المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌817 - يحيى بن المبارك بن المغيرة أبو محمد العدوى المعروف باليزيدى المقرئ النحوى اللغوى - إنباه الرواة على أنباه النحاة - جـ ٤

[جمال الدين القفطي]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الرابع

- ‌[مقدمة التحقيق]

- ‌تصدير

- ‌[تتمة التراجم]

- ‌(حرف الياء)

- ‌814 - يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الدّيلمىّ، أبو زكرياء الفرّاء

- ‌815 - يحيى بن يعمر العدوانىّ النحوىّ

- ‌816 - يحيى بن علىّ بن محمد بن الحسن بن بسطام الشيبانىّ التبريزىّ الخطيب أبو زكريا

- ‌817 - يحيى بن المبارك بن المغيرة أبو محمد العدوىّ المعروف باليزيدىّ المقرئ النّحوىّ اللغوىّ

- ‌818 - يحيى بن يحيى المعروف بابن السّمينة القرطبىّ الأندلسىّ النحوىّ اللغوىّ الحاسب المنجّم الطبيب

- ‌819 - يحيى بن محمد، أبو محمد الأرزنىّ النّحوى

- ‌820 - يحيى بن سلامة بن الحسين الحصكفىّ النّحوىّ

- ‌821 - يحيى بن سعدون بن تمّام بن محمد الأزدىّ أبو بكر

- ‌822 - يحيى بن معطى النحوىّ

- ‌823 - يعيش بن علىّ بن يعيش العدل الخطيب النّحوىّ المدعو بالموفّق

- ‌824 - يعقوب بن إسحاق بن عبد الله بن أبى إسحاق الحضرمىّ

- ‌825 - يعقوب بن محمد بن أحمد الفارسىّ الأديب البارع الكردىّ

- ‌826 - يعقوب بن إسحاق السكّيت أبو يوسف النحوىّ اللغوىّ

- ‌827 - يعقوب بن علىّ الزّبيدىّ الصّقلّىّ اللغوىّ

- ‌828 - يعقوب بن نصر الدّارقزّى

- ‌829 - يوسف بن سليمان بن عيسى النحوىّ

- ‌830 - يوسف بن الحسن بن عبد الله السّيرافىّ النحوىّ اللغوىّ الأخبارىّ، أبو محمد

- ‌831 - يوسف بن أحمد، أبو يعقوب النحوى الدباغ الصقلى

- ‌832 - يوسف بن خيرون النحوىّ الأديب الأندلسىّ

- ‌833 - يوسف بن الحسن بن يوسف بن محمد ابن إبراهيم بن إسماعيل الخارزنجىّ

- ‌834 - يوسف بن خرّزاذ النّجيرمىّ اللغوىّ

- ‌835 - يونس بن أحمد بن إبراهيم الوافراوندىّ النحوىّ

- ‌736 - يونس بن حبيب أبو عبد الرحمن الضبى النحوىّ

- ‌837 - اليمان بن أبى اليمان البندنيجىّ أبو بشر الضرير الأديب الفاضل الشاعر اللغوىّ

- ‌838 - يزيد بن الحر، أبو زياد الطائىّ- ويقال: الكلابىّ

- ‌839 - يموت بن المزرّع، ابو بكر

- ‌840 - ياقوت بن عبد الله الحموىّ

- ‌[الكنى]

- ‌841 - أبو الأزهر البخارىّ اللغوىّ

- ‌842 - أبو بكر القارى الرّازىّ النحوىّ اللغوىّ

- ‌843 - أبو بكر النحوىّ البستى

- ‌844 - أبو البيداء، اسمه أسعد بن عصمة

- ‌845 - أبو تراب

- ‌846 - أبو توبة، زياد بن زياد الأعرابىّ

- ‌847 - أبو ثوابة الأسدى

- ‌848 - أبو ثروان العكلىّ

- ‌849 - أبو جعفر الرؤاسىّ الكوفىّ النحوىّ

- ‌850 - أبو الحسن بن معقل النّحوىّ

- ‌851 - أبو الحسن الأحمر

- ‌852 - أبو الحسن الطولقى

- ‌853 - أبو الحسن الأهوازىّ

- ‌854 - أبو الحسن المقيدسى النحوى

- ‌855 - أبو الحسن بن أذين النخوىّ البصير

- ‌856 - أبو الحسن الأغرّ

- ‌857 - أبو الحسن بن الطّراوة المالقىّ النحوىّ

- ‌858 - أبو الحسن الزعفرانىّ النّحوىّ البصرىّ

- ‌859 - أبو الحسن الجيشىّ النّحوىّ

- ‌860 - أبو حسّان الضرير التّدمرىّ المقرئ النحوىّ

- ‌861 - أبو خيرة، واسمه نهشل بن زيد

- ‌862 - أبو الخطاب بن عون الجزيرىّ النحوىّ الشاعر

- ‌863 - أبو الخطاب الهذلىّ، اسمه عمرو بن عامر

- ‌864 - أبو الهيثم الأعرابىّ

- ‌865 - أبو المجيب الرّبعىّ [2]

