المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌943 - أبو القاسم بن أبى منصور النحوى الحلبى المعروف بابن الحبرانى - إنباه الرواة على أنباه النحاة - جـ ٤

[جمال الدين القفطي]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الرابع

- ‌[مقدمة التحقيق]

- ‌تصدير

- ‌[تتمة التراجم]

- ‌(حرف الياء)

- ‌814 - يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الدّيلمىّ، أبو زكرياء الفرّاء

- ‌815 - يحيى بن يعمر العدوانىّ النحوىّ

- ‌816 - يحيى بن علىّ بن محمد بن الحسن بن بسطام الشيبانىّ التبريزىّ الخطيب أبو زكريا

- ‌817 - يحيى بن المبارك بن المغيرة أبو محمد العدوىّ المعروف باليزيدىّ المقرئ النّحوىّ اللغوىّ

- ‌818 - يحيى بن يحيى المعروف بابن السّمينة القرطبىّ الأندلسىّ النحوىّ اللغوىّ الحاسب المنجّم الطبيب

- ‌819 - يحيى بن محمد، أبو محمد الأرزنىّ النّحوى

- ‌820 - يحيى بن سلامة بن الحسين الحصكفىّ النّحوىّ

- ‌821 - يحيى بن سعدون بن تمّام بن محمد الأزدىّ أبو بكر

- ‌822 - يحيى بن معطى النحوىّ

- ‌823 - يعيش بن علىّ بن يعيش العدل الخطيب النّحوىّ المدعو بالموفّق

- ‌824 - يعقوب بن إسحاق بن عبد الله بن أبى إسحاق الحضرمىّ

- ‌825 - يعقوب بن محمد بن أحمد الفارسىّ الأديب البارع الكردىّ

- ‌826 - يعقوب بن إسحاق السكّيت أبو يوسف النحوىّ اللغوىّ

- ‌827 - يعقوب بن علىّ الزّبيدىّ الصّقلّىّ اللغوىّ

- ‌828 - يعقوب بن نصر الدّارقزّى

- ‌829 - يوسف بن سليمان بن عيسى النحوىّ

- ‌830 - يوسف بن الحسن بن عبد الله السّيرافىّ النحوىّ اللغوىّ الأخبارىّ، أبو محمد

- ‌831 - يوسف بن أحمد، أبو يعقوب النحوى الدباغ الصقلى

- ‌832 - يوسف بن خيرون النحوىّ الأديب الأندلسىّ

- ‌833 - يوسف بن الحسن بن يوسف بن محمد ابن إبراهيم بن إسماعيل الخارزنجىّ

- ‌834 - يوسف بن خرّزاذ النّجيرمىّ اللغوىّ

- ‌835 - يونس بن أحمد بن إبراهيم الوافراوندىّ النحوىّ

- ‌736 - يونس بن حبيب أبو عبد الرحمن الضبى النحوىّ

- ‌837 - اليمان بن أبى اليمان البندنيجىّ أبو بشر الضرير الأديب الفاضل الشاعر اللغوىّ

- ‌838 - يزيد بن الحر، أبو زياد الطائىّ- ويقال: الكلابىّ

- ‌839 - يموت بن المزرّع، ابو بكر

- ‌840 - ياقوت بن عبد الله الحموىّ

- ‌[الكنى]

