المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌814 - يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمى، أبو زكرياء الفراء - إنباه الرواة على أنباه النحاة - جـ ٤

[جمال الدين القفطي]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الرابع

- ‌[مقدمة التحقيق]

- ‌تصدير

- ‌[تتمة التراجم]

- ‌(حرف الياء)

- ‌814 - يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الدّيلمىّ، أبو زكرياء الفرّاء

- ‌815 - يحيى بن يعمر العدوانىّ النحوىّ

- ‌816 - يحيى بن علىّ بن محمد بن الحسن بن بسطام الشيبانىّ التبريزىّ الخطيب أبو زكريا

- ‌817 - يحيى بن المبارك بن المغيرة أبو محمد العدوىّ المعروف باليزيدىّ المقرئ النّحوىّ اللغوىّ

- ‌818 - يحيى بن يحيى المعروف بابن السّمينة القرطبىّ الأندلسىّ النحوىّ اللغوىّ الحاسب المنجّم الطبيب

- ‌819 - يحيى بن محمد، أبو محمد الأرزنىّ النّحوى

- ‌820 - يحيى بن سلامة بن الحسين الحصكفىّ النّحوىّ

- ‌821 - يحيى بن سعدون بن تمّام بن محمد الأزدىّ أبو بكر

- ‌822 - يحيى بن معطى النحوىّ

- ‌823 - يعيش بن علىّ بن يعيش العدل الخطيب النّحوىّ المدعو بالموفّق

- ‌824 - يعقوب بن إسحاق بن عبد الله بن أبى إسحاق الحضرمىّ

- ‌825 - يعقوب بن محمد بن أحمد الفارسىّ الأديب البارع الكردىّ

- ‌826 - يعقوب بن إسحاق السكّيت أبو يوسف النحوىّ اللغوىّ

- ‌827 - يعقوب بن علىّ الزّبيدىّ الصّقلّىّ اللغوىّ

- ‌828 - يعقوب بن نصر الدّارقزّى

- ‌829 - يوسف بن سليمان بن عيسى النحوىّ

- ‌830 - يوسف بن الحسن بن عبد الله السّيرافىّ النحوىّ اللغوىّ الأخبارىّ، أبو محمد

- ‌831 - يوسف بن أحمد، أبو يعقوب النحوى الدباغ الصقلى

- ‌832 - يوسف بن خيرون النحوىّ الأديب الأندلسىّ

- ‌833 - يوسف بن الحسن بن يوسف بن محمد ابن إبراهيم بن إسماعيل الخارزنجىّ

- ‌834 - يوسف بن خرّزاذ النّجيرمىّ اللغوىّ

- ‌835 - يونس بن أحمد بن إبراهيم الوافراوندىّ النحوىّ

- ‌736 - يونس بن حبيب أبو عبد الرحمن الضبى النحوىّ

- ‌837 - اليمان بن أبى اليمان البندنيجىّ أبو بشر الضرير الأديب الفاضل الشاعر اللغوىّ

- ‌838 - يزيد بن الحر، أبو زياد الطائىّ- ويقال: الكلابىّ

- ‌839 - يموت بن المزرّع، ابو بكر

- ‌840 - ياقوت بن عبد الله الحموىّ

- ‌[الكنى]

- ‌841 - أبو الأزهر البخارىّ اللغوىّ

- ‌842 - أبو بكر القارى الرّازىّ النحوىّ اللغوىّ

- ‌843 - أبو بكر النحوىّ البستى

- ‌844 - أبو البيداء، اسمه أسعد بن عصمة

- ‌845 - أبو تراب

- ‌846 - أبو توبة، زياد بن زياد الأعرابىّ

- ‌847 - أبو ثوابة الأسدى

- ‌848 - أبو ثروان العكلىّ

- ‌849 - أبو جعفر الرؤاسىّ الكوفىّ النحوىّ

- ‌850 - أبو الحسن بن معقل النّحوىّ

- ‌851 - أبو الحسن الأحمر

- ‌852 - أبو الحسن الطولقى

- ‌853 - أبو الحسن الأهوازىّ

- ‌854 - أبو الحسن المقيدسى النحوى

- ‌855 - أبو الحسن بن أذين النخوىّ البصير

- ‌856 - أبو الحسن الأغرّ

- ‌857 - أبو الحسن بن الطّراوة المالقىّ النحوىّ

- ‌858 - أبو الحسن الزعفرانىّ النّحوىّ البصرىّ

- ‌859 - أبو الحسن الجيشىّ النّحوىّ

- ‌860 - أبو حسّان الضرير التّدمرىّ المقرئ النحوىّ

- ‌861 - أبو خيرة، واسمه نهشل بن زيد

- ‌862 - أبو الخطاب بن عون الجزيرىّ النحوىّ الشاعر

- ‌863 - أبو الخطاب الهذلىّ، اسمه عمرو بن عامر

- ‌864 - أبو الهيثم الأعرابىّ

- ‌865 - أبو المجيب الرّبعىّ [2]

- ‌866 - أبو الجرّاح العقيلىّ

- ‌867 - أبو صاعد الكلابىّ، واسمه يزيد بن محيّا

- ‌868 - العدبّس الكنانىّ

- ‌869 - أبو زكريا الأحمر

- ‌870 - أبو أدهم الكلابىّ

- ‌871 - أبو الصقر العدوىّ [3]

- ‌872 - عتبة أمّ الحمارس [4]

- ‌873 - أبو قرة الكلابىّ

- ‌874 - أبو الحدرجان

- ‌875 - أبو تمّام الجزار [5]

- ‌876 - أبو الحصين الهجيمىّ [6]

- ‌877 - مكوّزة [7]

- ‌878 - أبو الغمر [8]

- ‌879 - أبو زياد [ويقال: الأعور بن براء الكلابىّ [1]]

- ‌880 - أبو القمقام [2] الفقعسى، روى عنه الكسائىّ النحوىّ

- ‌881 - الصقيل، ويكنى أبا الكميت العقيلىّ

- ‌882 - أبو فقعس لزاز

- ‌883 - أبو الدقيش القنانىّ الغنوىّ [3]

- ‌884 - أبو السفر الكلابىّ [4]

- ‌885 - هدّاب الهجيمىّ

- ‌886 - غنية أم الهيثم

- ‌887 - ردّاد الكلابىّ [5]

- ‌888 - قريبه أم البهلول الأسديّة

- ‌889 - أبو دثار الفقعسىّ

- ‌890 - جزلة الحرقيّة

- ‌891 - أبو الكبش الباهلىّ [1]

- ‌892 - أبو صالح الطائىّ

- ‌893 - أبو الكيش النّميرىّ [2]