- ‌866 - أبو الجرّاح العقيلىّ

- ‌867 - أبو صاعد الكلابىّ، واسمه يزيد بن محيّا

- ‌868 - العدبّس الكنانىّ

- ‌869 - أبو زكريا الأحمر

- ‌870 - أبو أدهم الكلابىّ

- ‌871 - أبو الصقر العدوىّ [3]

- ‌872 - عتبة أمّ الحمارس [4]

- ‌873 - أبو قرة الكلابىّ

- ‌874 - أبو الحدرجان

- ‌875 - أبو تمّام الجزار [5]

- ‌876 - أبو الحصين الهجيمىّ [6]

- ‌877 - مكوّزة [7]

- ‌878 - أبو الغمر [8]

- ‌879 - أبو زياد [ويقال: الأعور بن براء الكلابىّ [1]]

- ‌880 - أبو القمقام [2] الفقعسى، روى عنه الكسائىّ النحوىّ

- ‌881 - الصقيل، ويكنى أبا الكميت العقيلىّ

- ‌882 - أبو فقعس لزاز

- ‌883 - أبو الدقيش القنانىّ الغنوىّ [3]

- ‌884 - أبو السفر الكلابىّ [4]

- ‌885 - هدّاب الهجيمىّ

- ‌886 - غنية أم الهيثم

- ‌887 - ردّاد الكلابىّ [5]

- ‌888 - قريبه أم البهلول الأسديّة

- ‌889 - أبو دثار الفقعسىّ

- ‌890 - جزلة الحرقيّة

- ‌891 - أبو الكبش الباهلىّ [1]

- ‌892 - أبو صالح الطائىّ

- ‌893 - أبو الكيش النّميرىّ [2]

- ‌894 - أبو السمح الطائىّ

- ‌895 - أبو الوليد الكلابىّ [3]

- ‌896 - أبو علىّ اليمامىّ

- ‌897 - الرّهيمىّ [4]

- ‌898 - عرّام بن الأصبغ السّلمىّ

- ‌899 - أبو حجّار عبد الرحمن بن منصور الكلابىّ

- ‌900 - هرم [5] بن زيد الكلبىّ

- ‌901 - ابن زيد المازنىّ

- ‌902 - أبو النعمان

- ‌903 - [أبو المسلم العاصى [1]]

- ‌904 - أبو مشقّر

- ‌905 - جرو بن قطن

- ‌906 - أبو المضرحىّ

- ‌907 - أبو الخنساء

- ‌908 - أبو دعامة العبسىّ

- ‌909 - أبو رياش البصرى

- ‌910 - أبو الرّجاء بن حرب الحلبىّ النحوىّ

- ‌911 - أبو زياد الكلابىّ، واسمه يزيد بن عبد الله بن الحرّ

- ‌912 - أبو سفيان بن العلاء، أخوأبى عمرو بن العلاء

- ‌913 - أبو سوّار الغنوىّ

- ‌914 - أبو السخاء الحائك الحلبىّ النّحوىّ

- ‌915 - أبو سعيد بن حرب بن غورك النّحوى الإفريقى القروىّ

- ‌916 - أبو الشمخ

- ‌917 - ابو شبل العقيلىّ

- ‌918 - أبو طالب المكفوف النحوىّ الكوفىّ

- ‌919 - أبو عمرو بن العلاء المقرى النحوىّ

- ‌920 - أبو عبد الله بن الجلّاب الواسطى النحوىّ المقرئ الضرير

- ‌921 - أبو عبد الله بن عاصم النحوى الأندلسىّ

- ‌922 - أبو عبد الله الفهرىّ اللغوى

- ‌923 - أبو عبد الله حسين بن محمد التميمىّ العنبرىّ الدّارونىّ القيروانىّ المغربىّ النحوى الإفريقىّ المعروف بابن أخت العاهة

