الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
الحَمْدُ لله نَسْتَعينه ونَسْتَغْفره، ونَعُوذُ بالله من شُرور أَنْفُسِنَا ومن سيئات أَعْمَالِنَا، مَن يَهْده الله فلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضلِل فلا هادي له
(1)
.
ونَشْهَدُ أن لا إله إلا الله، ونَشْهَدُ أن محمدًا عبده ورسوله، أَرْسَلَهُ بالهُدَى ودينِ الحق ليُظهِرَه عَلَى الدِّينِ كلِّه، وكَفَى بالله شهيدًا، صلَّى الله عليه وعَلَى آله وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد، فهذه مسألة يحتاجُ إليها المؤمنون عُمومًا، والمجاهدون منهم خصوصًا، وإن كان
(2)
الإيمان لا يَتِمُّ إلاّ بالجِهاد
، كما قال تعالى:(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا)
(3)
الآية.
ولكن الجهاد يكون للكفار والمنافقين أيضًا، كما قال تعالى:(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ) في مَوْضِعَين من كتاب الله
(4)
.
ويكون الجهادُ بالنفْس والمال، كما قال تعالى:(وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)
(5)
. وَيكونُ بغيرِ ذلك ويَنْفعُه، لما ثبتَ في الصحيحين
(6)
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَنْ جَهَزَ غازيًا فقد غَزَا، ومَن خَلَفَه في أهلِه
(1)
في الأصل: "إليه"، وهو خطأ.
(2)
في الأصل: "جاز".
(3)
سورة الحجرات: 15.
(4)
سورة التوبة: 73 وسورة التحريم: 9.
(5)
سورة التوبة: 41.
(6)
البخاري (2843) ومسلم (1895) عن زيد بن خالد.
بخير فقد غَزَا". ويكون الجهاد باليد والقلب واللِّسان، كما قال صلى الله عليه وسلم
(1)
: "جاهِدُوا المشركينَ بأيديكم وألسنتِكم وأموالِكم"، وكما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح
(2)
: "إن بالمدينة لَرِجالاً ما سِرْتُمْ مَسِيرًا ولا قَطَعْتُمْ واديًا إلا كانوا معكم حَبَسَهُم العُذرُ". فهؤلاء كان جهادهم بقلوبِهم ودُعائِهم.
وقد قال تعالى: (لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95))
(3)
.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم
(4)
: "السَّاعِي
(5)
عَلَى الصَّدَقَة بالحقِّ كالمجاهِدِ في سبيلِ الله".
وقال أيضًا
(6)
: "المُجَاهِدِ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ في الله"، كما قال
(7)
:
(1)
أخرجه أحمد (3/ 124، 153) والدارمي (2436) وأبو داود (2504) والنسائي (6/ 7، 51) عن أنس بن مالك.
(2)
البخاري (2839، 4423) ومسلم (1911) عن أنس بن مالك.
(3)
سورة النساء: 95.
(4)
أخرجه أحمد (4/ 143) وأبو داود (2936) والترمذي (645) وابن ماجه (1809) عن رافع بن خديج بلفظ: "العامل على
…
". قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
(5)
في الأصل: "الساعين".
(6)
أخرجه أحمد (6/ 21، 22) وابن ماجه (3934) عن فضالة بن عبيد.
(7)
ضمن الحديث السابق. وبعضه عند البخاري (10، 6484) عن عبد الله بن عمرو، وعند مسلم (41) عن جابر.