المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر غزاة قبرس الأولى - إنباء الغمر بأبناء العمر - جـ ٣

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌سنة ست عشرة وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ست عشرة وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة سبع عشرة وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتسنة سبع عشرة وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة ثماني عشرة وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثماني عشرة وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة تسع عشرة وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة تسع عشرة وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة عشرين وثمانمائة

- ‌من الحوادث غير ما يتعلق بسفر السلطان

- ‌ذكر من ماتفي سنة عشرين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة إحدى وعشرين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة إحدى وعشرين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة أربع وعشرين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة أربع وعشرين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة خمس وعشرين وثمانمائة

- ‌ذكر الحوادث الواقعة في هذه السنة

- ‌ذكر من ماتفي سنة خمس وعشرين وثمانمائة من الأعيان

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌سنة ست وعشرين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ست وعشرين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة سبع وعشرين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة سبع وعشرين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة ثمان وعشرين وثمانمائة

- ‌ذكر غزاة قبرس الأولى

- ‌سنة تسع وعشرين وثمانمائة

- ‌ذكر غزوة قبرس الكبرى

- ‌ذكر من ماتفي سنة تسع وعشرين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة ثلاثين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثلاثين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة 831 من الأعيان

- ‌سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة 832 من الاعيان

- ‌سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وثلاثين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة أربع وثلاثين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة خمس وثلاثين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة خمس وثلاثين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة ست وثلاثين وثمانمائة

- ‌ذكر السفرة الشماليةفي يوم الجمعة تاسع عشر شهر رجب

- ‌ذكر الحوادثفي غيبة السلطان الأشرف بالقاهرة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ست وثلاثين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة سبع وثلاثين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة سبع وثلاثين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة

- ‌من الحوادث

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة من الأعيان

الفصل: ‌ذكر غزاة قبرس الأولى

وغنموا منهم، وكان غالب العسكر مع ذلك مقيما في المراكب خشية أن يكيدهم الفرنج بأن يملكوا عليهم البحر، ثم بلغهم أن صاحب قبرس تجهز لهم في جمع كثير، فتوجهوا في المراكب إلى جهة طرابلس، فرمتهم الريح إلى الطينة مقابل دمياط وكاتبوا السلطان بذلك، فأذن لهم في دخول دمياط فدخلوها في شوال، ثم أذن لهم في دخول القاهرة فدخلوها ومعهم عدة من السبى نحو الألف رأس، فتسلم السلطان جميع الغنيمة وفرق في الجيش مالا من عنده، وشاع الخبر أن صاحب قبرس كاتب نائب الشام في طلب الصلح، وكان ما سيأتي ذكره.

‌ذكر غزاة قبرس الأولى

سنة ثمان وعشرين وثمانمائة.

تقدم في حوادث سنة سبع ما وقع من الوقعة بين المسلمين وبين الفرنج في ساحل اللمسون المتصل بجزيرة قبرس، فلما رجعوا بالغنيمة والأسرى أمر الأشرف بتجهيز الأغربة والإستكثار منها، فجد في ذلك وأرسل إلى طرابلس والإسكندرية ودمياط وبيروت، وأمر بتركيز الجند في السواحل حفظا لها من عادية الفرنج، فاتفق أن جابوش صاحب قبرس جهز غرابا وسلورة وشحنهما بالرجال والعدد، وأمرهم بتتبع السواحل ونهب ما استطاعوا وإفساد ما قدروا عليه، فلم يبلغوا من ذلك غرضا لحفظها بالجند، فاتفق أنهم احتاجوا إلى الماء فانتهوا إلى مكان يقال نهر الكلب، فلما رآهم الحرس كمنوا لهم، فلما لم يروا أحداً دخلت السلورة النهر وهو ضيق فخرج عليهم الكمين فأحرقوها وأسروا من فيها ورجع من في الغراب إلى قبرس، ولما تكاملت العمارة جهز الأشرف الجند، وتوجه صحبتهم من المطوعة عدد كثير، وركب إلى الساحل فعرض الجميع وسافروا إلى دمياط، وكان جابوش - صاحب قبرس - جهز أميراً يقال له باله في تسعة أغربة، فوقف على فوهة دمياط يمنع أغربة المسلمين من الدخول في البحر الملح فوقف هناك، فصادف مجئ العمارة من الإسكندرية فقصدوهم فانهزموا منهم بغير قتال، وسافر الجميع من فم دمياط إلى طرابلس فانضم إليهم المراكب المجهزة منها ومن بيروت، واجتمع