- ‌924 - أبو عبد الله بن رطويه النحوىّ

- ‌925 - إمرأة نحوية تعرف بابنة الكنيزىّ

- ‌926 - أبو عبد الله النحوىّ الفزارىّ المغربىّ

- ‌927 - أبو عدنان، وهو عبد الرحمن بن عبد الأعلى السلمىّ

- ‌928 - أبو العميثل

- ‌929 - أبو عبيد أحمد بن محمد بن أبى عبيد العبدىّ الأديب الهروىّ

- ‌930 - أبو عثمان الأشناندانىّ اللغوى الراوية

- ‌931 - أبو علقمة النحوىّ

- ‌932 - أبو على السنجىّ القيروانىّ المكفوف النّحوىّ

- ‌933 - أبو على الحرمازىّ

- ‌934 - أبو عرار

- ‌935 - أبو الفضل النّوشجانىّ

- ‌936 - أبو الفتح بن الأشرس النحوىّ النيسابورىّ

- ‌937 - أبو الفتح بن المقدّر الأصبهانى النحوىّ

- ‌938 - أبو الفهد

- ‌939 - أبو الفوارس المروزىّ اللغوىّ

- ‌940 - أبو القاسم العطار النحوى الأندلسى

- ‌941 - أبو القاسم الدقّاق النحوىّ البغدادىّ

- ‌942 - أبو القاسم بن فيّره بن أبى القاسم الرّعبنى الشاطبىّ الأندلسى المكفوف المقرئ النحوى اللغوى

- ‌943 - أبو القاسم بن أبى منصور النحوى الحلبى المعروف بابن الحبرانىّ

- ‌945 - أبو المهنّد النحوىّ

- ‌946 - أبو مسلم النحوىّ

- ‌947 - ابو مسحل واسمه عبد الله بن حريش اللّغوىّ الراوية

- ‌948 - أبو عيينة بن المنهال

- ‌949 - أبو محلّم البغدادىّ، وقيل: الشيبانىّ

- ‌950 - أبو محمد النحوىّ الصقلىّ المعروف بالدمعة

- ‌951 - أبو محمد الأعرابىّ المعروف بالأسود الغندجانىّ

- ‌952 - أبو منصور الجبان النحوىّ

- ‌953 - أبو منصور محمد بن أحمد بن طلحة بن نوح بن الأزهر الأزهرىّ الهروىّ اللّغوى الشافعى

- ‌954 - أبو موسى بن مزدان النحوىّ الكوفىّ

- ‌955 - أبو مسهر محمد بن أحمد بن مروان بن سبرة

- ‌956 - أبو مهديّة

- ‌957 - أبو مالك الطّرمّاح، واسمه أمان بن الصّمصامة ابن الطرمّاح بن حكيم القروىّ

- ‌958 - أبو المعالى البرمكىّ اللغوىّ

- ‌959 - أبو معاذ النحوىّ المروزىّ المقرئ اللّغوىّ

- ‌960 - أبو نوفل بن أبى عقرب

- ‌961 - أبو نصر غلام الأصمعىّ

- ‌962 - أبو النّدى بن الغند جانىّ النّحوىّ الأديب

- ‌963 - ابو الهيذام العقيلىّ، اسمه كلاب بن حمزة

- ‌964 - أبو الهيثم الرّازىّ

- ‌965 - أبو هلال العسكرىّ

- ‌966 - أبو يعلى بن أبى زرعة الباهلىّ النّحوىّ البصرىّ

- ‌الأبناء

- ‌967 - ابن أبى حجر السّنجارىّ النحوىّ

- ‌968 - ابن ابى نوح المصرى

- ‌969 - ابن خروف النحوى الأندلسىّ

- ‌970 - ابن سيد الأندلسىّ

- ‌971 - ابن ضمضم الكلابى، أبو عثمان

- ‌972 - ابن طريف اللغوىّ الأندلسىّ مولى العبديّين

- ‌973 - ابن طاهر النحوى الأندلسى

- ‌974 - ابن العافية النحوىّ الأندلسىّ

- ‌975 - ابن قادم النحوى

- ‌976 - ابن ملكون النحوى الأندلسى

- ‌[الفهارس]

- ‌فهرس التراجم [بحسب ورودها في الكتاب]

- ‌(حرف الياء)

- ‌الكنى

- ‌ومن الأعراب الذين دخلوا الحاضرة جماعة، وهم:

