الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإن الله تعالى خص العرب ولسانهم بأحكام تميزوا بها، ثم خص قريشا على سائر العرب، بما جعل فيهم من خلافة النبوة، وغير ذلك من الخصائص.
ثم خص بني هاشم بتحريم الصدقة، واستحقاق قسط من الفيء، إلى غير ذلك من الخصائص، فأعطى الله سبحانه كل درجة من الفضل (1) بحسبها، والله عليم حكيم {اللَّهُ يَصْطَفِي (2) مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ} [الحج: 75] (3) و {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} [الأنعام: 124](4) " (5) .
وقد قال الناس في قوله: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} [الزخرف: 44](6) وفي قوله: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} [التوبة: 128](7) أشياء ليس (8) هذا موضعها.
[النهي عن بغض العرب]
ومن (9) الأحاديث التي تذكر في هذا (10) ما رويناه من طرق معروفة إلى محمد بن إسحاق (11) الصغاني (12) حدثنا عبد الله بن
(1) في (ب) : القبائل.
(2)
في (ج) : بدأ من قوله: "يصطفي".
(3)
سورة الحج: من الآية 75.
(4)
في (أ) : رسالاته، وهي قراءة الجمهور غير حفص وابن كثير. انظر: التبصرة في القراءات السبع لمكي بن أبي طالب، (ص 333) .
(5)
سورة الأنعام: من الآية 124.
(6)
سورة الزخرف: من الآية 44.
(7)
سورة التوبة: من الآية 128.
(8)
ليس: سقطت من (أ) .
(9)
في (أ) : كرر هذا السطر من قوله: (ومن) ، إلى (معروفة) .
(10)
في المطبوعة: هذا المعنى، أي بزيادة: المعنى.
(11)
في المطبوعة: الصنعاني، وهو تحريف.
(12)
هو: محمد بن إسحاق بن جعفر الصغاني، أبو بكر، نزل بغداد، وكان أحد الحفاظ الرحالين، من الثقات الأثبات المتقنين، أخرج له مسلم والأربعة، توفي سنة (280 هـ) .
انظر: تهذيب التهذيب (9 / 35، 36) ، (ت 47) .
بكر (1) السهمي (2) حدثنا يزيد بن عوانة (3) عن محمد بن ذكوان (4) - خال ولد (5) حماد بن زيد - (6) عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «إنا لقعود بفناء النبي صلى الله عليه وسلم إذ مرت بنا (7) امرأة، فقال بعض القوم: هذه ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال أبو سفيان: مثل محمد في بني هاشم، مثل الريحانة في وسط النتن، فانطلقت المرأة فأخبرت (8) النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب فقال: " ما بال أقوال تبلغني عن أقوام، إن الله خلق السموات سبعا فاختار العلى (9) منها، وأسكنها من شاء من خلقه، ثم خلق الخلق، فاختار
(1) في (ط) : ابن أبي بكر. والصحيح ما أثبته.
(2)
هو: عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي الباهلي، أبو وهب، البصري، نزيل بغداد، ثقة، حافظ، من الطبقة التاسعة، روى له أصحاب الكتب الستة، وتوفي سنة (208 هـ) .
انظر: تقريب التهذيب (1 / 404) ، (ت 210) .
(3)
هو: يزيد بن عوانة الكلبي، قال في لسان الميزان:"يزيد بن عوانة الكلبي عن محمد بن ذكوان، قال العقيلي: لا يتابع عليه"، وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وسكت عنه. انظر: لسان الميزان (6 / 292) ، (ت 1042) ؛ والجرح والتعديل (9 / 283) ، (ت 1196) .
(4)
هو: محمد بن ذكوان الأزدي الجهضمي - مولاهم - البصري، المعروف بـ: خال ولد حماد بن زيد، قال في التقريب:"ضعيف، من السابعة".
انظر: تقريب التهذيب (2 / 160) ، (ن 203) م.
(5)
ولد: سقطت من المطبوعة، فقال: خال حماد بن زيد. والصحيح ما أثبته.
انظر: المصدر السابق.
(6)
في (ط) : ابن يزيد والصحيح ما أثبته، وهو: حماد بن زيد بن درهم الأزدي الجهضمي، أبو إسماعيل، البصري، فقيه، ثقة، ثبت، أخرج له الستة، ومات سنة (179 هـ) وعمره (81) سنة. انظر: تقريب التهذيب (1 / 197) ، (ت 541) ح.
(7)
في (ط) : إذ مرت به.
(8)
في (أط) : فأخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
(9)
في المطبوعة: العليا.
من الخلق بني آدم، واختار من بني آدم العرب، واختار من العرب مضر، واختار من مضر قريشا، واختار من قريش بني هاشم، واختارني من بني هاشم، فأنا من خيار إلى خيار، فمن أحب العرب، فبحبي أحبهم، ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم» (1) .
