الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وجواب المسألة: يا آزّأزّ. أزّ، وأزّ، أوزز، أربع لغات: الفتح، والكسر، والضمّ، والإيزاز فعله؛ الفتح أنه أخف الحركات، إذ لا بد للمدغم المشدّد من حركة، والكسر لالتقاء الساكنين، والضمّ للإتباع، وكذلك يا وائد إد، يا واعد عد، وما أشبهه [1].
947 - ابو مسحل واسمه عبد الله بن حريش اللّغوىّ الراوية
«1»
صاحب كتاب النوادر، وأبو مسحل أشهر من اسميه، فلهذا ذكرته في الكنى.
قال محمد بن القاسم الانبارىّ: كان أبو مسحل يروى عن علىّ بن المبارك الأحمر أريعين ألف بيت شاهد في النحو. قال ثعلب: ما ندمت على شىء كندمى على ترك سماع الأبيات الّتى كان يرويها أبو مسحل عن الأحمر [2].
وقال أبو محمد بن إسحاق النّديم في كتابه: أبو مسحل أعرابىّ يكنى بأبى محمد، واسمه عبد الوهاب بن حريش، حضر بغداد، وافدا [3] عل الحسن بن سهل، وله مع الأصمعىّ مناظرات في التّصريف، وله من الكتب: كتاب «النّوادر» ، كتاب «الغريب الوحشىّ» .
ويقال: إنّه حضر مع أبيه أوّل ما بنيت بغداد، وجاز المائة. وكان أبو مسحل يقول: رأيت أبا حنيفة، وأذكر رحله بالأبلّة.
[1] الخبر في مجالس العلماء 190، 191.
[2]
الخبر نقله الزبيدىّ في الطبقات.
[3]
فى الأصلين: «وأقرأ» تحريف، صوابه من الفهرست.
قال أبو مسحل: سألنى الحسن بن سهل في الشراء، أفى قصره حيلة؟ فقلت:
نعم، الشّراء يمدّ ويقصر. فسأل الأصمعىّ فقال: الشّرا مقصور لا يمدّ، فبعث إلينا فجمع بيننا، فقال الأصمعىّ: يا أثول [1]، أين وجدت الشراء يمدّ؟ فقلت:
يا أثول، أسير مثل للعرب [2].
لا تحمدنّ أمة عام شرائها
…
ولا عروسا عام هدائها [3].
قال: فسكت.
وقال أبو مسحل: كنت يوما مع ولد طاهر [4]، أذكر شيئا من التّصريف، فمرّ الأصمعىّ، ونحن نتذاكر التصريف، فقال: من [5] هذا الداخل في علمنا؟
فقلت: والله، إنّك لتعلم أنّ ذا ليس من علمك، إنّما علمك الشعر واللغة، فقال: وهذا أيضا! فقلت: إن كان كما تزعم، فابن لنا من وأيت [5] مثل:
وصاليات ككما يؤثفين [6]
[1] الأثول: الأحمق، وفي الأصل:«أشول» ، والصواب ما أثبته من ب.
[2]
فى الأصلين: «العرب» .
[3]
قال في اللسان: «الهداء، مصدر قولك: هدى العروس إلى بعلها هداء» .
[4]
مجالس العلماء: «كنت بعسكر الحسن بن سهل، وأنا مع الحسن» .
(5 - 5) مجالس العلماء: «من هذا الذى يدخل في صناعتنا؟ فقلت له: ليس هذا من صناعتك، فقال لى: سبحان الله! فقلت له كيف تقول في قوله.» .
[6]
صاليات، أراد بها الأثافى، لأنها صليت بالنار، أى أحرقت حتى اسودّت. والأثافى: جمع أثفية، وهى الأحجار التى ينصب عليها القدر. و «ككما» ما مصدرية والكاف للتشبية بتقدير:«مثل حا» . والبيت لخطام المجاشعى من أبيات ذكرها صاحب الخزانة في 1: 367، 368، وهو أيضا فى الاقتضاب 430، وشرح شراهد المغنى للسيوطىّ 172
قال: فسكت، فقلت فيه [1]:
أبان الملط أمر أبيك حتّى [2]
…
أضاء لكلّ ذى بصر أضايه
بإشهاد القسامة إذ توافت
…
عليه القمل تقصع في الفلايه
فقلت لهم عطاء الملط هذا
…
أبو ذيّاكم القمل العبايه
فإن هو عنه حدّثكم فقولوا
…
كذبت وفضّ فوك على وشايه [3].
أعن راع تحدّث أهل علم
…
مع المعزى يطوف بكلّ ثايه [4].
فإنّك والرواية عن قريب
…
كخارئة تحدّث عن خرايه
وذكر أبو مسحل الملط بخبر له مع قريب أبى الأصمعىّ [5].
[1] المجالس: قال: فمر، فنعيت عليه ما فعل عطاء الملط بأبيه، وذلك أنه جمع جماعة في نصف النهار، ومضى بهم إلى بستان من بستاتين البصره فيه قريب (والد الأصمعى) ويقولون إنه كان أهبان (كلمة فارسية معناها حافظ النخل) فلما وقفوا عليه ضربه عطاء الملط برجله فانتبه وكان نائما، فشتمه، وكان إلى جنبه معزى ترعى فقلت.»، وذكر الأبيات.
[2]
مجالس العلماء: «أثار الملط.» .
[3]
قال في المجالس: «وشاية، فعالة (بالكسر)، من وشى يشى، أى وشيت ففض فوك» .
[4]
قال في المجالس: «الثاية والزرب: الموضع الذى تكون فيه الغنم» .
[5]
الخبر في مجالس العلماء 72، 73