- ‌894 - أبو السمح الطائىّ

- ‌895 - أبو الوليد الكلابىّ [3]

- ‌896 - أبو علىّ اليمامىّ

- ‌897 - الرّهيمىّ [4]

- ‌898 - عرّام بن الأصبغ السّلمىّ

- ‌899 - أبو حجّار عبد الرحمن بن منصور الكلابىّ

- ‌900 - هرم [5] بن زيد الكلبىّ

- ‌901 - ابن زيد المازنىّ

- ‌902 - أبو النعمان

- ‌903 - [أبو المسلم العاصى [1]]

- ‌904 - أبو مشقّر

- ‌905 - جرو بن قطن

- ‌906 - أبو المضرحىّ

- ‌907 - أبو الخنساء

- ‌908 - أبو دعامة العبسىّ

- ‌909 - أبو رياش البصرى

- ‌910 - أبو الرّجاء بن حرب الحلبىّ النحوىّ

- ‌911 - أبو زياد الكلابىّ، واسمه يزيد بن عبد الله بن الحرّ

- ‌912 - أبو سفيان بن العلاء، أخوأبى عمرو بن العلاء

- ‌913 - أبو سوّار الغنوىّ

- ‌914 - أبو السخاء الحائك الحلبىّ النّحوىّ

- ‌915 - أبو سعيد بن حرب بن غورك النّحوى الإفريقى القروىّ

- ‌916 - أبو الشمخ

- ‌917 - ابو شبل العقيلىّ

- ‌918 - أبو طالب المكفوف النحوىّ الكوفىّ

- ‌919 - أبو عمرو بن العلاء المقرى النحوىّ

- ‌920 - أبو عبد الله بن الجلّاب الواسطى النحوىّ المقرئ الضرير

- ‌921 - أبو عبد الله بن عاصم النحوى الأندلسىّ

- ‌922 - أبو عبد الله الفهرىّ اللغوى

- ‌923 - أبو عبد الله حسين بن محمد التميمىّ العنبرىّ الدّارونىّ القيروانىّ المغربىّ النحوى الإفريقىّ المعروف بابن أخت العاهة

- ‌924 - أبو عبد الله بن رطويه النحوىّ

- ‌925 - إمرأة نحوية تعرف بابنة الكنيزىّ

- ‌926 - أبو عبد الله النحوىّ الفزارىّ المغربىّ

- ‌927 - أبو عدنان، وهو عبد الرحمن بن عبد الأعلى السلمىّ

- ‌928 - أبو العميثل

- ‌929 - أبو عبيد أحمد بن محمد بن أبى عبيد العبدىّ الأديب الهروىّ

- ‌930 - أبو عثمان الأشناندانىّ اللغوى الراوية

- ‌931 - أبو علقمة النحوىّ

- ‌932 - أبو على السنجىّ القيروانىّ المكفوف النّحوىّ

- ‌933 - أبو على الحرمازىّ

- ‌934 - أبو عرار

- ‌935 - أبو الفضل النّوشجانىّ

- ‌936 - أبو الفتح بن الأشرس النحوىّ النيسابورىّ

- ‌937 - أبو الفتح بن المقدّر الأصبهانى النحوىّ

- ‌938 - أبو الفهد

- ‌939 - أبو الفوارس المروزىّ اللغوىّ

- ‌940 - أبو القاسم العطار النحوى الأندلسى

- ‌941 - أبو القاسم الدقّاق النحوىّ البغدادىّ

- ‌942 - أبو القاسم بن فيّره بن أبى القاسم الرّعبنى الشاطبىّ الأندلسى المكفوف المقرئ النحوى اللغوى

- ‌943 - أبو القاسم بن أبى منصور النحوى الحلبى المعروف بابن الحبرانىّ

- ‌945 - أبو المهنّد النحوىّ

- ‌946 - أبو مسلم النحوىّ

- ‌947 - ابو مسحل واسمه عبد الله بن حريش اللّغوىّ الراوية

- ‌948 - أبو عيينة بن المنهال

- ‌949 - أبو محلّم البغدادىّ، وقيل: الشيبانىّ

- ‌950 - أبو محمد النحوىّ الصقلىّ المعروف بالدمعة

- ‌951 - أبو محمد الأعرابىّ المعروف بالأسود الغندجانىّ

- ‌952 - أبو منصور الجبان النحوىّ

- ‌953 - أبو منصور محمد بن أحمد بن طلحة بن نوح بن الأزهر الأزهرىّ الهروىّ اللّغوى الشافعى

- ‌954 - أبو موسى بن مزدان النحوىّ الكوفىّ

- ‌955 - أبو مسهر محمد بن أحمد بن مروان بن سبرة

- ‌956 - أبو مهديّة

- ‌957 - أبو مالك الطّرمّاح، واسمه أمان بن الصّمصامة ابن الطرمّاح بن حكيم القروىّ

- ‌958 - أبو المعالى البرمكىّ اللغوىّ

- ‌959 - أبو معاذ النحوىّ المروزىّ المقرئ اللّغوىّ

- ‌960 - أبو نوفل بن أبى عقرب

- ‌961 - أبو نصر غلام الأصمعىّ

- ‌962 - أبو النّدى بن الغند جانىّ النّحوىّ الأديب

- ‌963 - ابو الهيذام العقيلىّ، اسمه كلاب بن حمزة

- ‌964 - أبو الهيثم الرّازىّ

- ‌965 - أبو هلال العسكرىّ

- ‌966 - أبو يعلى بن أبى زرعة الباهلىّ النّحوىّ البصرىّ

- ‌الأبناء

- ‌967 - ابن أبى حجر السّنجارىّ النحوىّ

- ‌968 - ابن ابى نوح المصرى

- ‌969 - ابن خروف النحوى الأندلسىّ

- ‌970 - ابن سيد الأندلسىّ

- ‌971 - ابن ضمضم الكلابى، أبو عثمان

- ‌972 - ابن طريف اللغوىّ الأندلسىّ مولى العبديّين

- ‌973 - ابن طاهر النحوى الأندلسى

- ‌974 - ابن العافية النحوىّ الأندلسىّ

- ‌975 - ابن قادم النحوى

- ‌976 - ابن ملكون النحوى الأندلسى

- ‌[الفهارس]

- ‌فهرس التراجم [بحسب ورودها في الكتاب]

- ‌(حرف الياء)

- ‌الكنى

- ‌ومن الأعراب الذين دخلوا الحاضرة جماعة، وهم:

- ‌الأبناء

- ‌فهر‌‌سالأعلام الم‌‌تر‌‌جمة فى ال‌‌حواشى

- ‌س

- ‌ت

- ‌ج

- ‌ح

- ‌(ء)