وأيضا في المسألة (2) ما رواه الترمذي وغيره من حديث أبي بدر شجاع بن الوليد (3) عن قابوس بن أبي ظبيان (4) عن أبيه (5) عن سلمان رضي الله عنه. قال: قال لي (6) رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا سلمان لا تبغضني فتفارق
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك، كتاب معرفة الصحابة، ذكر فضائل القبائل، (4 / 73، 74) ، وهذا الحديث فيه محمد بن ذكوان، ضعيف، لكن الحديث يقوى بمجموع الشواهد التي ذكرها المؤلف.
(2)
في (أ) : المسلمة، وهو تحريف.
(3)
هو: شجاع بن الوليد بن قيس السكوني، أبو بدر، الكوفي، من الطبقة التاسعة، قال ابن حجر في التقريب:"صدوق، ورع، له أوهام"، وقد أخرج له أصحاب الكتب الستة وغيرهم، مات سنة (204 هـ) . انظر: تقريب التهذيب (1 / 347) ، (ت 24) ش.
(4)
في (ب) : طبيان، والصحيح ما أثبته. انظر: تهذيب التهذيب (7 / 305) ، (ت 553) .
هو: قابوس بن أبي ظبيان الجنبي الكوفي، ضعفه النسائي والدارقطني وابن حبان وابن سعد وغيرهم، وقال أحمد في رواية ابنه عبد الله عنه:"ليس بذاك، وقد روى عنه الناس"، وقال أبو حاتم:"يكتب حديثه ولا يحتج به"، وضعفه ابن معين مرة ووثقه أخرى. وقال ابن حجر في التقريب:"فيه لين، وهو من الطبقة السادسة".
انظر: لسان الميزان (7 / 337) ، (ت 4385) ق؛ ويحيى بن معين وكتابه التاريخ (2 / 479) ، حرف القاف، تحقيق د. أحمد نور سيف.
(5)
هو: حصين بن جندب بن الحارث بن وحش بن مالك الجنبي، أبو ظبيان، الكوفي، وثقه ابن معين والنسائي والعجلي والدارقطني وأبو زرعة وغيرهم، توفي سنة (90 هـ) .
انظر: تهذيب التهذيب (2 / 379، 380) ، (ت 654) ح.
(6)
لي: ساقطة من المطبوعة.
دينك " قلت: يا رسول الله، كيف أبغضك وبك هداني الله؟ قال: " تبغض العرب فتبغضني» .
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه (1) إلا من حديث أبي بدر شجاع بن الوليد (2) .
فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم: بغض العرب سببا لفراق الدين، وجعل بغضهم مقتضيا لبغضه.
ويشبه أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم خاطب بهذا سلمان - وهو سابق (3) الفرس ذو الفضائل المأثورة - تنبيها لغيره من سائر الفرس؛ لما علمه الله من أن الشيطان قد يدعو بعض (4) النفوس إلى شيء من هذا.
كما أنه صلى الله عليه وسلم لما قال: «يا فاطمة (5) بنت محمد، لا أغني عنك من الله شيئا،
(1) كذا في (أ) . وفي بقية النسخ: لا يعرف. وما أثبته أصح كما في الترمذي.
(2)
انظر: سنن الترمذي، كتاب المناقب، باب مناقب في فضل العرب، حديث رقم (3927) ، (5 / 723) . وأخرجه الحاكم في المستدرك، كتاب معرفة الصحابة، فضل كافة العرب (4 / 89)، وقال:"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". وقال الذهبي في التلخيص: " قلت: قابوس تكلم فيه ".
انظر: هامش المستدرك (4 / 89) .
(3)
أي أسبقهم إلى الإسلام فهو أول فارسي أسلم.
(4)
في (أ) : لبغض، وقد سقطت من المطبوعة.
(5)
هي: فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وزوج علي بن أبي طالب وأم الحسن والحسين سبطي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وتلقب بفاطمة الزهراء، وهي أصغر بنات رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، تزوجها علي رضي الله عنهما سنة ثنتين من الهجرة، وهي من الأربع سيدات نساء الجنة: فاطمة وخديجة ومريم وآسية، وتوفيت رضي الله عنها في شهر رمضان سنة (11 هـ) .
انظر: الإصابة (4 / 377 - 380) ، (ت 830) .
يا عباس عم رسول الله، لا أغني عنك من الله شيئا، يا صفية (1) عمة رسول الله، لا أغني عنك من الله شيئا، سلوني من مالي ما شئتم» (2) كان في هذا تنبيه لمن انتسب لهؤلاء الثلاثة أن لا يغتروا (3) بالنسب ويتركوا (4) الكلم الطيب والعمل الصالح.
