المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر من ماتفي سنة إحدى وعشرين وثمانمائة من الأعيان - إنباء الغمر بأبناء العمر - جـ ٣

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌سنة ست عشرة وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ست عشرة وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة سبع عشرة وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتسنة سبع عشرة وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة ثماني عشرة وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثماني عشرة وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة تسع عشرة وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة تسع عشرة وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة عشرين وثمانمائة

- ‌من الحوادث غير ما يتعلق بسفر السلطان

- ‌ذكر من ماتفي سنة عشرين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة إحدى وعشرين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة إحدى وعشرين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة أربع وعشرين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة أربع وعشرين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة خمس وعشرين وثمانمائة

- ‌ذكر الحوادث الواقعة في هذه السنة

- ‌ذكر من ماتفي سنة خمس وعشرين وثمانمائة من الأعيان

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌سنة ست وعشرين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ست وعشرين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة سبع وعشرين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة سبع وعشرين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة ثمان وعشرين وثمانمائة

- ‌ذكر غزاة قبرس الأولى

- ‌سنة تسع وعشرين وثمانمائة

- ‌ذكر غزوة قبرس الكبرى

- ‌ذكر من ماتفي سنة تسع وعشرين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة ثلاثين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثلاثين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة 831 من الأعيان

- ‌سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة 832 من الاعيان

- ‌سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وثلاثين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة أربع وثلاثين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة خمس وثلاثين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة خمس وثلاثين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة ست وثلاثين وثمانمائة

- ‌ذكر السفرة الشماليةفي يوم الجمعة تاسع عشر شهر رجب

- ‌ذكر الحوادثفي غيبة السلطان الأشرف بالقاهرة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ست وثلاثين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة سبع وثلاثين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة سبع وثلاثين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة

- ‌من الحوادث

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة من الأعيان

الفصل: ‌ذكر من ماتفي سنة إحدى وعشرين وثمانمائة من الأعيان

فبات فيه ليلة الثلثاء وطلع إلى القلعة سحراً. فوافاه القضاة والأعيان للسلام عليه، فتكلم الديري على قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قومن من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم " فنقل الديري سبب النزول فنازعه الهروي، وكان بينهم ما سنذكره في حوادث أول السنة المقبلة.

وفيها استقر القاضي جمال الدين محمد بن أحمد بن محمد بن محمود بن إبراهيم ابن روزبة الكازروني ثم المدني الفقيه الشافعي في قضاء المدينة الشريفة مضافاً إلى الخطابة والإمامة وصرف عبد الرحمن بن محمد بن صالح. ومولد الكازروني فيما قرأت بخطه في سابع عشر ذي القعدة سنة 757.

‌ذكر من مات

في سنة إحدى وعشرين وثمانمائة من الأعيان

إبراهيم بن بابي - بفتح الموحدتين - العواد المغني، كان مقرباً عند السلطان أبي النفس، المنتهي في جودة الضرب بالعود، ولم يخلف بعده مثله، مات ليلة الجمعة مستهل شهر ربيع الأول ببستان الحلي وكان قد استأجره وعمره.

اجترك القاسمي في مشترك.

أحمد بن أبي بكر بن محمد بن الرداد، المكي ثم الزبيدي الصوفي ثم القاضي شهاب الدين الشافعي ولد سنة ثمان وأربعين، ودخل اليمن فاتصل بصحبة السلطان الأشرف إسماعيل بن الأفضل فلازمه، واستقر من الندماء ثم صار من أخصهم به، وكانت لديه فضائل كثيرة ناظماً ناثراً ذكياً إلا أنه غلب عليه حب الدنيا والميل