- ‌ب

- ‌ث

- ‌ز

- ‌خ

- ‌ع

- ‌م

- ‌ل

- ‌ف

- ‌ط

- ‌ك

- ‌(غ)

- ‌ق

- ‌ن

- ‌و

- ‌ى

- ‌موضوعات هذا الجزء

- ‌الفهارس العامّة لجميع الأجزاء

- ‌1 - فهرس‌‌ الأعلام

- ‌ ا

- ‌ب

- ‌ث

- ‌(ت)

- ‌ج

- ‌ ح

- ‌ خ

- ‌د

- ‌ر

- ‌ذ

- ‌ز

- ‌س

- ‌ ش

- ‌ ص

- ‌ط

- ‌ض

- ‌ ع

- ‌(ظ)

- ‌ ف

- ‌(غ)

- ‌ق

- ‌ل

- ‌(ك)

- ‌ م

- ‌ن

- ‌و

- ‌ي

- ‌2 - فهرس‌‌ الأمم والق‌‌بائل والفرق

- ‌ ا

- ‌ب

- ‌ت

- ‌ث

- ‌(ج)

- ‌ح

- ‌ش

- ‌د

- ‌ر

- ‌ز

- ‌س

- ‌(خ)

- ‌ف

- ‌(ض)

- ‌ط

- ‌ع

- ‌ق

- ‌(غ)

- ‌ن

- ‌ل

- ‌م

- ‌(ك)

- ‌(ه

- ‌و

- ‌ي

- ‌3 - فهرس‌‌ الأماكن والبلدان

- ‌ ا

- ‌ب

- ‌ت

- ‌ج

- ‌ث

- ‌ح

- ‌خ

- ‌د

- ‌ر

- ‌(ذ)

- ‌(ز)

- ‌(س)

- ‌ش

- ‌ض

- ‌ط

- ‌(ظ)

- ‌(ع)

- ‌(غ)

- ‌(ق

- ‌(ف)

- ‌(ك)

- ‌ل

- ‌م

- ‌ن

- ‌ه

- ‌(و)

- ‌ى

- ‌4 - فهرس‌‌ الكتب

- ‌ ا

- ‌ب

- ‌ت

- ‌(ج)

- ‌ ح

- ‌خ

- ‌د

- ‌ر

- ‌ذ

- ‌س

- ‌ز

- ‌ش

- ‌ص

- ‌ع

- ‌ف

- ‌ق

- ‌ك

- ‌ل

- ‌م

- ‌ن

- ‌ه

- ‌و

- ‌ى

- ‌5 - فهرس الشعر

- ‌(الألف المقصورة)

- ‌(الهمزة)

- ‌(الباء)

- ‌(التاء)

- ‌(الثاء)

- ‌(الجيم)

- ‌(الحاء)

- ‌(الدال)

- ‌(الذال)

- ‌(الراء)

- ‌ز

- ‌س

- ‌(الشين)

- ‌(الصاد)

- ‌(الضاد)

- ‌(الطاء)

- ‌(الظاء)

- ‌(العين)

- ‌(الغين)

- ‌(الفاء)

- ‌القاف

- ‌(الكاف)

- ‌(اللام)

- ‌(الميم)

- ‌ن

- ‌(الهاء)

- ‌(الواو)

- ‌(الياء)

- ‌6 - فهرس أنصاف الأبيات

الفصل: ‌814 - يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمى، أبو زكرياء الفراء

[تتمة التراجم]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*

(حرف الياء)

‌814 - يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الدّيلمىّ، أبو زكرياء الفرّاء

«1»

كان أبرع الكوفيّين وأعلمهم.

قال قطرب: دخل الفرّاء على الرّشيد فتكلّم بكلام، فلحن فيه مرّات، فقال جعفر بن يحيى [1]: إنه لحن يا أمير المؤمنين، فقال الرّشيد للفرّاء: أتلحن!

[1] هو أبو الفضل جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك وزير الرشيد، وقتله سنة 187. وانظر ترجمته وأخباره فى ابن خلكان 1: 105 - 110.

ص: 7

فقال الفرّاء: يا أمير المؤمنين، إن طباع أهل البدو الإعراب، وطباع أهل الحضر اللّحن، فإذا تحفّظت لم ألحن، وإذا رجعت إلى الطّبع لحنت. فاستحسن الرّشيد قوله [1].

وقال ثعلب: العرب تخرج الإعراب على الألفاظ دون المعانى، ولا يفسد الإعراب المعانى، وإذا كان الإعراب يفسد المعنى فليس من كلام العرب.

وإنّما صحّ قول الفرّاء، لأنّه عمل النحو والعربيّة على كلام العرب، فقال: كلّ مسألة وافق إعرابها معناها، ومعناها إعرابها، فهو الصحيح، وإنما لحق سيبويه الغلط، لأنه حمل [2] كلام العرب على [المعانى [3]] دون الألفاظ [4]، ولم يوجد فى كلام العرب وأشعار الفحول إلّا ما المعنى فيه مطابق [5] للإعراب، والإعراب مطابق للمعنى.

قال: وما نقله هشام [6]، عن الكسائىّ، فلا مطعن فيه، وما قاسه فقد لحقه فيه المغمز [7]، لأنّه سلك بعض سبيل سيبويه، فعمل العربية على المعانى وترك الألفاظ، والفرّاء حمل العربيّة على الألفاظ والمعانى، فبرع واستحقّ التّقدمة،

[1] نقله الزبيدىّ فى طبقات النحويين واللغويين عن محمد بن الجهم.

[2]

الزبيدىّ: «عمل» .

[3]

من الزبيدىّ.

[4]

فى الزبيدىّ: «وخلى عن الألفاظ» .

[5]

الزبيدىّ: «مطبق» .

[6]

هو هشام بن معاوية الضرير، صاحب الكسائىّ؛ ذكره الزبيدىّ فى الطبقه الثالثة من النحويين الكونين، وترجم له المؤلف فى الجزء الثالث ص 364، 365.

[7]

الزبيدىّ: «الغمز» .

ص: 8

وذلك كقولك: مات زيد [1]، فلو عاملت المعنى لوجب أن تقول:«مات زيدا [1]» ؛ لأن الله تعالى هو الذى أماته، ولكنّك عاملت اللّفظ فأردت:«سكنت حركات زيد» .

وقال ثعلب غير مرّة: لولا الفرّاء ما كانت عربيّة، لأنه خلّصها [2] وضبّطها، ولولا الفرّاء لسقطت العربية، لأنها كانت تتنازع ويدّعيها كلّ من أراد، ويتكلّم الناس فيها على مقادير عقولهم وقرائحهم فتذهب. ولقد رأينا [3] العلماء يؤدّون فى العلم [4] أقاويل العلماء، ثم تكون العلل بعد، ثمّ رأينا النّاس بعد ذلك يتكلّمون فى العلم بآرائهم ويقولون: نحن نقول؛ فيأتون بالكلام على طباعهم، ويحسّنون ما يحسن [5] فى عقولهم، وهذا ذهاب العلم وبطلانه [6].