وهذا دليل على أن بغض جنس العرب، ومعاداتهم: كفر أو سبب للكفر، ومقتضاه: أنهم أفضل من غيرهم، وأن محبتهم سبب قوة الإيمان؛ لأنه لو كان تحريم بغضهم كتحريم بغض سائر الطوائف، لم يكن سببا لفراق الدين، ولا لبغض (5) الرسول، بل كان يكون نوع عدوان، فلما جعله سببا لفراق الدين وبغض الرسول دل على أن بغضهم أعظم من بغض غيرهم، وذلك (6) دليل على أنهم أفضل؛ لأن الحب والبغض يتبع (7) الفضل، فمن كان بغضه أعظم، دل على أنه أفضل، ودل حينئذ على أن محبته دين؛ لأجل ما فيه من زيادة الفضل،
(1) هي: صفية بنت عبد المطلب بن هاشم القرشية، عمة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ووالدة الزبير بن العوام، وشقيقة حمزة بن عبد المطلب، أسلمت وعاشت إلى خلافة عمر.
انظر: الإصابة (4 / 348، 349) ، (ت 654) .
(2)
انظر: صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب قوله تعالى: / 30 وأنذر عشيرتك الأقربين / 30، حديث رقم (205، 206) بألفاظ تختلف قليلا عن سياق المؤلف هنا (1 / 192، 193) ، وانظر سنن الترمذي، كتاب الزهد، باب ما جاء في إنذار النبي صلى الله عليه وآله وسلم قومه، حديث رقم (2310) ، (4 / 554، 555) وفي سياقه اختلاف يسير.
(3)
في (أ) : تغتروا.
(4)
في (أ) : تتركوا.
(5)
من هنا حتى قوله: دل على أن بغضهم، (سطر تقريبا) ساقطة (أ) .
(6)
في (ط) : ودل دليل.
(7)
في (ط) : تبع.
ولأن ذلك ضد البغض، ومن كان بغضه سببا للعذاب بخصوصه، كان حبه سببا للثواب، وذلك دليل على الفضل.
وقد جاء ذلك مصرحا به في حديث آخر، رواه أبو طاهر السلفي (1) في فضل العرب، من حديث أبي بكر بن أبي داود (2) حدثنا عيسى (3) بن حماد زغبة، حدثنا علي بن الحسن الشامي (4) حدثنا خليد بن دعلج (5) عن
(1) هو: أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سلفة الأصبهاني، أحد الحفاظ المكثرين، شافعي المذهب، ولد سنة (472 هـ) ، وتوفي سنة (576 هـ) بالإسكندرية.
انظر: وفيات الأعيان (1 / 105، 107) ، (ت 44) ؛ واللباب في تهذيب الأنساب (2 / 126) .
(2)
هو: عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني، الحافظ الثقة، صاحب المصنفات، وهو ابن أبي داود صاحب السنن، قال الدارقطني: ثقة إلا أنه كثير الخطأ في الكلام على الحديث، وتكلم فيه أبوه، وقال الخليلي: حافظ، إمام وقته، عالم متفق عليه، توفي سنة (316 هـ) ، وكانت ولادته سنة (235) .
انظر: لسان الميزان (3 / 293- 297) ، (ت 1238) ع.
(3)
هو: عيسى بن حماد بن مسلم بن عبد الله التجيبي، أبو موسى، المصري، الملقب بزغبة - وقيل: هذا لقب أبيه- وثقه النسائي وأبو حاتم والدارقطني، وذكره ابن حبان في الثقات، أخرج له مسلم في صحيحه، وأبو داود وغيرهما، توفي سنة (248 هـ) وعمره (90) سنة.
انظر: تهذيب التهذيب (8 / 209، 210) ، (ت 386) ع.
(4)
قال فيه ابن حبان: لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب، وضعفه الدارقطني، بل كذبه مرة أخرى، وكذلك الحاكم وسائر النقاد.
انظر: لسان الميزان (4 / 212- 214) ، (ت 562) ع.
(5)
هو: خليد بن دعلج السدوسي البصري، ضعفه أحمد وابن معين وغيرهما، مات سنة (166 هـ) .
انظر: تهذيب التهذيب (3 / 158- 159) ، (ت 301) ح.
يونس بن عبيد (1) عن الحسن، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حب أبي بكر وعمر من الإيمان، وبغضهما من الكفر، وحب العرب من الإيمان، وبغضهم من الكفر» (2) .
وقد احتج حرب الكرماني وغيره بهذا الحديث، وذكروا لفظه:«حب العرب إيمان، وبغضهم نفاق وكفر» (3) .