ص: 177

إلى تصوف الفلاسفة، فكان داعية إلى هذه البدعة يعادي عليها، ويقرب من يعتقد ذلك المعتقد، ومن عرف أنه حصل نسخة الفصوص قربه وأفضل عليه، وأكثر من النظم والتصنيف في ذلك الضلال المبين إلى أن أفسد عقائد أكثر أهل زبيد إلا من شاء الله، ونظمه وشعره ينعق بالاتحاد، وكان المنشدون يحفظون شعره فينشدونه في المحافل يتقربون به، وله تصانيف في التصوف، وعلى وجهه آثار العبادة لكنه كان يجالس السلطان في خلواته ويوافقه على شهواته إلا أن لا يتعاطى معهم شيئاً من المنكرات ولا يتناول شيئاً من المسكرات، وولي القضاء بعد الشيخ مجد الدين بسنتين وكان الناصر ابن الأشرف ترك القضاء شاغراً هذه المدة ينتظر قدوم عليه بزعمه، فسعى فيه بعض الأكابر للفقيه الناشري فخشي ابن الرداد أن يتمكن الناشري من الإنكار عليه في طريقته، لن الناشري كان من أهل السنة وشديد الإنكار على المبتدعة، وكان يواجه ابن الرداد بما يكره والشيخ مجد الدين يداهنه فبادر إلى طلب الوظيفة من الناصر والناصر لا يفرق بين هذا وهذا ويظن أن ابن الرداد عالم كبير فولاه له مع كونه مزجي البضاعة في الفقه عديم الخبرة بالحكم فأظهر العصبية وانتقم ممن كان ينكر عليه بدعته من الفقهاء فأهانهم وبالغ في ردعهم والحط عليهم، فعوجل وصاروا يعدون موته من الفرج بعد الشدة ومات في ذي القعدة، وقد سمعت من نظمه وأجاز في استدعاء أولادي.

أحمد بن علي بن أحمد، القلقشندي نزيل القاهرة، تفقه وتمهر وتعانى الأدب، وكتب في الإنشاء وناب في الحكم، وكان يستحضر الحاوي وكتب شيئاً على جامع المختصرات، وصنف كتاباً حافلاً سماه صبح الأعشى

ص: 178

في معرفة الإنشاء وكان مستحضراً لأكثر ذلك، مات في جمادى الآخرة عن خمس وستين سنة.

أقبغا شيطان، وكان حسن المباشرة قليل الفسق، ولي شد الدواوين ثم الولاية ثم الحسبة وجمع بين الثلاثة مرة، وقتل في ليلة سادس شعبان.

الطنبغا العثماني مات في ثاني عشر شوال بطالا بالقدس.

بردبك الخليلي، نائب صفد، مات في نصف شهر رجب.

بيسق أمير أخور الظاهري، مات بالقدس بطالاً، وكان الناصر نفاه إلا بلاد الروم فقدم في الدولة المؤيدية فلم يقبل المؤيد عليه ثم نفاه إلى القدس فمات بها في جمادى الآخرة، وله آثار بمكة، وكان كثير الشر شرس الخلق جماعاً للأموال مع البر والصدقة.

حسين بن علي بن محمد بن داود، البيضاوي الأصل المكي أبو عمر بدر الدين المعروف بالزمزمي، ولد قبل السبعين، وأجاز له الصلاح ابن أبي عمر وابن أميلة وحسن بن الهبل وجماعة من القادمين مكة بعد ذلك، واشتغل بالعلم ومهر في الفرائض والحساب، وفاق الأقران في معرفة الهيئة والهندسة، وحدث باليسير، مات في ذي الحجة وقد جاوز الخمسين.

حسين بن كبك - تقدم في الحوادث.

خليل بن محمد بن محمد بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن، الأقفهسي المصري المحدث المفيد، يلقب صلاح الدين وغرس الدين، ويكنى أبا الصفا، ويعرف بالأشقر، ولد سنة ثلاث

