهَب غنى لمن رَآهَا

وَمن نظر وَجهه فِي المَاء أَو فِي الأَرْض فَإِنَّهُ يَمُوت أَو من يعز عَلَيْهِ من أَهله وَإِذا رأى وَال صورته فِي مرْآة فَإِنَّهُ يعْزل

السُّلْطَان إِذا رأى صورته فِي مرْآة فَإِنَّهُ يُسَافر عَن زَوجته وَيجْعَل لَهُ خَليفَة عَلَيْهَا وَرُبمَا عزل عَن سُلْطَانه

المصفاة فِي الْمَنَام خَادِم جليل

المطرقة فِي الْمَنَام تعبر بِصَاحِب الشرطة

وَمن رأى مطرقة وَأَخذهَا صَار إِلَيْهِ صَار إِلَيْهِ فضل كثير

المظلة فِي الْمَنَام سُلْطَان لمن رَآهَا على رَأسه والمعول رجل يجر الْأَمْوَال إِلَى نَفسه والمفتاح نصْرَة على العداة لقَوْله تَعَالَى (نصر من الله وَفتح قريب) وَمن رأى بِيَدِهِ مِفْتَاح خشب فَلَا يودع مَالا لأحد

وَإِن أودعهُ فَإِنَّهُ يجْحَد لِأَن الْخشب نفاق وَمن رأى بِيَدِهِ مفتاحا بِلَا أَسْنَان فَإِنَّهُ يظلم الْيَتِيم وَمن رأى بِيَدِهِ مِفْتَاح الْجنَّة نَالَ نسكا وعلما والمفتاح يدل على دَعْوَة مجابة لقَوْله تَعَالَى (إِن تستفتحوا فقد جَاءَكُم الْفَتْح) أَرَادَ إِن تَدْعُو تجاب دعواتكم وَمن راى بِيَدِهِ مَفَاتِيح كَثِيرَة نَالَ سُلْطَانا عَظِيما لقَوْله تَعَالَى (لَهُ مقاليد السَّمَوَات وَالْأَرْض) يُرِيد سُلْطَان السَّمَوَات وَالْأَرْض والمفاتيح خَزَائِن لِأَن

ص: 288

بهَا تفتح

والمفتاح أَيْضا يعبر بِالْحَجِّ

المكحلة فِي الْمَنَام امْرَأَة صَالِحَة تسْعَى فِي أُمُور النَّاس بإصلاح دينهم وَأَمْوَالهمْ

المكنسة فِي الرُّؤْيَا خَادِم يتقاضى الخدم والمكنسة اللينة خَادِم الخدم فَمن رأى كَأَنَّهُ كنس دَاره وَكَانَ غَنِيا خشِي عَلَيْهِ الْفقر وَقيل كنس الْمنزل يدل على موت مَرِيض فِيهِ أَو تَحْويل الْمِنْشَار يَأْخُذ وَيُعْطِي ويسامح

والمنقار رجل لَا يكتم لَهُ أَمر لشدَّة طمعه والمنقلة رجل ينَال الْأَمْوَال بكد وتعب

والمندفة امْرَأَة متشبعة ووترها رجل ظنان

ومندفة الرِّجَال رجل مُنَافِق مشنع

المنفخة فِي الرُّؤْيَا وَزِير النَّار لِأَن النَّار سُلْطَان

المنجل رجل يفرق مَا بَين الْأَحِبَّة حَيْثُ يَقع من يَقع وَلَا يحابي أحد وَقَالَ ارطاميدورس: المنجل دَلِيل تشَتت لِأَنَّهُ يقسم الْأَشْيَاء وَلَا يجمعها

المزراق فِي الْمَنَام عز وسطوة إِذا كَانَ فِيهِ حَدِيد وَإِن خلا من الْحَدِيد فَهُوَ ولد لَهُ قُوَّة وبأس وتجارة رابحة وَكسب نَافِع وَإِذا رَآهُ الْفَقِير اسْتغنى وَإِن كَانَ غَنِيا ازْدَادَ غناً ونصرة على الْأَعْدَاء وَكَذَلِكَ الحراب