وقال ثعلب: كان [السّبب [7]] فى إملاء الفرّاء كتاب «معانى القرآن» أن عمر بن بسكير [8]- وكان من أصحابه، كان مع الحسن بن سهل [9]- فكتب إليه:

إن الأمير الحسن لا يزال يسألنى عن أشياء من القرآن لا يحضرنى عنها جواب،

[1] ساقط من ب، وفى الأصل:«مات زيد» ، والصواب ما أثبته من الزبيدىّ

[2]

الزبيدىّ: «حصنها» .

[3]

الزبيدىّ: «وأدركنا» .

[4]

الزبيدىّ: «يردون فى العلم» .

[5]

الزبيدىّ: «وبحسب ما يحسن عندهم» .

[6]

الخبر، نقله الزبيدىّ فى الطبقات.

[7]

من الزبيدىّ والسيوطىّ.

[8]

هو عمر بن بكير، ذكره فى بغية الوعاة 3: 217، وقال:«صاحب الحسن بن سهل، قال ياقوت: «كان نحويا أخبار يا راوية ناسبا، عمل له الفراء معانى القرآن، وصنف كتاب الأيام فى الغزوات» .

[9]

هو أبو محمد الحسن بن سهل السرخسىّ، وزيرا لمأمون بعد أخيه الفضل، توفى سنة 131.

ابن خلكان 1: 141.

ص: 9

فإن رأيت أن تجمع لى أصولا، وتجعل [1] فى ذلك كتابا يرجع إليه فعلت. فلما قرأ الكتاب، قال لأصحابه: اجتمعوا حتى أملّ [2] عليكم كتابا فى القرآن، وجعل لهم يوما، فلمّا حضروا خرج إليهم- وكان فى المسجد رجل يؤذّن فيه، وكان من القرّاء- فقال له: اقرأ، فقرأ فاتحة الكتاب، ففسّرها، ثم مرّ فى القرآن كلّه على ذلك؛ يقرأ الرجل والفرّاء يفّسر. وكتابه هذا نحو ألف ورقة، وهو كتاب لم يعمل مثله، ولا يمكن أحد أن يزيد عليه [3].

وقال: كتب الفرّاء لا يوازى بها كتاب.

وتوفّى الفرّاء بطريق مكّة سنة سبع ومائتين.

وقال الأنبارىّ [4]: كتاب سلمة فى معانى القرآن للفرّاء أجود الكتب لأنّ سلمة كان عالما، وكان لا يحضر مجلس الفراء يوم الإملاء؛ ويأخذ المجالس ممّن يحضر ويتدبّرها، فيجد فيها السهو، فيناظر عليها الفراء، فيرجع عنه.

وكان ثعلب سمع كتاب «المعانى» للفرّاء من سلمة بن عاصم، عن الفرّاء، «والحدود» فى النّحو للفرّاء ستون جزءا، سمعها من سلمة بن عاصم، عن الفرّاء أيضا.

[1] الزبيدىّ: «أو تجعل» .

[2]

الزبيدىّ: «أملى» ، وهما بمعنى.

[3]

الخبر فى طبقات الزبيدىّ.

[4]

هو محمد بن القاسم الأنبارىّ أبو بكر، صاحب كتاب الأضداد. والخبر فى طبقات الزبيدىّ ص 150، أورده فى ترجمة سلمة بن عاصم؛ ونقله عن أبى علىّ القالى، وأوله: «سمعت محمد بن القاسم الأنبارىّ يقول: ما أسفت على شىء، كما أسفت على تركى السماع لكتاب المعانى؛ وإنما كان يعطينى الحديث. وكان يقرأ الكتاب بالعشيات على باب داره، وكتاب سلمة أجود الكتب؛ لأن سلمة كان عالما

إلى آخر الخبر.

ص: 10

أنبأنى محمد النقيب بن النّحوىّ الحسينىّ الحرّانىّ: أخبرنا عبد السلام ابن مختار اللّغوى المصرىّ، أخبرنا ابن بركات السّعيدىّ، حدّثنا محمد بن سهل الهروىّ، حدّثنا اليمنىّ [1] من كتابه [2] قال: يقول أهل الكوفة: لنا ثلاثة فقهاء فى نسق، لم ير النّاس مثلهم: أبو حنيفة، وأبو يوسف، ومحمد بن الحسن.

ولنا ثلاثة نحويّون كذلك: علىّ بن حمزة الكسائىّ، وأبو زكرياء يحيى بن زياد الفرّاء، وأبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب.

وكتبت من خطّ محمد بن عبد الملك التاريخىّ، قال: كنّا فى مجلس محمد ابن الجهم [3] نقرأ عليه كتاب «المعانى» فى القرآن عن الفرّاء، وبين يديه سلّة فيها كتب الفرّاء، فقال:

يا حبّذا ما حوت السّلّه

من كتب القرآن والملّه

وعلمها أشهى إلى عالم

من رطب يجنى من النّخله

أملّه شيخ قديم لنا

فى الجانب الشرقىّ من دجله

لم يمل أهل النحو أمثاله

ولا رأينا بعده مثله

عنه عفا الله وعنّا ولا

أرهقتا قترا ولا ذلّه

[1] وهو محمد بن الحسن اليمنىّ، صاحب كتاب أخبار النحاة وطبقاتهم. ترجمته فى انباه الرواة 3: 112، 113.

[2]

فى الأصل: «كتاب» ، والصراب ما أثبته من ب.

[3]

هو محمد بن هارون، أبو عبد الله السمرىّ، راوى تصانيف الفرّاء. وانظر ترجمته فى إنباه الرواة 1:88.

ص: 11

قال: وحدّثنا محمد الجهم، قال: حدّثنى محمد بن المستنير قطرب، قال:

دخل الفرّاء على [هارون [1]] الرشيد .. وساق الحكاية الّتى تقدم ذكرها فى لحن الفرّاء فى العبارة، واعتذاره عنها بما اعتذر.

وقد لقى الفرّاء أبا جعفر الرؤاسىّ [2].