ص: 346

فيها من الأمراء والجند والمطوعة ومن العشير والزعر عدد كثير، ثم راسل كبيرهم وهو جرباش الكريمي جابوش في الدخول في الطاعة فامتنع، فسافروا إلى جهته فوصلوا إلى الماغوصة، فطلع الخيالة وأكثر المشاة وضربوا خيامهم بالبر، فحضر رسول صاحب الماغوصة ومعه ضيافة وقال إنه في الطاعة، فأعطوه أماناً وركبوا في الحال فداسوا من قدروا عليه وأوسعوهم تخريباً وتحريقاً، وكان ذلك في رمضان، وأوقع الله الرعب في قلوب الذين كفروا حتى كان الثلاثة من المسلمين يدخلون الضيعة وفيها ما بين المائة والخمسين فلا يمتنع عليهم أحد، ثم صادفهم أخو جابوش في ألف فارس وثلاث آلاف رجال غير الكمناء، ثم إنه قذف في قلبه الرعب فرجع بمن معه، ولما تمت لهم في الماغوصة أربعة أيام وقد أوسعوها نهباً وأسراً قصدوا الملاحة وأحرقوا ما مروا عليه إلى مكان يقال له رأس العجوز، فوجدوا هناك أميراً فأسروا من معه وقتلوه، ثم صادفوا تسعة أغربة وقرقورة مشحونة مقاتلة فلا قاهم المسلمون، فانكسر للنصارى زورق وفر من فيه إلى البر فأسرهم المسلمون، وكان من تدبير صاحب قبرس أنه أرسل أخاه في الجبال فأرسل المقاتلة في البحر، فرجع أخوه بغير قتال وهزم الله أهل البحر، ووصلوا إلى الملاحة وضربوا خيامهم بها، وشنوا الغارة في الضياع، وقتلوا الذي كان أميراً على الملاحة، ويقال إنه كان شديداً على أسرى المسلمين، وكان يقال له: عين الغزال، وكان جابوش أمده بأربعة أحمال زرد خاناة على عجل، فأحاط بها المسلمون ثم جمعوا الغنائم والأسرى ورجعوا إلى المراكب إلى أن وصلوا إلى اللمسون، فحاصروا الحصن الذي هناك فأخذوه عنوة وملؤا أيديهم من الغنائم والأسرى وأحرقوا الحصن، وكان ذلك في يوم الخميس مستهل شوال،

ص: 347

وجهز الأمير جرباش مبشراً بالفتح، ويقال إن عدة من قتل في مدة نصف شهر من الفرنج خمسة آلاف، ولم يقتل من المسلمين في هذه الغزاة إلا ثلاثة عشر نفساً، وكان طلوعهم إلى القلعة بالأسرى والغنائم يوماً مشهوداً وكان في بقية شوال منها.

وفي رجب قدم مقبل الحسني الذي كان أمير الينبع بخديعة من صديقه فحر الدين التوريزي التاجر، فلم يزل به حتى قدم معه إلى القاهرة بعد أن توثق له بالأمان، فأمر السلطان بحبسه غير مضيق عليه.

وفي السابع والعشرين من شعبان زلزلت الأرض بمصر والقاهرة قدر درجتين، وكان أمراً مهولاً إلا أنه لم يقع بها هدم شئ من الأماكن إلا اليسير فنسأل الله العفو والعافية.

وفي سابع عشرى ذي القعدة نودي على الفلوس بأن يكون كل رطل منها بإثني عشر درهماً، وكانت قد قلت جداً بحيث صار الشخص يشتري من الدرهم الفضة رغيفاً فلا يجد الخباز ما يكمل به حقه من الفلوس، وكان السبب في ذلك أنه اجتمع عند السلطان منها مقدار كثير، فشاع بين الناس أنه ينادي عليها بزيادة في سعرها، فأمسك أكثر الناس عن إخراجها ممن عنده شئ منها رجاء الربح، فعزت بسبب ذلك، فلما نودي سكنت نفوسهم وأخرجوها فكثرت في الأيدي.

وفي أواخر ذي القعدة وصل يشك الجركسي وكان - جلب - من بلاد الجركس فأخذه الفرنج فأقام عندهم وتعلم ما يصنعه البهلوان، فدخل القاهرة فأوصلوه إلى السلطان، فأسلم ورتب في طبقة المماليك، ثم أراد أن يرى السلطان شيئاً من فنه، فنصب حبلاً على رأس مئذنة حسن وطرفه على رأس الأشرفية فمشى عليه، ورمى بالمكحلة وهو فوقه وأوتر قوس الرجل ورمى به، ولما فرغ خلع عليه السلطان وأركبه فرساً وأنعم عليه الأمراء بجملة دراهم.

