الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(شكر وتقدير)
وقد نجز كتبي، وتخريجي للأحاديث الواردة في فضائل الصحابة - رضى الله عنهم - في كتب نطاق البحث، وشواهد الأحاديث الضعيفة منها، بعد خوضي للجتها الغامرة، واقتحامي لبحرها الزاخر، وتسورى لحوائطها العالية، مع ثقل الأمانة، وحزونة المسلك، وطول الكد، وصعوبة الجد، وشدة الاستمرار عليه، وإعرابي عن دواعي اختيار الكتابة في هذا الباب، وشرحي لخطته ومنهجه العلميين، ومن ثمَّ إيداع ذلك كله هذه البحث المبارك، وإعداده للطباعة، وما صاحب ذلك من قصور باعي، وقلة اطلاعى: أحمد الله ربي - جل وعلا - أن انتظم لي أمره، واستتب لي تدبيره، وأن وفقني للعمل بما رسمت، وللبناء على ما أسست حمدًا كثيرًا يرضيه، المتفضل عليّ بعبادته، وأثني عليه ثناءً يليق بحلاله، وعظيم سلطانه، طيبًا مباركًا، تختال بذكره أعطاف المؤلفات والدفاتر، وتتعطر به أقلام المصنفين والمحابر، فهو الإله المستحق للعبادة، وله خالص الثناء والشكر، لا شريك له.
ثم أشكر من وصى الله بهما، وقرن في الأمر بشكره الأمر بشكرهما: والديّ - الكريمين - حفظهما الله، وأطال عمريهما، وأصلح عمليهما، وأسبغ عليهما رداء الصحة، وثوب السعادة، وأتمّ عليهما الفواضل والنعم، وأدام عليهما المواهب والقوى، ووصل سوالفها بعواطفها، وهيأ لي أسباب برهما، وأبواب الإحسان إليهما؛ إنه أكرم مسؤول.
وأتقدم شاكرًا، ومقدرًا إلى كل مَن حضّني وآزرني على الكتابة في هذا الموضوع القيّم، أو أعارني كتبًا ومؤلفات، أو أسدى إليّ توجيهات وإرشادات، كان لها في نفسى تأثر، وموقعها في البحث أثير، حتى راقت نضارته، وسطع نوره.
وفي مقدّمتهم: المشرف، وسائر أعضاء لجنة مناقشة البحث. وأعضاء لجنة تقويمه
…
مقدّرًا جهودهم المباركة في دراسته وتمحيصه، وما أنفقوه من أوقاتهم الثمينة في مطالعته وتقليبه؛ سدًا للخلل، وإكمالًا للعمل، وتعاونًا على البر والتقوى.
وأسأل ربي الكريم أن يجزيهم خيرًا، وأن يرفع درجاتهم في أعلى الجنات، وأن يصل أيامهم بأكمل السعادات، وأجمل البركات، وأن يُعمَّر بطيب ذكرهم المجامع والمحافل، ويعطّ بأنبائهم المكاوم والفضائل.
كما أتقدم بشكري - أيضًا - إلى مشايخي، وزملائي في كلية الحديث الشريف وفي غيرها؛ وإخواتي، وزوجتي أم عبد الله، وغيرهم ممن أعارني كتابًا، أو ساعد في مقابلة على الأصل المكتوب بخط يدي. وأسأل الله - الكريم - أن يجزي الجميع عني خير الجزاء وأتّمه، وأن يحسن إليهم غاية الإحسان وأسبغه، وأن يزيدهم من إنعامه وإكرامه وأن يمدهم من بره وإحسانه؛ على ما أرشدوا ونصحوا، وساعدوا وعضدوا.
وأتقدم بشكري - أيضًا - إلى حكومة خادم الحرمين الشريفين لخدمتها المتواصلة للإسلام والمُسلِمين، ومن ذلك إنشاؤهم لهذه الجامعة الإسلامية، ورعايتهم لشؤونها. وإلى من نهضوا، وينهضون بخدمتها، فجعلوا منها منار
علم وهدى، وسبيل رشد وتقى، تدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنى، على منهج السلف الصالح أصحاب الاتباع والنُهى.
هذا، وإني لأعلم أن من ألف فقد استهدف، وقد جعلت بحثي هذا بإزاء عيون الناظرين، وبين أيديهم، وأنا لا أجهل قدرى، وأعلمهم بمقدار وزني، وأخبرهم بقلة علمي، وأعرف أنه لا يمكن أن أجمع أحاديث هذا الباب العظيم، وأدرسها، وأحكم عليها في بحث مثل هذا مع ما يصاحب كتابته من ظروف، وأوضاع، وأكون من النقد سالمًا، ومن الاستدراك بارئًا، ومن الاعتراض محترسًا، وإن اعتنيت، واجتهدت، وأنّ عليّ ضره وغرمه، ولمطالعه نفعه وغُنمه، وهو مكفي الجهد والمؤونة، وعن ذلك كله مبتعدًا ومحتجزا
…
فلا يتعحب الناظر في بحثي هذا، لما فيه من وهمي وسهوي؛ فإنهما لا يسلم منهما أحد، ولا يستنكفهما بشر؛ لأن الضعف صفة من صفات بي آدم، ونعت من نعوتهم، وقد أبى الله - جل وعلا - أن يكون كتابًا صحيحًا غير كتابه
…
(1)
(2)
. قال ابن رجب
(3)
رحمه الله: (يأبى الله العصمة لكتاب غير
(1)
الآيتان: (41 - 42)، من سورة: فصلت.