وذكر محمد بن إسحاق النّديم فى كتابه [3]، قال: أبو زكرياء الفرّاء، مولى بنى منقر، ولد بالكوفة. ومن خط سلمة: الفرّاء العبسىّ، ومن خط اليوسفىّ:

«يحيى بن زياد بن فرابخت [4] بن داود بن كودنار» ومن خطّ ابن عبد الله بن مقلة [5]:

قال أبو العبّاس: وكان السّبب فى إملاء الفرّاء الحدود أن جماعة من أصحاب الكسائى صاروا إليه، وسألوه أن يملّ عليهم أبواب النّحو، ففعل ذلك، فلمّا كان المجلس الثالث قال بعضهم لبعض: إن دام هذا على هذا علّم النّحو الصبيان، والوجه أن نقعد عنه، فقعدوا، فغضب وقال. سألونى القعود، فلمّا قعدت تأخّروا، والله لأملّنّ النحو ما اجتمع اثنان؛ فأملّ ذلك ستّ عشرة سنة، ولم ير فى يده كتاب إلّا مرّة واحدة، أملّ كتابا [6] من نسخته [7].

[1] تكملة من ب.

[2]

هو أبو جعفر محمد بن الحسن؛ لقب الرؤاسىّ لعظم وأسه؛ ذكره الزبيدىّ فى الطبعة الأولى من النحويين الكوفيين. وانظر الفهرست 64، ونزهة الألباء 65.

[3]

الفهرست 66.

[4]

كذا فى الأصلين بالفاء، وفى الفهرست بالقاف.

[5]

فى الأصل: «عبيد الله بن مقلة» ، وما أثبته من ب والفهرست.

[6]

الفهرست: «أملى كتاب ملازم» .

[7]

الفهرست: «نسخة» .

ص: 12

وقال أبو العباس: كان الفرّاء يجلس الناس [1] فى مسجده إلى جانب منزله، وكان ينزل بإزائه الواقدىّ [2]. قال: وكان الفراء يتفلسف فى تأليفاته وتصنيفاته، حتى يسلك [3] فى ألفاظه كلام الفلاسفة. وكان أكثر مقامه ببغداد، وكان يجمع طوال دهره، فإذا كان آخر السنة خرج إلى الكوفة، فأقام بها أربعين يوما فى أهله يفرّق فيهم ما جمعه ويبرهم.

ولم يؤثر من شعره غير هذه الأبيات، رواها أبو حنيفة الدّينورىّ [4] عن الطّوال [5]:

يا أميرا على جريب من الأر

ض له تسعة من الحجّاب

جالسا فى الخراب يحجب فيه [6]

ما سمعنا بحاجب فى خراب

لن ترانى لك العيون بباب

ليس مثلى يطيق ردّ الحجاب

وذكره [7] أبو عبيد الله محمد بن عمران فى كتابه [8]، فقال: أبو زكرياء يحيى بن زياد الفرّاء، كان زياد الأقطع أبوه، شهد وقعة مع الحسين بن علىّ عليهما السلام، فقطعت يده فى تلك الحرب. وكان الفرّاء يميل إلى الاعتزال [9].

[1] الفهرست: «للناس» .

[2]

هو أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد الأسلمىّ الواقدىّ، صاحب التصانيف فى الفتوح والمغازىّ؛ ذكره صاحب شذرات الذهب فى وفيات سنة 207.

[3]

الفهرست: «يعنى يسلك» ، وفى ب:«حتى سلك» .

[4]

هو أحمد بن داود؛ ترجم له المؤلف فى الجزء الأول ص 76 - 79.

[5]

هو محمد بن أحمد بن عبد الله الطوال؛ من أهل الكوفة وأحد أصحاب الكسائى. توفى سنة 243. بغية الوعاة 1: 50.

[6]

الفهرست: «عنه» .

[7]

فى الأصلين: «وذكر» .

[8]

هو كتاب المقتبس، ذكره المؤلف فى ثبت مؤلفاته فى الإنباه 3:182.

[9]

نقل ابن خلكان الخبر؛ ولكن ذكر بعده: «وهذا عندى فيه نظر؛ لأنّ الفرّاء عاش ثلاثا وستين سنة، فتكون ولادته سنة أربع وأربعين ومائة، وحرب الحسين كانت سنة إحدى وسنين للهجرة، فبين حرب الحسين وولادة الفراء أربع وثمانون سنة، فكم قد عاش أبوه! فإن كان الأقطع جده فيمكن.

والله أعلم».

ص: 13

وقال الجاحظ: دخلت إلى بغداد حين قدمها المأمون سنة أربع ومائتين، وكان بها الفرّاء؛ فاشتهى أن يتعلّم الكلام، ولم يكن له طبع فيه [1].

وحكى سلمة عن الفرّاء، قال: كنت أنا وبشر المرّيسىّ [2] فى بيت واحد عشرين سنة، ما تعلّم منّى شيئا ولا تعلّمت منه شيئا.

وقال سلمة: طال [3] تعجّبى كيف كان يحيى يعظّم الكسائىّ، وهو أعلم بالنحو [منه [4]].

قال الجاحظ: قدمت بغداد قدمة، ولم يكن معى شىء أهديه إلى محمد ابن عبد الملك الزّيات [5]، فلمّا خرجت من السفينة سمعت مناديا ينادى: من أراد أن يحضر بيع كتب الفرّاء فليحضر، فقلت: لأذهبنّ، لعلّى أن اشترى كتابا فأهديه إليه، فحضرت فلم أجد فى كتبه شيئا أستحسنه [6]، فلمّا بيعت كتبه رفع فراشه الّذى كان ينام عليه ليباع، وجد تحت وسادته «كتاب سيبويه» ، فنودى عليه، فبالغت فيه، واشتريته وأهديته إلى محمد بن عبد الملك الزيات، فسّربه، وقال: شهد الكتاب عندى على مقدار سيبويه، ودلّني على فضله الفرّاء إذ نظر فيه، ولم يعلم محمّد أن الفرّآء لم ينتفع بالنّظر فى هذا الكتاب كبير نفع،

[1] ابن خلكان 2: 229.

[2]

المرّيسىّ؛ بفتح الميم وكسر الراء المشدّدة: منسوب إلى مريس، قرية بصعيد مصر. وانظر ترجمته فى حواشى الجزء الأول 1:253.

[3]

فى الأصل: «قال» ، والصواب ما أثبته من ب.

[4]

زيادة يقتضيها السياق.

[5]

تقدمت ترجمته فى حواش الجزء الثالث ص 70.

[6]

ب: «استحسنته» .

ص: 14

لأنّه لم ينظر فيه نظر ناصح لنفسه، ولا شاكر [1] لمن وصل إليه العلم من جهته، ولا معترف بالحق فيه، ولا صادق فى روايته عند ما أخذ منه، فإنّه سرق بعضا وادّعاه لنفسه، وستر حقّ صاحبه فلم يشكره، ونقل عنه مسائل وعزاها إلى الخليل.

وكان الفرّاء شديد طلب المعاش، وكان لا يستريح فى بيته.