- ‌الأبناء

- ‌فهر‌‌سالأعلام الم‌‌تر‌‌جمة فى ال‌‌حواشى

- ‌س

- ‌ت

- ‌ج

- ‌ح

- ‌(ء)

- ‌ب

- ‌ث

- ‌ز

- ‌خ

- ‌ع

- ‌م

- ‌ل

- ‌ف

- ‌ط

- ‌ك

- ‌(غ)

- ‌ق

- ‌ن

- ‌و

- ‌ى

- ‌موضوعات هذا الجزء

- ‌الفهارس العامّة لجميع الأجزاء

- ‌1 - فهرس‌‌ الأعلام

- ‌ ا

- ‌ب

- ‌ث

- ‌(ت)

- ‌ج

- ‌ ح

- ‌ خ

- ‌د

- ‌ر

- ‌ذ

- ‌ز

- ‌س

- ‌ ش

- ‌ ص

- ‌ط

- ‌ض

- ‌ ع

- ‌(ظ)

- ‌ ف

- ‌(غ)

- ‌ق

- ‌ل

- ‌(ك)

- ‌ م

- ‌ن

- ‌و

- ‌ي

- ‌2 - فهرس‌‌ الأمم والق‌‌بائل والفرق

- ‌ ا

- ‌ب

- ‌ت

- ‌ث

- ‌(ج)

- ‌ح

- ‌ش

- ‌د

- ‌ر

- ‌ز

- ‌س

- ‌(خ)

- ‌ف

- ‌(ض)

- ‌ط

- ‌ع

- ‌ق

- ‌(غ)

- ‌ن

- ‌ل

- ‌م

- ‌(ك)

- ‌(ه

- ‌و

- ‌ي

- ‌3 - فهرس‌‌ الأماكن والبلدان

- ‌ ا

- ‌ب

- ‌ت

- ‌ج

- ‌ث

- ‌ح

- ‌خ

- ‌د

- ‌ر

- ‌(ذ)

- ‌(ز)

- ‌(س)

- ‌ش

- ‌ض

- ‌ط

- ‌(ظ)

- ‌(ع)

- ‌(غ)

- ‌(ق

- ‌(ف)

- ‌(ك)

- ‌ل

- ‌م

- ‌ن

- ‌ه

- ‌(و)

- ‌ى

- ‌4 - فهرس‌‌ الكتب

- ‌ ا

- ‌ب

- ‌ت

- ‌(ج)

- ‌ ح

- ‌خ

- ‌د

- ‌ر

- ‌ذ

- ‌س

- ‌ز

- ‌ش

- ‌ص

- ‌ع

- ‌ف

- ‌ق

- ‌ك

- ‌ل

- ‌م

- ‌ن

- ‌ه

- ‌و

- ‌ى

- ‌5 - فهرس الشعر

- ‌(الألف المقصورة)

- ‌(الهمزة)

- ‌(الباء)

- ‌(التاء)

- ‌(الثاء)

- ‌(الجيم)

- ‌(الحاء)

- ‌(الدال)

- ‌(الذال)

- ‌(الراء)

- ‌ز

- ‌س

- ‌(الشين)

- ‌(الصاد)

- ‌(الضاد)

- ‌(الطاء)

- ‌(الظاء)

- ‌(العين)

- ‌(الغين)

- ‌(الفاء)

- ‌القاف

- ‌(الكاف)

- ‌(اللام)

- ‌(الميم)

- ‌ن

- ‌(الهاء)

- ‌(الواو)

- ‌(الياء)

- ‌6 - فهرس أنصاف الأبيات

الفصل: ‌817 - يحيى بن المبارك بن المغيرة أبو محمد العدوى المعروف باليزيدى المقرئ النحوى اللغوى

‌817 - يحيى بن المبارك بن المغيرة أبو محمد العدوىّ المعروف باليزيدىّ المقرئ النّحوىّ اللغوىّ

«1»

صاحب أبى عمرو بن العلاء البصرىّ. سكن بغداد، وحدّث بها عن أبى عمرو بن العلاء، وابن جريج [1].

روى عنه ابنه محمد، وأبو شعيب صالح بن زياد السوسىّ، وأبو عبيد القاسم ابن سلّام وإسحاق بن إبراهيم الموصلىّ، وأبو عمرو الدّورىّ، وأحمد بن محمد ابن يحيى بن المبارك اليزيدىّ، وإبراهيم أخوه.