(2)
الآية: (82)، من سورة: النساء.
(3)
القواعد الفقهية (ص/ 3).
كتابه. والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير من صوابه) اهـ.
ورحم الله القائل:
فالناس لم يصنفوا في العلم
…
لكي يصيروا هدفا للذّم
وأنا أعتذر للناظر في هذا البحث - مسبقًا - من الخلل الذي قد يقع عليه ناظراه، وحسبي أني أفرغت قصارى جهدي، وتوخيت إصابة الحق بكل طاقتي، واستنفذت غاية قدرتي ووسعي، ولا تعمدت نبوة أو هفوة، ولا أردت هوى أو ملت إليه، وحرصت وحاولت جُهد استطاعتي أن أعده، وأرتبه على أبرع سياق، وأبدع اتساق؛ ليظهر في أتم صورة، وأبهى حلية؛ نصحًا لله، ولرسوله صلى الله عليه وسلم، مع طول المادة العلمية فيه، وقلة في الوقت، ونزرة في العلم، وما صاحب هذا كله من كثرة الصوارف والشواغل، وعدم خلو البال. فإن وفقت فمن الله - وحده - الكريم الجواد، الموفق لسبيل الرشد والسداد، وله الفضل والمنة، وله حق النعم، ومفترض الآلاء. وإن اجتهدت فنبا فهمي، أو سها قلبي، أو زلّ قلمي، أو قصّرت عن التعبير عما في نفسي، فأستغفر الله منه، وأسأله الصفح والتحاوز عنه، والثواب عليه؛ إنه بر رحيم، وهو الموفق للصواب، وإليه المرجع والمآب.
وفي الختام: أتضرع إلى الله سبحانه وتعالى، وأتوسل إليه بأسمائه الحسنى، وصفاته العليا، وبحبي له، وبحبي لرسوله صلى الله عليه وسلم،
ولأصحاب رسوله صلى الله عليه وسلم أن يجعلي وذريتي من المسلمين له، وأن يتقبل مني عملي هذا؛ إنه هو السميع العليم، وأن يجعله لوجهه خالصًا، ولمرضاته موجبًا، ولجنته سببًا، محصلًا به من خيراتها مرامًا وافرًا وأربًا، وأن يجعل منه للعقيدة مؤيدًا وناصرًا، موملًا أن يكون لمعلمة واسعة في الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة - رضى الله عنهم - بناء متينًا وهيكلًا، وأن لا تلحقني تبعة منه، ولا مضرة، وأن أكون بتأليفي له غانمًا غير خائب، وسالمًا غير غارم، وأن يجعل نفعه نفعًا متعديًا لا حد له. وأسأله - تعالى - أن ينفعني به في الدنيا والآخرة، ووالديّ، وقرابتي، ومَن أشرف على كتابته، وكل من قرأه ونظره وطالعه، ومَن استفاد منه، ومَن نبّه على ملحوظة فيه، من كل عالم راغب، أو متعلم طالب. كما أسأله أن يصلح العمل، وأن يتجاوز عن الزلل، وأن يحسن المآل والعاقبة؛ إنه هو الجواد الكريم، الرؤوف الحليم، {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)}
(1)
(2)
وصلى الله، وسلم على نبينا محمد، وعلى آله، وعلى أصحابه، وآخر دعواي: أن الحمد لله ربِّ العالمين.
(1)
من الآية: (19)، من سورة: النمل.
(2)
من الآية: (15)، من سورة: الأحقاف.
قيّدهُ العبدُ الفقيرُ إلى الله د. سُعُودُ بن عِيْدِ بنِ عُمَيْرٍ الجَربُوعِيّ الصَّاعِديّ
عضو هيئة التّدريس في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة
لطف الله به وحماه، وأعلى منزلته في دار رضاه
فارغًا منه مع بزوغ فجر يوم عيد الفطر المبارك، سنة: اثنتين وعشرين وأربع مئة بعد الألف من الهجرة المباركة
- أحسن الله خاتمتها -
(1)
بطيبة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم حماها الله، وشرفها، وزادها تعظيمًا، وتكريمًا
(1)
ورحم الله القائل في تأريخ إنجازي للكتاب على حساب الجُمَل:
إذا أرختَ ما تكتب
…
في فضل الصحب تسطره
أضفْ تاء إلى باء
…
إلى ياء تكرره
لقاء الغرب تجمعها
…
وباقيه فشكره
[ب + ت + ي + ي + غ = 2 + 400 + 10 +10 +1000= 1422 هـ. ويمكن جمع الحروف المتقدمة في كلمة واحدة هي: (يبتغي)؛ لتسهيل حفظها].
وقد أجاد الشيخ: حسن بن راضي الصاعدي - وفقه الله - (المحاضر في الجامعة الإسلامية) إذ أرخها بقوله: (اغفر الله لهم)، أخذه من قوله - جل وعلا -:{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ ..... } من الآية رقم (10)، من سورة: الحشر.
[(اغفر الله لهم) = 1+ 1000 + 80 + 200+ 1+30+30+ 5+30+ 5+40= 1422 هـ].