وقال الفرّاء. أموت وفى نفسى شىء من «حتى» ؛ لأنّها تخفض وتنصب وترفع.

أنبأنا زيد بن الحسن بن زيد الكندىّ؛ قال: أخبرنا أبو منصور القزّاز، قال: حدّثنا أحمد بن ثابت الخطيب فى كتابه [2]، قال: يحيى بن زياد بن عبد الله ابن منظور [3] أبو زكريا الفرّاء، مولى بنى أسد، من أهل الكوفة، نزل بغداد، وأملى بها كتبه فى معانى القرآن وعلومه. وحدّث عن قيس بن الربيع، ومندل بن علىّ، وخازم [4] بن الحسين البصرىّ، وعلىّ بن حمزة الكسائىّ، وأبى الأحوص سلّام ابن سليم، وأبى بكر بن عيّاش، وسفيان بن عيينة؛ روى عنه سلمة بن عاصم، ومحمد بن الجهم السّمرىّ وغيرهما. وكان ثقة إماما.

وبالإسناد؛ حدثنا أحمد بن علىّ الخطيب فى كتابه [5]، أخبرنا محمد بن أحمد ابن رزق، حدثنا أبو العباس عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن حمّاد

[1] فى الأصل: «مسألة» تحريف؛ والصواب ما أثبته من ب.

[2]

تاريخ بغداد 14: 149.

[3]

منظور، ضبطه ابن خلكان:«بفتح الميم وسكون النون، وضم الظاء المعجمة وسكون الواو وبعدها راء» .

[4]

فى الأصلين: «حازم» بالحاء، والصواب ما أثبته من تاريخ بغداد وهو خازم بن الحسين أبو إسحاق الخميسى، من أهل الكوفة؛ ترجم له فى تهذيب التهذيب 3:79.

[5]

تاريخ بغداد 14: 149، 150.

ص: 15

العسكرىّ، إملاء فى سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، حدّثنا محمد بن الجهم السمّرىّ، حدّثنا يحيى بن زياد الفرّاء، حدّثنى خازم بن حسين البصرىّ، عن مالك بن دينار، عن أنس بن مالك، قال: قرأ النبىّ صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان.

(مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)

بالألف.

وبالإسناد، حدّثنا أحمد بن علىّ بن ثابت فى كتابه [1]: أخبرنا القاضى أبو العلاء الواسطى، أخبرنا محمد بن جعفر بن محمد بن هارون التّميمىّ بالكوفة، حدّثنا الحسن بن داود، حدثنا أبو جعفر عقدة، حدّثنا أبو بديل [2] الوضاحىّ، قال:[أمر [3]] أمير المؤمنين المأمون الفرّاء [4] أن يؤلّف ما يجمع به أصول النحو، وما سمع من العرب، وأمر أن يفرد فى حجرة من حجر الدار، ووكّل به جوارى وخدما يقمن بما يحتاج [إليه [3]] حتى لا يتعلّق قلبه، ولا تتشرّف [5] نفسه إلى شىء؛ حتى إنّهم كانوا يؤذنونه بأوقات الصّلاة، وصيّر له الورّاقين، وألزمه الأمناء والمنفقين، وكان يملى والورّاقون يكتبون، حتى صنف «الحدود» فى سنتين، وأمر المأمون بكتبه فى الخزائن، فبعد أن فرغ من الإملاء خرج إلى الناس، وابتدأ يملّ كتاب «المعانى» .

وكان ورّاقيه سلمة وأبو نصر، قال: فأردنا أن نعدّ الناس الّذين اجتمعوا لإملاء كتاب المعانى فلم يضبط. قال: فعددنا القضاة فكانوا ثمانين قاضيا، فلم يزل يملّه حتى أتمّه.

[1] تاريخ بغداد 14: 150.

[2]

كذا فى الأصلين، وهو يوافق ما فى تاريخ بغداد. وفى معجم الأدباء: أبو بريدة، «وفى تزهة الألباء:«أبو بريد» .

[3]

زيادة من تاريخ بغداد.

[4]

فى الأصلين: «للفرّاء» ، والصواب ما أثبته من تاريخ بغداد.

[5]

تتشرف، أى تتطلع.

ص: 16

وله كتابان فى المشكل؛ أحدهما أكبر من الآخر.

قال: فلمّا فرغ من إملاء المعانى خزنه الورّاقون عن الناس ليكسبوا [1] فيه وبه [2]، وقالوا: لا نخرجه إلى أحد إلّا من أراد أن ينسخه على خمس [3] أوراق بدرهم، فشكا النّاس إلى الفرّاء، فدعا بالوراقين فقال لهم فى ذلك، فقالوا: إنّما صحبناك لننتفع بك، وكلّ ما صنّفته فليس بالنّاس إليه من الحاجة ما بهم إلى هذا الكتاب؛ فدعنا نعش به؛ قال: فقاربوهم ينتفعوا وتنتفعوا، فأبوا عليه، فقال: سأريكم، وقال للناس: إنى ممل [4] كتاب معانى، أتمّ شرحا، وأبسط قولا من الذى أمليت، فجلس يملّ، فأملّ الحدّ فى مائة ورقة، فجاء الوراقون اليه وقالوا: نحن نبلغ النّاس ما يجبّون، فنسخوا كلّ عشر أوراق بدرهم [5].

قال: وكان المأمون قد وكلّ الفرّاء يلقّن ابنيه [6] النّحو، فلمّا كان يوما أراد الفرّاء أن ينهض إلى بعض حوائجه، فابتدرا إلى نعل الفراء يقدّمانه له، فتنازعا [7] أيّهما يقدّمه؛ ثم اصطلحا على أن يقدّم كلّ واحد منهما فردا، فقدّماها، وكان المأمون له على كل [شىء [8]] صاحب خبر؛ فرفع إليه ذلك الخبر، فوجّه إلى

[1] فى الأصل: «ليكتسبوا» ، وما أثبته من ب وتاريخ بغداد.

[2]

كذا في الأصلين، وفى تاريخ بغداد:«ليكسبوا به» .

[3]

ب: «فى خمس أورق» .

[4]

فى الأصل: «أمل» ، وما أثبته من ب وتاريخ بغداد.

[5]

تاريخ بغداد 14: 145 - 150.

[6]

فى الأصل: «بنيه» ، وما أثبته من ب وتاريخ بغداد.

[7]

فى الأصل: «فسارعا» ، وما أثبته من ب وتاريخ بغداد.

[8]

زيارة من ب وتاريخ بغداد.