ولما صرف جمال الدين الكركي من كتابة السر بمصر قرر في نظر الجيش بدمشق بعد مدة، وذلك في أواخر رمضان، وكان حسين جمع بين وظيفتي كتابة السر ونظر الجيش بعناية أزبك الدوادار، فصرف من نظر الجيش.

ص: 348

وفي ذي القعدة عزل أزدمردجايه عن الأمرة وأمر بلزوم منزله، ثم بشره ياقوت المقدم الحبشي - مقدم المماليك - بالرضا عنه، فخلع عليه كاملية بسمور، وأمر بأن يخرج مع كاشف الصعيد لقتال العرب.

وفي رمضان ادعى على الشيخ شمس الدين بن الشيخ سراج الدين عمر الميموني، وكان أبوه من أعيان الطلبة الشافعية عند شيخنا سراج الدين البلقيني وغيره، وكان نقيب درس الخشابية، ونشأ ولده هذا طالباً للعلم فمات أبوه وهو صغير، فتعاني طريقة الفقراء وأقام في زاوية ونصب له خادماً فبقي مدة، ثم ترك وواظب الحج في كل سنة، وكان كثير التلاوة جداً؛ فاتفق أنه ذكر لبعض الناس أنه رأى زين الدين التفهني في المنام في حالة ذكرها سيئة جداً، فادعى عليه أنه قال: قد أباح لي سيدي اللواط والخمر والحشيش والفطر في رمضان - إلى أشياء من هذا الجنس، فأنكر، فشهد عليه جماعة وثبت ذلك عن ابن الطرابلسي نائب الحنفي، ثم استفتى علماءهم فأفتوه بأن ذلك زندقة، فاتفق أن الحنفي ذكر ذلك للسلطان واستأذنه في إمضاء الحكم عليه فأمر بإحضاره، فلما كان يوم الاثنين سادس شوال أحضر إلى القصر وفي رقبته سلسلة فسلم ثم قال: يا عبد الرحمن اتق الله - يخاطب القاضي التفهني؛ فغضب وقال: حكمت بزندقتك وسفك دمك؟ وقال للحنبلي: نفذ لي، فقال: حتى ينفذ الشافعي؟ فامتنع، فسألني السلطان فقلت: وقعت عندي ريبة تمنع من تنفيذ هذا الحكم، فإني أعرف هذا وقد ذكر لي أن في عقله خللاً والقاضي سارع بالحكم في حال غضبه وتعصب العين للميموني وأحضر النقل بأن الزنديق إنما يقتل عندهم إذا كان داعية، وطال البحث في ذلك. وقام الحنفي ليقتله وأرسل إلى الوالي، فأشار عليه بعض ألزامه بالتأني في أمره، ثم عقد مجلس حافل بسببه وتغضب أكثر الجند وأكثر المباشرين عليه تبعاً للتفهني، ولم يبق معه سوى خشقدم الخازندار وللسلطان إليه ميل، فطال النزاع في أمره فاتفق أن قال في جملة ما خاطب به للتفهني: يا سيدنا قاضي القضاة؟ أتوب إلى الله من رؤيا المنامات من اليوم، فازداد حنقه منه، وكايده العيني فتعصب له، ثم اتفق الحال على حبسه،

ص: 349

فلما كان في أول ذي القعدة اجتمع الحنفي بالسلطان وقرر معه أنه ينفى إلى بعض البلاد الحلبية، ثم أرسل ناظر الجيش في خامس ذي القعدة إلى التفهني وكاتبه، فأصلح بينهما وأرسل لكل منهما بغلة.

وفي الثامن من ربيع الأول قرر جمال الدين يوسف السمرقندي في قضاء حلب عوضاً عن شمس الدين ابن أمين الدولة بحكم عزله، وكان هذا قدم في أواخر دولة المؤيد فاعتنى به الظاهر ططر وهو أمير، وأعانه على الحج، وقرره في عدة وظائف بحلب، فتوجه إليها وباشرها إلى أن وقع بينه وبين القاضي المذكور، فرتب عليه من يشهد عليه بأمر صدر منه، وذلك بالمدرسة السارخية في سوق النشاب ففر خفية منها، فقدم القاهرة وشكا حاله للسلطان فعزل القاضي وقرره مكانه، فلما بلغ القاضي ذلك وصل إلى القاهرة، فقام معه بعض الرؤساء فما أفاد، وأمر بعوده إلى حلب بطالاً.

وفي سابع ذي الحجة ثار جماعة على المحتسب وهو القاضي بدر الدين العيني بسبب إهمال أمر الباعة وشدة غلاء الخبز مع رخص القمح. ورفعوا للسلطان فلم يأخذ لهم بيد بل ضرب جماعة منهم وهدد جماعة وحبس نحو العشرة، فعدم الخبز من الحوانيت وتزاحموا على الأفران، ثم تراجع الحال، وكثر الخبز مع زيادة السعر في الشعير والقمح والفول - وكان ما سيأتي ذكره في أول السنة.

