الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
824 - يعقوب بن إسحاق بن عبد الله بن أبى إسحاق الحضرمىّ
«1»
من أهل بيت العلم بالقرآن والعربيّة وكلام العرب والرّواية الكثيرة للحروف والفقه.
وكان من أقرأ القرّاء، وأخذ عنه عامّة حروف القرآن مسندا وغير مسند، من قراءة الحرميّين والعراقيّين والشام وغيرهم.
قال أبو حاتم: كان أعلم من أدركنا ورأينا بالحروف، والاختلاف في القرآن وتعليله ومذاهبه، ومذاهب النّحو في القرآن. وأروى [1] النّاس لحروف القرآن وحديث الفقهاء.
وله كتاب سمّاه «الجامع» جمع فيه عامّة اختلاف وجوه القراءات، ونسب كلّ حرف إلى من قرأ به [2].
وتوفّى سنة خمس ومائتين.
825 - يعقوب بن محمد بن أحمد الفارسىّ الأديب البارع الكردىّ
«2»
نزيل نيسابور، وأستاذ البلد في النّحو والعربيّة واللغة. شيخ معروف، كثير التّصانيف [3] والتلامذة، مبارك النّفس، جمّ الفوائد والنّكت والطّرف.
[1] كذا في ب، وهو يوافق ما في طبقات الزبيدىّ، وفي الأصل:«وأروى الناس من حروف القرآن» .
[2]
وذكر له ياقوت أيضا كتاب «وقف التمام» .
[3]
ذكرها السيوطىّ في بغية الوعاه: «البلغة» و «جونة الند» .
توفّى في رمضان سنة تسع وسبعين وأربعمائة، ذكره الباخرزىّ في كتابه [1] وسجع له، فقال: الأديب أبو يوسف يعقوب بن أحمد [2]. وهو متنفّسى من بين أهل الفضل، وهو أيضا موضع نجواى، ومستودع شكواى [3]، ثم لا أعرف اليوم من ينوب منابه في أصول الأدب؛ محفوظا ومسموعا، حتى كأنّ قرآنه أوحى [4] إليه مفصّلا ومجموعا، فتأليفاته للقلوب مآلف، وتصنيفاته في محاسن أوصافها وصفاء [5].
ووصائف، والكتب المنتقّشة [6] بآثار أقلامه، [تهزأ [7]] بالرّوض الضّاحك غبّ بكاء رهامه [8]، وتعجز [9] الوصّاف الحاذق على بعد مطارح أوهامه [9]، فكم منفسات [10] من تلك الدّرر جعلتها لقلائدى هذه أوساطا، وكم [من [11]] مروّيات من تلك الدّرر وردت منهلها العذب التقاطا [12]، فلم أر بها حماما ورقا، يردن جماما زرقا [13]، ولا غطاطا،
[1] دمية القصر 190 - 194.
[2]
بعدها في دمية القصر: «قد أشرت ألى طرف من ذكره في أول هذا الكتاب، وسأشير إلى طرف من شعره في هذا الباب» .
[3]
كذا في الدمية، وفي الأصلين:«وهو مستودع» .
[4]
كذا في ب، وفي الأصل:«وحى» ، والعبارة ساقطة من مطبوعة الدمية.
[5]
ساقطة من الدمية، وفي الأصل:«أوصاف» ، والمثبت من ب.
[6]
ب والدمية: «المنقشة» ، وأثبت ما في الأصل.
[7]
تكملة من ب، وفي الدمية:«ترزى» .
[8]
الرهام: السحاب.
(9 - 9) كذا في الدمية، وفي الأصل:«وتعجز الحذاق بعد مطارح أوهامه» .
[10]
المنفس: النفيس، وفي الأصلين:«منقشات» . والوجه ما أثبته من الدمية.
[11]
من الدمية.
[12]
التقاطا، أى فجأة.
[13]
الجمام: ما اجتمع من الماء، وزرقا، أى صافية لم تورد من قبل.
يلغطن كالنّبيط إلغاطا، اللهمّ إلّا فرّاطا [1] من الظّمأ إلى زلال الفضل يصدعون إليه أردية اللّيل البهيم، ويشربون منه شرب العطاش الهيم.
وكان من أوكد الأسباب، الدّواعى إلى تأليفه هذا الكتاب، بعثه إياى عليه، وإهابته بى إليه:
فللزّجر ألهوب وللسّأق درّة
…
وللسّوط منّى وقع أخرج مهذب [2].
ومحلّه منّى داخل تحت قولى فيه، [بل أجلّ وأوفر [3]]:
يعقوب عمّى وغير بدع
…
لو عمّ قلبى ولاء عمّى
ودّى له كالصّباح عار
…
ولا أورّى ولا أعمّى
قال: فممّا أنشدنى له من معانيه الأبكار، التى لا تفترع إلا بدقائق الأفكار، قوله:
تظنّ علوّ المرء بالمال حازه
…
وليس بعال معدم وهو ماهر [4].