- ‌841 - أبو الأزهر البخارىّ اللغوىّ

- ‌842 - أبو بكر القارى الرّازىّ النحوىّ اللغوىّ

- ‌843 - أبو بكر النحوىّ البستى

- ‌844 - أبو البيداء، اسمه أسعد بن عصمة

- ‌845 - أبو تراب

- ‌846 - أبو توبة، زياد بن زياد الأعرابىّ

- ‌847 - أبو ثوابة الأسدى

- ‌848 - أبو ثروان العكلىّ

- ‌849 - أبو جعفر الرؤاسىّ الكوفىّ النحوىّ

- ‌850 - أبو الحسن بن معقل النّحوىّ

- ‌851 - أبو الحسن الأحمر

- ‌852 - أبو الحسن الطولقى

- ‌853 - أبو الحسن الأهوازىّ

- ‌854 - أبو الحسن المقيدسى النحوى

- ‌855 - أبو الحسن بن أذين النخوىّ البصير

- ‌856 - أبو الحسن الأغرّ

- ‌857 - أبو الحسن بن الطّراوة المالقىّ النحوىّ

- ‌858 - أبو الحسن الزعفرانىّ النّحوىّ البصرىّ

- ‌859 - أبو الحسن الجيشىّ النّحوىّ

- ‌860 - أبو حسّان الضرير التّدمرىّ المقرئ النحوىّ

- ‌861 - أبو خيرة، واسمه نهشل بن زيد

- ‌862 - أبو الخطاب بن عون الجزيرىّ النحوىّ الشاعر

- ‌863 - أبو الخطاب الهذلىّ، اسمه عمرو بن عامر

- ‌864 - أبو الهيثم الأعرابىّ

- ‌865 - أبو المجيب الرّبعىّ [2]

- ‌866 - أبو الجرّاح العقيلىّ

- ‌867 - أبو صاعد الكلابىّ، واسمه يزيد بن محيّا

- ‌868 - العدبّس الكنانىّ

- ‌869 - أبو زكريا الأحمر

- ‌870 - أبو أدهم الكلابىّ

- ‌871 - أبو الصقر العدوىّ [3]

- ‌872 - عتبة أمّ الحمارس [4]

- ‌873 - أبو قرة الكلابىّ

- ‌874 - أبو الحدرجان

- ‌875 - أبو تمّام الجزار [5]

- ‌876 - أبو الحصين الهجيمىّ [6]

- ‌877 - مكوّزة [7]

- ‌878 - أبو الغمر [8]

- ‌879 - أبو زياد [ويقال: الأعور بن براء الكلابىّ [1]]

- ‌880 - أبو القمقام [2] الفقعسى، روى عنه الكسائىّ النحوىّ

- ‌881 - الصقيل، ويكنى أبا الكميت العقيلىّ

- ‌882 - أبو فقعس لزاز

- ‌883 - أبو الدقيش القنانىّ الغنوىّ [3]

- ‌884 - أبو السفر الكلابىّ [4]

- ‌885 - هدّاب الهجيمىّ

- ‌886 - غنية أم الهيثم

- ‌887 - ردّاد الكلابىّ [5]

- ‌888 - قريبه أم البهلول الأسديّة

- ‌889 - أبو دثار الفقعسىّ

- ‌890 - جزلة الحرقيّة

- ‌891 - أبو الكبش الباهلىّ [1]

- ‌892 - أبو صالح الطائىّ

- ‌893 - أبو الكيش النّميرىّ [2]

- ‌894 - أبو السمح الطائىّ

- ‌895 - أبو الوليد الكلابىّ [3]

- ‌896 - أبو علىّ اليمامىّ

- ‌897 - الرّهيمىّ [4]

- ‌898 - عرّام بن الأصبغ السّلمىّ

- ‌899 - أبو حجّار عبد الرحمن بن منصور الكلابىّ

- ‌900 - هرم [5] بن زيد الكلبىّ

- ‌901 - ابن زيد المازنىّ

- ‌902 - أبو النعمان

- ‌903 - [أبو المسلم العاصى [1]]