وفي الثالث والعشرين من ذي الحجة وصل بالمبشر من الحاج وأخبروا بالرخاء الكثير في الحجاز، وأنه نودي بمكة أن لا تباع البهار إلا على تجار مصر، وأن لا يكون البهار إلا بهار واحد، وأخبر بأن الوقفة كانت يوم الاثنين وكانت بالقاهرة يوم الأحد، فتغيظ السلطان ظناً منه أن ذلك من تقصير في ترائي الهلال، فعرفه بعض الناس أن ذلك يقع كثيراً بسبب اختلاف المطالع؛ وبلغني أن العيني شنع على القضاة بذلك السبب فلما اجتمعنا عرفت السلطان أن الذي وقع يقدح في عمل المكيين عند من لا يرى باختلاف المطالع، حتى لو كان ذلك في رمضان للزم المكيين قضاء يوم، فلما لم يفهم المراد سكن جأشه،

ص: 350

وفي هذه السنة كانت وقعة الفأر باللجون من طريق الشام، وكان قد كثرت فراخه حتى شاهد بعض الناس كثيراً منها يخرج بأولادها الصغار فيتركونها عند البيوت ويأتونها بالقمح في سنبله فيدخله الأولاد في البيوت، ومن رجع ووجد شيئاً من القمح لم يحول إلى البيت ضرب ولده الضرب المبرح، وتسلط الفأر على زروع الناس وتضرروا من ذلك ضرراً كبيراً - قرأت ذلك بخط قاضي الحنابلة محب الدين، ثم عقب ذلك وقع بين الفئران مقتلة عظيمة، وشاهد الناس منها جملة كثيرة. بعض مقطوع الرأس ومقطوع الرجل ومقطوع اليد ومنها الموسط، وصار منهم أكوام كثيرة، وفي شعبان ارتفع سعر الغلى فوصل الفول إلى مائتين والشعير إلى مائة وخمسين، ثم ازداد السعر في ذي القعدة ووصل الفول إلى ثلاثمائة، وكذلك القمح، ثم تراجع القمح إلى مائتين وخمسين. وفي آخرها ماتت زوجة السلطان - وكانت ابنة عمه - بوادي الصفراء، وكانت خاملاً فوضعت وماتت في نفاسها. فبلغ السلطان فحزن عليها كثيراً.

ص: 351

ذكر من مات في سنة ثمان وعشرين وثمانمائة من الأعيان أحمد بن أبي بكر بن علي بن عبد الله بن بوافي بن يحيى بن محمد بن صالح، الأسدي المعشمي الشيخ شهاب الدين الشهير جده بالطواشي، ولد بعد الستين، وأحضر في الثالثة على ابن جماعة، وأسمع على الفروي والضياء الهندي، وأجاز له الكمال ابن حبيب ومحمد بن جابر وأبو جعفر الرعيني وأبو الفضل النويري والزرندي والأميوطي وغيرهم، وكان خيراً ديناً منقطعاً عن الناس؛ مات يوم الجمعة سابع عشر شعبان بمكة، وصلى عليه بعد الصلاة، وشيعه جمع كثير منهم أمير مكة علي بن عنان.

أحمد بن عبد الرحيم بن أحمد بن الفصيح، الكوفي الأصل ثم البغدادي ثم الدمشقي، شهاب الدين، نزيل القاهرة، كان جده من أهل العلم والطلب للحديث وحدث أبوه بالسنن الكبري للنسائي وتفرد به عن ابن المرابط بالسماع وكان حنفي المذهب، ونشأ ابنه هذا يتعاني التجارة، ثم عمل نقيب الحكم الحنفي بدمشق، ثم سكن القاهرة مدة وتردد إلى القاهرة، وكان يحب الانجماع ولا يباشر إلاناساً مخصوصين، وكان ابن الأدمي يكرمه ويعظمه لأنه كان يقرب له من جهة النساء، فقرره في النقابة بالخانقاه

ص: 352

البيبرسية في سنة خمس عشرة، فاستمر فيها إلى أن مات في أول يوم من شعبان وله بضع وسبعون سنة، وكان قليل الكلام كثير المعرفة بالأمور الدنيوية، وما أتردد أنه سمع على ابن أميلة ومن قبله لكن لم أقف على ذلك تحقيقاً، وسألته عن ذلك فلم يعترف به، وسألته أن يجيز لجماعة فامتنع ظناً منه أن ذلك على سبيل السخرية به لسعة تخيله.