ص: 179

وستين وسبعمائة تقريباً، واشتغل بالفقه قليلاً واشتغل في الحساب والفرائض والأدب، ثم أحب الحديث فسمع بنفسه قبيل التسعين من عزيز الدين المليجي وصلاح الدين البلبيسي وصلاح الدين الزفتاوي وأبي الفرج بن المعزى ونحوهم من الشيوخ المصريين، ثم حج سنة خمس وتسعين وجاور فسمع بمكة من شيوخها، ثم قدم دمشق أول سنة سبع وتسعين ليسمع من شيخنا بالإجازة أبي هريرة بن الذهبي، وكان قد أجاز له جماعة ليس عنده إذ ذاك اشهر من أبي هريرة، فلما وصل إلى دمشق لقي بها شيخنا بالإجازة شهاب الدين ابن العز فأكثر عنه وأخذ عن ابن الذهبي، وسمع الكثير من حديث السلفي بالسماع المتصل وبالإجازة الواحدة، ثم قدم سنة ثمان وتسعين فلازمنا في الأسمعة وسافر صحبتي إلى مكة في البحر فجاور بها، ثم رحل إلى دمشق مرة ثانية فأقام بها فرافقني في السماع في سنة اثنتين وثمانمائة بدمشق ورجع معي إلى القاهرة، ثم حج في سنة أربع وجاور سنة خمس فلقيته في آخرها مشمراً على ما أعهده من الخير والعبادة والتخريج والإفادة وحسن الخلق وخدمة الأصحاب، واستمر مجاوراً من تلك السنة إلى أن خرج إلى المدينة ثم توجه في ركب العراق، ثم ركب البحر إلى كنباية من بلاد الهند ثم رجع إلى هرمز، ثم جال في بلاد المشرق فدخل هراة وسمرقند وغيرهما، وصار يرسل إلى كتبه إلى مكة بالتشوق اوإلى أهله، وقد خرج لشيخنا مجد الدين الحنفي مشيخة ولشيخنا جمال الدين ابن ظهيرة معجماً وحرج لنفسه المتباينات فبلغت مائة حديث، وخرج أحاديث الفقهاء الشافعية، ونظم الشعر الوسط ثم جاد شعره في الغربة وطارحني مراراً بعدة مقاطيع، ثم بلغني أنه مات في أول سنة إحدى وعشرين بيزد، خرج من الحمام مات فجأة، وأرخه الشريف الفاسي في سنة عشرين - فالله أعلم.

ص: 180

سارة بنت محمد بن أزدمر حماتي، ماتت في المحرم.

سعد الله بن سعد بن علي بن إسماعيل، الهمذاني، قدم إلى حلب مع والده وهو شاب، وكان أبوه سكن عينتاب، واشتغل سعد الله هذا في العلم وتفقه حنفياً ومهر في ودرس في حلب بمدارس منها، فاتفق أنه فجأة الموت في رابع جمادى الأولى وأسف الناس عليه، وكانت جنازته حافلة - ذكره القاضي علاء الدين في ذيل تاريخ حلب.

سليمان بن علي، القرشي اليمني المعروف بابن الجنيد، سمع على ابن شداد وغيره، وولي قضاء عدن مرة، رأيته بعدن ومات بها.

سودون الأسندمري - تقدم في الحوادث.

عبد الله بن إبراهيم بن احمد، الحراني ثم الحلبي الحنبلي، كان يذكر أنه من ذرية ابن أبي عصرون، وكان شافعي الأصل، وولي قضاء الشغر شافعياً وكذا كانت له وظائف في الشافعية، ثم انتقل بعد مدة حنبلياً وولي قضاء الحنابلة بحلب كأنظاره، وقال القاضي علاء الدين في تاريخ حلب: كان حسن السيرة، ولي القضاء ثم صرف ثم أعيد مراراً، ثم صرف قبل موته بعشرة أشهر فمات في شعبان.

عبد الله بن علي بن يحيى بن فضل الله، العدوي جمال الدين ابن كاتب السر.

ص: 181

ولد سنة أربع وخمسين، وأحضر على العرضي وأسمع على التباني واستمر يلبس بزي الجندية وله إقطاع، واستمر من حياة أبيه إلى أن مات محارفاً وكان مستوراً، ثم فسد حاله إلى أن عمل نقيباً في بيوت الحجاب، وقد سمع منه بعض أصحابنا قليلاً. وهو آخر إخوته موتاً.