وهو مولى لبنى عدىّ بن عبد مناة، من [2] الرّباب.

[1] هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموىّ مولاهم، ذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب 6:402.

[2]

فى الأصلين: «بن» ، والرّباب هم تيم وعدىّ وثور وعكل؛ بنو عبد مناة؛ سموا بذلك لأنهم تحالفو على بنى عمهم تيم بن مرّ؛ فغمسوا أبدانهم في رب. وانظر جمهرة الأنسان لابن حزم 480 والاشتقاق لابن دريد.

ص: 31

وإنما قيل له اليزيدىّ، لأنه كان منقطعا إلى يزيد بن منصور الحميرىّ خال ولد المهدىّ، يؤدّب ولده [1] فنسب إليه، ثمّ اتّصل بالرشيد [2]، فجعل المأمون فى حجره [3] وأدّبه [4].

وكان اليزيدىّ ثقة، وكان أحد القراء الفصحاء، عالما بلغات العرب، وله كتاب «نوادر» في اللّغة على مثال كتاب «نوادر» الأصمعىّ الّذى عمله لجعفر ابن يحيى، وفي مثل عدد ورقة.

وكان أيضا أحد الشعراء، وله جامع شعر وأدب.

وكان قد أخذ علم العربية وأخبار الناس عن أبى عمرو وابن أبى إسحاق [5].

الحضرمىّ، والخليل بن أحمد، ومن كان معهم في زمانهم.

وحكى عن أبى [6] حمدون الطبيب بن إسماعيل، قال: شهدت ابن أبى العتاهية، وكتب عن أبى محمد اليزيدىّ قريبا من ألف جلد، عن أبى عمرو بن العلاء خاصّة، يكون ذلك عشرة آلاف ورقة، لأنّ تقدير الجلد عشر ورقات.

وأخذ عن الخليل من اللغة أمرا عظيما، وكتب عنه العروض في ابتداء صنعته اياه، إلّا أن اعتماده كان على أبى عمرو لسعة علم أبى عمرو باللّغة.

[1] كذا في الأصلين. وفي اللباب لابن الأثير والأغانى وفهرست ابن النديم: «خال المهدىّ» .

[2]

فى الأصل: «إلى الرشيد» ، وما أثبته ن ب.

[3]

فى حجره، أى كنفه.

[4]

كذا في الأصل والكلمة مضروب عليها في ب.

[5]

فى الأصل: «عن أبى عمرو بن إسحاق» ، وفي ب:«وابن إسحاق» وللصواب ما أثبته من نزهة الألباء 81.

[6]

فى الأصل: «ابن حمدان» وما أثبته من ب. وانظر معجم الأدباء 20: 31.

ص: 32

وكان اليزيدى يعلّم بحذاء منزل أبى عمرو، وكان أبو عمرو يدنيه ويميل إليه لذكائه.

وكان اليزيدىّ صحيح الرّواية، صدوق اللهجة.

وألّف من الكتب: كتاب «النّوادر» وكتاب «المقصود والممدود» .

وكتاب «مختصر [1]» نحو. وكتاب «النّقط والشكل» .

وكان يجلس في أيّام الرّشيد مع الكسائىّ في مجلس واحد، ويقرئان النّاس.

وكان الكسائىّ يؤدّب محمّدا الأمين، وكان اليزيدىّ يؤدّب عبد الله المأمون، فأمّا الأمين فإنّ أباه أمر الكسائىّ أن يأخذ عليه بحرف حمزة، وأمّا المأمون فإنّ أباه لما اختار له اليزيدىّ تركه يتعلّم منه حرف أبى عمرو [2].

قال الأثرم [3]: دخل اليزيدىّ على الخليل بن أحمد يوما وعنده جماعة، وهو على وسادة جالس، فأوسع له، فجلس معه اليزيدىّ على وسادته؛ فقال له اليزيدىّ:

أحسبنى قد ضيّقت عليك! فقال الخليل: ما ضاق شىء على اثنين متحابّين، والدنيا لا تسع متباغضين.

وسأل المأمون يحيى بن المبارك عن شىء، فقال: لا وجعلنى الله فداءك يا أمير المؤمنين! فقال: لله درّك. ما وضعت واو قطّ موضعا أحسن من موضعها فى لفظك هذا؛ ووصله وحمله.

توفّى أبو محمد اليزيدىّ في سنة اثنتين ومائتين.

وقيل: هو مولى عبد مناة بن تميم.