وهذا الإسناد وحده فيه نظر، لكن لعله روي من وجه آخر، وإنما كتبته لموافقته معنى حديث سلمان، فإنه قد صرح في حديث سلمان: بأن بغضهم نوع كفر، ومقتضى ذلك: أن حبهم نوع إيمان، فكان هذا موافقا له.
وكذلك قد رويت أحاديث، النكرة ظاهرة عليها، مثل ما رواه الترمذي من حديث حصين (4) بن عمر، عن مخارق بن
(1) هو: يونس بن عبيد بن دينار العبدي، مولاهم، البصري، قال ابن سعد:"وكان ثقة كثير الحديث"، وكذلك وثقه سائر الأئمة كابن معين وابن المديني وأحمد والنسائي وغيرهم، توفي سنة (140 هـ) . انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (7 / 260) ؛ وتهذيب التهذيب (11 / 442- 445) ، (ت 855) ي.
(2)
ذكره السيوطي في الجامع الصغير وفيه زيادة عن حب الأنصار، وسب الصحابة، عن ابن عساكر، وقال السيوطي:"حديث ضعيف".
انظر: الجامع الصغير (1 / 567) ، حديث رقم (3668) .
(3)
وكفر: ساقطة من (أ) .
رواه الحاكم في مستدركه (4 / 87) إلا أنه هنا زاد: وكفر، وليست في المستدرك، وقد تكلم المؤلف في إسناده.
(4)
هو: حصين بن عمر الأحمسي الكوفي، قال ابن حجر في التقريب:"متروك "، وقال البخاري فيما ذكره عنه ابن حجر في التقريب:"منكر الحديث"، وضعفه أحمد، وكذا سائر الأئمة، كما أشار المؤلف هنا، وهو من الطبقة الثامنة، مات ما بين:(180- 190 هـ) . انظر: تقريب التهذيب (1 / 183) ، (ت 414) ؛ وتهذيب التهذيب (2 / 385، 386) ، (ت 668) ح.
عبد الله (1) عن طارق بن شهاب (2) عن عثمان بن عفان (3) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من غش العرب لم يدخل في شفاعتي، ولم تنله مودتي» (4) قال الترمذي: " هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حصين بن عمر الأحمسي، عن مخارق. وليس حصين عند أهل الحديث بذاك القوي "(5) .
قلت: هذا الحديث معناه قريب من معنى حديث سلمان، فإن الغش للنوع لا يكون مع محبتهم، بل لا يكون إلا مع استخفاف (6) أو مع بغض (7) فليس معناه بعيدا، لكن حصين هذا الذي رواه، قد أنكر أكثر الحفاظ أحاديثه،
(1) هو: مخارق بن عبد الله - وقيل: ابن خليفة - الأحمسي الكوفي، أبو سعيد، ثقة، أخرج له البخاري في صحيحه والنسائي والترمذي وغيرهم، وهو من الطبقة الثالثة.
انظر: خلاصة التذهيب (ص 371) ؛ وتقريب التهذيب (2 / 433) ، (ت 965) م.
(2)
هو: طارق بن شهاب بن عبد شمس بن هلال، البجلي الأحمسي، أبو عبد الله، الكوفي، رأى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وروى عنه مرسلا، وقيل: ليست له صحبة، ووثقه ابن معين والعجلي وغيرهما، مات سنة (82 هـ) .
انظر: تقريب التهذيب (5 / 3، 4) ، (ت 5) ط؛ والطبقات الكبرى لابن سعد (6 / 66) .
في (ب) : ابن شهان. والصحيح بالباء.
(3)
ابن عفان: سقطت من (ب ج د) .
(4)
انظر: سنن الترمذي، كتاب المناقب، باب مناقب في فضل العرب، حديث رقم (3928) ، (5 / 724) ، وذكره عبد الله ابن الإمام أحمد في المسند (1 / 72)، وجادة قال:"وجدت في كتاب أبي. . إلخ"، وذكره السيوطي في الجامع الصغير وقال:"حديث ضعيف" الجامع الصغير (2 / 626) ، حديث رقم (8880) .
(5)
نفس المصدر السابق.
(6)
في (د) : استحقاف، وهو تصحيف.
(7)
في المطبوعة: استخفاف بهم، وبغض لهم.
قال يحيى بن معين: " ليس بشيء "(1) وقال ابن المديني: " ليس بالقوي، روى عن مخارق عن طارق أحاديث منكرة "(2) وقال البخاري وأبو زرعة: " منكر الحديث "(3) وقال يعقوب بن شيبة (4)" ضعيف جدا، ومنهم من يجاوز به الضعف إلى الكذب "(5) وقال ابن عدي (6)" عامة أحاديثه معاضيل، ينفرد عن كل من روى عنه "(7) .