والخناجر المبارزة فِي الْمَنَام مخاصمة وَأكْثر مَا تدل للْعَرَب على الزواج والمبارزة أَيْضا مخادعة

المناجل فِي حرف الْحَاء فِي الْحَصاد

الموسى فِي الْمَنَام ولد ذكر لِأَنَّهُ يحب كَمَا يحب الْوَلَد

وَإِذا قطع بِهِ فَهُوَ انصرام أَمر هُوَ بصدده المهد فِي الْمَنَام هم وحزن أَو حبس لمن نَام فِيهِ أَو دَار ضَيفه وَقيل المهد امْرَأَة مشفقة صَغِيرَة لمن اشْتَرَاهُ وَقيل المهدعلم صَالح لقَوْله تَعَالَى (وَمن عمل صَالحا فلأنفسهم يمهدون) المخاط فِي الْمَنَام ولد لِأَن نوحًا عليه السلام لما أَذَاهُ الفأر فِي السَّفِينَة دَعَا الله تَعَالَى

ص: 289

إِن يستعطس الْأسد فاعطس الْهِرَّة وَهِي أشبه بالأسد وَمن رأى كَأَنَّهُ امتخط بِيَدِهِ على الأَرْض فَإِن امْرَأَته تضع جَارِيَة وتعيش وَإِن امتخط بِيَدِهِ على امْرَأَته فَإِنَّهَا تحمل وتضعه سقطا

وَإِن امتخطت امْرَأَة على زَوجهَا فَإِنَّهَا تضع جَارِيَة

وَمن رأى جَارِيَة تَأْخُذ بمخاطه فَإِنَّهَا تخدعه وَتحمل مِنْهُ وَمن مخط مخاطا كَانَ يُؤْذِيه نجا من هم وَمن رأى كَأَن فِي أَنفه مخاطا فامرأته حُبْلَى وَمن مخط فَأخْرج من أَنفه حَيَوَان فَإِنَّهُ يرْزق ولدا ينْسب إِلَى ذَلِك الْحَيَوَان بخيره وشره مِثَاله: أَن يرى كَأَنَّهُ مخط سنورا فَإِن الْوَلَد لص أَو غماز وَإِن امتخط بلبلا فَإِنَّهُ قَارِئ لكتاب الله تَعَالَى وَمن مخط على إِنْسَان فِي مَنَامه فَإِنَّهُ يصاهره أَو يَزْنِي بِبَعْض حرمه وَمن أكل مخاطة أكل مَال وَلَده

الْمَسْجِد فِي الْمَنَام ولد عَالم وَالْمَسْجِد يدل على السُّوق لِأَنَّهُ مَحل التِّجَارَة والمكسب لقَوْله تَعَالَى (هَل أدلكم على تِجَارَة تنجيكم من عَذَاب أَلِيم) وَمن رأى مَسْجِدا صَار حَماما فَإِن رجلا صَالحا يفسق وَمن رأى مَسْجِدا هدم فِي مَكَان مَاتَ رجل عَالم أَو رَئِيس يصلح بَين النَّاس وينفعهم وَمن رأى إِمَامًا يُصَلِّي فِي مَسْجِد وَالْإِمَام مَجْهُول فإمام الْمَسْجِد الْمَعْرُوف يَمُوت وَمن أصَاب مَسْجِدا نَالَ برا ونسكا وَمن بنى مَسْجِدا فِي مَنَامه فَإِنَّهُ بار بأولي الْأَرْحَام، وَرُبمَا تزوج، وينال المداومة على الصَّلَاة، وَيُؤْتى الزَّكَاة، وَقيل من بنى مَسْجِدا وَله غَرِيم ينازعه فَإِنَّهُ يقهر الْغَرِيم لقَوْله تَعَالَى (قَالَ الَّذين غلبوا على أَمرهم لنتخذن عَلَيْهِم مَسْجِدا) وَمن رأى دَاره صَارَت مَسْجِدا فَإِنَّهُ يَدْعُو النَّاس إِلَى بر وَخير وينال رئاسة على قوم

الْمِحْرَاب فِي الْمَنَام رجل إِمَام رَئِيس

ص: 290