[1] فى ابن خلكان: «ألفه لبعض ولد المأمون» .

[2]

هو أبو عمرو بن العلاء؛ أحد القراء السبعة.

[3]

هو على بن المغيرة؛ أبو الحسن الأثرم؛ ترجمته في إنباه الرواة 2: 319.

ص: 33

وقال ابن قتيبة: اسمه عبد الرحمن [بن المبارك [1]]، ووهم، ويحيى أصحّ وأشهر- وكان يعلّم قبالة دار أبى عمرو بن العلاء زمنا [2] طويلا، وله عقب.

وقال أبو حاتم: اليزيدىّ مولى لبنى عدىّ، وليس منهم أيضا، وإنما كان نازلا فيهم، وكان مؤدّب المأمون، وخرج معه إلى خراسان، وتوفّى بها، وكان ظريفا. وانصرف اليزيدىّ من كتّابه يوما وقد قعد المأمون مع غلمانه ومن يأنس به، وأمر حاجبه ألّا يأذن [3] عليه لأحد- وهو صبىّ يومئذ- فبلغ اليزيدىّ خبره، فصار إلى الباب فمنع، فكتب إليه:

هذا الطفيلىّ على الباب

يا خير إخوان وأصحاب [4].

فصيرونى رجلا منكم

أو أخرجوا لى بعض اصحابى [5].

فأذن له فدخل، وانقبض المأمون، فقال له: أيّها الأمير، عد إلى انبساطك، فإنى إنّما جئت لأكون نديما لا معلّما [6].

وقال اليزيدىّ يعتذر إلى المأمون من شىء تكلّم به، وهو سكران [7]:

[1] من كتاب المعارف.

[2]

المعارف: «دهرا» .

[3]

فى الأصل: «لا يأذن» ، وما أثبته من ب.

[4]

فى الزبيدىّ: «إخوانى وأصحابى» .

[5]

فى الزبيدىّ: «أترابى» .

[6]

الخبر في طبقات الزبيدىّ 61، 62، نقله عن أبى حنيفة، عن أبى الفضل الزبيدىّ.

[7]

الخبر في الأغانى 20: 252، وطبقات الزبيدىّ 62 وفيهما نسبة الخبر والشعر إلى إبراهيم ابن يحيى اليزيدى؛ مع اختلاف في رواية الشعر وعدد الأبيات.

ص: 34

أنا المذنب الخطّاء والعفو واسع

ولو لم يكن ذنب لما عرف العفو

سكرت فأبدت منّى الكأس بعض ما

كرهت، وما إن يستوى السّكر والصّحو

ولا سيما إذ كنت عند خليفة

وفي مجلس ما إن يجوز به اللّغو

فإن تعف عنى تلف خطوى واسعا

وإلّا يكن عفو، فقد قصّر الخطو

وقال الأصمعىّ: سمعت اليزيدىّ يقول: كنت أؤدب المأمون وهو في حجر سعيد الجوهرىّ، فتأخّر يوما عن الخروج إلى محلّة التعليم، فشكوته إلى سعيد الجوهرىّ، فقال لى: أقمه إذا اعوجّ، فأحضرته وضربته فبكى. واستؤذن عليه لجعفر بن يحيى ابن برمك، فقام إلى فراشه فجلس عليه، ومسح عينيه، ودخل جعفر فأخليت لهما المجلس، وخشيت أن يشكونى إليه، فألقى منه مالا أريده، فلمّا خرج دخلت عليه، فقال: ما الذى حملك على الخروج؟ فذكرت له ذلك، فقال: أعوذ بالله من ظنّك! هذا الأمر الذى جرى ما أعلم به الرشيد، فكيف جعفر! وكيف يحسن بى أن أقول: إننى فعلت أمرا أحتاج فيه إلى التأديب! لا وأخذك الله بظنك! قال اليزيدىّ: فأمسكت، وكنت أهابه بعد ذلك [1].

ولليزيدىّ أشعار كثيرة في الرّشيد والمأمون وغيرهما، قال ولده: واختلفنا عند موته ألّا نخرج شيئا من شعره إلّا ما كان في المواعظ [2].

[1] الخبر في طبقات الزبيدىّ 73 مع اختلاف في الرواية.

[2]

نقله الزبيدىّ في الطبقات 64: عن ابنه إسماعيل؛ والعبارة هناك: «وكان لأبى شعر كثير فى الرشيد وجعفر بن يحيى وغيرهما؛ فلما حضره الموت أخذ علينا إلا نخرج غير المواعظ» .