- ‌904 - أبو مشقّر

- ‌905 - جرو بن قطن

- ‌906 - أبو المضرحىّ

- ‌907 - أبو الخنساء

- ‌908 - أبو دعامة العبسىّ

- ‌909 - أبو رياش البصرى

- ‌910 - أبو الرّجاء بن حرب الحلبىّ النحوىّ

- ‌911 - أبو زياد الكلابىّ، واسمه يزيد بن عبد الله بن الحرّ

- ‌912 - أبو سفيان بن العلاء، أخوأبى عمرو بن العلاء

- ‌913 - أبو سوّار الغنوىّ

- ‌914 - أبو السخاء الحائك الحلبىّ النّحوىّ

- ‌915 - أبو سعيد بن حرب بن غورك النّحوى الإفريقى القروىّ

- ‌916 - أبو الشمخ

- ‌917 - ابو شبل العقيلىّ

- ‌918 - أبو طالب المكفوف النحوىّ الكوفىّ

- ‌919 - أبو عمرو بن العلاء المقرى النحوىّ

- ‌920 - أبو عبد الله بن الجلّاب الواسطى النحوىّ المقرئ الضرير

- ‌921 - أبو عبد الله بن عاصم النحوى الأندلسىّ

- ‌922 - أبو عبد الله الفهرىّ اللغوى

- ‌923 - أبو عبد الله حسين بن محمد التميمىّ العنبرىّ الدّارونىّ القيروانىّ المغربىّ النحوى الإفريقىّ المعروف بابن أخت العاهة

- ‌924 - أبو عبد الله بن رطويه النحوىّ

- ‌925 - إمرأة نحوية تعرف بابنة الكنيزىّ

- ‌926 - أبو عبد الله النحوىّ الفزارىّ المغربىّ

- ‌927 - أبو عدنان، وهو عبد الرحمن بن عبد الأعلى السلمىّ

- ‌928 - أبو العميثل

- ‌929 - أبو عبيد أحمد بن محمد بن أبى عبيد العبدىّ الأديب الهروىّ

- ‌930 - أبو عثمان الأشناندانىّ اللغوى الراوية

- ‌931 - أبو علقمة النحوىّ

- ‌932 - أبو على السنجىّ القيروانىّ المكفوف النّحوىّ

- ‌933 - أبو على الحرمازىّ

- ‌934 - أبو عرار

- ‌935 - أبو الفضل النّوشجانىّ

- ‌936 - أبو الفتح بن الأشرس النحوىّ النيسابورىّ

- ‌937 - أبو الفتح بن المقدّر الأصبهانى النحوىّ

- ‌938 - أبو الفهد

- ‌939 - أبو الفوارس المروزىّ اللغوىّ

- ‌940 - أبو القاسم العطار النحوى الأندلسى

- ‌941 - أبو القاسم الدقّاق النحوىّ البغدادىّ

- ‌942 - أبو القاسم بن فيّره بن أبى القاسم الرّعبنى الشاطبىّ الأندلسى المكفوف المقرئ النحوى اللغوى

- ‌943 - أبو القاسم بن أبى منصور النحوى الحلبى المعروف بابن الحبرانىّ

- ‌945 - أبو المهنّد النحوىّ

- ‌946 - أبو مسلم النحوىّ

- ‌947 - ابو مسحل واسمه عبد الله بن حريش اللّغوىّ الراوية

- ‌948 - أبو عيينة بن المنهال

- ‌949 - أبو محلّم البغدادىّ، وقيل: الشيبانىّ

- ‌950 - أبو محمد النحوىّ الصقلىّ المعروف بالدمعة

- ‌951 - أبو محمد الأعرابىّ المعروف بالأسود الغندجانىّ

- ‌952 - أبو منصور الجبان النحوىّ

- ‌953 - أبو منصور محمد بن أحمد بن طلحة بن نوح بن الأزهر الأزهرىّ الهروىّ اللّغوى الشافعى

- ‌954 - أبو موسى بن مزدان النحوىّ الكوفىّ

- ‌955 - أبو مسهر محمد بن أحمد بن مروان بن سبرة

- ‌956 - أبو مهديّة

- ‌957 - أبو مالك الطّرمّاح، واسمه أمان بن الصّمصامة ابن الطرمّاح بن حكيم القروىّ