تغري بردى المؤيدي المعروف بابن قصروه نائب حلب، كان مات بها محبوساً في ربيع الأول.

سليمان بن عبد الرحمن بن داود بن الكويز، أخو كاتب السر علم الدين، ورث من أخويه صلاح الدين وعلم الدين. أما صلاح الدين فلكونه شقيقه، وأما علم الدين فلكونه وصيه، فكثر ماله، ووقع بينه وبين ابن أخيه عبد الرحمن بن علم الدين تنازع في شيء ففسد بذلك من المال عليهما شيء كثير، وكان سليمان يلقب بدر الدين حسن الصورة جميل الفعال شديد الحياء عاقلاً وقوراً، باشرا استيفاء الدولة وغير ذلك، وهو أصغر الإخوة؛ ومات في حادي عشر المحرم.

شعبان بن محمد بن داود، المصري، وكان يقال له: الموصلي، ثم زعم أن اسم أبيه محمد بن داود ويقال إن داود - كان ممن تشرف بالإسلام فأحب أن يبعد عنه وصار يكتب الآثارى نسبة إلى الآثار النبوية لكونه أقام بها مدة، وكان قد تعانى الخط المنسوب، فجاد خطه بملازمته لشيخنا شمس الدين الزفتاوي، وصار رأس من كتب عليه وأجازه، فصار يكتب للناس، ثم اتفق أنه شرب البلاذر فحصل له طرف نشاف، واقام مدة عارياً من الثياب والعمامة، ثم تماثل قليلاً وطلب العلم، ولازم الشيخ بدر الدين الطنبذي والشيخ شمس الدين الغماري، وتعانى النظم فنظم نظماً

ص: 353

سافلاً أولاً ثم أكثر من ذلك حتى انصقل قليلاً ونظم نظماً وسطاً، ومن نظمه لما عزل البلقيني بالهروي واتفقت الزينة للمحمل فعلق شخص يسمى الترجمان على باب داره بالجنميين حماراً بسرياقات على رؤوس الناس بأحسن هيئة وتردد الناس للفرجة عليه فقال:

أقام الترجمان لسان حال

عن الدنيا يقول لنا جهارا

زمان فيه قد وضعوا جلالاً

عن العليا وقد رفعوا حمارا

ثم أقبل على ثلب الأعراض وتمزيقها بالهجو المقذع، ونظم أرجوزة في العربية وأرجوزة في العروض، وتعلق على توقيع الحكم فقرر به، ثم عمل نقيب الحكم - بمصر، ثم استقر في الحسبة بمال وعد به، ثم ارتكبه الدين بسبب ذلك ففر من مصر في سنة إحدى وثمانمائة، ودخل اليمن فمدح ملكها فاعجبه، وأثابه، ومدح أعيانها وتقرب منهم، ثم انقلب يهجوهم كعادته، فأمر السلطان الملك الناصر أحمد بن الأشرف إسماعيل بنفيه إلى الهند فأركب في المراكب الواصلة من تانة واقام بها وأكرم، ثم عاد إلى طبعه فأخرج منها - وقد استفاد مالاً فأصيب بعضه، ورجع إلى اليمن فلم يقم بها، وتوجه إلى مكة فأقام بها مدة طويلة، وأظهر بها من القبائح ما لا يحمل ذكره ونصب نفسه غرضاً للذم، وتزوج جارية من جواري الأشرف يقال لها خود، فاتخذها ذريعة إلى ما يريده من الذم والمجون وغير ذلك، فصار ينسب نفسه إلى القيادة والرضا بذلك لتعشقه فيها - إلى غير ذلك، وكان فيه تناقض فإنه يتماجن إلى أن يصير أضحوكة، ويتعاظم إلى أن يظن أنه في غاية التصون، وكان شديد الإعجاب بنظمه، لا يظن أن أحداً يقدر على نظيره، مع أنه ليس بالفائق بل ولا جميعه من المتوسط بل أكثره سفساف كثير الحشو عري عن المعنى البديع،

ص: 354

ثم قدم القاهرة سنة عشرين وهجا بهاء الدين ابن البرجي الذي كان يتولى الحسبة قديماً، ثم صادف أن ولي الهروي القضاء فهجاه ومدح البلقيني وأثابه، ولعله أيضاً هجا البلقيني، ثم توجه إلى دمشق فقطنها إلى أن قدم القاهرة سنة سبع وعشرين ومدحني بقصيدة تائية مطولة، ولا أشك أنه هجاني كغيري، ثم رجع إلى دمشق ثم قدم القاهرة فمات يوم وصوله في سابع عشر شعبان، وخلف تركة جيدة، قيل: بلغت ما قيمته خمسة آلاف دينار، وكان مقتراً على نفسه. فاستولى على ماله شخص ادعى أنه أخوه وأعانه على ذلك بعض أهل الدولة، فتقاسما المال، ووقف كتبه وتصانيفه بالباسطية؛ وعاش بضعاً وستين سنة.