ص: 35

وطبقته في النّحو دون طبقة الخليل ودون سيبويه والأخفش، وكان بصرىّ المذهب والبلد، متعصّبا للبصريّين، وله قصيدة [1] فى مدح البصرة وأهلها، وذمّ الكسائىّ وأتباعه؛ وعلمه باللّغة أكثر من النحو، وكان مذهبه العدل والتوحيد، وكان قبيح الهجاء رحمه الله.

ولمّا مات خلّف من الأولاد خمسة نجباء أدباء فضلاء، منهم محمد بن أبى محمد [2]، وهو أكبرهم وأشعرهم، وسيرد خبره في موضعه من هذا المجموع إن شاء

[1] ذكر منها السيرافي كتابه: 40 - 42

يا طالب النحو ألا فابكه

بعد أبى عمرو وحماد

وابن أبى إسحاق في علمه

والزين في المشهد والنادى

عيسى وأشباه لعيسى وهل

يأتى لهم دهر بأنداد!

هيهات ألا قائلا عنهم

أرسوا له الأصل بأوتاد

فهو لمنهاجهم سالك

لقضلهم ليس بجحاد

ويونس النحوى لا ننسه

ولا خليلا حية الوادى

وقل لمن يطلب علما: ألا

ناد بأعلى شرف ناد

يا ضيعة النحو به مغرب

عنقاء أودت ذات إصعاد

أفسده قوم وأزروايه

من بين أعتام وأوغاد

ذوى مراء وذوى لكنة

لثام آباء وأجداد

لهم قياس أحدثوه هم

قياس سوء غير منقاد

فهم من النحو ولو عمروا

أعمار عاد في أبى جاد

أمّا الكسائى فذاك امرؤ

فى النحو حار غير مراد

وهو لمن يأتيه جهلا به

مثل سراب البيد للصادى.

[2]

كذا في الأصلين، وقد سبقت ترجمته للمؤلف في الجزء الثالث برقم 733 ص 236 - 240.

ص: 36

الله تعالى، وإبراهيم [1]، وإسماعيل [2] أبو القاسم [3]، وعبيد الله أبو عبد الرحمن [3]، وأبو يعقوب إسحاق [4].

فأما [أبو [5]] يعقوب إسحاق، فإنه اشتغل بالحديث وبرع فيه، وأمّا الأربعة الباقون، فإنهم برعوا في اللغة والعربية- ونادم من هؤلاء الأربعة المأمون: محمد وإبراهيم- وكلهم ماتوا ببغداد إلا محمدا فإنه مات مع المعتصم بمصر [6]، على ما سيأتى فى خبره إن شاء الله:

كتب إلىّ أبو الضّياء شهاب بن محمود الورّاق الهروىّ من هراة، أخبرنا عبد الكريم المروزىّ، أخبرنا أبو طالب المبارك بن علىّ بن محمد بن خضر الصّيرفيّ بقراءتى عليه، أخبرنا أبو غالب شجاع بن فارس الذّهلىّ قراءة عليه، أخبرنا أبو طاهر عبد الواحد بن الحسين بن قرقر الحذاء، أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد ابن سويد الشّاهد، حدّثنا أبو علىّ الحسين بن القاسم الكوكبىّ، حدّثنا أحمد ابن عبيد، أخبرنا اليزيدىّ، قال: دخلت على المأمون يوما والدنيا غضّة، وعنده نعم- وكانت من أجمل أهل دهرها- تغنّيه:

وزعمت أنى ظالم فهجرتنى

ورميت في قلبى بسهم نافذ [7].

ونعم هجرتك، فاغفرى وتجاوزى [8]

هذا مقام المستجير العائذ

ولقد أخذتم من فؤادى إنّه

لا شكّ ربّى كفء ذاك الآخذ

[1] ترجم له المؤلف في الجزء الأول 224 - 226.

[2]

ترجم له المؤلف في الجزء الأول ص 248.

[3]

ترجم له المؤلف في الجزء الثانى ص 153، 154.

[4]

لم يذكر المؤلف ترجمة لإسحاق. وزاد صاحب الفهرست سادسا، وهو يعقوب، قال:

«فيعقوب وإسحاق زهدا، وكانا عالمين بالحديث، والأربعة برعوا في اللغة والعربية» .

[5]

تكملة من ب.