ص: 17

الفرّاء فاستدعاه، فلمّا دخل عليه قال له: من أعزّ الناس؟ قال: ما أعرف أحدا أعزّ من أمير المؤمنين. قال: بلى، من إذا نهض تقاتل على تقديم نعليه وليّا عهد المسلمين، حتى رضى كلّ واحد أن يقدّم له فردا، قال: يا أمير المؤمنين، لقد أردت منعهما من ذلك، ولكن خشيت أن أدفعهما عن مكرمة سبقا إليها، وأكسر نفوسهما عن شريفة حرصا عليها. وقد يروى عن ابن عباس أنه أمسك للحسن والحسين ركابيهما حتى خرجا من عنده، فقال له بعض من حضر: أتمسك لهذين الحدثين ركابيهما وأنت أسنّ منهما. قال: اسكت يا جاهل، لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذو الفضل. قال له المأمون:

لو منعتهما عن ذلك لأوجعتك لوما وعتبا، وألزمتك ذنبا، وما وضع ما فعلاه من شرفهما، بل رفع من قدرهما، وبيّن عن جوهرهما، ولقد بينت [1] لى مخيلة الفراسة بفعلهما، فليس يكبر الرّجل وإن كان كبيرا عن ثلاث: عن تواضعه لسلطانه، ووالده، ومعلّمه العلم، وقد عوّضتهما بما فعلاه عشرين ألف دينار، ولك عشرة آلاف درهم على حسن أدبك لهما [2].

أنبأنا زيد بن الحسن بن زيد، أخبرنا عبد الرّحمن القزّاز، حدّثنا أحمد بن علىّ، أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطىّ، أخبرنا محمد بن جعفر التميميّ، حدّثنا محمد ابن الحسن، قال: حدثنا أبو العباس ثعلب عن ابن نجدة: لمّا قصدنى أبو زكريا للاتّصال بالمأمون، كان يتردّد إلى الباب: فلمّا أن كان ذات يوم

[1] ابن خلكان: «ظهرت» .

[2]

تاريخ بغداد 14: 149 - 151.

ص: 18

جاء ثمامة [1]، قال: فرأيت أبهة [2] أدب، فجلست إليه، ففاتشته [3] على اللغة، فوجدته بحرا، وفاتشته على النّحو [4] فوجدته نسيج وحده، وعن الفقه فوجدت رجلا فقيها عارفا باختلاف القوم، وبالنّجوم ماهرا، وبالطّبّ خبيرا [5]، وبأيّام العرب وأشعارها حاذقا، فقلت: من تكون؟ وما أظنّك إلا الفرّاء! قال: أنا هو، فدخلت فأعلمت أمير المؤمنين، فأمر بإحضاره لوقته، وكان سبب اتصاله به [6].

أخبرنا زيد بن الحسن الكندىّ، إجازة، أخبرنا القزاز، أخبرنا أحمد بن علىّ، أخبرنا الأزهرىّ، أخبرنا علىّ بن عمر الحافظ، حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد، حدّثنا بنان بن يعقوب الزّقومىّ [7]، أخو حمدان الكندىّ، قال: سمعت عبد الله ابن الوليد صعودا يقول: كان محمد بن الحسن الفقيه [8]، ابن خالة الفرّاء، وكان الفرّاء عنده يوما جالسا، فقال الفرّاء: قلّ [9] رجل أنعم النظر في باب من العلم،

[1] هو ثمامة بن أشرس النميرى المعتزلى، أحد الفصحاء المتكلمين، وكان له اتصال بالرشيد، ثم بالمأمون بعده؛ وكان ذا نوادر وملح؛ وله أتباع يسمون الثمامية. توفى سنة 213. تاريخ بغداد 7:145.

[2]

الأبهة: العظمة والبهجة.

[3]

كذا في ب وتاريخ وبغداد، وفي الأصل:«فقايسته» .

[4]

تاريخ بغداد: «من النحو» .

[5]

كذا في ب وتاريخ بغداد، وفي الأصل:«بصيرا» .

[6]

تاريخ بغداد 14: 151.

[7]

كذا في ب وتاريخ بغداد، وفي الأصل:«الرقوبى» .

[8]

هو محمد بن الحسن بن فرقد الشيبانى، صاحب أبى حنيفة وناشر علمه. مات بالرى سنة 189.

الفوائد البهية 163.

[9]

فى الأصلين: «كل» ، والصواب ما أثبته من تاريخ بغداد.

ص: 19

فأراد غيره إلا سهل عليه؛ فقال له محمد: يا أبا زكرياء، فأنت أيضا قد أنعمت النظر في العربية؛ فنسألك عن باب من الفقه، قال: هات على بركة الله، قال: ما تقول في رجل صلّى فسها، فسجد سجدتى السهو، فسها فيهما؟ ففكر الفرّاء ساعة [ثم [1]] قال: لا شىء عليه، قال له محمد: ولم؟ قال: لأنّ التصغير عندنا لا تصغير له، وإنما السّجدتان تمام الصلاة، فليس للتّمام تمام، فقال محمد ابن الحسن: ما ظننت آدميّا يلد مثلك [2]! قال هنّاد بن السرىّ: كان الفرّاء يطوف معنا على الشيوخ، فما رأيناه أثبت سوداء في بيضاء قطّ، لكنه إذا مرّ حديث فيه شىء من التفسير أو متعلّق بشىء من اللغة، قال للشيخ: أعده علىّ، وظننّا أنّه كان يحفظ ما يحتاج إليه [3].

وقال ابن الجهم السّمّرى: ما رأيت مع الفرّاء كتابا قط إلا كتاب «يافع ويفعة» .

وقال سلمة: أمّل الفرّاء كتبه كلّها حفظا، لم يأخذ بيده نسخة إلا في كتابين:

كتاب «ملازم» ، وكتاب «يافع ويفعة» .

قال أبو بكر بن الأنبارىّ: ومقدار الكتابين خمسون ورقة. [ومقدار كتب الفرّاء ثلاثة آلاف ورقة [4]].

[1] زيادة من تاريخ بغداد.

[2]

تاريخ بغداد 14: 152، ابن خلكان 2:229.

[3]

تاريخ بغداد 14: 152.

[4]

تكملة من ب وتاريخ بغداد، والخبر فيه 14: 153، نقله الخطيب عن محمد بن محمد على الشروطى، عن أبى محمد عبيد الله بن محمد بن على الكاتب المروزى، عن أبى محمد بن القاسم الأنبارى عن أبى العباس أحمد بن يحيى النحوى، عن سلمة.

ص: 20

[وقال سعدون: قلت للكسائىّ: الفرّاء أعلم أم الأحمر [1]؟]، فقال:

الأمر أكثر حفظا، والفرّاء أحسن عقلا، وأنفذ فكرا، وأعلم بما يخرج من رأسه.