- ‌958 - أبو المعالى البرمكىّ اللغوىّ

- ‌959 - أبو معاذ النحوىّ المروزىّ المقرئ اللّغوىّ

- ‌960 - أبو نوفل بن أبى عقرب

- ‌961 - أبو نصر غلام الأصمعىّ

- ‌962 - أبو النّدى بن الغند جانىّ النّحوىّ الأديب

- ‌963 - ابو الهيذام العقيلىّ، اسمه كلاب بن حمزة

- ‌964 - أبو الهيثم الرّازىّ

- ‌965 - أبو هلال العسكرىّ

- ‌966 - أبو يعلى بن أبى زرعة الباهلىّ النّحوىّ البصرىّ

- ‌الأبناء

- ‌967 - ابن أبى حجر السّنجارىّ النحوىّ

- ‌968 - ابن ابى نوح المصرى

- ‌969 - ابن خروف النحوى الأندلسىّ

- ‌970 - ابن سيد الأندلسىّ

- ‌971 - ابن ضمضم الكلابى، أبو عثمان

- ‌972 - ابن طريف اللغوىّ الأندلسىّ مولى العبديّين

- ‌973 - ابن طاهر النحوى الأندلسى

- ‌974 - ابن العافية النحوىّ الأندلسىّ

- ‌975 - ابن قادم النحوى

- ‌976 - ابن ملكون النحوى الأندلسى

- ‌[الفهارس]

- ‌فهرس التراجم [بحسب ورودها في الكتاب]

- ‌(حرف الياء)

- ‌الكنى

- ‌ومن الأعراب الذين دخلوا الحاضرة جماعة، وهم:

- ‌الأبناء

- ‌فهر‌‌سالأعلام الم‌‌تر‌‌جمة فى ال‌‌حواشى

- ‌س

- ‌ت

- ‌ج

- ‌ح

- ‌(ء)

- ‌ب

- ‌ث

- ‌ز

- ‌خ

- ‌ع

- ‌م

- ‌ل

- ‌ف

- ‌ط

- ‌ك

- ‌(غ)

- ‌ق

- ‌ن

- ‌و

- ‌ى

- ‌موضوعات هذا الجزء

- ‌الفهارس العامّة لجميع الأجزاء

- ‌1 - فهرس‌‌ الأعلام

- ‌ ا

- ‌ب

- ‌ث

- ‌(ت)

- ‌ج

- ‌ ح

- ‌ خ

- ‌د

- ‌ر

- ‌ذ

- ‌ز

- ‌س

- ‌ ش

- ‌ ص

- ‌ط

- ‌ض

- ‌ ع

- ‌(ظ)

- ‌ ف

- ‌(غ)

- ‌ق

- ‌ل

- ‌(ك)

- ‌ م

- ‌ن

- ‌و

- ‌ي

- ‌2 - فهرس‌‌ الأمم والق‌‌بائل والفرق

- ‌ ا

- ‌ب

- ‌ت

- ‌ث

- ‌(ج)

- ‌ح

- ‌ش

- ‌د

- ‌ر

- ‌ز

- ‌س

- ‌(خ)

- ‌ف

- ‌(ض)

- ‌ط

- ‌ع

- ‌ق

- ‌(غ)

- ‌ن

- ‌ل

- ‌م

- ‌(ك)

- ‌(ه

- ‌و

- ‌ي

- ‌3 - فهرس‌‌ الأماكن والبلدان

- ‌ ا

- ‌ب

- ‌ت

- ‌ج

- ‌ث

- ‌ح

- ‌خ

- ‌د

- ‌ر

- ‌(ذ)

- ‌(ز)

- ‌(س)

- ‌ش

- ‌ض

- ‌ط

- ‌(ظ)

- ‌(ع)

- ‌(غ)

- ‌(ق

- ‌(ف)

- ‌(ك)

- ‌ل

- ‌م

- ‌ن

- ‌ه

- ‌(و)

- ‌ى

- ‌4 - فهرس‌‌ الكتب

- ‌ ا

- ‌ب

- ‌ت

- ‌(ج)

- ‌ ح

- ‌خ

- ‌د

- ‌ر

- ‌ذ

- ‌س

- ‌ز

- ‌ش

- ‌ص

- ‌ع

- ‌ف

- ‌ق

- ‌ك

- ‌ل

- ‌م

- ‌ن

- ‌ه

- ‌و

- ‌ى

- ‌5 - فهرس الشعر

- ‌(الألف المقصورة)

- ‌(الهمزة)

- ‌(الباء)

- ‌(التاء)

- ‌(الثاء)

- ‌(الجيم)

- ‌(الحاء)

- ‌(الدال)

- ‌(الذال)

- ‌(الراء)

- ‌ز

- ‌س

- ‌(الشين)

- ‌(الصاد)

- ‌(الضاد)

- ‌(الطاء)

- ‌(الظاء)