[6]

انظر الجزء الثالث ص 137.

[7]

البيتان: الأول والثانى في الأغانى 5: 30 - ساسى، ونسبهما إلى ابراهيم الموصلى.

[8]

الأغانى: «ونعم ظلمتك» .

ص: 37

واستعادها الصوت ثلاث مرات، وشرب ثلاثة أرطال في ثلاثة أقداح، ثم قال: يا يزيدىّ، يكون شىء أحسن مما نحن فيه! قلت: نعم يا أمير المؤمنين، فقال: وما هو؟ قلت: الشكر لمن خوّلك هذا الإنعام العظيم الجليل! فقال:

أحسنت وصدقت، ووصلنى، وأمر بمائة ألف درهم يتصدّق بها، فكأنّى أنظر إلى البدر وقد أخرجت، والمال يفرّق.

وكان اليزيدىّ يكلّم الأمين والمأمون بكلام يتفصّحان به، ويقول لهما:

كان أولاد الخلفاء من بنى أميّة، يخرج بهم إلى البدو حتى يتفصّحوا، وأنتم أولى بالفصاحة منهم، فأكلا معه يوما [1] كمأة وقصرا [2]؛ فقال لهما:

كلا كلاكما كمأ كما كما

لا تنبوا، إن تنبوا لا تنبلا

فمضى الخادم الموكّل بهما إلى الرشيد، وقال: علّمهما اليوم كلام الزّنجية، فاستدعاه الرشيد وقال له: ما حاجتهما إلى كلام الزّنج، فلم علّمتهما؟ فقال اليزيدىّ:

والله ما أحسنها، فقال الخادم: بلى، فعرّفه الحال، وقال: أنا آخذهما بأمثال ذلك ليتفّصحا، فقال له الرشيد: لا تلم الخادم، فلولا التّقدمة لظننته بالزنجية؛ وأنشد:

لكل أناس مألف من طباعهم

وشكا اليزيدىّ إلى المأمون خلّة أصابته، ودينا لحقه، فقال: ما عندنا فى هذه الأيام ما إن أعطينا كه بلغت به ما تريد، قال: يا أمير المؤمنين، إن الأمر ضاق علىّ، وإنّ غرمائى أرهقونى، فاحتل لى. فأفكر، واستقرّ

[1] الكمأة: ثبات ينقض الأرض فيخرج كما يخرج الفطر. اللسان.

[2]

القصر: القشر على الجب. وقد ورد هذا الغريب والبيت محرقا في الأصلين أشدّ التحريف.

ص: 38

الأمر على أن يحضر اليزيدىّ في الباب، إذا جلس المأمون للشرب، وعنده ندماؤه، ويكتب رقعة يطلب فيها الدخول، أو إخراج بعض الندماء إليه، فلمّا جلس المأمون حضر اليزيدىّ الباب، ودفع إلى الخادم رقعة مختومة، فأدخلها إلى المأمون، ففضّها فإذا فيها مكتوب:

يا خير إخوان وأصحاب

هذا الطفيلىّ على الباب

فصيّرونى واحدا منكم

أو أخرجوا لى بعض أصحابى

فقرأها المأمون على من حضره، قال: ما ينبغى أن يدخل مثل هذا الطفيلىّ على مثل هذا الحال، فأرسل إليه المأمون: دخولك في مثل هذا الوقت متعذّر، فاختر لنفسك من أحببت أن تنادمه. فأدّيت الرسالة إليه، فقال: ما أرى لنفسى اختيارا غير عبد الله بن طاهر، فقال له المأمون: قد وقع الاختبار عليك، فصر إليه. قال: يا أمير المؤمنين، فأكون شريك الطفيلىّ! قال: ما يمكننى ردّ أبى محمد عن أمره، فإن أحببت أن تخرج إليه، وإلا فافتد نفسك منه، قال: له علىّ عشرة آلاف درهم، قال: لا أحسب ذلك منك يقنعه عن مجالستك، فلم يزل يزيد عشرة آلاف، عشرة آلاف، والمأمون يقول له: لا أرضى له بذلك، حتى بلغ مائة ألف درهم، فقال له المأمون: فعجلّها، فكتب بها إلى وكيله، ووجّه رسولا، وأرسل إليه المأمون: قبض هذه في مثل هذا الحال أصلح لك من منادمته على مثل حاله.

توّفى أبو محمد اليزيدىّ في سنة اثنتين ومائتين في خلافة المأمون.

ص: 39