لقد ملت عن نهج الصّواب معاندا
…
أمالك عن مسخوط رأيك زاجر [5]!
فممّ علوّ البدر والمال غائب
…
وفيم سفال الكنز والمال حاضر!
[1] الغطاط: نوع من القطا، وألغط القطا؛ إذا صوّت. وفراط القطا: مقدماتها إلى الماء.
وقد نظر في هذه العبارات إلى قول الراجز في وصف القطا والحمام:
ومنهل وردته التقاطا
…
لم ألق إذ وردته فراطا
إلا الحمام الورق والغطاطا
…
فهنّ يلغطن به إلغاطا
وانظر اللسان- لغط.
[2]
لامرئ القيس، ديوانه 51؛ من وصف فرس؛ يقول: إذا حركه بساقه به بالسياط درّ بالجرى. والأخرج: الظليم، وهو ذكر النعام. والمهذب: الشديد العدوه.
[3]
من الدمية.
[4]
فى الأصلين: «معدما» : وهو خطأ، وصوابه من الدمية.
[5]
فى الأصل: «آخر» ، صوابه من ب والدمية.
وكتب إلى العميد أبى بكر القهستانىّ عند منصرفه عن ديار الغربة:
كلامك روح أجسام الكلام
…
ولفظك فاعل فعل المدام
ودونك كلّ ممدوح كمالا
…
وعبدك كلّ حرّ في الأنام
لعمر علاك هل أبصرت مثلا
…
لنفسك في شمائلك الكرام!
بمصر وغيرها من كلّ مصر
…
وفيما طفت من يمن وشام
وفي أرض العراق بلاد يمن
…
وحيث حللت بالبلد الحرام
فكيف وأنت فذّ في المعالى
…
فريد في مكارمك التّؤام
وكتب إليه أيضا:
يا أبا بكر عليّا
…
ما رأى مثلك إنس
أنت في الحزن سرور
…
أنت في الوحشة أنس
أنت غيث، أنت ليث
…
أنت بدر، أنت شمس
أنت للسؤدد قطب
…
أنت للعلياء أسّ
إن تحلّمت فقدس
…
أو تكلّمت فقسّ [1].
قال: وأنشد لنفسه في الأمير أبى الفضل الميكالىّ رحمه الله.
رأيت عبيد الله يضحك معطيا
…
ويبكى أخوه الغيث عند عطائه
وكم بين ضحّاك يجود بماله
…
وآخر بكّاء يجود بمائه
[1] قس: جبل بعينه. وتحلمت: اصطنعت الحلم. وفي ب «تحكمت» . وقس بن ساعدة، بالضم: البليغ الحكيم المشهور.
قال: وكتب إلى القاضي أبى جعفر البحّاثىّ [1]:
أبا جعفرا كم جعفر من مدامع [2]
…
ترقرقه ذكرى ليال تسلّفت
طلعت بها شمسا وقد غاب بدرها
…
فما زلت طلق الوجه حتى تكسّفت
وشعشعت راحا من حديثك دونها
…
معتّقة صهباء في دنّها صفت
ودبّجت روضا من ثنائك أعجبت
…
وهيّجت رقشا من هجائك أتلفت
وقرطست مرمى القول حين رميته
…
إذا كفّ رام في مراميه أخطفت [3].
وشرّدت ألّاف الخنا فتشرّدت
…
والّفت شرّاد النّهى فتألّفت
فهزل، ولا كالبابليّة صفّيت
…
وجدّ ولا كالمشرفيّة أرهفت
وبسط يضاهى غرّة النّجح أشرقت
…
وبشر يحاكى طرّة الصّبح أسدفت [4].
ولا سيما ليلا كليلة يوسف
…
رأيت بها طير السّعادة رفرفت
تجمّع فيها ما اشتهيت من المنى
…
بإخوان صدق كالكواكب أردفت
- يريد يوسف أبا نصر الأسترابادىّ.
[1] هو أبو جعفر محمد بن إسحاق بن على الزوزنى. والبحاثى: نسبة إلى البحاث، أحد أجداده.
توفى بغزة سنة 463. وانظر السمعانى واللباب (فى رسم البحاثى) وتتمة اليتيمة 2: 30، ومعجم الأدباء 18: 18 ودمية القصر 274.
[2]
فى الأصلين: «مدافع» ، وصوابه من الدمية وب. والجعفر: النهر الصغير.
[3]
من معانى القرطاس: الأديم ينصب للنضال؛ ويقال: قرطس، إذا أصاب القرطاس.
وأخطف الرمية: أخطأها.
[4]
السدفة هنا: الضوء، وهو من الأضداد.