صالحة أو زينب بنت صالح بن رسلان ابن نصير البلقيني، وهي والدة القاضي علم الدين صالح بن شيخنا شيخ الإسلام سراج الدين، تزوجها الشيخ وهي ابنة عمه فأولدها صالحاً وعبد الخالق، ثم قدمت على الشيخ أخته من بلقينة فذكرت للشيخ أنها أرضعت زوجته هذه، فبحث الشيخ عن ذلك حتى وضح له، فلما علم صحة قولها اجتنبها. وذلك قبل موته بعشر سنين، ثم لما مات تزوجت بعده زوجاً بعد زوج من العوام، وكانت موصوفة بالخير؛ وعاشت نحو الستين وماتت في حادي عشر المحرم.

طوغان أمير آخور، مات مقتولاً بقلعة المرقب في ذي الحجة، وكان قد ولى عدة وظائف.

ص: 355

عثمان بن محمد فخر الدين الدنديلي الشاهد، سمع من أبي الحسن العرضي، وأجاز لأولادي، وسمعت عليه جزءاً من حديث ابن حذلم أنا العرضي أنا الفخر ابن البخاري؛ جاوز الثمانين ومات في 18 شوال.

عثمان بن

التلاوي المعروف بالطاغي، خازن الكتب بالمدرسة المحمودية، وقد تقدم ذكر صرفه عنها في حوادث سنة ست وعشرين وكان شديد الضبط لها، ثم حصل له من تسلط عليه بالخديعة إلى أن وقع التفريط فذهب أكثر نفائس الكتب، وكان في أول أمره أقرأ القاضي جلال الدين البلقيني القرآن، وتمشيخ بالمشهد النفيسي ولقي جماعة من الاكابر؛ ومات في 14 المحرم.

علي بن أحمد بن محمد بن سلامة بن عطوف، السلمي المكي نور الدين ابن سلامة، ولد سنة ست وأربعين بمكة، واشتغل وعني بطلب الحديث ورحل فيه، فسمع بدمشق من ابن أميلة والصلاح ابن أبي عمر وابن كثير وغيرهم، وبحلب من ابن حبيب وغيره، وببغداد من عمر بن علي القزويني وعبد الدائم ابن عبد المحسن بن الخراط وغيرهما،

ص: 356

وبالقاهرة من التقي البغدادي وقرأ عليه القراآت، أكثر عنه صاحبنا زين الدين رضوان، وحدث بالقاهرة ومكة وصار مسندها، وكان عارفاً بالقراآت، وأخذ الفقه عن جماعة ولم ينجب، وله نظم، وكان يباشر شهادة الحرم المكي، ولم يكن يشكر في شهادته مع التأله والتعبد، وخرج له ابن فهد معجماً، انتزع أكثره من معجم ابن ظهيرة تخريج الأقفهسي؛ ومات في يوم السبت 24 شوال.

علي بن محمود بن أبي بكر، القاضي علاء الدين، السلماني ثم الحموي، المعروف بابن المغلي، الحنبلي، ولد سنة 771، وتفقه ببلده ثم بدمشق، فاخذ عن جماعة منهم زين الدين ابن رجب، وكان يتوقد ذكاء فحفظ جملة من المختصرات في العلوم، كالمحرر في الحديث لابن عبد الهادي، والفروع في المذهب لابن الحاجب، والتلخيص للقزويني، والتسهيل لابن مالك؛ وكان يحفظ كثيراً من الشروح والقصائد الطوال، وينظم الشعر الوسط، ويكرر على محفوظاته المختصرة، ويستحضر شيئاً كثيراً من الفنون؛ وما أظن أنه كان في عصره من يدانيه في ذلك وإن كان فيهم من هو أصح ذهنا منه، ولي قضاء حماة بعد التسعين، ثم ولي قضاء حلب في سنة أربع وثمانمائة، ثم ولي قضاء الديار المصرية من سنة سبع عشرة إلى أن مات مضافاً إلى قضاء حماة فكان يستنيب فيها، وكان ذلك بعناية كاتب السر ابن البارزي، ومع طول ملازمته للاشتغال ومناظرته للأقران والتقدم في العلوم لم يشتغل بالتصنيف، وكنت أحرضه على ذلك لما فيه من بقاء الذكر فلم يوفق لذلك، وكان شديد البأو والإعجاب حتى وصفه بعضهم بأنه