عبد الرحمن بن هبة الله، الملحاني اليماني، جاور بمكة، وكان بصيراً بالقراآت سريع القراءة، قرأ في الشتاء في يوم ثلاث ختمات وثلث ختمة، وكان ديناً عابداً مشاركاً في عدة علوم، مات في رجب.

عبد الغني بن عبد الرزاق بن أبي الفرج، الأرمني الأصل، كان جده من نصارى الأرمن فأسلم وولي نظر قطياً وولايتها والوزارة وغيرهما كما تقدم، وكان مولد فخر الدين سنة أربع وعشرين وسبعمائة، وتعلم الكتابة والحساب، وولي قطيا في راس القرن في جمادى سنة إحدى وثمانمائة، ثم صرف وأعيد لها مراراً، ثم ولاه جمال الدين الأستادار كشف الشرقية سنة إحدى عشرة، فوضع السيف في العرب وأسرف في سفك الدماء وأخذ الأموال، فلما قبض على جمال الدين واستقر ابن الهيصم في الأستادارية بذل عبد الغني أربعين ألف دينار، واستقر مكانه في ربيع الآخر سنة أربع عشرة، ثم صرف في ذي الحجة منها بعد أن سار سيرة عجيبة من كثرة الظلم وأخذ المال بغير شبهة أصلاً والاستيلاء على حواصل الناس بغير تأويل، وفرح الناس بعزله، وعوقب فتجلد حتى رق له أعداؤه، ثم أطلق وأعيد إلى ولاية قطيا، فلما

ص: 182

قتل الناصر وولي المؤيد ولي كشف الوجه البحري، ثم ولي الأستادارية في جمادى الأولى سنة ست عشرة، فجادت أحواله وصلحت سيرته وأظهر أن الذي سار به أولاً إنما كان من عيب الناصر لكنه أسرف في أخذ الأموال من أهل القرى، وولي كشف الصعيد فعاد ومعه من الخيول والإبل والبقر والغنم والأموال ما يدهش من كثرته، ثم توجه إلى الوجه البحري ففرض على كل بلد وقرية مالاً سماه ضيافة، فجمع من ذلك مالاً جزيلاً في مدة يسيرة، ثم توجه إلى ملاقاة المؤيد لما رجع من وقعة نوروز فبلغه أن المؤيد سمع بسوء سيرته وعزم على القبض عليه، فهرب إلى بغداد وأقام عند قرا يوسف قليلاً، ثم لم تطب له البلاد فعاد ورمى بنفسه على خواص المؤيد، فأمنه وأعاده إلى كشف الوجه البحري، ثم أعاده إلى الأستادارية في سنة تسع عشرة، فحمل في تلك السنة مائة ألف دينار فسلم له الأستادار قبله بدر الدين بن محب الدين وأمر بعقوبته، فكف عنه فأخذ من يده وتوجه لحرب أهل البحيرة ومعه عدة أمراء في شوال سنة تسع عشرة فكان الكل من تحت أمره، ووصل إلى حد برقة ورجع بنهب كثير جداً، ثم لما مات تقي الدين ابن أبي شاكر أضيفت الوزارة في صفر سنة إحدى وعشرين، فباشرها بعنف وقطع رواتب الناس وبالغ في تحصيل الأموال ويحوزة، فكان يوفر كل قليل مالاً يحمله للمؤيد فيجل في عينه ويشكره في غيبته مع لين جانبه للناس وتودده لهم، وكان في كل قليل يصادر الكتاب والعمال، ثم توجه إلى الوجه البحري وأخذ الضيافة على العادة ولاقى السلطان لما رجع من الشام بأموال عظيمة. ثم توجه إلى الصعيد وأوقع بأهل الأشمونين ورجع بأموال كثيرة جداً، ثم استعفى عن الوزارة في شوال سنة عشرين فاستقر أرغون شاه، ثم مرض فعاده السلطان في مرضه، فقدم له خمسة آلاف دينار فأضاف نظر الإشراف،

ص: 183

ثم توجه الوجه القبلي فأوقع بالعرب وجمع مالاً كثيراً جداً، ثم أصابه الوعك في رمضان واستمر في مرضه ذلك إلى أن مات في نصف شوال سنة 831، واشتد أسف السلطان عليه، وعاش سبعاً وثلاثين سنة، وكان عارفاً بجمع المال شهماً شجاعاً ثابت الجأش قوي الجنان، وكان في آخر عمره قد ساد وجاد سوى ما اعتاده من نهب الأموال، وقد جمع منها في ثلاث سنين ما لا يجمعه غيره في ثلاثين سنة، وكان جده يصحب ابن نقولا الكاتب فنسب فلهذا كان يقال له أبو الفرج بن نقولا أو هو اسم جده حقيقة.