قلت: ولذلك لم يحدث أحمد ابنه بهذا الحديث، في الحديث المسند، فإنه قد كان كتبه عن محمد بن بشر (8) عن عبد الله بن عبد الله بن
(1) انظر: تهذيب التهذيب (2 / 385 - 386) .
(2)
انظر: تهذيب التهذيب (2 / 385 - 386) .
(3)
انظر: تهذيب التهذيب (2 / 385 - 386) .
(4)
هو: يعقوب بن شيبة بن الصلت بن عصفور، أبو يوسف، السدوسي بالولاء، البصري، نزيل بغداد، أحد الأئمة الأعلام، وصاحب المسند المعلل "المسند الكبير"، وكان ثقة صدوقا، توفي سنة (262) ، وكانت ولادته سنة (182) .
انظر: شذرات الذهب (2 / 146) ؛ والأعلام للزركلي (8 / 199) .
(5)
انظر: تهذيب التهذيب (5 / 385)، وقد ذكر ابن حجر أن الذي قال هذا: يعقوب بن سفيان.
(6)
هو: عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد بن مبارك بن القطان الجرجاني، أبو أحمد، أحد أئمة الحديث ورجاله، صنف "الكامل في معرفة الضعفاء والمتروكين" وغيره، ولد سنة (277)، توفي سنة (365) . انظر: الأعلام للزركلي (4 / 103) ؛ وتذكرة الحفاظ (2 / 940) ، (ت 893) .
(7)
انظر: تهذيب التهذيب (2 / 385) .
(8)
في (أ) : بن بسر. والصحيح ما أثبته. انظر: ترجمته التالية.
هو: محمد بن بشر العبدي الكوفي، أبو عبد الله، عالم حافظ ثقة، أخرج له الستة، ويعد من الطبقة التاسعة، توفي سنة (203 هـ) .
انظر: تقريب التهذيب (2 / 147) ، (ت 73) ، وشذرات الذهب (2 / 7) .
الأسود (1) عن حصين - كما رواه الترمذي - فلم يحدثه به، وإنما رواه عبد الله (2) عنه في المسند، وجادة (3) قال:" وجدت في كتاب أبي، حدثنا محمد بن بشر. . . وذكره. . . "(4) .
وكان أحمد رحمه الله (5) - على ما تدل (6) عليه طريقته في المسند - إذا رأى أن الحديث موضوع، أو قريب من الموضوع (7) لم يحدث به، ولذلك (8) ضرب على أحاديث رجال فلم يحدث بها في المسند؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«من حدث عني بحديث وهو يرى أنه كذب: فهو أحد الكاذبين» (9) .
(1) هو: عبد الله بن عبد الله بن الأسود الحارثي الكوفي، أبو عبد الرحمن، قال ابن حجر في التقريب:"صدوق"، وقال أبو حاتم:"ومحله الصدق"، من الطبقة التاسعة.
انظر: الجرح والتعديل (5 / 92، 93) ، (ت 424) ؛ وتقريب التهذيب (1 / 426) ، (ت 405) .
(2)
أي: عبد الله بن الإمام أحمد، مرت ترجمته. انظر: فهرس الأعلام.
(3)
الوجادة: هي أن يقف على أحاديث بخط راويها لا يرويها الواجد، وهو من باب المنقطع وفيه شوب اتصال. انظر: تدريب الراوي للسيوطي (2 / 61) .
(4)
مسند أحمد (1 / 72) .
(5)
في (أ) : رضي الله عنه.
(6)
في (ب ج د) : يدل.
(7)
في (أ) زاد هنا: أو قريب. ولا معنى لها. فلعلها تكرار من الناسخ.
(8)
في (أ) : وكذلك.
(9)
أخرجه مسلم في صحيحه، المقدمة، باب وجوب الرواية عن الثقات وترك الكذابين، والتحذير من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم (1 / 9) معلقا وموصولا. وأخرجه الترمذي في كتاب العلم، باب ما جاء فيمن روى حديثا وهو يرى أنه كذب، حديث رقم (2662) عن المغيرة بن شعبة، وقال الترمذي:"هذا حديث حسن صحيح"، وقال:"وفي الباب عن علي بن أبي طالب وسمرة"(5 / 36) . وابن ماجه في المقدمة، باب من حدث عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حديثا وهو يرى أنه كذب، حديث رقم (38، 39، 40، 41) .
وكذلك روى عبد الله بن أحمد في مسند أبيه، حدثنا إسماعيل أبو (1) معمر (2) حدثنا إسماعيل بن عياش، عن زيد بن جبيرة (3) عن داود بن حصين، عن عبيد الله بن أبي رافع (4) عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يبغض العرب إلا منافق» (5) وزيد بن جبيرة عندهم منكر الحديث، وهو مدني، ورواية إسماعيل بن عياش عن غير الشاميين مضطربة.