- ‌(العين)

- ‌(الغين)

- ‌(الفاء)

- ‌القاف

- ‌(الكاف)

- ‌(اللام)

- ‌(الميم)

- ‌ن

- ‌(الهاء)

- ‌(الواو)

- ‌(الياء)

- ‌6 - فهرس أنصاف الأبيات

الفصل: ‌943 - أبو القاسم بن أبى منصور النحوى الحلبى المعروف بابن الحبرانى

‌943 - أبو القاسم بن أبى منصور النحوى الحلبى المعروف بابن الحبرانىّ

«1»

واسمه سعيد، وكنيته أشهر. قرأ النّحو بحلب على أبى الرجاء بن حرب النحوىّ، وطالع وبحث، وحصل من العوامل على طرف جيد، وحفظ جزءا متوفّرا من الأبيات الشواهد على العربية، وحفظ شيئا من اللّغة، ورحل إلى دمشق، واجتمع بالتّاج زيد بن الحسن بن زيد الكندىّ، وحاضره وناظره، وسألته عنه، فقال:

ما أعجبنى نحوه، قال: ولقد سألته عن أشياء غلط في الجواب عنها- يعنى الكندىّ- قال: فقلت له: الأمر بخلاف ذلك، فكابر وتضجّر، وقال: من يقول غير هذا؟ فقلت: أبو الفتح بن جنّى، قد ذكره في كتاب «سر الصّناعة» . فأخذ «سر الصناعة» ، وطالعها فوجد القول ما قلته، فكان جوابه أن قال: فد كنت أظنّ أنّ ابن جنّى محقّق فيما يقوله إلى هذه الساعة، وقد فسد رأيى فيه.

وكان أبو القاسم هذا يذكر نسبه إلى أخى البحترى الشاعر من طيّئ، ووقفت عليه، فرأيت التلفيق بيّنا لطوله، وكان إذا لوجج في السؤال تضجّر وتشيّط لضيق عطنه، وربّما سئل عن المسألة، فسارع إلى الجواب ويخطئ، فإذا ردّ عليه الخطأ عزّ عليه واستوحش، وربما انقطع عن ذلك المجلس.

فمما جرى لى معه أنه قال يوما: الحلىّ نبت ويا بسه النّصىّ، فقلت له: الأمر بالعكس، وإنما هو النّصىّ [1] ويابسه الحلىّ، فكابر فأريته إيّاه في كتاب «النبات» لأبى حنيفة، فعزّ عليه غلطه ووجم، وانقطع عنّى مدّة.

ص: 163

وكان إذا أحرم للصّلاة كسر الهمزة من «أكبر» فسألته عن ذلك، فأنكر كسرها، فقلت له: قلها، فقالها بكسر الهمزة، وشهده جماعة عندى يقول ذلك، فاجتهدنا به أن يقولها مفتوحة، فما تطوّع لسانه بها، فاعتددنا ذلك من النّوادر، وكونه لا يفهم أنّه ينطق بها مكسورة، وهو يظنها مفتوحة.

وكان شديد الطّلب للدنيا، يدخل في دنيّات الأمور، ويعامل المعاملات المخالفة للشريعة، ويحتمل من ضيق العيش في المأكل والمشرب والملبس ما لا يوجد من مثله، إلى أن حصّل جملة من الدنيا، ما انتفع بها، وخلّفها لولده. ولقد شاهدته فى الأيام شديدة البرد، وهو رقيق الملبوس، يقاسى من ألم البرد ما يظهر أثره عليه.

وعدته مرّة في مرضه، فرأيت منزله على جودة بنيانه، وهو في غاية من الزّراية في المفرش والملبس. ورأيته في أوّل أمره وهو على خلاف كلّ هذا، فإنّنى شاهدته عند ورودى حلب في سنة ثمان وتسعين، وهو حسن البزّة والمخدوم والمركوب. ثم نسخ الله ذلك بما ذكرته، بعد مدّة ليست بالطّويلة.

وتصدّر بجامع حلب برزق قرّر له من وقف الجامع لإقراء القرآن والعربيّة.