وفي الجملة أبو الفرج أول من أسلم من آبائه ونشأ أبوه مسلماً ثم دخل بلاد الفرنج، ويقال إنه رجع إلى النصرانية، ثم قدم واستقر صيرفياً بقطية وولي نظرها ثم إمرتها، ثم تنقلت به الأحوال وبولده من بعده على ما تقدم مشروحاً.

علي بن أحمد بن علي بن حسين بن محمد بن حسين بن محمد بن حسين بن محمد بن زيد بن حسين بن مظفر بن علي بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، الأرموي الأصل نزيل القاهرة نقيب الأشراف شرف الدين ابن قاضي العسكر، وأمه خاص بنت الظاهر أنسب بن العادل كتبغا، وكان معدوداً في رؤساء البلد لإفضاله وكرمه من غير شهرة بعلم ولا تصون، ومات في تاسع عشر ربيع الأول عن نحو الستين.

علي بن أحمد بن عمر بن حسن، المهجمي، كان يسكن بيت الفقيه من عمل بيت حسين باليمن وهو من بيت الصلاح، وللناس فيه

ص: 184

اعتقاد كبير، ويحكى عنه رحمه الله تعالى مكاشفات وكرامات مع وفور حظ من الدنيا.

قطلوبغا الخليلي، نائب الإسكندرية وقد تقدم ذكر ولايته في الحوادث، ومات في نصف ذي الحجة، ولم تطل مدته في السعادة، واستقر بعده في نيابة الإسكندرية ناصر الدين محمد بن العطار الدمشقي نقلاً من دويدارية نائب الشام ا، وهو صهر كاتب اسر.

لؤلؤ الطواشي المجبوب كاشف الوجه القبلي، وليه مرتين ثانيهما في رجب سنة ثماني عشرة، ثم عزل وصودر وأخذ منه مال جزيل بعد العقوبة الشديدة، ثم ولي شد الدواليب ومات وهو على ذلك، وكان من الحمقى المغفلين والظلمة الفاتكين في صورة الناسكين، مات في شوال.

محمد بن حسين بن محمد بن محمد بن خلف الله، الشمني - بضم المعجمة والميم وتشديد النون - ثم الإسكندري المالكي كمال الدين، ولد سنة بضع وستين، واشتغل بالعلم في بلده ومهر، ثم قدم القاهرة فسمع بها من شيوخنا وممن قبلهم وسمع بالإسكندرية، وقدم في الحديث وصنف فيه وتخرج ببدر الدين الزركشي والشيخ زين الدين العراقي، ونظم الشعر الحسن، ثم استوطن القاهرة وأصيب في بعض كتبه. وتنزل بالمدرسة الجمالية طالباً في درس الحديث، ثم نزلت له عنه في سنة تسع عشرة فدرس به، ثم عرضت

ص: 185

له علة في أواخر سنة عشرين، ثم تفقه ورجع إلى منزله وتمرض به إلى أن مات في شهر ربيع الأول.