وكذلك (6) روى أبو جعفر محمد بن عبد الله الحافظ الكوفي المعروف
(1) في (أب) : ابن معمر، وفي (ط) : أبو عمرو، والصحيح أبو معمر، كما هو في (ج د) .
(2)
هو إسماعيل بن إبراهيم بن معمر بن الحسن الهذلي، أبو معمر، القطيعي الهروي، قال ابن سعد في الطبقات:"صاحب سنة وفضل وخير، وهو ثقة ثبت"، ووثقه ابن معين وغيره. وقد روى له البخاري ومسلم والنسائي وغيرهم، مات سنة (236 هـ) .
انظر: تهذيب التهذيب (1 / 273 - 274) ، (ت 511) أ؛ والطبقات الكبرى لابن سعد (7 / 359) .
(3)
هو: زيد بن جبيرة بن محمود بن أبي جبيرة بن الضحاك الأنصاري، أبو جبيرة، المدني، من الطبقة السابعة، قال في التقريب: متروك. وقال يحيى بن معين: لا شيء، وقال في الجرح والتعديل: حدثنا عبد الرحمن قال: سمعت أبي يقول: زيد بن جبيرة ضعيف الحديث، منكر الحديث جدا، متروك الحديث، لا يكتب حديثه.
انظر: تقريب التهذيب (1 / 273)، (ت 166) ز. وانظر: الجرح والتعديل للرازي (3 / 559) ، (ت 2528) .
(4)
هو: ابن مولى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: عبيد الله بن أبي رافع المدني، ثقة، أخرج له الستة وغيرهم، وهو كاتب علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
انظر: تقريب التهذيب (1 / 532) ، (ت 1441) ع.
(5)
مسند الإمام أحمد (1 / 81) ، وفي إسناده زيد بن جبيرة، وقد مر كلام أئمة الجرح والتعديل فيه آنفا، وذكر المؤلف أيضا أنه منكر الحديث.
(6)
في (ب) : ولذلك.
بمطين (1) حدثنا (2) العلاء بن عمرو الحنفي (3) حدثنا (4) يحيى بن يزيد الأشعري (5) حدثنا (6) ابن جريج (7) عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحبوا العرب لثلاث: لأني عربي، والقرآن عربي، ولسان أهل الجنة عربي» (8) .
(1) هو: محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي الحافظ، محدث الكوفة، قال ابن حجر في لسان الميزان:"قلت: مطين، وثقه الناس"، ومطين لقبه.
انظر: لسان الميزان (5 / 233) ، 234) ، (ت 815) .
(2)
في (أ) : أنبأنا.
(3)
هو: العلاء بن عمرو الحنفي، الكوفي، قال في لسان الميزان:"متروك"، وضعفه النسائي وغيره، وقال ابن حبان:"لا يجوز الاحتجاج به بحال".
انظر: لسان الميزان (4 / 185، 186) ، (ت 486) .
(4)
في (ج د) : العلاء بن عمرو الحنفي بن يزيد الأشعري، وهو خلط من النساخ.
(5)
لعله: يحيى بن يزيد الجزري، أبو شيبة، الرهاوي، قال البخاري: لم يصح حديثه، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن أبي حاتم: ليس به بأس.
انظر: الجرح والتعديل (9 / 198)، (ت 826) . وانظر: تهذيب التهذيب (11 / 302، 303) ، (ت 584) .
(6)
في (أ) : أنبأنا.
(7)
هو: عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي. مرت ترجمته. انظر: فهرس الأعلام.
(8)
الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك من طريقين: أحدهما عن يحيى بن يزيد عن ابن جريج، والثاني عن محمد بن الفضل، عن ابن جريج، وقال الحاكم:"حديث يحيى بن يزيد حديث صحيح، وإنما ذكرت حديث محمد بن الفضل متابعا له"، لكن تعقبه الذهبي فقال:"قلت: بل يحيى ضعفه أحمد وغيره، وهو من رواية العلاء بن عمرو الحنفي، وليس بعمدة، وأما أبو الفضل فمتهم، وأظن الحديث موضوعا".
راجع: المستدرك وبهامشه التلخيص (4 / 87) ، وأورده السيوطي في الجامع الصغير، وقال:"حديث صحيح".
الجامع الصغير (1 / 40) ، حديث رقم (225)، لكن أكثر الأئمة طعنوا في هذا الحديث بأنه منكر لا أصل له. انظر: لسان الميزان (4 / 185، 186) .
