الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
848 - أبو ثروان العكلىّ
«1»
من بنى عكل. أعرابىّ فصيح، تعلّم في البادية، كذا ذكره يعقوب ابن السّكيت بخطه.
وله من الكتب: كتاب «خلق الانسان» . كتاب «معانى الشعر» .
849 - أبو جعفر الرؤاسىّ الكوفىّ النحوىّ
«2»
أستاذ علىّ بن حمزة الكسائىّ، عالم بنحو الكوفة. قال الفرّاء: خرجت إلى مكّة فاجتزت بالكوفة، فقلت لرفيقى: ألا نلقى أبا جعفر! وكان يبلغنا أنّه لا يترحّم على الكسائىّ، فبكّرنا إليه، فوجدناه يؤذّن، ويقول:«الصلاة خير من النوم» ، ينصبها، فلمّا فرغ قلت له: نصبت «الصلاة» ، قال «الصّلاة خير لكم» أى على الإغراء. فألقينا مسألة، وقلنا: قال فيها الكسائى كذا وكذا، قال: نعم رحمه الله، قال الفرّاء: بلغنا أنّك لم تكن تترحّم على الكسائى، قال: قد كان ذلك، فرأيته في المنام في حالة جميلة، وهيئة حسنة، فقلت: ما الذى صرت إليه؟
قال: صرت إلى خير، قلت: بماذا؟ قال: بالقرآن، بالقرآن.
أخذ الرؤاسىّ العربية عن أبى عمرو بن العلاء، وتقدّم في النحو حتى قال الكسائىّ: ما وجدت بالكوفة أحدا أعلم بالنّحو من أبى جعفر الرّؤاسىّ.
كان له كتاب في النحو اسمه «الفيصل» .
قال الكسائىّ: كنت آخذ المسائل فأقدّمها وأؤخّرها، فلا يحسنها أحد إلّا الرّؤاسىّ.
قال محمد بن إسحاق النديم في كتابه: قرأت بخطّ أبى الطيب ابن أخى الشافعىّ [1]، قال: اسم الرؤاسىّ محمد بن أبى سارة، ويكنى أبا جعفر، وسمّى الرّؤاسىّ لكبر رأسه، وكان ينزل النّيل [2] فسمّى النّيلىّ، وهو أوّل من وضع من الكوفيين كتابا فى النحو. قال ثعلب: كان الرّؤاسىّ أستاذ الكسائىّ والفرّاء. وقال الفرّاء: لمّا خرج الكسائىّ إلى بغداد، قال لى الرّؤاسىّ: قد خرج الكسائىّ وأنت أخبر [3] منه، فجئت إلى بغداد، فرأيت الكسائىّ، فسألته عن مسائل من مسائل الرؤاسىّ، فأجابنى بخلاف ما عندى، فغمزت عليه قوما من علماء الكوفيين كانوا معى، فقال:
مالك قد أنكرت! لعلّك من علماء الكوفيين [4]، فقلت: نعم، فقال: الرؤاسىّ يقول كذا وكذا، وليس صوابا؟ وسمعت العرب تقول: كذا وكذا حتى أتى على مسائلى، فلزمته. وكان الرؤاسىّ رجلا صالحا. وقال الرؤاسىّ: بعث إلىّ الخليل يطلب كتابى، فبعثت به إليه، فقرأه، ووضع كتابه. قال: وفي [5] كتاب سيبويه [5]:
«قال الكوفى» ، يعنى الرؤاسىّ.
[1] الفهرست: «أخى الشافعى» .
[2]
النيل هنا: بليدة في سواد الكوفة، قرب حلة بنى مزيد، يخترقها خليج كبير، يتخلج من الفرات الكبير، حفره الحجاج بن يوسف، وسماه باسم نيل مصر. ياقوت.
[3]
الفهرست: «أسن منه» .
[4]
الفهرست: «لعلك من أهل الكوفة» .
(5 - 5) كذا وردت العبارة في الفهرست، وفي الأصلين فيما نقل عن الفهرست:«قد قال سيبويه في كتابه» ، وما نقلته عن الفهرست أوضح.