محمد بن علي بن نم، الكيلاني غياث الدين ابن خواجا على التاجر، ولد في حدود السبعين، وكان أبوه من أعيان التجار فنشأ ولده هذا في عز ونعمة طائلة، ثم شغله أبوه بالعلم بحيث كان يشتري له الكتاب الواحد بمائة دينار وأزيد ويعطي معلميه فيفرط، فمهر في أيام قلائل واشتهر بالفضل ونشأ متعاظماً، ثم مات أبوه وتنقلت به الأحوال، والتهى عن العلم بالتجارة فصعد وهبط وغرق وسلم وزاد ونقص إلى أن مات خاملاً مع أنه كان سيئ المعاملة عارفاً بالتجارة محظوظاً منها إلا أنه تزوج جارية من جواري الناصر يقال لها سمراء فهام بها وأتلف عليها ماله وروحه وأفرطت هي في بغضه إلى أن قيل إنها سقته السم فتعلل مدة ولم تزل به حتى فارقها فتدله عقله من حبها إلى أن مات ولهاً بها، وبلغني أنها تزوجت بعده رجلاً من العوام فأذاقها الهوان وأحبته، فأبغضها عكس ما جرى لها مع غياث الدين، وبلغني أنها زارت غياث الدين في مرضه واستحللته فحاللها من شدة حبه لها وكانت قد ألزمته بطلاق زوجته ابنة عمه فطلقها لأجلها، وقد طارحني غياث الدين بمقاطيع عديدة وألغاز وترافقنا في السفر، ومن شعر غياث الدين في سمراء قصيدة مطولة أولها:

سلوا سمراء عن جربي وحزني

وعن جفن حكى هطال مزن

سلوها هل عراها ما عراني

من الجن الهواتف بعد جن

ص: 186

سلوا هل هزت الأوتار بعدي

وهل غنت كما كانت تغني

يقول في آخرها:

سأشكوها إلى مولى حليم

ليعفو في الهوى عنها وعني

وهذا آخر من عرفنا خبره من المتيمين، مات في سابع عشر شوال.

محمد بن محمد بن عبد اللطيف بن أحمد بن محمود بن أبي الفتح، أبو الطاهر الشيخ المسند شرف الدين ابن عز الدين أبي اليمن ابن الكويك الربعي التكريتي ثم الإسكندراني نزيل القاهرة، ولد في ذي القعدة سنة سبع وثلاثين، وأجاز له فيها المزي والبرزالي والذهبي وبنت الكمال وإبراهيم بن الفريشة وابن المرابط وعلي بن عبد المؤمن بن عبد في آخرين، وأحضر في الرابعة على إبراهيم بن علي الزرزاري، وأسمع من أحمد بن كشتغذي وأبي نعيم الإسعردي وابن عبد الهادي وغيرهم، ولازم القاضي عز الدين ابن جماعة، وتعانى المباشرات فكان مشكوراً فيها، وتفرد في آخر عمره بأكثر مشايخه، وتكاثر عليه الطلبة ولازموه، وحبب التحديث ولازمه، قرأت عليه كثيراً من المرويات بالإجازة والسماع، من ذلك صحيح مسلم في أربعة مجالس سوى مجلس الختم،

ص: 187

ولم يزل على حاله متقطعاً في منزله ملازماً للأسماع إلى أن مات في أواخر ذي القعدة من هذه السنة وقد أكمل أربعاً وثمانين سنة، ولم يبق بعده بالقاهرة من يروي عن أحد من مشايخه لا بالسماع ولا بالإجازة بل ولا في الدنيا من يروي عمن سميت من مشايخه المذكورين رحمه الله تعالى.

محمد ناصر الدين ابن البيطار، كان في ابتداء أمره يتعانى صناعة البيطرة، ثم قرأ القرآن واشتغل بالفرائض فمهر في ذلك، ثم أقبل على الفقه ففاق أقرانه، وأقرأ في الجامع مدة ولم يترك جائزته ويسترزق منه، وكان صالحاً خيراً ديناً، مات في ربيع الآخر.

مشترك ويقال له اجترك القاسمي، من كبار الأمراء، تنقل في الولايات منها نيابة غزة، مات في جمادى الأولى.

يوسف بن محمد بن عبد الله، الحميدي جمال الدين الحنفي، نسب إلى امرأة كان يقال لها أم حميد، ونشأ بالإسكندرية وتفقه حتى برع وولي قضاء الحنفية بها وكان موسراً، مات في خامس عشري جمادى الآخرة وقد زاد على الثمانين، وكان لا بأس به.

ص: 188