وكان بخيلا بما عنده من ذلك، يصارف فيما يذكره وفي أوقات حضوره، فما استفاد منه أحد، ولا ظهر له تلميذ معروف، ولم يزل على جدّه في الكدّ، وتعرّضه للطلب من أكابر النّاس بحلب لغير حاجة، إلى أن ذهب لسبيله بالوفاة في يوم الاثنين لثمان خلون من رجب سنة ثمان وعشرين وستمائة.

ص: 164

وكان له شعر أردأ من شعر النحاة، فيه تكلّف وجسأة [1] وتصنّع يذهب روق النظم، يمتدح به لطلب الازدياد.

وكان إذا تلا القرآن تلاه بصوت غير شج، ويتصنّع الحروف من مخارجها، فيزيد في ذلك على الواجب، ويرفع به صوته، غير أنه كان شديد الاجتهاد فى طلب الفوائد من صفحات الصحف، فلازم المطالعة ليلا ونهارا، وتلزّم الحفظ لبعض ما يمرّ به في أثناء ذلك.

ولقد حكى لى الشريف أبو هاشم بن أبى حامد بن أبى جعفر الهاشمىّ الحلبىّ صديقى رحمه الله، قال: أخبرنى جار له، قال: رأيت ابن الحبرانىّ النحوىّ في زمن الصيف، يقوم في الليل الأخير في سطحه، ويقد سراجا في موضع خال من الهواء، ويقعد للمطالعة وقتا طويلا دائما في كلّ ليلة، لا يشغله الحرّ ولا القرّ عن المطالعة والاستفادة.

فأمّا شعره فإننى وجدت قصيدة له، وقد ألحقتها بهذا الموضع، وقد ترجم عليها «خدمة المملوك ابن الحبرانى النحوىّ» ، وهى:

ليهنك النّصر والتأييد والظّفر

الله واقيك، لا التحصين والخدر

إن العدا أضمروا كيدا تكاد له السّ

بع السموات والأفلاك تنفطر

فردّه الله ردّا في نحورهم

فليتهم قبل أن همّوا به نحروا

فكم أرادوا به مكرا فما بلغوا

قدما، وكم أضمروا سوءا فما قدروا

لطف من الله بالإسلام سلّمه

ونعمة لا يؤدّى شكرها البشر

قضى الله أن يلقوا منّيتهم

فلا يرى لهم عين ولا أثر

[1] الجسأة: الغلظ.

