الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
816 - يحيى بن علىّ بن محمد بن الحسن بن بسطام الشيبانىّ التبريزىّ الخطيب أبو زكريا
«1»
والخطيب أبوه علىّ، ولم يكن هو خطيبا. ورأيت بخطّه على جزء من كتاب «الردّ على حمزة الاصبهانىّ» في كتاب «الموازنة بين [1] العربية والأعجمية» ما مثاله:«ليحيى بن الخطيب علىّ» .
كانت ليحيى بن علىّ هذا معرفة تامة بالأدب والنحو واللغة. قرأ على أبى العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعرىّ وغيره من الشاميّين. وكان سبب خروجه إلى أبى العلاء أنه حصلت له نسخة لكتاب الأزهرىّ في عدة مجلدات لطاف، وأراد تحقيق ما فيها وأخذها عن عالم باللغة، فدلّ على أبى العلاء، فجعلها في مخلاة، وحملها على كتفه بتبريز إلى المعترة، ولم يكن له ما يستأجر به مركوبا، فنفذ العرق من ظهره إليها. وقيل إنها ببعض الوقوف البغداذيّة، وأن الجاهل بخبرها،
[1] فى الأصل: «من» ، والصواب ما أثبته من ب
إذا رآها يظنّ أنها غريقة، وليس الذى بها إلا عرق يحيى بن علىّ، رحمه الله، ورعى له اجتهاده في طلب العلم.
وسمع بالشام وسواحله من جماعة شيوخ من شيوخ الوقت [1]، وعاد إلى بغداد وتصدّر بها. وروى بها عنه الجمّ الغفير، وتأدّب به عالم كثير.
وصنّف التصانيف المفيدة، مثل كتاب «شرح الحماسة [2]» الكبير. «شرح الحماسة» الأوسط. «شرح الحماسة» الصغير. «شرح المفضّليات [3]» . «تهذيب
[1] ذكر منهم ابن خلكان: «الفقيه سليم بن أيوب الرازى وأبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الله بن يوسف البغدادى وأبا القاسم عبد الله بن على وغيرهم.
[2]
طبع الشرح الكبير في بون سنة 1828 م مع ترجمة إلى اللغة الألمانية ومقدمة باللغة اللاتينية، ثم طبع في بولاق سنة 1296 هـ، ثم في مطبعة حجازى بالقاهرة سنة 1938 م ومنه نسخة خطية بدار الكتب برقم 572 أدب. وجاء في مقدمة هذا الشرح:«وأنا كنت قد شرحته شرحا مستوفى، غير أنى كنت أوردت كل قطعة من الشعر جميعها، ثم شرحها شرحا مجملا، ولم أفصل بين أبياتها بالتفاسير، فرأيت أكثر من يقرأ على هذا الكتاب يرغب في شرح كل بيت بعده، ويميل إلى ذلك، ليسهل عليه معرفة ما يشكل في كل بيت منه، ويبين له غرض الشاعر بالكشف عنه، فاستعنت بالله تعالى، وعزمت على شرحه من أوله إلى آخره شرحا شافيا، بيتا بيتا بالولاء وتبيين اشنقاق أسماء شعراء الحماسة وغيرهم ممن يجرى ذكره في الكتاب، وتفسير ما في كل بيت من الغريب والإعراب والمعنى، وذكر ما اختلف فيه العلماء فى المواضع التى اختلفوا فيها وإيراد الأخبار في أماكنها إن شاء الله» . وفي دار الكتب نسخة خطية من الشرح الصغير- الجزء الأول، برقم 1195 - أدب.
[3]
من هذا الشرح نسخة بخط التبريزى في دار الكتب العامة بتونس باسم شرح اختيارات المفضل الضبى».
غريب الحديث». «تهذيب إصلاح المنطق [1]» . «مقدمة [2] فى النحو» عزيزة الوجود حسنة المقصد، فيها أسرار الصنعة. «العروض [3] والقوافى» كتاب «إعراب القرآن [4]» .
وقد تكلّم الناس في صيانته، والله يعفو عنا وعنه.
مات أبو زكريا يحيى بن علىّ الخطيب التّبريزىّ في يوم الثلاثاء لليلتين بقيتا من جمادى الأخر سنة اثنتين وخمسمائة، ودفن بمقبرة بابرز [5]، تجاوز الله عنا وعنه.
[1] كتاب إصلاح المنطق لابن السكيت؛ هذبه التبريزى، وسماه «تهذيب إصلاح المنطق، ومنه نسخة خطبة بدار الكتب برقم 512 - لغة؛ كتبت سنة 593. وقد طبعت منه قطعة، قام بنشرها محمد زكى وصالح على؛ طبعت بمطبعة السعادة سنة 1325 هـ.
[2]
فى ابن خلكان: «وله في النحو مقدمات حسنة، والمقصود منها أسرار الصنعة؛ وهى عزيزة الوجود» .
[3]
اسمه في ابن خلكان: «الكافى في علم العروض والقوافى» ، وكذلك في معجم الأدباء وبغية الوعاة، ومنه نسخة خطبة بدار الكتب برقم 19 - عروض بعنوان:«الوافى في علم العروض والقوافى» . وفي الأصلين: «العروض، القوافى» وقد حققه الأستاذ الحسانى عبد الله وطبع في دار الكاتب العربى بالقاهرة.
[4]
وذكر له ياقوت من المصنفات: «شرح القصائد العشر» ؛ طبع مرارا في مصر والهند.
وذكر له صاحب كشف الظنون من الكتب أيضا: شرح اللمع لابن جنى وشرح ديوانه المتنبى وشرح المقصورة الدر يدية، وشرح سقط الزند، وطبع ضمن شروحه بمطبعة دار الكتب سنة 1945 م وقام الأستاذ عبده عزام بنشر ديوان أبى تمام بشرحه في أربعة أجزاء طبعت بدار المعارف بمصر. وله أيضا كتاب «تهذيب الألفاظ» ، وهو شرح لكتاب الألفاظ لابن السكيت؛ وقد طبع الكتابان معا في المطبعة الكائوليكية ببيروت سنة 1895 م وقام الدكتور فخر الدين قباوة (من أدباء حلب) بدراسة لمنهج التبريزى في شروحه الأدبية واللغوية، مع نشر شرح التبريزى في على اختيارات المفضل، بالاعتماد على نسخ ثلاث مخطوطة من الشرح، إحداها بخط التبريزى نفسه وطبع في دمشق.
[5]
ابن خلكان: «أبرز» .