وقال في اللآلئ المصنوعة: قال العقيلي: "منكر، لا أصل له". اللآلئ المصنوعة (1 / 442) ، الطبعة الأولى. والمؤلف ذكر هنا ما يفيد أن الحديث لا أصل له.
قال الحافظ السلفي: " هذا حديث حسن ".
فما أدري: أراد حسن إسناده على طريقة المحدثين، أو حسن متنه على الاصطلاح العام؟
وأبو الفرج بن الجوزي (1) ذكر هذا الحديث في الموضوعات، وقال: قال العقيلي (2)" لا أصل له "(3) وقال ابن حبان: " يحيى بن يزيد (4) يروي المقلوبات عن الأثبات فبطل الاحتجاج به "(5) والله أعلم.
وأيضا في المسألة: ما روى أبو بكر البزار (6) حدثنا إبراهيم بن سعيد
(1) هو الإمام: عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي القرشي، يرجع نسبه إلى أبي بكر الصديق، عالم في الحديث والتفسير والتاريخ وغيرها، ومن الوعاظ المشاهير، ومؤلف مكثر. من أشهر مؤلفاته: زاد المسير في علم التفسير، والمنتظم في التاريخ، والموضوعات في الحديث، وتلبيس إبليس في الوعظ. . إلخ.
توفي سنة (597 هـ)، وكانت ولادته سنة (508 هـ) . انظر: وفيات الأعيان لابن خلكان (3 / 140 - 142) ، (ت 370) ؛ والأعلام للزركلي (3 / 316، 317) .
(2)
في المطبوعة قال: الثعلبي، والصحيح: العقيلي، كما هو مثبت.
هو: محمد بن عمرو بن موسى بن حماد العقيلي، صاحب كتاب "الضعفاء الكبير"، إمام عالم، جليل القدر، كثير التصانيف، حافظ، ثقة، توفي سنة (322 هـ) .
انظر: تذكرة الحفاظ (2 / 833) ، (ت 814) .
(3)
انظر: اللآلئ المصنوعة (1 / 230) .
(4)
في (أ) : زيد، ويزيد أصح.
(5)
انظر: تهذيب التهذيب (11 / 303) .
(6)
هو: أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، أبو بكر، البزار، صاحب المسند الكبير، قال ابن حجر في لسان الميزان:"صدوق مشهور"، وذكر أن الحاكم قال عنه:"يخطئ في الإسناد والمتن " وكذلك قال الدارقطني مثله، وهو من الحفاظ للحديث توفي سنة (292 هـ) .
انظر: لسان الميزان (1 / 237 - 238) ، (ت 750) .
الجوهري (1) حدثنا أبو أحمد (2) حدثنا عبد الجبار بن العباس (3) وكان رجلا من أهل الكوفة، يميل إلى الشيعة، وهو صحيح الحديث مستقيمه، وهذا - والله أعلم - كلام البزار، عن أبي إسحاق، عن أوس بن ضمعج (4) قال: قال سلمان: " نفضلكم يا معاشر العرب لتفضيل رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم، لا ننكح نساءكم، ولا نؤمكم في الصلاة ".
وهذا إسناد جيد، وأبو أحمد هو - والله أعلم - محمد بن عبد الله الزبيري (5) من أعيان العلماء الثقات، وقد أثنى
(1) هو إبراهيم بن سعيد الجوهري الطبري، أبو إسحاق، نزيل بغداد، من الثقات الحفاظ، روى له الجماعة سوى البخاري، مات سنة (249 هـ) .
انظر: خلاصة التذهيب (ص 17) . وتقريب التهذيب (1 / 35) ، (ت 204) أ.
(2)
هو: محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمرو بن درهم الأسدي، أبو أحمد، الزبيري، الكوفي من الحفاظ الثقات، قال ابن حجر في التقريب:"ثقة ثبت إلا أنه قد يخطئ في حديث الثوري". أخرج له الستة، توفي سنة (203 هـ)، قال فيه ابن سعد:"وكان صدوقا كثير الحديث".
انظر: تقريب التهذيب (2 / 176) ، (ت 377) م؛ وطبقات ابن سعد (6 / 402) .
(3)
هو: عبد الجبار بن العباس الشبامي الهمداني الكوفي، متشيع، ذكر ابن حجر عن أحمد وابن معين وأبي داود أنهم قالوا: لا بأس به، ووثقه أبو حاتم.
انظر: تهذيب التهذيب (6 / 102، 103) ، (ت 207) ع.
(4)
هو: أوس بن ضمعج الكوفي الحضرمي، ويقال: النخعي، من كبار التابعين، مخضرم، قال العجلي: كوفي تابعي ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات.
انظر: تهذيب التهذيب (1 / 383) ، (ت 701) .
(5)
في (ط) : الدوسري، والصحيح ما أثبته. وقد ترجمت له قبل قليل.