قال ابن درستويه: زعم ثعلب أنّ أوّل من وضع من النحويين [فى النحو [1]] كتابا الرّؤاسىّ.
وله من الكتب [2]: كتاب «الفيصل» رواه جماعة، وكتاب «التصغير [3]» ، كتاب «معانى القرآن» يروى إلى اليوم. كتاب «الوقف والابتداء» الكبير.
كتاب «الوقف والابتداء» الصغير.
ذكره المرزبانىّ. فقال: أبو جعفر الرؤاسىّ، ابن أخى معاذ الهرّاء، وهم موالى محمد بن كعب القرظىّ، واسم أبى جعفر محمد بن الحسن بن أبى سارة، كان ينزل النّيل، فقيل؛ النّيلىّ. كان أوّل من وضع [4] من الكوفيين كتابا في النحو [5]، وكان أستاذ علىّ بن حمزة الكسائىّ والفرّاء، وكان الرّؤاسىّ رجلا صالحا. قال الرؤاسىّ: بعث إلىّ الخليل يطلب كتابى، فبعثت إليه فقرأه، ووضع [6] كتابه.
وفي كتاب سيبويه [7]: قال الكوفىّ كذا- يعنى الرّؤاسىّ. وكتاب الرؤاسىّ يقال له: «الفيصل [8]» . وزعم أحمد بن يحيى ثعلب أنّ أوّل من وضع من الكوفيين كتب [9] النّحو أبو جعفر الرّؤاسىّ، وأنّ له كتابا معروفا عندهم بعد موته، وسئل
[1] من الفهرست.
[2]
الفهرست: «توفى وله من الكتب» .
[3]
فى الأصل: «الصغير» ، وصوابه من ب والفهرست.
[4]
بعدها في الأصل: «النحو» ، وهى كلمة مقحمة.
[5]
العبارة في ب: «وكان أول من وضع من الكوفيين في النحو كتابا» ، وفي نور القبس المختصر من المقنبس للمرزبانى:«وهو أول من وضع النحو من الكوفيين» .
[6]
نور القبس: «ووضع كتاب العين» .
[7]
نور القبس: وإذا قال «سيبويه في كتابه» .
[8]
قال ابن النديم: رواه جماعة، وذكر له الزبيدىّ كتاب «الجمع والإفراد» .
[9]
ياقوت: «كتابا في النحو» .
الفرّاء عن الرّؤاسىّ: فأثنى عليه وقال: قد كان دخل البصرة دخلتين، وقلّ مقامه بالكوفة، فلذلك قلّ أخذ الناس عنه. وقد عمّر إلى أيّام الرشيد.
وقال المبرّد: ما عرف الرّؤاسىّ بالبصرة، وقد زعم بعض الناس أنّه صنّف كتابا في النحو، فدخل البصرة ليعرضه على أصحابنا، فما التفت إليه، ولم يجسر على إظهاره لمّا سمع كلامهم.
وزعم جماعة من البصريّين أن الكوفى الّذى يذكره الأخفش في آخر كتاب «المسائل» ويردّ عليه، هو الرؤاسىّ. وكان للرّؤاسىّ امرأة من أهل النّيل، تزوّجها بالكوفة، وانتقلت من النّيل، وشرطت عليه أنها تلمّ بأهلها في كلّ مدّة؛ فكانت لا تقيم عنده إلّا القليل؛ ثم يحتاج إلى إخراجها وردّها، فملّ ذلك منها وفارقها. وقال:
بانت بمن تهوى حمول
…
فأسغت في أثر الحمول
أتبعتهم عينا عليهم
…
ما تفيق من الهمول
لاحت مخايل خلقها
…
وخلافها دون القبول
ملّت وأبدت جفوة
…
لا تركننّ إلى ملول
ثم ارعويت كما ارعوى
…
عنها المسائل للطّلول
ولأبى جعفر الرؤاسىّ أيضا:
ألا يا نفس هل لك في صيام
…
عن الدّنيا لعلّك تهتدينا