ص: 357

يحيط علماً بالمذاهب الأربعة - مع احتمال ما يقع ممن يناظره من الجفاء، ويكظم غيظه ولا يشفي صدره، ويكرم الطلبة ويرفدهم بماله وكان واسع الحال جداً، لأنه كان في الأصل تاجراً لم يزل يتكسب، وكان كثير

وكان ممن أعان علم الدين صالح البلقيني على ولاية القضاء وصرف ولي الدين العراقي. لأن العلم كان يتلمذ له والعراقي كان يتمشيخ عليه فأحب أن يكون رفيقه من يعترف له دون من يتعاظم عليه فأعان على ذلك بقلبه وقالبه فانعكس الأمر، وندم بعد أن تورط وصار يبالغ في الذم من العلم، ووقفت على خطه نفساً كتبها في حقه بالغ فيها في الحط عليه، ثم عوقب بأن أصيب بولده قبل إكمال الحول من عزل العراقي ثم أصيب بنفسه، وكذا صنع الله بأن الكويز فإنه كان الأصل الكبير في هذه الكائنة فلم ينتفع بنفسه بعدها إلا قليلاً واستمر موعوكاً ستة أشهر إلى أن مات عقب موت العراقي بشهر واحد ويجتمع الكل عند الله تعالى؟ وقد ذكرت في حوادث سنة سبع وعشرين ما اتفق له من العزم على الحج ثم تركه ذلك ووقوعه من السلم وتوعكه، فلما أهلت السنة انتكس وثار به القولنج الصفراوي فيقال إنه دس عليه السم فمات منه بعد أن حصل له الصرع قدر شهر، وذلك يوم الخميس في العشرين من صفره، واستقر في قضاء الحنابلة بعده محب الدين أحمد بن الشيخ نصر الله التستري ثم البغدادي، وخلع عليه في الرابع والعشرين من صفر.

فرحة بنني ماتت في يوم الأربعاء تاسع شهر ربيع الآخر وكانت حجت في العام الماضي مع زوجها الشيخ محب الدين بن الأشقر ورجعت موعوكة إلى أن ماتت عن ثلاث وعشرين سنة وتسعة أشهر - عوضها الله الجنة.

ص: 358

فضل الله بن نصر الله بن أحمد، التستري الأصل ثم البغدادي الحنبلي أخو قاضي الحنابلة محب الدين، كان قد خرج من بلاده مع أبيه وإخوته وطاف هو البلاد ودخل اليمن ثم الهند ثم الحبشة وأقام بها دهراً طويلاً، ثم رجع إلى مكة فجاور بها قليلاً وصحب بها الأمير يشبك الساقي الأعرج وكان المؤيد نفاه إلى مكة فجاور بها صحبته، ثم لما رجع يشبك إلى القاهرة وتأمر حضر فضل الله إلى القاهرة فأكرمه، واتفق موت الشيخ شمس الدين الحبتي فشغرت عنه مشيخة الخروبية فقرر فيها فضل الله المذكور بعناية يشبك المذكور بعد أ، كان تقرر فيها غيره، فاستمر بها إلى أن مات في شهر ربيع الأول وهو ابن ستين سنة أو جاوزها.

ص: 359

محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد الحريري شمس الدين البيري أخو جمال الدين الأستادار ولد في حدود الخسمين، وتفقه على أبي البركات الأنصاري، وسمع من أبي عبد الله بن جابر وأبي جعفر الغرناطي نزيل البيرة بحلب وقرأ عليهما وتفقه، وولي قضاء البيرى مدة ثم قضاء حلب سنة ست وثمانمائة، ثم تحول إلى القاهرة في دولة أخيه بعد أن كان عزله حكم لما غلب على حلب فتوجه إلى مكة فجاور بها، ثم قدم أبي القاهرة فعظم قدره وعين للقضاء، ثم ولي مشيخه البيبرسية بعد الشريف النسابة، ثم درس بالمدرسة المجاورة للشافعي بعد جلال الدين ابن أبي البقاء، ثم انتزعتا منه بعد كائنة أخيه، ثم أعيدت إليه البيبرسية في سنة ست عشرة وصرف عنها بكاتبه في سنة 18، ثم قرر في مشيخة سعيد السعداء بعد موت البلالي سنة عشرين، وكان قد ولى خطابة ببيت المقدس؛ ومات في سحر يوم الجمعة 24 ذي الحجة، واستقر بعده في مشيخة الصلاحية شهاب الدين أحمد بن المحمرة الذي كان بها مخبزياً قبل ذلك، ثم ارتقى منها إلى ولاية القضاء بدمشق، ثم عاد إلى المشيخة بالقاهرة، ثم نقل منهاإلى مشيخة الصلاحية ببيت المقدس.

