الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكفّ بصره في آخر عمره.
وتوفّى بالأندلس سنة ست وسبعين وأربعمائة [1] بمدينة إشبيليّة.
وكان مولده سنة عشر وأربعمائة.
830 - يوسف بن الحسن بن عبد الله السّيرافىّ النحوىّ اللغوىّ الأخبارىّ، أبو محمد
«1»
الفاضل ابن الفاضل. كان عالما بعلم النحو، وتصدّر في مجلس أبيه بعد موته، وخلفه على ما كان فيه، وقد كان يفيد الطلبة في حياة أبيه [2]، رحمها الله، وأكمل كتاب أبيه في النحو، الّذى سمّاه «الإقناع» وهو كتاب جليل نافع في بابه، صنّفه أبو سعيد رحمه الله، وقد استقرّت عنده القواعد النّحوية بتصنيفه كتاب «شرح سيبويه» وظهر له بالاطّلاع [3] والبحث حالة [4] التّصنيف ما لم يظهر لغيره ممن يعانى هذا الشأن، وصنّف بعد ذلك «الإقناع» فكان [5] ثمرة [6] ما استفاده [7] حالة البحث
[1] ذكر ابن خلكان عن أبى الحسن شريح بن محمد الرعينى الإشبيلى خطيب جامعها قال: «مات أبى عبد الله محمد بن شريح يوم الجمعة منتصف شوال سنة ست وسبعين وأربعمائة، فسرت إلى الشيخ الأستاذ أبى الحجاج الأعلم بوفاته؛ فإنهما كانا كالأخوين محبة وودادا، فلما أعلمته انتحب وبكى كثيرا واسترجع، ثم قال: لا أعيش بعده إلا شهرا، فكان كذلك» .
[2]
هو الحسن بن عبد الله بن المرزبان، أبو سعيد السيرافى، تقدمت ترجمته في الجزء الأول 348.
[3]
فى الأصلين: «باطلاع» ، والصواب ما أثبته من ابن خلكان.
[4]
ابن خلكان: «فى حال» .
[5]
فى الأصلين: «فكأنه» ، والصواب ما أثبته من ابن خلكان.
[6]
ساقطة من ب.
[7]
ابن خلكان: «استفادته» .
والتصنيف. ومات قبل إتمامه، فكلّمه يوسف ولده. وإذا نظره المصنف لم يربين اللّفظين والقصدين كثير تفاوت [1].
وصنّف يوسف عدّة كتب في شرح أبيات استشهادات كتب مشهورة، مثل «شرح أبيات [2] كتاب سيبويه» وهو غاية في بابه وبسطه، و «شرح أبيات إصلاح المنطق [3]» ، ورأيت «شرح أبيات المجاز لأبى عبيدة» ، و «أبيات معانى الزّجّاج» ، وذكر أنه من شرحه، وسمعت أنه شرح «أبيات غريب المصنّف» إلى غير ذلك، ولم يعمّر بعد أبيه.
وقد كانت كتب اللغة تقرأ عليه مرّة رواية، ومرّة دراية، وقد رأيت خطه على ما قرئ عليه من كتاب «البارع» للمفضّل بن سلمة، وهو كتاب كبير فى عدة مجلّدات، هذّب به كتاب «العين» للخليل بن أحمد، وأضاف إليه من اللغة ما أمكنه، وحصلت لى منه عدّة مجلدات، عليها خط يوسف بن أبى سعيد رحمه الله.
[1] ابن خلكان: «تفاديا كثيرا» ، والعبارة فيه في 2: 350 وفي معجم الأدباء 8: 149:
«كتاب الإقناع في النحو لم يتمه، فتممه ابنه يوسف. وكان يقول: وضع أبى النحو في المزابل بالإقناع؛ يريد أنه سهله حتى لا يحتاج إلى مفسر.
[2]
ذكر بر وكلمان 2: 188 (الترجمة العربية)، أن منه نسخة مخطوطة بمكتبة نور عثمانية برقم 457.
ومنه نسخة أخرى أيضا في المكتبة التيمورية.
[3]
منه نسخة خطبة بمكتبة كوبريلى بالآستانة بخط علىّ بن البديع؛ قرغ من كتابتها في شهرى ذى القعدة ورجب سنة 410، ومن هذه النسخة مصورة بدار الكتب المصرية برقم 4625 - أدب، اثنا عشر جزءا في ثلاثه مجلدات.
ورأيت [1] فى كتاب هلال [2] بن المحسّن الكاتب [1]: فى ليلة يوم الأربعاء لثلاث بقين من شهر ربيع الأوّل سنة خمس وثمانين وثلاثمائة: توفىّ [3] أبو محمد يوسف بن أبى سعيد الحسن بن عبد الله السّيرافىّ عن خمس وخمسين سنة وشهور، ودفن من غده، وصلّى عليه أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمىّ. وكان أمرأ ديّنا صالحا ورعا متقشّفا، وله تقدّم في علم اللغة والعربيّة، وبضاعه قوية في العلوم الباقية.
قال العبدىّ أبو طالب [4] أحمد بن بكر النحوىّ: تكلمت مع يوسف بن أبى سعيد السّيرافى في تاء «تفعلين» ، فقال: هى علامة التأنيث، والفاعل مضمر، فقلت: لو كانت بمنزلة التاء في «ضربت» علامة التأنيث فقط، لثبتت مع ضمير الاثنين إذا قلت: أنتما تضربان، كما تقول:«ضربتا» فلمّا حذفت مع ضمير الاثنين، علم أن فيها- مع دلالاتها على التأنيث- معنى الفاعل، فلمّا صار للاثنين [5].
بطل ضمير الواحد الّذى هو الياء، وجاءت الألف وحدها، فقال: هذا زبيل [6].
الحوائج لذا ولذا. وانقطع الوقت [7] من ابن شيخنا في قلّة تصرّفه [8].
(1 - 1) ساقط من ب.
[2]
فى الأصل: «هليل» تحريف؛ وهو هلال بن المحسن بن إبراهيم الصابى، تقدمت ترجمته فى حواشى الجزء الأول ص 169.
[3]
فى ب: «وتوفى» ، وهو خطأ، صوابه من الأصل.
[4]
هو أبو طالب أحمد بن بكر بن أحمد بن بقية العبدىّ؛ أحد أئمة النحو المشهورين. توفى سنة 406. بغية الرعاة 1: 298.
[5]
فى الأصلين: «الاثنين» ، وهو خطأ.
[6]
الزبيل والزنبيل: الجراب، وقيل: الزنبيل خطأ- اللسان (زبل).
[7]
نزهة الألباء:
[8]
كذا في ب، وفي الأصل:«من قلة تصرفه» وفي نزهة الألباء:
«وقلة تصوره» والخبر في نزهة الألباء 336، ومعجم الأدباء 2:237.