عليه (1) شيخه، والجوهري وأبو إسحاق السبيعي أشهر من أن يثنى عليهما، وأوس بن ضمعج ثقة روى له مسلم.
وقد أخبر سلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل العرب، فإما إنشاء وإما إخبارا، فإنشاؤه صلى الله عليه وسلم: حكم لازم، وخبره: حديث صادق.
وتمام الحديث قد روي عن سلمان من غير هذا الوجه، رواه الثوري عن أبي إسحاق، عن أبي ليلى الكندي (2) عن سلمان الفارسي أنه قال:" فضلتمونا يا معاشر (3) العرب باثنتين، لا نؤمكم (4) ولا ننكح نساءكم " رواه محمد بن أبي عمر العدني (5) وسعيد (6) في سننه، وغيرهما.
وهذا مما احتج به أكثر الفقهاء الذين جعلوا العربية من الكفاءة بالنسبة إلى العجمي، واحتج به أحمد في إحدى الروايتين على أن الكفاءة ليست حقا لواحد معين، بل هي من الحقوق المطلقة في النكاح، حتى إنه يفرق بينهما عند عدمها.
(1) في (ط) : وقد أثنى على شيخه، وهذا بعيد.
(2)
قيل: اسمه سلمة بن معاوية، وقيل: معاوية بن سلمة، وقيل: غير ذلك، وإنما اشتهر بأبي ليلى الكندي، الكوفي، قال ابن حجر في التقريب:"ثقة، من الثانية".
انظر: تقريب التهذيب (2 / 467) ، (ت 7) ل من الكنى.
(3)
في (ط) : يا معشر.
(4)
في المطبوعة زاد: في الصلاة.
(5)
هو: محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، نزيل مكة، ذكر ابن أبي حاتم عن أبيه قوله فيه:"كان رجلا صالحا وكان به غفلة"، إلى أن قال:"وهو صدوق"، وذكره ابن حبان في الثقات، وكان لازم ابن عيينة وصنف المسند، أخرج له مسلم والنسائي وغيرهما، توفي سنة (243 هـ) . انظر: الجرح والتعديل (8 / 124 - 125)، (ت 560) . وانظر: شذرات الذهب (2 / 104) . وانظر: تهذيب التهذيب (9 / 518 - 520) ، (ت 847) .
(6)
هو ابن منصور.
واحتج أصحاب الشافعي وأحمد بهذا على أن الشرف مما يستحق به التقديم في الصلاة.
ومثل ذلك ما رواه محمد بن أبي عمر العدني (1) حدثنا سعيد بن عبيد (2) أنبأنا علي بن ربيعة (3) عن ربيع بن فضلة (4) أنه خرج في اثني عشر راكبا كلهم قد صحب محمدا صلى الله عليه وسلم غيرة، وفيهم سلمان الفارسي، وهم في سفر، فحضرت الصلاة، فتدافع القوم، أيهم يصلي بهم، فصلى بهم رجل منهم أربعا، فلما انصرف قال سلمان: ما هذا؟ ما هذا؟ مرارا، نصف المربوعة - قال مروان (5) يعني نصف الأربع - نحن إلى التخفيف أفقر، فقال له القوم:" صل بنا يا أبا عبد الله؛ أنت أحقنا بذلك، فقال: لا، أنتم بنو إسماعيل الأئمة، ونحن الوزراء ".
وفي المسألة آثار غير ما ذكرته، في بعضها نظر، وبعضها موضوع، وأيضا فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما وضع ديوان العطاء، كتب الناس على قدر أنسابهم فبدأ بأقربهم فأقربهم نسبا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انقضت العرب ذكر العجم، هكذا كان الديوان على عهد الخلفاء الراشدين، وسائر الخلفاء من بني أمية وولد العباس، إلى أن تغير الأمر بعد ذلك.
(1) في المطبوعة قال: حدثنا.
(2)
هو: سعيد بن عبيد الطائي، الكوفي، أبو هذيل، ثقة، أخرج له البخاري ومسلم وغيرهما، من الطبقة السادسة. انظر: تهذيب التهذيب (4 / 62) ، (ت 106) س؛ وتقريب التهذيب (1 / 301) ، (ت 222) س.
(3)
هو: علي بن ربيعة بن نضلة الوالبي الكوفي، أبو المغيرة، قال ابن حجر:"ثقة، من كبار الثالثة" أخرج له الستة وغيرهم.
انظر: تقريب التهذيب (2 / 37) ، (ت 340) ع.
(4)
لم أجده في المصادر التي اطلعت عليها.
(5)
لم أجد ما يشير إلى من هو مروان هذا.
في المطبوعة زاد: (جمع) .