الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المعتزّ واستعجل، فعثر بسراويله وسقط، والتفت إلى ابن السكيت كالخجل فاحمرّ وجهه، فأنشد ابن السكيت:
يصاب الفتى من عثرة بلسانه
…
وليس يصاب المرء من عثرة الرّجل [1].
فعثرته في القول تذهب رأسه
…
وعثرته في الرّجل تبرأ في مهل
فلمّا كان من غد دخل ابن السّكيت على المتوكّل، فأخبره، فأمر له بخمسين ألف درهم، وقال: قد بلغنى البيتان.
ومن [2] شعر ابن السكيت رحمه الله ورضى عنه، وهو مما تثق النفس [2] به:
إذا اشتملت على اليأس القلوب
…
وضاق لما به الصّدر الرّحيب
وأوطنت المكاره [3] واستقرّت
…
وأرست في أماكنها الخطوب
ولم تر لانكشاف الضّرّ وجها
…
ولا أغنى بحيلته الأريب
أتاك على قنوط منك غوث
…
يمنّ به اللّطيف المستجيب
وكلّ الحادثات إذا تناهت
…
فموصول بها فزج قريب
827 - يعقوب بن علىّ الزّبيدىّ الصّقلّىّ اللغوىّ
«1»
من أهل صقّلّيّة [4] المقيمين بها، من أئمة اللّغويين والعلماء المدرسين، كان حافظا لأشعار العرب ومعانيها، شارحا لغريبها ومبانيها، فمن شعره قوله يمدح الأمير عزّ الدولة الحسن بن ثقة الدّولة الكلبىّ، من قصيدة أولها:
[1] البيتان في العقد 2: 473 منسوبين إلى جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن على بن أبى طالب، والأوّل ورد أيضا في رسالة أبى يحيى بن مسعدة، ضمن نوادر المخطوطات 1: 260 من غير نسبة.
(2 - 2) العبارة في ابن خلكان: «وكان لابن السكيت شعر، وهو مما تثق به النفس، فمن ذلك قوله» .
[3]
كذا في ب، وهو يوافق ما في ابن خلكان، وفي الأصل:«المكارم» .
[4]
صقلية، ضبطها ياقوت بثلاث كسرات، وتشديد اللام والياء مشددة أيضا، قال: وأكثر أهل صقلية يفتحون الصاد واللام.