ص: 165

أرى وشرى لمن عادى وسالمه

ففى كلا راحتيه النّفع والضرر

لقد أفادك حسن الظّنّ مع ثقة

بالله مالا يفيد البيض والسّمر

سلّمت أمرك نحو الله معتصما

بالله فانزاح عنك الخوف والخور

لبست من جنن التّقوى محصّنة

فليس ينفذها جنّ ولا بشر

إن الرعيّة راموا في زمانهم

عدلا وأمنا فبالأمرين قد ظفروا

أصبحت قد سست دنياهم ودينهم

كأنّما ساسهم في أمرهم عمر

قد أسعد الله قوما صار أمرهم

إلى أتابك، نعم الكهف والوزر

أضحوا بعدل شهاب الدين في نعم

ما إن يؤدّى لها حقّ وإن شكروا

لمثل ذا فلنصم لله ثم نقم

له الصلاة نعم، ولتنذر النّذر

فليسألوا الله ربّ العرش يحرسهم

من أن يغيرهم عمّا بهم غير

قرّب مجيئك واشملهم بأنعمك ال

غرّا لجسام فهم في الدولة الغرر

ولاؤهم لك محض لم يشبه خنا

وحبّهم لك صفو ما به كدر

واسعد بآياتك الزهر التى افتخرت

بما سرت من معالى ذكرها السّير

بها الزّمان ربيع والحيا عدن

والورد عذب وليل كلّه سحر

وعشت ما ناح قمرىّ على فنن

ودمت ما لاح فى جنح الدّجى قمر

منّعما بالعزيز الملك مقترنا

بمطلب العزّ في عليائه الظّفر

فى نعمة جلّ ما افترّت مباسمها

عنه وقل على خبر بها الخبر

وجاد ربعك من صوب الدوام حيا

يحيا به البدو في الآفاق والحضر

ص: 166

ما ظال للمجتلى وجه المنى أمل

وطاب للمجتنى غرس العلا ثمر

كن واثقا من دعائى بالإجابة إنّى

قطّ لم أدع إلّا ساعد القدر

فما عدنك صروف الدهر وانصرفت

فكلّ ذنب لها من بعد مغتفر

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

944 -

أبو القاسم بن أحمد بن الموفق اللورقىّ الأندلسى النحوىّ المعروف «1» بالعلم

نحوىّ فاضل عالم، ذكىّ النّفس، له مشاركة حسنة في المنطق وعلم الكلام.

قرأ الأدب في الأندلس على مشايخ وقتة، وصحب جماعة من أهل العلم هناك، كابن المره، وابن عميرة، ومن يجرى مجراهم. ورحل عن الأندلس إلى الشرق، يطلب الفوائد والتزيّد منها، وحجّ ودخل بغداد، واجتمع بأبى البقاء النّحوىّ وطبقته، واستفاد منهم، ثم خرج إلى الشام، وقطن حلب، وتصدّر بها لإقراء النحو برهة، وكان قد اجتمع في طريقه من الغرب ببعض مدن برّ العدوة بأبى موسى الجزولىّ النحوىّ، وسأل عن شىء في «مقدّمته» ، فبيّنه له.

ولمّا سكن حلب شرح «المقدمة [1] الجزولية» شرحا كافيا، أحسن فيه، وتكلّم على غوامضه ومعانيه، وشرح كتاب «المفصّل [2]» للزمخشرى شرحا استوفى فيه القول، لا يقصر أن يكون في مقدار كتاب أبى سعيد السّيرافىّ في شرح سيبويه، واستعان فى عبارته ببعض عبارة المتكلّمين، وكان أقدر على ذلك من غيره [3].

[1] ذكر ياقوت أنها تقع في جزأين.

[2]

ذكر ياقوت أنه في عشر مجلدات.

[3]

وذكر له السيوطىّ من المؤلفات أيضا: «شرح قصيدة الشاطبى» .

ص: 167

ولمّا ضجر من المقام بحلب لبله الطالب وقلّة الطلب، رحل إلى مدينة دمشق وأقام بها، وتصدّر هناك لإقراء للنّحو والعربية، وسلّمت إليه خزانة الكتب بالجامع فتولّاها، وأحسن الولاية فيها، وأقام بالمدرسة العزيزية للاشتغال بالفقه.

وهو أنبه من رأيته، وأحضر ذهنا، وحاله مستمرّ إلى حين تسطير هذه التّرجمة فى شعبان سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، أمتعه الله بالحياة، وأمتع منه الفوائد.

وسألته عن موجب رحلته، فقال: أكبر الأسباب فيها توديع من أعرفه، فإنّ الأجل قريب، وسألته عمّا استفاده بعدى من العلوم، فقال: حللت «إقليدس» وبعض المتوسّطات، وشرعت في «المجسطىّ» وما يتعلّق به، وفي حل الزّيج.

وذكر أنّه حصل في النحو فوائد مغربيّة، قدم بها رجل من أصحاب أبى علىّ عمر الشّلوبين، ومات بدمشق رحمه الله، وأبيعت في تركته. وذكر أنّه ألحق منها شيئا بالشرحين الّلذين له، وهو «شرح الجزولية» و «شرح المفصّل» ، ووعدنى عند عوده بإضافة ما صنّفه من ذلك إلى الشرحين المتقدّمين له عندى.

وذكر أنه حصّل الشرح المستوفى للجزولية من تصنيف عمر الشّلوبينىّ، وأن رجلا مغربيّا أحضره إليه، وكان ضنينا به، وطلب منه في حالة ذلك أن يقرئه كتاب «الملخّص» لابن الخطيب الرّازىّ المعروف بالفخر، فبهذا الطريق حصل انتساخها منه بعد منعه لها. وفارقنى من حلب متوجّها إلى بغداد في يوم الخميس العشرين من شعبان سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، قدّر الله له السلامة والعافية.

ص: 168