ص: 360

محمد بن أحمد بن محمد بن عبد العزيز اللخمي النستراوي شمس الدين ابن أخي القاضي كريم الدين ناظر الجيش، ولد سنة سبعين تقريبا، وباشر الديوان مدة إلى أن ولي عمه نظر الجيش فباشر قليلاً، ثم ترك ذلك وزهد ولبس الثوف، وسمع معنا على كثير من مشايخنا، وكان يحب أهل الخير وينفر غاية النفرة ممن يتزوكر، وأقام على قدم التصوف سبعاً وثلاثين سنة مع صحة العقيدة وجودة المعرفة والصبر على قلة ذات اليد ومات ليلة الجمعة 12 شعبان.

محمد بن القاضي شهاب الدين أحمد، الدفري المالكي شمس الدين، ولد سنة بضع وستين، وتفقه على مذهب مالك، وأحب الحديث فسمعه وطاف على الشيوخ وسمع معنا كثيراً من الممايخ، وكان حسن المذاكرة جيد الاستحضار، درس بالناصرية الحسينية وغيرها، وكان قليل الحظ؛ مات في العشرين من جمادى الأولى.

محمد بن إسماعيل بن محمد بن محمد بن هانئ اللخمي المالكي، القاضي ناصر الدين ابن القاضي سري الدين أبي الوليد قاضي حلب ثم طرابلس، ولد سنة نيف وأربعين واشتغل قليلاً وناب عن أبيه فعابوا على أبيه ذلك، ثم ولي قضاء حماة ثم حلب في سنة ست وسبعين، ثم ولي حماة وطرابلس وغيرها مراراً، ثم ولاه نوروز قضاء دمشق سنة ست عشرة فساءت سيرته جداً، ثم صرفه المؤيد إلى قضاء طرابلس سنة سبع عشرة فاستمر فيها عدة سنين؛ كتب عنه القاضي علاء الدين وذكره في تاريخ حلب فقال كتبت عنه بطرابلس لما وليت قضاءها وكان هو قاضي المالكية بها وكان ظريفاً كريماً مسناً جواداً حسن الاخلاق، مات في أوائل سنة 828 بطرابلس.

محمد بن أبي بكر بن عمر، المخزومي المالكي المعروف بابن الدماميني بدر الدين الإسكندراني، ولد سنة ثلاث وستين وسبعمائة، وتفقه بالإسكندرية وتعاني الآداب ففاق في النظم والنثر والخط ومعرفة الشروط. واستنابه ابن التنسي في الحكم ودرس بعدة مدارس، ثم قدم معه القاهرة وناب في الحكم أيضاً وتقدم ومهر واشتهر ذكره، ثم تحول إلى الإسكندرية واستمر بها ينوب في الحكم ويشغل في العلم ويتكسب من التجارة، ثم حصلت له محنة فقدم القاهرة وعين للقضاء، وقام معه في ذلك ابن البارزي فلم يقدر فتوجه إلى الحج ثم دخل اليمن فلم يحصل له إقبال، فدخل الهند فحصل له إقبال كبير وأقبلوا عليه وأخذوا عنه

ص: 361

وعظموه، وحصل له مال له صورة فاتفق أن بغتة الأجل فمات هناك في شعبان في هذه السنة عن نحو سبعين سنة، ومن نظمه:

قلت له والدجى مول

ونحن بالأنس في التلاقي

قد عطس الصبح يا حبيبي

فلا تشتمه بالفراقي

محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن المحب عبد الله بن أحمد بن محمد، المقدسي الصالحي شمس الدين، ولد في شوال سنة 755، وأحضره أبوه عند

وأسمعه على ابن قيم الضيائية، وأحمد بن الجوخي وعمر ابن أميلة وست العرب في آخرين، وحدث، وشرع في شرح البخاري وتركه بعده مسودة، وله نظم ضعيف، وكان يقرأ الصحيحين على العامة، وأجاز لأولادي غير مرة؛ ومات بطيبة المكرمة في هذه السنة، وكان يذكر عن نفسه أنه رأى مناماً من نحو عشرين سنة يدل على أنه يموت بالمدينة، وسمعوه منه قبل أن يخرج إلى هذه السفرة للحج، فاتفقت وفاته بالمدينة في رمضان من هذه السنة، وهو بقية البيت من آل المحب بالصالحية.

محمد الحموي النحوي المعروف بابن العيار شمس الدين، كان في أول أمره حائكاً ثم تعاني الاشتغال فمهر في العربية، وأخذ عن ابن جابر وغيره، ثم سكن دمشق، ورتب له على الجامع تصدير بعناية البارزي، وكان حسن المحاضرة ولم يكن محموداً

ص: 362

في تعاطي الشهادات؛ مات في ذي القعدة.

ص: 363