وقال سلمة: خرجت من منزلى، فرأيت أبا عمر الجرمىّ واقفا على بابى، فقال لى: يا أبا محمد، امض بى إلى فرّائك [2] هذا، فقلت: امض، فانتهينا إلى الفرّاء وهو جالس على بابه، يخاطب قوما من أصحابه في النحو، فلمّا عزم على النّهوض، قلت له: يا أبا زكرياء، هذا أبو عمر صاحب البصريين، تحبّ أن تكلّمه في شىء؟ فقال: نعم، ما يقول أصحابك في كذا وكذا! قال: يلزمهم كذا وكذا، ويفسّر هذا من جهة كذا وكذا، قال: فألقى عليه مسائل، وعرّفه الإلزامات فيها، فنهض وهو يقول: يا أبا محمد، ما هذا الرّجل إلا شيطان. وكرر ذلك مرتين أو ثلاثا [3].

أنبأنا زيد بن الحسن، أخبرنا القزّاز، أخبرنا الخطيب، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسين السّليطىّ بنيسابور، حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصمّ، قال: سمعت محمد بن الجهم، يقول: سمعت الفرّاء يقول: كان عندنا رجل يقرأ القرآن برأيه، فقيل له:(أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ [4])

؟ فقال: رجل سوء والله، فقيل:(فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ [4])

قال: فسكت طويلا ثم قال:

من هذا أعجب [5]!

[1] تكملة من ب وتاريخ بغداد.

[2]

تاريخ بغداد: «فرّاثكم» .

[3]

تاريخ بغداد 14: 154.

[4]

سورة الماعون 1، 2.

[5]

تاريخ بغداد 14: 154.

ص: 21

وله من التصانيف: كتاب «معانى القرآن [1]» . كتاب «البهىّ [2]» كتاب «اللّغات» . كتاب «المصادر في القرآن» كتاب «الجمع والتثنية في القرآن» . كتاب «الوقف والابتداء» . كتاب «الفاخر» . كتاب «آلة الكاتب [3]» كتاب «النوادر» .

كتاب «الحدود» وترجمة كتاب «الحدود» على ما نقله العلماء من خط سلمة [4].

ابن عاصم على هذا الترتيب: «حدّ الإعراب في أصول العربيّة» . «حدّ النصب المتولّد من الفعل» ، «حدّ المعرفة والنكرة» ، «حدّ من وربّ» ، «حدّ العدد» ، «حدّ ملازمة دخل» . «حدّ العماد» . «حدّ الفعل الواقع» . «حدّ إنّ واخواتها» . «حد كى وكيلا» ، «حدّ حتى» ، «حدّ الإغراء» .

[1] نقل صاحب الفهرست عن ثعلب: «كان السبب في إملاء كتاب الفرّاء في المعانى أن عمر ابن بكير كان من أصحابه؛ «وكان منقطعا إلى الحسن بن سهل، فكتب إلى الفرّاء: إن الأمير الحسن ابن سهل ربما سألنى عن الشىء بعد الشىء من القرآن، فلا يحضرنى فيه جواب؛ فإن رأيت أن تجمع لى أصولا، أو تجعل ذلك كتابا أرجع إليه فعلت، فقال الفرّاء لأصحابه: اجتمعوا حتى أمل عليكم كتابا فى القرآن؛ وجعل لهم يوما؛ فلما حضروا خرج إليهم، وكان في المسجد رجل يؤذن ويقرأ بالناس فى الصلاة، فالتفت إليه الفرّاء، فقال له: اقرأ بفاتحة الكتاب ففسرها، ثم توفى الكتاب كله، يقرأ الرجل ويفسر الفرّاء، قال أبو العباس: لم يعمل أحد قبله، ولا أحسب أن أحدا يزيد عليه» .

[2]

قال صاحب الفهرست: «ألفه لعبد الله بن طاهر» . وفي بغية الوعاة: «البهاء فيما تلحن فيه العامة» . وقال ابن خلكان: «وهو صغير الحجم، ووقفت عليه بعد كتابة الترجمة، ورأيت فيه أكثر الألفاظ التى استعملها أبو العباس ثعلب في كتاب الفصيح، غير أنه غيره ورتبه على صورة أخرى، وعلى الحقيقة ليس لثعلب في الفصيح سوى الترتيب وزيادة يسيرة. وفي كتابا البهاء أيضا ألفاظ ليست فى الفصيح، قليلة، وليس في الكتابين اختلاف إلا في شىء قليل» .

[3]

الفهرست: «الكتاب» .

[4]

فى الفهرست: رواه سلمة بن قادم، تحريف.

ص: 22

«حدّ الدعاء» . «حدّ النونين: الشديدة والخفيفة» . «حد الاستفهام» .

«حدّ الجزاء» . «حدّ الجواب» . «حدّ الذى ومن وما» . «حدّ ربّ وكم» ، «حدّ القسم» . «حدّ التنزيه [1] والتمنّى» . «حدّ النّداء» . «حدّ الندبة» . «حدّ التّرخيم» . «حدّ أن المفتوحة» . «حدّ إذ وإذا وإذا» . «حدّ ما لم يسمّ فاعله» . «حدّ لو تركت [2] وراءك» . «حدّ الحكاية» . «حدّ التصغير» .

«حدّ النسبة [3]» . «حدّ الهجاء» . «حدّ راجع الذكر» . «حدّ الفعل الرباعىّ» .

«حدّ الفعل الثلاثىّ» . «حدّ المعرب من مكانين» . «حدّ الإدغام» . «حدّ الهمز» .

«حدّ الأبينة» . «حدّ الجمع» . «حدّ المقصور والممدود» . «حدّ المذكر والمؤنث» .

«حدّ فعل وأفعل» . «حدّ النهى» . «حدّ الابتداء والتقطيع» . «حدّ ما يجرى وما لا يجرى» .

ورأيت له بحلب كتاب «الواو» فى مجلّد عند رجل يعرف بالضّياء ابن المغربى الوكيل في مجلس القضاه، ثم تطلّبته بعد موته فما ظفرت به [4].

[1] فى الأصل: «والنهى» ، وما أثبته من ب، وفي الفهرست:«حد التنوية والمثنى» .

[2]

لم يذكره صاحب الفهرست.

[3]

فى الفهرست «حد التثنية» .

[4]

وذكر له ياقوت من المصنفات أيضا: «كتاب اختلاف أهل الكوفة والبصرة والشام في المصاحف» . وذكر له ابن خلكان كتاب «المشكل» وكتاب: «اللغات» . وفي دار الكتب نسخة خطبة برقم 13 - أدب ش من كتاب الأيام والليالى والشهور برواية الفرّاء، وطبع بالمطبعة الأميرية ببولاق سنة 1956 م، بتحقيق إبراهيم الإبيارى.

ص: 23